الفصل العاشر

417 36 7
                                    

رواية إرث الحب والآلم
زينب سعيد القاضي
الفصل العاشر
❈-❈-❈
"ظنت أن الحزن سينتهي وسيطرق الفرح بابها ، لكن يا أسفاه حدث معها العكس وازداد حزنها أضعافاً مضاعفة ، لن تسمح أن تبني سعادتها علي حزن غيرها حتي لو كلفها الأمر أن تعود إلي حيث جاءت"
أسما 💔
مرت الأيام وظلت هي حبيسة الغرفة تتجاهل الحديث معه أو الخروج من الغرفة رغم ما حدث من والديه لم تغضب منهم بالعكس تماما معهم كل الحق فيما فعلوه معها هي من جاءت من حيث لا يعلموا لتكون السبب في شتات جمعهم وتفرقتهم وآخذت محبة ولدهم منهم دون وجه حق.
فاقت من سيل أفكارها علي فتح باب الغرفة ودخوله ممتعض الوجه واضعاً كلتا يديه بجيوب بنطاله وقف أمامها يطالعها بغموض دون أن يتحدث مما جعل القلق يسري داخل قلبها.
رفعت عيناها وتقابلت مع خاصته وتسألت بحذر:
-خير يا قاسم مالك ؟
إرتسمت إبتسامة ساخرة علي زاوية فمه وقال:
-أنا مالي ؟ السؤال ده المفروض أنا إلي أسأله ليكي يا أسما مش العكس .
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-مش فاهمة قصدك ايه ؟
زفر بحنق وأخرج يده من جيبه ومسح على وجهه عدة مرات وتحدث بتريث:
-أسما أنا حبيتك بجد ضحيت بأهلي وبشغلي وبمستقبلي وكل حاجة عشانك بعد ما كنت صاحب شركة بقيت مجرد محاسب لا راح ولا جه وده كله مش فارق معايا مقابل أنك تبقي جنبي لكن مع الأسف أنتي مستكترة عليا ده ليه ؟ أهلي وافقتك ووديتك ليهم زي ما أنتي عايزة وحصل إلي حصل ومع ذلك رافضة نعيش زي أي ناس طبيعية.
صمت قليلاً واستطرد بإيجاز:
-فهميني بس يا حبيبتي سؤال واحد محتاج إجابته منك يا أسما أنتي بتحبيني ولا لأ ؟
"أنا محبتش ولا هحب غيرك يا قاسم أنا عيني فتحت علي حبك أنت"
قالتها بخجل شديد وهي تتهرب بنظراتها عنه .
كان وقع كلامها كالبلسم علي علي قلبه كما جعل ابتسامته تتسع ويجلس أمامها متمتمًا بحب:
-طيب أنتِ ليه بعيدة عني ؟ أنا محتاج إنك تهوني عليا يا عمري انا كل تعبي وهمي بيروح لما أشوف إبتسامتك أنتي ليه حرماني منها ؟ أسما أنا فاهمك كويس أنتي بتحميل نفسك الذنب في بعد أهلي عني لكن يا قلبي أنتي ملكيش ذنب في ده ومسير الأيام تخلي النفوس تصفي يا قلب قاسم.
حدقت به بتردد وتسألت بقلق:
-يعني مش هتيجي في يوم تزعل مني وتحملني بعدك عن أهلك ؟ قاسم الأهل مش بيتعوضوا ولو ما لكش خير فيهم مش هيكون ليك غير فيا .
هز رأسه نافياً وعقب:
-عمري يا قلب قاسم مش هيحصل أطمني وأنا مش هسكت أنا هفضل مع أهلي لغاية ما يرضوا عني ويسامحوني كمان يا قلبي أطمني.
تنهدت براحة وقالت:
-ريحت قلبي ربنا يلين قلبهم يارب.
أمسك يدها بحب مقبلاً يدها بحنان:
-يارب.
حدبها بمكر وغمز بخفة معقبا:
-ويلين قلبك أنتي كمان يا قلب وعقل قاسم أصل أنا عريس وغلبان عايز افرح يا ناس .
أحمرت وجنتيها حتي أصبح وجهها كثمرة الكريز الناضجة شاهقة بخجل وهي تسحب يدها بقوة وتخبئ وجهها منه.
