رواية إرث الحب والآلم
الفصل الثالث عشر
زينب سعيد القاضي
❈-❈-❈
الفراق أسوأ كلمة يمكن أن تذكر أو نشعر بها نحن تجاه شخصاً عزيزاً علينا لا نفضل سماعها ولا الشعور بها فما بالك إنك من تسببت في هذا الفراق ؟ وعدت نادماً كي تعيد لم الشمل من جديد هل تستطيع أم سيكون فات الأوان ؟ وتظل تعاتب نفسك الباقي من عمرك.
قاسم نورالدين💔هبطت من السيارة الأجرة أمام المكان الذي جاءته سابقاً برفقة زوجها من أجل زيارة عائلة زوجها من أجل طلب العفو والسماح والأن هي هنا وبمفردها حمدت الله داخلها أنها حفظت العنوان في المرة السابقة أثناء إلقاء زوجها للسائق الذي قام بإيصالهم.
ظلت تقدم قدم وتأخر الآخر فهذا آخر مكان تود المجئ إليه لكن يجب أن تأتي بإرادتها أو رغماً عنها تريد جمع شمل زوجها بعائلته حتي لو تطلب الأمر فراقها هي عنه أحبته لا بل عشقته مكثت برفقته شهراً واحداً كان بمثابة العيش في نعيم الجنة لكن الجنة دون أناس لا تداس .
وصلت أمام الباب الداخل ودقات قلبها تتسارع كدقات الطبول ماذا تفعل إذا حدث ما حدث بالمرة السابقة وهي هنا وبمفردها دونها سندها وراجلها الآول ومعشوق الروح قاسم حسنا ستتحمل أي شئ هو يستحق ذلك.
وضعت إصبعها على زر الجرس وانتظرت حتي فتح الباب وطلت منه الخادمة.
ابتلعت ريقها بتوجس وتسألت:
-مدام وفاء موجودة ؟
أومأت الخادمة بإيجاب وتنحت جانباً:
-أيوة يا فندم أتفضلي.
خطت إلى الداخل بخطي مرتعشة وهي تقدم قدم وتأخر الآخرى جلست في المكان الذى قادتها به الخادمة وتركتها بمفردها ظلت مثبتة أنظارها أرضاً وهي تفرك بيدها.
إستمعت إلى أصوات تقترب منها لم تجرأ على رفع رأسها حتى توقفت الأصوات وشعرت بخيال يطل عليها.
رفعت رأسها بتوجس رمقتها الآخرى من أعلي رأسه حتى أغمص قدمها .
إنتفضت الآخرى ووقفت أمامها بإرتباك:
-صباح الخير يا مدام وفاء.
ردت الآخري بإقتضاب:
-خير أيه سبب الزيارة دى ؟
هتفت بإرتباك:
-أنا جاية عشان أطلب من حضرتك إنكم تسامحوا قاسم أنا فاهمة وجهة نظركم أنا منفعش لقاسم ولا أناسبه ولا هو ولا غير الي زي انكتب عليه يفضل منبوذ طول عمره بس غصب عنى والله قاسم حبني وأنا حبيته أطلبي إلى حضرتك عايزاه مني عشان تسامحوا قاسم وأنا مش هتأخر.
جلست صفاء واضعة ساق فوق ساق بثقة:
-أقعدى يا أسما.
جلست الآخرى بإستحياء:
-شكراً.
حدقت بها والدة زوجها بتقييم وقالت:
-بصى يا أسما أنتي بنت حلوة وجميلة وواضح إنك متربية كويس كمان لكن أنتي ملكيش نسب يعنى وارد تكوني لقيطة أو بنت حرام.
ابتلعت أسما ريقها بمرارة وقالت:
-محدش بيختار أهله ولا مصيره يا هانم.
أومأت بتأكيد:
-أكيد طبعاً أن اه متعاطفة معاكي بس مش معنى ده أني متقبلاكي زوجة لأبني عايزة نسامح قاسم يبقي تبعدي عنه.
قطبت الآخري جبينها بحيرة وتسألت:
-أبعد عنه ؟
أومأت وفاء بتأكيد :
-أيوة أطلقي وأطمني أحنا هنأمن ليكي مستقبلك شقة تعيشي فيها وبلغ محترم تصرفي منه والمبلغ إلي هتحدديه هتاخديه ان شاء الله مليون جنيه المهم تبعدي عن أبني وللأبد.
