رواية إرث الحب والآلم
الفصل الرابع عشر
زينب سعيد القاضي
❈-❈-❈
كنت أظن ان الجنة حبك هو الجنة على الأرض، ولكن يا أسفاه حبك لم يكن سوى لعنة على الأرض باتت تؤرق قلبى وجعلت من حياتى جحيم أبدى.
"يولد المرأ كورقة الشجر تتقاذفها الأقدار كما تهوي فلا يعلم كل إمرؤ أين موضعه"انتفض من مكانه ما أن إستمع إلى حديث إبنه البكر مرددا بعدم إستيعاب:
-حامل ؟
أومأ بإيجاب وعقب:
-أيوة حامل يا بابا يا تري بقي أنت وماما رأيكم هيكون أيه ؟
تحدث والده بغيظ:
-يعني علي آخرة الزمن حفيدي تبقي دي أمه ؟
تنهد بسأم وقال:
-ومالها ؟ يعني إلي فهمته منكم دلوقتي أن مشكلتكم الأساسية أنها يتيمة ده شئ ميعبهاش في حاجة أنا وصلتخوهي موجودة هنا وسمعت كلامها مع ماما واضح أنها شخص كويس لو هي فعلاً مش كويسة مكنتش فكرت تيجي اصلا وتحاول تصلح ما بينكم صح ولا غلط ؟
ردت والدته بإمتعاض:
-أنت مش فاهم حاجة يا أحمد.
إبتسم ساخراً وعقب:
-طيب فهميني أنتِ يا ست الكل ؟
هتفت بضيق:
-يا أحمد يا حبيبي دي لا ليها أصل ولا فيها اصل يا أبني ووارد جداً تبقي لقيطة ؟
رمقها معاتبا وعقب:
-مفيش حد بيخاطر أهله يا أمى هي مختارتش أهلها ولا تعرف حاجة عنها مرت بظروف صعبة بدل ما أحنا نكون أهلها وعزوتها نكمل عليها كده ؟ طيب هخليني معاكم نفترض مثلاً هو طلقها زي ما أنتوا عايزين هتروح فين ؟ وكمان إلي في بطنها دلوقتي ؟ إستحالة ترجع الملجأ تاني تعيش في الشارع ؟
تبادل والديه النظرات وتحدث والده بجدية:
-هأمن لها مستقبلها وهنصرف عليها كمان نعمل أيه أكتر من كده ؟
هز رأسه بيأس وقال:
-لا إله إلا الله يا حبيبي مينفعش أحنا مش ربنا علي الأرض عشان نحكم على حد دلوقتي هي مرات إبنك وكمان أم حفيدك يعني أمر واقع وأنا من رأي تتقبلوه إظن مهما طال البعد والفراق مش هتقدروا علي بعد قاسم عنكم بعد إذنكم.
أنهي حديثه وغادر تاركاً والديه يفكروا في حديثه مليا.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام تحسنت حالة عليا عن ذي قبل وبدأت في تجهيزات جناح أسر وتجديده علي ذوق نيڤين التي أتت بعد قرأة الفاتحة بيوم بحجة زيارة عليا والإطمئنان علي صحتها وقامت بمشاهدة غرفة أسر وإملاء التعديلات والديكورات التي تريدها وتأتي كل يوم إلي المنزل لمتابعة التعديلات التي ينفذها العمال.
ودائما تظل تقي في غرفتها وقت مجيئها تحاشيا الاحتكاك بها وكذلك تمارا وأسيل يسلمون عليها فقط ويتحججوا بأعمال المنزل ويتركوها برفقة عليا .في أحد الأيام صباحا بعد خروج سراج مع أدهم لمتابعة بعض الأعمال وكذلك ذهب أسر إلي العمل دون الإحتكاك بأدهم فمنذ مرض والدتهم وكلاهما يتلاشي الآخر وهذا ما يزعج والدهم ووالدتهم بشدة.
تجلس عليا في الجنينة ومعها نيڤين التي تقلب في إحدى المجلات بتركيز.
رمقتها عليا وتحدثت بنفاذ صبر:
-بتتفرجي علي أيه يا حبيبتي مش العمال خلصوا الديكورات إلي طلبتيها كلها؟
ردت نيڤين بدلع مصطنع:
-أيوة يا طنط بس بفكر أضيف حاجات .
تنهدت عليا بغيظ وقالت :
-تضيفي أيه تاني يا حبيبتي ده حتي أوكرة الباب غيرتي شكلها يا بنتي.
إرتسمت إبتسامة مستفزة علي محاياها وقالت:
-شادي حبيبي قالي أعملي إلي انتي عايزاه .