بينما هو تعالت ضحكاته بصخب وهو يضرب كف بكف من خجل زوجته الذي يكاد أن يصيبه بالجنون لا محالة لكن مهلا لن يتركها الا بعد أن يجعلها تذوب في عشقه كما يذوب هو بعشقها ويخوص في حبها.
❈-❈-❈
كانت تجلس مع شقيقها الذي ينظر لها ببلاهة كعادته،
تطلع لها بعدم فهم وتسأل:
-مش فاهم الصراحة أنتي ناوية علي أيه يا نيڤين بالظبط ؟
رمقته بإستهزاء وعقبت:
-وأنت من أمتي بتفهم أصلا يا لؤي.
إمتعض وجهه وصاح مستنكراً:
-نعم من أمتي بفهم قصدك أني غبي ولا ايه ؟
ابتسمت ساخرة وقالت:
-لأ طبعاً مش غبي أنت مفيش عندك عقل أصلا.
. اشتعل وجهه غيظاً وقال:
-طيب يا أم العقل كله فهميني أنتي عايزة ايه بالظبط أو ناوية علي أيه ؟
قلبت عيناها بنفاذ صبر وقالت:
-هتفرق معاك في أيه ؟
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-مش فاهم هي أيه إلي هتفرق معايا في أيه ؟
ردت باستخفاف وهي تشمله بنظرة متهكمة من أعلي رأسه لأغمص قدمه:
-يعني هتفرق معاك في أيه ؟ أنت ليك فلوس وبس عمرك ما فكرت تشغل دماغك من الأساس أو حتي تعمل حاجة تحسسني إنك راجل.
إحتدت عيناه وقال:
-ايه إلي بتقوليه ده يا هانم ؟ بقي أنا مش راجل ؟ انتي أتجننتي ولا ايه ؟
إبتسمت ساخرة وعقبت:
-بجد طيب عالي صوتك كمان شوية ؟ أنت يتضحك علي نفسك ولا عليا هو الرجولة إنك تقعد في البيت وأنا إلي اصرف عليك ؟ هي الرجولة تخليك تسيب أمك عائشة لوحدها بره وتتجوز إلي يدفع أكتر وياريت علي قد كده دي كل شوية تغير في راجل شكل الحمد لله أنها مش موجوده في مصر كانت فضيحتنا هتبقي بجلاجل كفاية الفضايح إلي كانت عملاها وأنا بره وسط زمايلي مخلياني مقدرش ارفع راسي فيهم أمي المفروض اتباها بيها وهي جنبي في الغربة مقضاياها لو كمان تتجوز رجالة أصغر مني أنا شخصياً جنابك بقي فين من كل ده ؟ قاعد هنا في مصر تستني الفلوس الي أمك تسحبها من أجوازتها لأ ولما أنا رجعت رمتني في طريق صاحبك إلي طالع غبي زيك بس مش مهم أنا هلعب عارف ليه علشان يبقي معايا فلوس وما أسمحش لحد يذلني تاني وأنت بقي خليك قاعد يا سيد الرجالة مستني الفلوس الي بتيجي من عرق الستات.
ألقت آخر جملتها هازئة ونهضت تاركة إياه يتطلع لها بنظرات مغتاظة.
❈-❈-❈
فتحت عيناها بضعف وحاولت أن تعتدل بحرص حتي لا يستيقظ زوجها لكن ما ان شعر بحركتها حتي نهض بفزع يتفحصها بقلق:
-أنتيِ كويسة يا حبيبتي ؟
ابتسمت بحب وقالت:
-الحمد لله.
تنهد براحة وتسأل:
-أنتي صحيتي ليه ؟ أنتي حاسة بتعب أو حاجة ؟ تحبي نروح للدكتور ؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-أطمئن أنا بخير يا حبيبي بس هقوم أطمئن علي الولاد.
حدقها معاتبا وعقب:
-أنتِ إلي تطمني علي الولاد ؟ بزمتك ده كلام ناس عاقلة مين المفروض يطمئن علي مين بس ؟ وبعدين أنتي إلي تعبانة يا حبيبتي ومحتاجة راحة .
اغمضت عيناها بحزن وقالت:
-وهرتاح إزاي وأنا شايفة ولادي بيحاربوا بعض ؟ هرتاح إزاي وأنا شايفة الفراق بيحوم حوالين ولادي.