أتسعت عين الآخرى بصدمة وتسألت:
-فلوس ؟ أنا مش عايزة فلوس أنا كل حلمي في الدنيا يكون ليا أهل وعائلة وبس
نهضت وفاء وتحدثت بصلابة:
-وأحنا مش العيلة دي أنا قولت إلي عندي المقابلة إنتهت خلاص.
نهضت أسما بإنكسار وتحركت بخزي وهي تجر أذيال الخيبة وراء ظهرها وضعت يدها علي راسها بضعف من شدة الدوار الذي داهمها ولم تكد أن تصل إلي البوابة إلي سقطت مغشياً عليها.
ولكن قبل أن يلمس جسدها أرضاً تلقفتها ذراعياً قويتين وهو يطلع الي والداته بصدمة.
اقتربت منه الاخري بعدم تصديق:
-أحمد رجعت إمتي؟
حدق بها بضيق:
-هو ده وقته جيت إمتي مين دي ؟
امتعض وجهها وقالت:
-مرات قاسم.
تطالع الفتاة التي بين ذراعيه وتحرك بها إلي الخارج أوقفته والدته بذعر:
-أنت رايح فين ؟
قلب عينيه بضجر وقال:
-رايح أتفسح ؟ هكون رايح فين يا أمي رايح أوديها المستشفي ولا عايزاني أسيبها مرمية علي الرصيف دي مرات قاسم نورالدين يا ماما .
أشتعل وجه والدته بغيظ وغادر سريعاً متجه الي الخارج منادياً علي إحدي الحرس لإحضار سيارة .
ظل حاملاً لها يغض بصره ويحاول قدر الإمكان ألا يتلمسها.
أحضر الحارس السيارة وهبط سريعاً وفتح المقعد الخلفي إلي سيده وضعها أحمد بعناية وأغلق الباب جيداً وأستقلي السيارة منطلقاً بها إلي المشفي.
ببنما ظلت والدته تقف كما هي تطلع في آثره بذهول كيف عاد من سفره دون إخباره وأيضاً إهتمامه بهذه الشمطاء زوجة أخيه.
❈-❈-❈
ماما قالتها أسيل بصراخ وفزع وهي تجد والدتها يغشي عليها علي طاولة الطعام ركض الجميع حولها بلهفة يحاولوا إفاقتها دون فائدة حملها أسر سريعاً متجه إلي سيارته والبقية خلفها.
بعد ما يقارب الساعة يقف الجميع أمام غرفة الكشف بأحدي المستشفيات في إنتظار خروج الطبيب ليطمئتهم علي خالتها .
إقترب أدهم من والده مرتباً علي كتفه بحنان:
-أطمئن يا بابا ماما هتبقي بخير يا حبيبي.
تطلع له سراج بأمل :
-يارب يا أدهم يارب ينجيها.
استدار بوجهه وتطلع إلي أسر شذرا وقال:
-عجبك إلي حصل لأمك ده يا أسر ؟ خد بالك أمك لو حصل ليها حاجة مش هسامحك يا أسر سامع مش هسامحك.
قطع حديثهم خروج الطبيب من الغرفة.
نهض الجميع متجهين إليه وسارعت أسيل إليه بلهفة:
-خير يا دكتور ماما كويسة صح ؟
تنهد الطبيب بأسف:
-الضغط عالي جدا بالإضافة أنها مريضة قلب كده غلط عليها جدا الحالة معرضة لجلطة في أي لحظة أظن حذرتكم في الموضوع ده قبل كده لما تعبت ؟
زفر أدهم بحزن:
-طيب يا دكتور هي حالتها أيه دلوقتي ؟
غمغم الطبيب بعملية:
-علقنا ليها محاليل تظبط الضغط وأن شاء الله تبقي بخير بس بلاش إلي حصل ده يتكرر مرة تانية.
رد الطبيب بعملية:
-باذن الله بس أهم حاجة الراحة النفسية.
اومأ أدهم مؤكدا:
-بإذن الله يا دكتور أطمئن متشلش هم خالص.
رفع كتفيه بإستسلام وعقب:
-تمام .
تسألت تمارا بفضول:
-ينفع ندخل نطمئن عليها ؟
هز رأسه نافياً وعقب:
-لأ هي نايمة دلوقتي.
