رواية إرث الحب والآلم
الفصل السادس عشر
زينب سعيد القاضي
❈-❈-❈
"ليتنى علمت أننى أحبك منذ البداية، ما كنت وصلت أنا إلي مفترق الطرق، وأصبحت أقف فى حيرة من أمري، سلكت هذا الطريق بإرادتى، وها أنا اقف مكتوفي اليد لا أدرى كيف أعمل مسارى"
أسر المعداوي ♥️ تقي المهديصعد الدرج ووقف أمام غرفة تقي بتردد لا يدري أيطرق الباب ويدخل ليسلم عليها أم ينتظر الصباح زفر بحنق في نهاية المطاف وإتجه إلي غرفته.
دلف الغرفة وجد زوجته تغط في ثبات عميق اتجه إلي المرحاض آخذ حمامه وبدل ملابسه إلى منامة بيتية مريحة خرج بعد قليل وجلس علي الفراش يفكر فيما يؤرق عقله إلي تسقط في ثبات عميق هو الآخر من كثرة الإرهاق.
في الصباح استيقظ أسر من النوم بتملل شديد إعتدل بوهن ونظر للساعة بجواره وجدها تخطط التاسعة صباحاً ألتفت إلي زوجته مداعبا خصلات شعرها برفق كي يقوم بإيقاظها:
-نيفو قومي يا قلبي فوقي كده.
ردت نيڤين بنوم وهي تلتف للجهة الأخرى:
-بس بقى يا أسر عايزة أنام .
تنهد أسر بهدوء وقال:
كده هتتاخري علي الشغل ولا مش هتنزلي النهاردة ؟
أومأت بإيجاب:
- لأ خليني النهاردة وهنزل بكره.
رد بهدوء:
-تمام هنزل أنا وأنتي كملي نوم يا قلبي.
عادت إلي النوم مرة أخرى:
-تمام.
بينما نهض أسر واتجه إلي المرحاض آخذ حمامه وخرج بعد قليلاً وارتدي ملابسه العملية ووقف أمام المرآة يصفف شعره وينثر عطره ألقي علي نفسه نظرة رضا وغادر الغرفة متجهاً إلي الأسفل.
❈-❈-❈
في الأسفل يجلس الجميع يتناولوا طعام الإفطار في جو أسرى يسوده الدفئ والهدوء.
استدارت عليا إلي ولدها البكر وتسألت:
-هو أسر قالك هينزل الشغل إمتي يا أدهم؟
رد أدهم بهدوء:
-مقالش يا أمي .
تحدث سراج بتعقل:
-ينزل براحته ده عريس يا عليا.
حدق أدهم بتقي التي تلعب في طبق الطعام دون تناول شئ وعاجلها بسؤال:
-أخبار لوح المعرض أيه يا تقي خلصتيهم ولا لسه؟
انتبهت له تقي وقالت :
-يعني شبه خلصت فاضل حاجات بسيطة.
أومأ أدهم بإيجاب:
-ربنا معاكي يا رب.
ردت بإبتسامة:
- يا رب يا أبيه.
-صباح الخير.
قالها أسر الذي هبط الدرج ووقف أمامهم.
رد الجميع تحية الصباح:
-صباح النور.
تحدثت عليا بحنان:
-أقعد أفطر معانا يا حبيبي.
جلس في المقعد المقابل لتقي ونظراته منصبة عليها رغم تجاهلها له :
- حاضر يا أمي.
قرر لفت إنتباهها وتسأل :
-أخبارك يا تقي عاملة أيه ؟
ابتلعت ريقها بضعف وردت :
-الحمد لله.
تسأل بضيق مستتر:
-يارب دايما غريبة موضوع المعرض ده مش كنتي قفلتي عليه خالص ؟
أجابت تقي ببرود:
-ورجعت فتحتوا تاني أيه المشكلة ؟ ده مستقبلي وأنا حرة فيه أنا شبعت هخرج أتمشي في الجنينة عن إذنكم.
رد سراج بهدوء:
-أتفضلي يا بنتي.
نهضت تقي وغادرت تاركة الآخر ينظر لها بنظرات مشتعلة وبدأ في تناول فطوره علي مضض.
تسألت عليا بفضول:
-مراتك منزلتش معاك ليه؟
رد بإختصار :
-مش هتنزل الشغل النهاردة فكملت نوم.
امتعض وجه عليا وقالت:
-نوم العافية.
نهض أدهم بإستئذان :
-سفرة دايمة.
ردت عليا بحنان:
- يدوم عزك يا حبيبي.
نهض أسر هو الآخر واوقف شقيقه:
-أستني هاجي معاك يا أدهم.
قطبت جبينها باستغراب وتسألت:
-أنت ملحقتش تأكل يا حبيبي ؟
رسم ابتسامة صغيرة علي سغره وقال:
-شبعت يا ست الكل يلا سلام عليكم.
غادر أدهم وبرفقته أسر بينما ألتفت عليا إلي زوجها بقلق:
-ماله ده شكل العقربة مزعلاه ؟
ردت تمارا مازحة:
-هو بيقول نايمة يا خالتو تبقي مزعلاه إزاي بقي ؟
رمقتها خالتها بغيظ وقالت بتبرير:
-يوه بقي أهي مزعلاه وخلاص متوجعيش دماغي أنتي كمان.
كتمت تمارا ضحكتها علي خالتها الغيورة وقالت:
-حاضر يا خالتو.
تحدث سراج بتحذير:
-خلاص بقى يا عليا الواد قالك شبع ريحي نفسك أنتي ولا هو قلق وخلاص ؟
ردت بضيق:
-طول ما هو متجوز العقربة دي هفضل تعبانة علي طول.
تنهد بسأم وقال:
-سبيها علي الله كل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-ونعم بالله.
❈-❈-❈
بينما في الحديقة تجلس تقي تتأمل الزهور بشرود تام تتذكر إحدي مواقفها السابقة مع أسر.
أنت تقرأ
إرث الحب والآلم
Mystery / Thrillerعندما يتحكم المال في النفوس يجعلها تتغير ، فما بالك إذا أتحدت حواء والمال سويا ، فتجعل من العادل ظالم ، ومن الصالح فاسد ، وعندما يتدخلوا بين الأخوة فهل سيظلوا أخوة أم سيكون للقدر رأي آخر ، هل بعد سكب الحليب وسيل الدماء ، ومفارقتنا الأحباب ، هل سيظل...