فتحت عيناها بضعف واسترسلت بإيضاح:
-مش هقدر يا سراج أشوف ولادي بيأكلوا في بعض وأسكت مش هقدر أخسر تاني كفاية إلي خسرتها وأتحرمت منها طول عمري ويا عالم هشوفها تاني ولا لأ ؟ يا تري عايشة ولا ماتت!
لم يقوي علي الحديث بل آخذها في أحضانه حتي هدأت وإستكانت بين ذراعيه وهتف معاتبا:
-أحنا قولنا ايه ؟ أنتي تعبانة ومحتاجة ترتاحي صح ولا غلط ؟ وبعدين ولادك أتصالحوا امبارح الحمد لله.
رفعت رأسها وقاطعت إسترساله :
-اتصالحوا بس النفوس شالت يا سراج.
ربت علي ظهرها بحنان وقال:
-ولادنا ولاد حلال ومتربيين بفلوس حلال أطمني الدم هيفضل دم وبإذن الله ربنا يرد الغايب أنا عندي إحساس أنا اللقاء قريب.
رددت بدعاء:
-يارب يا سراج يا رب.
ربت علي ظهرها بحنان وقال:
-بإذن الله يلا غمضي عينك بقي ونامي وارتاحي.
تطلعت له بتردد وتسألت:
-تمارا وتقي موجودين صح ؟
رمقها معاتبا وعقب:
-يا ست الكل متشليش هم أنتي بس أدهم طالما عرف مش هيسبهم أطمني أنا بس كل إلي شاغل بالي أيه إلي حصل بينهم ؟ تمارا وادهم أحنا كنا بتحكي ونتحاكي بقصة حبهم ازاي يسمحوا للشك أنه يدخل بينهم بس ؟
ردت بحزن:
-مش عارفة يا سراج أنا مش فاهمة هو أيه إلي حصل ليه بس أكيد شيطان ودخل بينهم.
أومأ بإيجاب وقال:
-أكيد بس أدهم عاقل وهيتصرف أنا واثق فيه.
❈-❈-❈
تململ الصغير في نومه وشعر بذراعين كبيرين يكبلوا جسده فتح عيناه ببراءة وجد والديه جواره ابتسم ببراءة واعتدل بحذر شديد ونهض وبدأ يصيح بفرحة عارمة:
-هيه هيه هيه هيه.
استيقظا بفزع وهما ينظرون إلي بعضهم إلي أن تنهد أدهم براحة وقام بجذب صغيره في. أحضانه وهي يتحدث بضيق:
-ايه يا قرد أنت بتعمل أيه ؟
رد ببراءة:
-فرحان.
رمقته والدته بغيظ:
-يا سلام كده فرحان ؟ أمال لو زعلان هتعمل فينا أيه ؟
اقترب الصغير منها وقبل وجنتيها بوداعة:
-هتنامي جنبي كل يوم يا ماما صح؟
نظرت له بنصف عين:
-كده يا بكاش ؟
تحدث والده بغيظ:
-يا سلام طيب وبابا مش عايزه ينام جنبك ؟
ألتفت إلي والده وتحدث ببراءة:
-لأ طبعاً عايزك تنام جنبي ما هي ماما لما تيجي تنام جنبي أنت هتيجي وراها مش بتعرف تنام غير في حضنها زي.
أتسعت عيناه وتطلع إلي زوجته وتحدث بصدمة:
-يا سلام ومين قالك كده بقي ؟
رد ببراءة:
-عمو أسر.
إبتسم ساخراً وعقب:
-عمو أسر ما علينا أيه إلي صحاك بدري بقي يا عفريت أنت ؟
ذم شفتيه ببراءة:
-جعان .
نهضت تمارا سريعاً وهي تشير الي عيناها:
-عيوني يا قلب ماما هنزل أعملك فطار حالا.
قفز الصغير من حضن والده وقال:
-توء توء أنا هروح لأسيل تعمل لعمور بيتزا البيض.
رمقته بغيظ وقالت:
-يا سلام ما أنا هعملها ليك ؟
هبط الصغير من علي الفراش وصاح بطفولة:
-أنتي بتعمليها وحش يا ماما.