تسأل أسر بتردد:
-طيب هتخرج امتي ؟
رد الطبيب بعملية:
-أول لما تفوق بإذن الله بعد إذنكم.
غادر الطبيب وجلس الجميع براحة وتحدث أدهم:
-أنا هنزل أجيب قهوة من الكافتيريا وراجع حد عايز يشرب حاجة ؟
حرك الجميع رأسهم بلا غادر أدهم متجهاً إلي الأسانسير متجهاً إلي الطابق الأرضي.
❈-❈-❈
وصل بها إلي المشفي وأدخلها إلي إحدي الغرفة ووقف بالخارج في إنتظار فحص الطبيب لها.
جلس علي أحد المقاعد بشرود يتذكر مكالمة والده وإخباره بزيجة شقيقه من فتاة لعوب فعاد علي الفور لينفظ شقيقه من براثنها لكنه عاد اليوم ولحسن حظه إستمع إلي حديثها مع والديها وعلم حقيقتها .
مسح علي وجهه عدة مرات وأخرج الهاتف من جيبه وضغط علي عدة أرقام وانتظر الرد:
-الو أيوة يا قاسم أنا أحمد أخوك تعالي علي مستشفي الوادي خير أطمئن تعالي أنا في الدور التالت.
أنهي حديثه وأغلق الهاتف ووضعه بجيبه مر قرابة النصف ساعة وخرج الطبيب فنهض واتجه إليه متسائلاً:
-خير يا دكتور مالها ؟
رد الطبيب بعملية:
-حضرتك جوزها ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ مش جوزها مرات أخويا.
أومأ بتفهم وقال:
-تمام ألف مبروك المدام حامل.
اتسعت عيناها بصدمة :
-حامل ؟
ابتسم بهدوء ورد:
-أيوة حامل ألف مبروك بعد اذن حضرتك.
غادر الطبيب وتهاوي علي مقعده واضعاً رأسه بين كفيه هي حامل الأن تحمل طفل جنين بين أحشائها تري ماذا سيكون ردة فعل والديه عندما يعلموا بحملها؟
فاق من شروده علي وقع اصوات أقدام رفع رأسه تفاجئ بشقيقه الذي يركض إليه بلهفة:
-أحمد في أيه ؟ مراتي مالها أنت شوفتها ازاي ورجعت أمتي ؟
نهض أحمد وتحدث بنبرة ذات معني:
-مراتك كانت عند بابا وماما وأنا وصلت لقتها مغمي عليها جبتها هنا.
ربت علي ظهر شقيقه الأصغر بحنان وقال:
-مبروك يا قاسم مراتك حامل هسيبك تطمئن عليها وبعدين نتقابل سلام
تحرك سريعاً د ن أن ينتظر رد شقيقه استقل الاسانسير وهبط إلي الطابق السفلي وأثناء خروجه اصطدم بشخص ما.
تراجع كل منهما إلي الخلف وتحدث أحمد بلهفة:
-أدهم المعداوي مش معقول؟
ضم كل منهم الأخر بلهفة شديدة وتسأل أدهم بلهفة:
-رجعت أمتي ؟
تنهد أحمد وقال:
-لسه راجع .
قطب أدهم جبينه بعدم فهم وتسأل:
-وبتعمل أيه هنا ؟
إبتسم بخفة وعقب:
-بص أنا عايز أنام أروح دلوقتي وهفاجأك بزيارة في أقرب وقت سلام.
تطلع ادهم إلي صديقه واستقل المصعد الكهربائي عائداً إلى عائلته.
❈-❈-❈
فتح باب الغرفة ودلف وجد زوجته مستيقظة وتحدق للسقف بشرود إقترب منها مقبلاً جبينها بحب وقال:
-مبارك يا قلبي.
انتفضت بذعر وقالت:
-قاسم ؟
تنهد وقال:
-أيوة قاسم يا أسما ليه تعملي كده ؟ ليه تخرجي من غير إذني ؟ قدر حصلك حاجة هوصلك أنا إزاي ؟ روحتي لبابا وماما ليه يا أسما ؟ مش كفاية إلي حصل قبل كده ؟ هما خلاص يا أسما حكموا ونفذوا حكمهم.
ردت بحزن:
-بس أحنا غلطنا أصلا يا قاسم جوازنا كان غلط وهما عندهم حق في كل إلي عملوه وإلي هيعملوه .
اتسعت عيناه مرددا بعدم إستيعاب:
-جوازنا غلطة يا أسما ؟ لسانك طاوعك تقوليها ؟ انتي ندمانة علي جوازك مني ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ طبعاً أنت عوض ربنا ليا يا قاسم أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك أنتي الحلم البعيد إلي بقي أقرب ليا من حبل الوريد المشكلة فيك أنت يا قاسم مش فيا انت تستحق الأفضل مني اهلك عندهم حق .
ضغط علي أسنانه بغيظ وقال:
-طيب عندهم حق أنتي بقي روحتي ليهم من غير إذني+ روحتي لوحدك صح كده ايه بقي إلي حصل ؟ أنا كنت موجود وهانوكي قدام عيوني واغني عليكي أيه الي حصل النهاردة قالوا ليكي أيه عشان يعني عليكي ردي ساكته ليه ؟
ردت بصوت خافت:
-أبعد عنك يا قاسم شرط والدتك أني أبعد عنك والمقابل إلي أنا عايزاه اخده بس أنا مش عايزة حاجة مش عايزة فلوس مش عايزة أيه حاجة من الدنيا غيرك انت وبسوأني أفضل في حضنك إبتسم بحب وضمها وأسترسلت هي حديثها خلصت الكلام وبعدها قومت مشيت خطوتين وحسيت أني دايخة ومش فاكرة حاجة تاني مين جابني هنا ؟ الدكتور قال إن في واحد جبني افتكرته أنت بس قولت لو أنت هتسبني لوحدي ليه ؟
غمغم بإيضاح:
-مش أنا لأ اخويا.
حدقت به بتردد وتسألت:
-أخوك ؟ هو أنت ليك أخوات ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة أحمد أخويا الكبير جابك وكلمني سيبك من إلي حصل المهم دلوقتي أن فيه أسما صغيرة جاية في الطريق.
ابتسمت بفرحة وهي تضع يدها على أحشائها تتحسس ثمرة عشقهم.
❈-❈-❈
في المساء تتمدد عليا علي الفراش في غرفتها بعد أن عادوا من المشفي ويلتف الجميع حولها تحدثت عليا بوهن:
-يلا يا أسر روح مشوارك أنت وأبوك أنا بخير.
هز رأسه برفض:
-لا طبعاً أنا هكلمهم وأعتذر يا أمي مش هسيبك في الحالة دي وأخرج أبدا .
ردت عليا بإصرار:
قوم روح أنت وأبوك ما تتعبنيش يلا بقي متتعبنيش معاك يلا يا حاج معاه عايزين نخلص الموضوع ده ونرتاح.
تطلع لها سراج بخوف:
أنتي متأكدة إنك كويسة ؟
ابتسمت عليا بإطمئنان:
-أطمئن أنا بخير.
إبتسم أدهم بهدوء:
-يلا يا بابا أطمئن أنا معاها هنا أنا والبنات.
تنهد سراج بقلة حيلة وقال:
-ماشي يلا يا أبني.
أومأ أسر بإيجاب:
- حاضر يا أمي سلام عليكم.
فور مغادرتهم ألتفت إلي تقي وجدتها تجاهد ألا تتساقط دموعها ابتسمت بلطف وقالت:
-أنتوا هتفضلوا قعدين جنبي كده تمارا أسيل روحوا حضروا العشاء وأنت يا أدهم تابع شغل أنا تقي هتقعد معايا تونسني.
أومأ الجميع بتفهم وغادروا.
تطلعت إلي تقي وهتفت بحنان:
-تعالي أقعدي جنبي يا تقي.
اتجهت لها وجلست جوارهها بصمت تام ضمتها عليا وتحدثت بحب:
-أنا حاسة بيكي وإلي بقلبك يا قلب خالتك أنا أمك إلي ربيتك يا بنتي وادري الناس بيكي عايزاكي تثقي في حاجة واحدة أن كل حاجة بتحصل ليا خير لينا يعني لو انتي وأسر مبقاش ليكم نصيب لبعض اعرفي أن ده خير ولو ليكم نصيب في بعض هيجمعكم من غير ميعاد فهماني يا تقي ؟
ردت بألم:
-فاهمة يا خالتوا بس مش هقدر أشوفه معاها يا خالتوا مش هقدر لو سمحتي خليني أروح بيتنا أفضل هناك.