تنهدت عليا بنفاذ صبر:
-مينفعش تقوليله يا حبيبي أنتي لسه مش مراته يا بنتي ؟
تضحك نيڤين بصخب وعقبت :
OH my Good حضرتك لسه عايشة في الزمن ده ؟
تنهدت عليا بسأم:
-لأ يا حبيبتي ده مش زمن ده إسمه دين وشرع ربنا لازم تمشي به وبعدين نفسي أفهم أزاي والدتك مبتفهمكيش الكلام ده ؟
رمقتها نيفين ببرود:
-لأن مامي متحضرة يا طنط والحاجات إلي بتقوليها دي خلصت خلاص.
تسألت عليا بفضول:
-خلصت؟ ماشي يا حبيبتي إلي قوليلي صحيح هي مامتك هتيجي إمتي ؟
ردت نفين ببرود:
-مش هتقدر تيجي هي مشغولة الفترة دي.
أتسعت عيناها بصدمة:
-مشغولة متحضرش فرح بنتها دي حتي مفكرتش تكلمنا أنا مش فاهمة أزاي أصلا سيباكم عايشين لوحدكم من سنين كده وتبعت ليكم الفلوس وخلاص دي مش عيشة ؟
قلبت عيناها بضجر وقالت:
-بيتهيألي ده ميخصش حضرتك أصلا يلا بعد إذنك لازم أمشي.
غادرت بغرور تاركة عليا تتأكل غيظا منها ومن أفعالها التي لا تطاق زرعًا.
مالك يا لولو زعلانة كده ليه ؟
قالتها تقي التي حضرت للتو بابتسامتها الخلابة التي باتت تظهرها للجميع وكأن زواج أسر أصبح لا يعني لها شئ.
ألتفت عليا لها بابتسامة:
-مفيش يا حبيبتي ده العقربة كانت هنا ولسه ماشية.
ردت تقي بهدوء:
-طيب أيه إلي مزعلك بقي؟
تنهدت عليا بحزن وقالت :
-كل حاجة مزعلاني صدقيني يا بنتي مفيش حاجة بايدي لو كان بايدي مكنتش الجوازة دي تتم أبدا وكنت جوزتكم لبعض يا بنتي .
رفعت كتفيها باللامبالاة:
-خلاص يا خالتو أسر بالنسبة ليا ماضي وانتهي بحلوه ومره.
تطلعت عليا في عينها بحسرة:
-متأكدة يا بنت قلبي أنت لو ضحكتي علي الناس كلها بالضحكة الهبلة إلي علي وشك مش هتضحكي عليا أنا بيها ده إلي ربي خير من إلي أشتره.
غيرت تقي ضفة الحديث بمرح:
-أه يا لولو عليكي شوية أمثال.
ثم أكملت بتساؤل:
- تمارا وأسيل لسه مرجعوش ؟
هزت عليا رأسها بنفي :
-لا قالوا هيخلصوا ويودا عمر يلعب شوية في الجنينة مروحتيش معاهم ليه؟
ردت تقي بهدوء:
- مليش مزاج وكان ورايا لوحة قولت أخلصها.
تسألت عليا بفضول:
-أنتي نويتي تقدمي في معرض ولا ناوية علي أيه؟
أومأت تقي بتأكيد:
-أيوة باذن الله أدعيلي.
ابتسمت عليا بحب :
-دعيالك يا روح قلبي.
❈-❈-❈
في إحدى المولات الكبيرة إنتهت تمارا وأسيل من جولتهم لشراء الملابس والاغراض التي يحتاجون إليها للزفاف وذهبوا للجلوس بأحد الكافيهات.
تسألت أسيل بلهفة:
-تفتكري تقي هتحضر الفرح ؟
أومأت تمارا بتأكيد:
-أكيد تقي عايزة تثبت للكل أن خلاص أسر مبقاش يعني ليها وقبل ده كل تثبت لنفسها ده .
تنهدت بأسف وردت:
- بصراحة مش مصدقة أن بعد ده كله تنتهي قصة حبهم كده؟
ابتسمت تمارا بحزن:
-ولا أنا الدنيا دي نصيب ومحدش فينا يعرف نصيبه فين.
تحدث الصغير بتململ:
-أنا عايز ألعب.
داعبت تمارا رأسه برفق وقالت:
-حاضر يا حبيبي خلص العصير بتاعك الأول اوك ؟
رد بفرحة:
-أوك.
ألتفت تمارا إلي أسيل وتسألت بفضول:
-تفتكري الفستان هيعجب تقي؟
إبتسمت أسيل بحماس:
-أكيد طبعاً ده تحفة جدااااا .
تنهدت بحزن علي شقيقتها هذا الفستان سيكون بمثابة كفن لها فهي ستحضر به زفاف معشوق الروح علي آخري وترفع راية النهاية معلنة عن خسارتها وفقدان روحها وقلبها .
❈-❈-❈
في المساء تقف تمارا في غرفتها تحدق بالفساتين الموضوعة علي السرير بتركيز شديد حتي إنها غير مدركة إلي زوجها الذي دخل الغرفة منذ قليلا ويقف يتأملها بهدوء يقترب منها بحب وطوأسر خصرها بين ذراعيه القويتين دافنا رأسه بين ثنايا عنقها.
انتفضت بفزع ووضعت يدها علي قلبها وتحدث بحب:
-حبيبي رجع من إمتي؟
إبتسم أدهم بحب وقال :
-من بدري يا روح قلبي بس كنت بتفرج علي حبيبي مالك بقي يا ستي بتبصي للفساتين كده ليه ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-مش عارفة أعمل أيه ماما أصرت نروح نشتري فساتين للفرح وجبنا لتقي كمان
تسأل أدهم بتركيز:
-وأيه المشكلة بردوا مش فاهم ؟
هتفت تمارا بتردد:
- بصراحة أحنا مش حابين نحضر الفرح.
أدارها أدهم بهدوء وامسك يدها وقادها إلي الأريكة الموضوعة بالغرفة وجلسوا سويا وهو يداعب خصلات شعرها الحريرية:
-أسمعيني يا حبيبتي لازم كلنا نبقي جنب أسر أنا عارف أن الجوازة دي غلط ومصيره هيندم علي غلطه بس أتمني يبقي قبل فوات الأمان دلوقتي لو محضرناش الفرح وسيبناه لوحده مثلا كده هنديها الفرص وتلعب في دماغه أن أحنا بنكرهه وأن هي صح لكن لما يلاقينا كلنا جانبه هتفرق كتير ولا أيه يا قلبي ؟
أومأت بتفهم:
-عندك حق .
ابتسم أدهم بغرور مصطنع:
-أكيد يا بنتي هو أنا أي حد ولا أيه ؟
لكمته تمارا في صدره بمرح:
ماشي يا سيدي مش أي حد أنت ها بقي مش ناوي تقولي مالك ومخبي عني أيه بقالك فترة ؟
ابتسم أدهم بتهرب وقال :
ها بقي مقولتليش ليا هتلبسي أنهي فستان ؟
ضحكة بخفة وعقبت:
-ماشي يا سيدي إهرب براحتك ثم إسترسلت بإيضاح مش عارفة هما نفس الشكل بس الالوان مختلفة إختار أنت ؟
نهض أدهم وحمل الفستان ذو اللون الأحمر وتطلع عليها بحب
-:ده الأحمر مع خدودك الحمراء الحلوة دي تبقي أجمل وردة في البستان.
ابتسمت بحب وهي تقترب وتمسك بالفستان:
- يا سيدي بقي أنا وردة ؟
أمسك أدهم يدها بحب وقبلها وهو يقول:
-"أنتي وردتي الحمراء المتفتحة داخل بستان قلبي الذي لم ولن يدخله سواكي وردتي الصغيرة.
أرتمت داخل أحضانه بحب وهي تحمد الله ألاف المرات أنه رزقها رجلا مثله أحبها حب الطفولة والمراهقة والشباب ليتوج في النهاية بزواجهم ويثمر طفلا صغيرا نبت من أغصان قلوبهم
❈-❈-❈
بينما عند تقي تستمع إلي موسيقي هادئة وتمسك فرشتها وتحركها بخفة علي لوحتها بتركيز تام حتى تنتهي وتنظر لها بتقييم لتنهض بعدها براحة من إنتهائها فقد ظلت تعمل بها أسبوعين متواصلين خرجت تقف في الشرفة وتحدث في القمر بشرود وهي تحدثه ه يا قمري ليت حبيبي يعود لي مرة آخري يضيء عتمة قلبي الذي أعتمه وأضاء قلب آخري لا تعرف قيمته.
تملمت في وقتها واتجهت إلي داخل لتخلد إلي النوم كثرة التفكير ستتعب قلبها أكثر مما هي فيه والأن لا طاقة لها لهذا يجب أن تكون قوية وتتحلي بالشجاعة كي تواجه ما مرت به.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد يتابع ذهب أسر إلي عمله وجلس يتابعه باهتمام شديد عمله قاطعه طرق الباب ودخلت نيڤين بابتسامتها الماكرة:
- صباح الخير يا حبيبي.
نهض أسر بلهفة:
-صباح النور يا قلبي تعالي أقعدي.
جلست نيڤين وجلس هو بالكرسي المقابل لها:
-خير يا قلبي أيه سر الزيارة السعيدة دي ؟
تسألت نيفين ببراءة مصطنعة:
-أسر أنت بتحبني؟
رد أسر بلهفة:
أكيد طبعا يا قلبي هي دي محتاجة سؤال؟
لمعت عيناها بمكر وقالت :
-يعني لو طلبت منك أي طلب تنفذه؟
أومأ بلهفة:
-أكيد طبعاً أؤمري يا قلبي.
هتفت نيڤين بمكر:
-تروح تصالح أدهم أخوك.
أتسعت عين أسر بصدمة وقال:
-نعم لأ طبعاً مش هيحصل.
تصنعت البكاء وقالت:
-عشان خاطري يا بيبي مش حابة أكون سبب في خلاف بينكم متزعلنيش منك بقي.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-حاضر يا حبيبتي عشان خاطر عيونك هقوم أصالحه.
ردت نيڤين بلهفة:
-لا لأ مش دلوقتي قدام باباك ومامتك عشان يعرفوا إنك بتحب أخوك وبتخاف علي زعله.
هز رأسه بإيجاب:
-ماشي يا ستي عشان خاطر عيونك الحلوين دول ها بقي طمنيني عنك ؟ ناقصك حاجة ؟
إبتسمت بدلال وقالت:
-لأ يا حبيبي ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك .
رد بحب:
-ويخليكي ليا يا قلبي.
❈-❈-❈
تقف تقي في غرفتها برفقة وتمارا تشاهد الفستان التي إشترته لها شقيقتها تحدثت بهدوء:
-حلو الفستان تسلم إيدك يا توتو.
تسألت تمارا بتوجس:
-تسلمي يا قلبي هو أنتي هتحضري الفرح ؟
ردت تقي بابتسامة ثقة:
-أكيد محضرش ليه أسر أخويا الكبير وإن شاء الله هو الي هيوصلني بإيده لعريسي .
تنهدت تمارا بحزن وتسألت:
-تقي يا حبيبتي أنتي كويسة ؟
ردت تقي بابتسامة:
-أطمني أنا كويسة جدا وأول مرة أبقي كويسة كدا شادي صح أحنا أخوات لا أكتر ولا أقل وزي ما هو لقي نصه تاني أنا كمان هلاقي نصي الثاني.
ضمتها تمارا بحنان:
-ربنا يصلح حالك يا رب يا حبيبتي.
أه يا قلبي مرات أخويا وأختها أستغفر الله العظيم التانى ولا العار قالتها أسيل التي دخلت للتو بمرح .
ابتسمت تمارا بينما تحدثت تقي بضحك وهما ينظروا إليها:
-يبقي النار يا ولدي.
أسترسلت تقي يغيظ:
-نفسي مرة تخبطي علي الباب يا أسيل نفسي أشوفك قبل ما أموت.
جلست بإهمال على الفراش وقالت :
-ليه يا بنتي هو أنا راجل ولا أيه ؟
رمقتها تقي بغيظ:
-والله لو كنتي راجل كان أحسن يا شيخة.
ابتسمت أسيل باستفزاز:
-لو كنت راجل البنات يا بنتي كانت هتجري ورايا.
عقبت تمارا ساخرة:
انتي هتقوليلي المهم جاية ليه؟
ردت بملل:
-عمر نام وماما قاعدة تتفرج على التلفزيون قولت أجي أرخم عليكي.
ردت تقي بسخرية:
-كويس إنك عارفة إنك رخمة.
ابتسمت أسيل ببرود:
وليا الشرف كمان .
صاحت تقي بغيظ:
-وكمان باردة.
أومأت بإيجاب:
-أيوا فعلاً.
أنقضت عليها تبقي بمزاح وتضربها وتمارا تشاهدهم وتضحك عليهم بصخب.
❈-❈-❈
في المساء يجلس الجميع باستثناء أسر يشاهدون التلفاز في جو مرح بعد قليل فتح الباب ودخل أسر واقترب منهم ملقيا عليهم السلام:
- السلام عليكم.
رد الجميع:
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
تسألت عليا بقلق:
-أتأخرت ليه يا حبيبي ؟
رد بهدوء :
-كنت قاعد مع نيڤين شوية بنتكلم عن تفاصيل الفرح .
أومأت بإمتعاض:
-مصر برضه يتعمل في قاعة ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة يا أمي القاعة أفضل بكتير من ما نعمله هنا.
تنهدت عليا بقلة حيلة وقالت:
-زي ما تحب يا حبيبي يلا غير هدومك عشان نتعشي.
هز رأسه بإيجاب وتحدث بتردد:
- حاضر.
وجه عينيه إلي أدهم واستطرد قائلاً:
-بس أنا حابب أتاسف لأدهم علي إلي حصل بنا.
تطلع الجميع له بتعجب من تغيره مفاجئ .
تجاوز أدهم ما قاله وتحدث برزانة:
-محصلش حاجة يا أسر أنت أبني مش أخويا.
اقترب منه الآخر وقبل رأسه :
-ربنا يخليك يا ليا يا كبير.
ربت أدهم علي ظهره بابتسامة:
-ويخليك ليا يا حبيبي.
صعد أسر إلي غرفته ليغير ملابسه وتطلع البقية إلي أدهم باستغراب.
تسأل سراج بحيرة:
-هو أيه إلي حصله ؟
ردت عليا بلهفة:
-شكله عقل وحس بغلطه صح يا أدهم أسر طيب وبيحب؟
تنهد أدهم بشرود وقال:
مش عارف يا ماما ربنا يهديه للصح ثم نظر إلي البنات أيه هتفضلوا قاعدين ؟ قوموا حضروا الأكل يلا .
أومات تمارا بإيجاب:
-حاضر.
بعد دقائق يجلس الجميع يتناولوا الطعام يتبادلوا الأحاديث الجانبية .
تحمحم أسر وتحدث بهدوء:
-حجزنا القاعة يوم الخميس.
هتفت عليا بصدمة:
-يوم الخميس ليه كده ده بدري أوي أسبوع ؟
رد أسر بتفسير:
-يا أمي الجناح خلص الأوضة هتوصل بكره يبقي ليه نستني؟
تنهدت عليا بقلة حيلة:
-ماشي يا أبني زي ما تحب.
أشغل الجميع في طعامهم وبعدها صعد كل منهم إلي غرفته.
❈-❈-❈
بنما علي الجانب الآخر في شقة لوي ونييڤين ينظر إلي شقيقته بحيرة شديدة مما قالته فتسأل بتعجب:
-مش فاهم بردوا أستفدتي أيه لما أسر يصالح أخوه ؟
إبتسمت نيڤين بمكر وقالت :
-استفدت كتير يا غبي مين قال لأسر يصالح أخوه ؟
قطب جبينه بعدم فهم:
-أنتي طبعاً.
ردت بنفاذ صبر:
وده يخليه يقتنع أني مش عايزاه يبعد عن أخوه ويكرهه زي ما بيعمل معايا فهمت ولا لسه يا آخرة صبري ؟
أومأ لؤي بفهم:
-أه ده أنتي دماغك ألماظ أمال أنا مش طالع ليكي ليه ؟
تنهدت نيڤين بخزي وقالت :
-طالع غبي لابوك يا حبيبي.
رمقها بغيظ:
-أفتكري حاجة عدلة.
صمت قليلاً وأسترسل بترجي:
-طيب ما تشوفي ليا موضوع أسيل ؟
ردت نيڤين بمكر:
-هيحصل هتكون ليك أطمئن بس أدخل وسطهم الباقي يبقي سهل إن شاء الله.
هتف بتمني:
-ياريت يبقي كده حطيناهم في جيبنا .
إبتسمت ساخرة وعقبت:
-والله ده أنت طيب أوي يا حبيبي كل حاجة في إيد الزفت أدهم أه لو كان يقع تحت إيدي كان كل حاجة هتبقي في إيديا.
رمقها بغيظ وقال:
-ده مستفز يا شيخة ربنا يكفينا شره .
إبتسمت نيڤين بمكر وهتفت بتوعد:
-بس متقلقش سيبه عليا بخطط له علي تقيل أوي أطمئن.
تسأل لؤي بفضول:ناوية علي أيه ؟يتبع…….
أنت تقرأ
إرث الحب والآلم
Misterio / Suspensoعندما يتحكم المال في النفوس يجعلها تتغير ، فما بالك إذا أتحدت حواء والمال سويا ، فتجعل من العادل ظالم ، ومن الصالح فاسد ، وعندما يتدخلوا بين الأخوة فهل سيظلوا أخوة أم سيكون للقدر رأي آخر ، هل بعد سكب الحليب وسيل الدماء ، ومفارقتنا الأحباب ، هل سيظل...