فتح الصغير باب الغرفة وغادر سريعاً بينما انفجر أدهم ضاحكاً استدارت إلي زوجها بغيظ وأرتمت جواره علي الفراش وصاحت بغيظ:
-شايف إبنك وعمايله قصده أني مش بعرف اطبخ ؟
تطلعت له واسترسلت بإيضاح:
-هو أنا أكلي وحش زي ما الواد ده بيقول ؟
رفع يده بإستسلام وقال:
-إبنك إلي بيقول مش أنا.
اقتربت منه بدلال وهي تداعب لحيته الخفيفة وتسألت:
-طيب وأبو أبني رايه أيه ؟
إبتسم ساخراً وأبعد يدها عنه ونهض واضعاً يده بجيبه:
-رأيه أني لسه زعلان منك يا تمارا.
زمت شفتيها بخجل وهتفت معاتبة:
-خلاص بقي قلبك ابيض يا حبيبي.
رمقها باستخفاف وعقب:
-قلبي ابيض وبالنسبة ليكي انتي كان قلبك أيه وأنتي بتخربي البيت وواخده الواد وماشية ولا كلامك ؟ أحنا اه هنتصالح بس بعد لما حضرتك تعقلي وتصلحي إلي عملتيه ده.
تطلعت له بحيرة وتسألت:
-أصلح إلي عملته ازاي ؟
رفع كتفيه باللامبالاة:
-دي مشكلتك مش مشكلتي يا قطتي يلا سلام رايح أخد شور عشان اروح شغلي غادر الغرفة تاركاً إياها تطلع في آثره بذهول.
❈-❈-❈
فتح باب الغرفة واندفع إلي غرفة خالته بعد أن وجد غرفة عمته خالية وجدهم نائمين جوار بعضهم التمعت عين الصغير بمكر وتطلع حوله حتي وجد ضالته زجاجة الماء الموضوعة فوق الكومدينوا تحرك بحذر شديد وأمسك الزجاجة وبعدها صعد فوق الفراش ببطئ شديد وبعدها فتح الزجاجة وبدأ يقفز فوقهم بصياح وهو يقوم برش الماء عليهم.
استيقظ الاثنان بفزع وهما ينظرون إلى بعضهم بصراخ وما أن وجدوا هذا الصغير الماكر أمسكته أسيل وهي تصيح به:
-بقي كده يا حيوان أنت مش هتبطل إلي بتعمله ده ؟
ألتفت إلي تقي الشاردة وتسألت بحيرة:
-مالك يا تقي سرحانه في أيه ؟
تنهدت بحزن وعقبت:
-مفيش حاجة سرحت شوية.
زمت أسيل شفتيها فهي تفهمت سبب حالة تقي جيداً فهي تذكرت أفعال أسر الجنونية فهو من علمها إلي عمر من الأساس.
أخرجهم الصغير من شرودهم ببراءته المعتادة:
-أنا جعان.
انتبهوا له وتسألت أسيل بعد إستيعاب:
-جعان ليه ؟ مش هما فطروا تحت ؟
هز رأسه بلا:
-مفيش حد صحي أصلا بابي ومامي كانوا نايمين جنبي وأنا صحتهم وتيتة مش تحت ولا جدوا.
أومأت بإيجاب وقالت:
-تمام يا حبيبي هقوم أعمل ليك حاجة تأكلها.
ردت الصغير بلهفة:
-عايز بيتزا بالبيض من إلي أنتي بتعمليها عشان مامي بتعملها وحشة .
ابتسمت ساخرة وقالت:
-بيتزا بالبيض وأنا إلي كنت راسمة اعملك سندوتش جبنة.
حرك الصغير عينيه ببراءة:
-ويهون عليكي عمور يأكل جبنة ؟
رمقته باستخفاف وعقبت:
-يا سلام صعبت أنت عليا كده ؟ ما علينا تعالي.
نهضت من علي الفراش وحملته بحنان وألتفت إلي تقي الشاردة وتسألت:
-هتكملي نوم ؟
هزت راسها نافية وهتفت بشرود:
-لأ هقوم اتوضي وأصلي وأرسم شوية محتاجة ارسم عشان أطلع إلي جوايا.
تطلعت لها بإشفاق وقالت:
-ماشي يا قلبي هنزل اعمله البيتزا وأجهز الفطار وأرجعلك .