تحدثت عليا بحزم:
-ده بيتك يا تقي ومش هتخرجي منه غير عروسة للي يستاهلك يا بنتي لو حد هيخرج من هنا هيبقي هو مش أنتي وبعدين حتي لو اتجوزها ده هيبقي بيتكم يا بنتي وليكم فيه أكتر ما ليها ولو مش عاجبهم يطلعوا بره.
تسألت بتردد:
-هتطردي إبنك عشان بنت اختك ؟ بس ده ميرضيش ربنا!
رمقتها بعتاب:
-قصدك بنتي يا ام لسان ونص أنتي.
ابتسمت تقي بإمتنان:
-ربنا يبارك لينا فيكي يارب ويطول في عمرك يا غالية.
ردت عليا بحنان:
-ويخليكم ليا يارب.
❈-❈-❈
في شقة لوي ونيڤين وصل أسر ووالده الذي تظهر علي وجهه علامات الإمتعاض بوضوح رحب بهم لوي وجلس برفقتهم في الصالون وتبادل مع أسر أطراف الحديث ظ
تحدث لؤي بفرح مصطنع :
-نورتنا والله يا عمي سراج البيت نور بحضرتك زيارتك عزيزة علينا.
رد سراج بهدوء:
-ده نورك يا أبني.
لاحظ أسر توتر الاجواء فتحدث بجدية :
-نتكلم في التفاصيل بقي يا لؤي عشان نروح للحاجة أصلها تعبانة شوية.
إرتبط لؤي وقال :
-حاضر هقوم أنادي لنيڤين بس وأجي.
نهض سريعاً دون أن ينتظر رد نظر سراج في آثره بسخرية ثم ينظر لولده:
-وأحنا هنتكلم مع مين يا زينة الرجال معاه ولا مع الست أخته ؟
التفت أسر له وهتف بترجي:
-أبوس إيدك يا بابا عدي اليوم علي خير بقي أنا تعبت مكنتش جوازة دي.
تنهد سراج بنفاذ صبر:
- حاضر يا آخرة صبري.
عاد لؤي بعد فترة وخلفه نيڤين التي تحمل بين يديها كاسات العصير.
حدق سراج بها متقززا فكانت ترتدي بنطال من الچينز ضيق بشدة وأعلاه بضي ضيق يظهر مفاتنها بشدة ووجها ملئ بمستحضرات التجميل ونصف استغفر سراج في سره ونظر أرضاً .
لقدمت له نيفين كأس العصير وتتحدث بخجل مصطنع :
-أتفضل يا عمو.
أخذه سراج بابتسامة متكلفة دون النظر:
-شكرا .
تقدمت نحو أسر أيضاً الذي أخذها بإبتسامة واسعة :
-تسلم إيدك.
لتبادله هي الابتسامة قائلة بدلال :
-ألف هنا
جلست بعدها بجوار شقيقها وبدأ سراج في التحدث ومثلما كان يظن نڤين هي من تتحدث معه بينما شقيقيها يجلس كالأبله بجوارها صورة لا أكثر.بعد فترة من التنافش في تفاصيل الزواج يتحدث أسر بفرحة:
-كدا بقي نقرأ الفاتحة؟
أومأ سراج بقلة حيلة:
-علي خيرة الله.
قراءوا الفاتحة وأسر ونيفين يتبادلوا الابتسامات إحداهما عاشقة وآخري ماكرة.
فور أن إنتهوا من قراءة الفاتحة نهض سراج مستئذنا:
-يلا بقي يا أسر الوقت أتأخر .
نهض أسر وقال:
-حاضر يا بابا معلش بقي يا جماعة أنتوا عارفين الظروف.
إبتسمت نيڤين بإصطناع:
-ألف سلامة علي طنط بعد إذن عموا طبعاً هاجي أزورها بكره.
رد أسر بلهفة:
-تنوري طبعاً بيتك ومطرحك.يتبع…..
أنت تقرأ
إرث الحب والآلم
Mistero / Thrillerعندما يتحكم المال في النفوس يجعلها تتغير ، فما بالك إذا أتحدت حواء والمال سويا ، فتجعل من العادل ظالم ، ومن الصالح فاسد ، وعندما يتدخلوا بين الأخوة فهل سيظلوا أخوة أم سيكون للقدر رأي آخر ، هل بعد سكب الحليب وسيل الدماء ، ومفارقتنا الأحباب ، هل سيظل...