أومأت بإيجاب وردت باختصار:
-ماشي يا حبيبتي براحتك .
غادرت أسيل وبرفقتها عمر بينما نضهت تقي بتثاقل متجهة إلي المرحاض.
❈-❈-❈
يجلس علي الطاولة الخشبية ويحرك قدمه بطفولة وبيده خيارة صغيرة يأكلها بنهم بينما أسيل تصب إهتمامها علي تحضير البيتزا الخاص به.
كان يهبط الدرج بتطاسل إلي أن داعبت أنفه رائحة الطعام الشهية التي جعلت اللعاب يسيل داخل فمه فتحرك صوب المطبخ وجد شقيقته مندمجة في تحضير البيتزا الشهية التي يفضلها الصغير العمر الذي يجلس يتابعها بإهتمام.
ابتسم بهدوء وألقي التحية:
-صباح الخير.
تجاهلت أسيل الرد عليه بينما أجاب عمر بلهفة:
-عمو تعال كل مع عمر.
ابتسم أسر وقبل الصغير من وجنتيه الممتلئة بحب:
-الف هنا لحبيب عمو.
حمل الصغير بحب يداعبه وهو ينظر إلي شقيقته بنصف عين:
-ساكتة يعني يا أسيل مش بعادة ؟
ألتفت له معاتبة وقالت:
-المفروض أقول ايه ؟
رد بنفاذ صبر:
-قولي أي حاجة يا ستي ردي الصباح حتي ؟ أنا أخوكي الكبير علي فكرة!
القت ما بيدها ووقفت متخصرة:
-اسر أنت جايب البرود ده منين ؟ أنت مش شايف المصيايب الي حصلت بسبب إلي أنت عملتها ؟
أنزل الصغير علي الأرض بغيظ وقال:
-نعم يا ست أسيل عملت ايه أنا ؟ قوليلي غلطي ايه؟ عشان حبيت وعايز اتجوز كله هيقف ضدي ؟
اخذت نفس عميق وتحدثت بنبرة ذات معني:
-المشكلة مش أنت حبيت ولا هتتجوز ؟ لا المشكلة في إلي أنت أخترتها أصلا يا أسر.
رفع يده بتهديد وقال:
-أسيل كلمة زيادة ورد فعلي مش هيعجبك.
ألقي جملته وغادر الغرفة تاركاً إياها تنظر في آثره بذهول من رد فعله ولامبالاته التي لم يعهدوها عليه من قبل .
خرج من المطبخ وعفاريت الانس و الجن تتمثل أما عينيه اتجه إلي الحديقة وجلسعلي اقرب مقعد ينفس عن غضبه بشرود وسرعان ما لاحت نيڤين علي خاطره قرر أن يخرج هاتفه ويحادثها كي يطمئن عليها وعلي حالتها.
❈-❈-❈
خرجت من الحمام بعد فترة وأدت فرضها وبعدها اتجهت إلي الشرفة وبدأت بتجهيز اللوحة وأدوات الرسم وجلست أمامها والفراشاة بيدها تحركها بشرود تام  ، بعد ما يقارب الساعة إنتبهت إلي نفسها ووقفت أمام لوحتها بشرود  فبعد أن اختارت الرسم  كي تريح حالها من التفكير أصبح ما بعقلها هو ما رسم على لوحتها ابتسمت بسخرية فالرسمة ما هي إلا صورة أسر قلبها .
زفرت بحنق والقت الفرشاة جانبا وهي تنظر إلي السماء بشرود:
-يا ربي أنا تعبت بجد أطلع بقي من دماغي بقي.
قطع  إندماجها صوت تعرفه جيدا وعلي ما يبدو أنه يتحدث في هاتفه مع شخص ما.
حدقت  أسفل شرفتها لتجد أسر يجلس في الجنينه علي أحد المقاعد ويتحدث برومانسية شديدة وضعت يدها علي قلبها بألم والقت نظرة أخيرة عليه قبل أن تدخل سريعاً إلي الغرفة غالقة الباب خلفها بعنف وأرتمت علي فراشها وتبكي بعد سماعها كلماته المعسولة التي يلقيها علي غريمتها فحب طفولتها وحلم حياتها أصبح قلبه ملكا لآخري غيرها.

يتبع…….

إرث الحب والآلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن