رواية إرث الحب والآلم
زينب سعيد القاضي
الفصل الثاني عشر
❈-❈-❈
"حرر هواك فالقلب سار منطفئا، تركت الفؤاد يحلق بعيداً وركضت أنت خلف سراب بات يختفي، حرر هواك وحلق لأعالي السماء، وعد بالفؤاد إلي مكانه "
أسر المعداويظل يتطلع إلي شقيقه بصمت دام إلي ما يقارب العشر دقائق حتي تململ أسر في جلسته وتسأل بضجر:
-أيه يا أدهم هتفضل ساكت كده ؟
تنهد بسأم وقال:
-المفروض أعمل ايه ؟
رمقه بنفاذ صبر وقال:
-تتكلم يا أدهم أكيد موضوع جوازي هيفضل متعلق كده كتير اوي عايز أرد علي الناس.
إبتسم ساخراً وعقب:
-يعني بعد كل إلي حصل ده لسه بردوا مصر علي الجوازة دي يا أسر ؟
جعد الآخر ما بين حاجبيه وتسأل:
-نعم هو أنت فاكر إلي حصل ده ممكن يخليني اتراجع عن الجوازة دي بل بالعكس يا أدهم ده خلاني أصر أكمل اكتر أنا بحب نيڤين يا أدهم ومش هسيبها ويكفي كمان أني سامحتك علي إلي عملته معاها وده كله لأجل عيونها هي طلبت مني كده.
حدق به أدهم لثوان وبعدها انفجر ضاحكاً وهو يحرك رأسه بعدم تصديق أسفل نظرات أسر المقتضبة.
صاح بنفاذ صبر:
-ممكن كفاية ضحك بقي وترد علي سؤالي ؟
توقف أدهم عن الضحك وتحدث بجدية:
-عندك شك أني بحبك يا أسر ؟ أو أني بخاف عليك ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ طبعاً.
لأ ينكر الراحة التي شعر بها ما أن تأكد أن شقيقه لازال يثق به فتحدث برفق:
-ماشي يا حبيبي يبقي تثق فيا أنت مش بتحب نيڤين ولا هي توبك ولا أنت توبها يا حبيبي كل فولة وليها كيال ده مش كلتك خالص .
زفر بحنق وقال:
-أدهم أنا مش عايز جدال تاني في الموضوع ده لو سمحت هتكلم بابا وماما ولا اكلمهم أنا ؟
تنهد بنفاذ صبر وقال:
-ماشي يا أسر حاضر.
إرتسمت إبتسامة عريضة علي وجه الآخر قبل أن ينهض مستئذنا.
حدق الاخر في أثره بيأس واغلق الأوراق التي أمامه وصعد إلي غرفته وجدها خاوية لم يعطي بالا واتجه إلي الشرفة.
❈-❈-❈
وقف أدهم في الشرفة يدخن سيجاره بشرود تام يفكر في أسر وما قاله هذه الحية أصبحت تسيطر علي عقله بشكل غير طبيعي.
فاق من شروده علي لمسات حانية فوق ظهره ليطفئ سيجاره ويلتفت لها بابتسامة:
-تعالي يا حبيبتي.
ردت بابتسامة:
-ممكن أعرف حبيبي سرحان في أيه؟ أوعي تكون بتفكر في واحدة غيري ؟
ترتفع ضحكات أدهم عالياً وهو يضمها لصدره بحنان ويقبل رأسها ويتحدث بحب:
-قلبي ده مافيش واحدة غير تمارا واحدة بس إلي قاعدة فيه ومربعة كمان .
اتسعت ابتسامة الاخري بدلع وهي تعبث بشعراته:
-يا سلام ولا أي واحدة؟
هز رأسه أدهم ونفي:
ولا أي واحدة .
حدق بها متسائلا:
عمور فين مش كان لسه صاحي ده قايل هينام في حضني؟
ردت بدلال :
-شبط في أسيل وتقي وقعد يلعب معاهم وقال هيبات هناك.
رمقها أدهم بغيظ:
-لا والله هينام هناك وجاية ترغي ؟
قطبت جبينها بعدم فهم:
أمال نعمل أيه؟
ابتسم بمكر وهي يحملها بلهفة ويتجه للداخل:
-هقولك يا دلوقتي يا جميل.
❈-❈-❈
في الصباح اليوم التالي قرر تغيير مصاره قبل أن يذهب إلى مكان آخر غير عمله وقف بسيارة أسفل العمارة التي تقطن بها وصعد إلي أعلي وضع يده على جرس الباب وانتظر حتي جاذه الرد وفتح لؤي الباب بعد دقائق وتطلع له بريبة:
-أدهم باشا خير ؟
جاءت نيڤين من الداخل وتفاجأت بأدهم هو الطارق حدقت به بصدمة.
رقمها أدهم بسخرية:
-أية شوفتي عفريت ولا أيه يا دكتورة ؟
ابتسمت نيڤين بدلال:
-عيب عليك يا دومي تقول علي نفسك كده .
تهرب لوي منهم وتحدث بارتباك:
-أتفضل يا أدهم باشا هروح أعمل حاجة تشربوها.
تجاهل حديثه والتفت إلي هذه الحمقاء وهتف بحزم:
-أسمي أدهم باشا.
ردت بإستفزاز:
-طيب يا أدهم باشا خير حضرتك عايز حاجة مني ؟
أجابها ببرود:
-تخدي كام وتبعدي عن أسر؟
ردت نيڤين بمكر:
-مش هتقدر تدفع إلي أنا عايزاه .
رمقها بتحدي ورد بعزم:
-لا هقدر المهم تبعدي عن أخويا وللأبد.
أتسعت ابتسامتها وقالت:
-أنت يا أدهم حتي لو هنتجوز عرفي من ورا أهلك .
حدق أدهم بها بإشمئزاز:
-أنتي أزاي بالقذارة دي نفسي أفهم ؟
زفرت بحنق وقالت:
-قرر براحتك يا أدهم لأن هيبقي أنت لأسر.
ضحك أدهم ساخراً:
-لا والله طيب أيه رايك أني هروح أقول لأسر كل حاجة وهو بنفسه إلي هيطردك بره حياته كلها .
ترتفع ضحكاتها بصخب وتعقب :
- تفتكر!
رد أدهم بثقة:
-أكيد .
إبتسمت بتحدي:
لما نشوف بس مترجعش تزعل لما تخسر أخوك للابد.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه ؟
ردت بدهاء:
قصدي أن أسر مش هيصدق إلي هتقوله مسألتش نفسك هو كلمك ورجع طبيعي أزاي بعد إلي حصل ما بينكم ؟
رمقها أدهم بشك:
أنتِ عملتي ايه بالظبط ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة:
ما عملتش حاجة بس أسر دلوقتي زي الخاتم في صباعي مستعد يسبيكم عشان خاطري.
حدق أدهم بها متوعدا وهو يقترب منها ويمسكها حجابها بعنف:
هدفنك حية لو ده حصل فاهمة ولا لا ؟
هتفت بالم وهي تحاول الفكاك منه:
- حاضر حاضر سيب شعري .
ترك أدهم شعرها بعنف وازاحها أرضاً لكن قبل أن تقع تتلقفها يد أسر الذي ظهر من العدم.
تفاجأت هي الآخري بوجود أسر فتحدثت بدموع مصطنعة :ألحقني يا أسر.
ساعدها أسر أن تقف وحدق بصدمة وهو ينظر إلس شقيقه:
-أيه إلي بيحصل هنا بالظبط؟
رد أدهم بلهفة:
-كويس إنك جيت عشان تعرف حقيقة الحية دي.
ابتسم أسر بخزي:
-مع الاسف جيت وشوفت حقيقتك أنت.
تطلع له بصدمة وقال:
-أنت بتقول أيه أنت مش فاهم حاجة أنت فاهم غلط.
رد بعصبية:
لا والله أجي ألقيك بتضربها وبتهددها إنك هتدفنها لو أتجوزتني ده كله ويبقي فاهم غلط يا أدهم أنت أيه بتكرهني كده ليه مستكتر عليا عشان واحدة تحبني عشان نفسي مش واحدة عايزة تتجوزني عشان تفضل جمب أختها وطبعا ده راحة ليك عشان مراتك تبقي مبسوطة منك إنك بتنفذ أوامرها.
تنهد أدهم بأسي وتسأل:
-للدرجادي يا شادي شايفني وحش كده ؟ تمام يا أسر أعمل إلي أنت عايزه أنا هكلم بابا وماما أقنعهم بس ساعتها مترجعش تندم يلا يا أخويا .
أنهي كلماته وغادر بصمت تام ألتفت أسر إلي نيڤين التي تقف خلفه فتسأل بلهفة:
-أنتِ كويسة؟
ردت نيڤين بدموع:
- كويسة بس ما كنتش حابة تتخانق مع أخوك بسببي.
رمقها بعصبية:
-أمال كنتي عايزاني أعمله أزاي وأنا شايفه بيهددك وماسكك كده يحمد ربنا أني مامدتش إيدي عليه.
تسألت بإستفسار:
-هو أنت كنت جاي صدفة ولا أيه؟
"لا أنا إلي قولتله بصراحة أتخضيت لما شوفت أدهم جايلك قولت أقوله يجي يشوف أيه إلي هيحصل "
قالها لؤي الذي كان يقف بعيداً مستمتعا بالحوار القائم.
تطلعت له بعتاب مصطنع:
-لا مينفعش إلي أنت عاملته يا لؤي عاجبك كده أنهم زعلوا من بعض ؟
مسد أسر علي ظهرها بحنان:
-أنتي ملكيش ذنب أخويا هو الي غلط مش أنتي حقك عليا يا حبيبتي.
تنهدت بحزن مصطنع:
-خلاص يا حبيبي ده أخوك الكبير وفي مقام أخويا.
إبتسم بحب:
-ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي يلا سلام همشي انا .
لؤي ترتاح.
لؤي بطاعة: حاضر.
غادر أسر وأغلقت نيڤين الباب خلفه تزامنا مع صوت صفعة مدوية علي وجنة يتبعها صوت نيڤين المرتفع:
-أنت غبي رايح تقول لأسر قدر كان جه وسمع الكلام من الأول ؟
رد بتوتر وهو يضع يده مكان الصفعة:
-ما أعرفش بقي أهو إلي حصل بقي والحمد لله عدت علي خير.
رمقته بغيظ:
-الحمد لله عدت علي خير لا والله ده لو كان قدم دقيقة واحدة كنت أنا وأنت زمانا في الشارع أتمني جنابك متحاولش تشغل دماغك مرة تانية فاهم ولا لا ؟
رد بتخوف:
-فاهم فاهم.
بينما علي الطرف الآخر فور أن وصل إلي مكتبه يدور كالاسد الجريح ويحدث حاله:
-كده يا أسر تعمل فيا كده وترمي ودانك للشيطانة دي أعمل أيه يارب حلها من عندك أسيبه يجرب بس صعبان عليه وجعه لما يعرف حقيقتها أنا عارف كويس أنه مش بيحبها هو مبهور بيها مش أكتر ولا التانية إلي قلبها هيتكسر بسببك يا سي أسر خايف تفوق لما تخسرها للابد.
❈-❈-❈
يجلس سراج وعليا والبنات يشاهدون التلفاز بإندماج شديد ويلاعبون عمر من حين لآخر.
فتح باب المنزل بعصبية شديدة ودخل أسر غالقا الباب خلفه بعنف انتفض الجميع من مكانهم بقلق.
نهضت عليا بلهفة وتسألت:
خير يا أبني في أيه ؟
رد أسر بعصبية وهو ينظر إلي تمارا وتقي بغيظ:
-في يا ست ماما أن البيه إبنك راح تاني عند نيڤين وبيهددها أنه هيموتها لو ما سبتنيش عشان خاطر السنيورة مراته وأختها ما هو بقي جوز الست .
ارتفع صوت صفعة مدوية علي وجنة أسر فور أن أنهي جملته من والده يتبعها صوته المتوعد:
-أقسم بالله يا أسر أن ما أحترمت نفسك وأتكلمت عدل عن أخوك ومراته لما أنت قاعد دقيقة واحدة في البيت ده.
وضع يده على وجه بصدمة وتسأل:
بتضربني يا بابا وتطردني عشان خاطر أدهم ؟
رد سراج بعصبية:
-وأقطع رقابتك كمان لما تنسي إنك بتتكلم عن أخوك الكبير.
تحدث الآخر بعصبية:
طيب أيه رأيك أني مش قاعد لك فيها أشبع أنت وإبنك بيها.
اتجه سريعا إلي خارج تتبعه والدته وتمسكه من يده بلهفة ودموع:
-مش هتمشي من هنا أبوك مايقصدش يا أبني.
رد أسر بتحدي:
-مش هقعد يا أمي في البيت ده غير لما بابا يوافق علي جوازي.
"وبابا هيوافق"
قالها أدهم الذي وصل للتو.
رمقه سراج بعصبية وتسأل:
-أنت بتقول أيه يا أدهم أنت مش عارف البيه ده عمل أيه ؟
رد أدهم بهدوء:
-هو عنده حق يا بابا وأنا غلط سيبه يعمل إلي هو عايزه.
حدق بعدم فهم:
أنت بتقول أيه ؟
هتف أدهم برجاء:
-هفهمك بعدين يا بابا سيبه يتجوز زي ما هو حابب.
زفر بقلة حيلة وقال :
-خليه يحدد معاد معاهم لما نشوف آخرتها.
اتسعت إبتسامته ورد:
-حاضر .
غادر سريعا متجه للخارج والإبتسامة تزين وجنتيه.
ألتفت أدهم إلي والديه بهدوء:
-تعالي يا بابا أنت وماما نتكلم شوية في المكتب.
تنهد سراج بنفاذ صبر:
-حاضر.
أما عند البنات فتجلس تقي وسط تمارا وأسيل وتبكي بصمت ضمتها تمارا بحنان.
اقترب عمر بطفولة ومسح دموعها بأصابعه :
-مالك يا خالتو ليه تعيطي كده أنتي زعلانة من عمو؟
تبتسم تقي بوهن وتخرج من أحضان شقيقتها وتحمله بحنان:
لا يا حبيبي دي حاجة دخلت عيني فعشان كده بعيط
رد عمر ببراءة:
-طيب معلش دلوقتي هتخف.
تغمض عينيها بألم بينما تنظر أسيل إلي تمارا بقلة حيلة.
❈-❈-❈
بيما في مكتب أدهم يتحدث سراج بصدمة:
-أنت بتقول أيه يا أدهم أنت واعي لنفسك ؟
رد أدهم بهدوء:
أيوة يا بابا.
تنهدت عليا بحزن:
-ولما أنت عارف ده كله عنها عايزنا نسيب أخوك يتجوزها ؟
زفر أدهم بقلة حيلة:
-حاولت يا أمي وفشلت وزي ما أنتي شايفة كل مادة بيبعد عننا هنعمل أيه نسيبها تاخده ويبعد عنا للأبد.
تسأل بحذر:
-قصدك ايه ؟
رد أدهم بثقة:
نسيبه يتجوزها زي ما هو عوز ويفضل هنا قدام عنينا لغاية ما يشوف حقيقتها بعينه.
رد والده بتعقل:
-أنت عارف بإلي أنت بتقوله ده أنه كده هيقطع آخر خيط مع تقي عارف يعني أيه يتجوز ويعيش هنا قدام عنيها البنت كانت عايزة تروح تعيش في شقة أبوها وأمها الله يرحمهم.
تنهد أدهم بقلة حيلة:
-عندك حل تاني يا بابا ؟عندك حل أنتي يا ست الكل ؟
ردت عليا بحزن:
مفيش حل أنا قلبي واجعني علي الأتنين أبني إلي خلفته وبنتي إلي ربتها.
هتف أدهم بإقناع:
ده أسلم حل يا أمي لكده هي هتبعده عنا إبنك يا أمي بقى مجرد لعبة في إيدها.
رد والده باختصار:
-خلاص يا أبني أمرنا علي الله وربنا يقدم إلي فيه الخير.
رد أدهم بهدوء:
-باذن الله خير.
❈-❈-❈
بعد حديثه مع عائلته إتجه مباشرة لشقة لؤي ليبلغها ما حدث فتح له لؤي الباب مرحباً به وجلسوا سويا حتي مجئ نيفين والجلوس برفقتهم.
تحدث بلهفة:
-زي ما بقولك كده وافقوا خلاص يا حبيبتي.
ردت نيڤين بعدم تصديق:
وافقوا أزاي كده مرة واحدة ؟
رفع كتفيه باللامبالاة:
-بعد خناقتي معاهم وهددتهم أني هسيب البيت جه أدهم وخلاهم يوافقوا.
رمقته نيڤين بريبة:
- بصراحة مش مرتاحة لأخوك نهائي.
إبتسم بحب وهو يمسك يديها:
-ولا هيقدر يعمل حاجة أطمني يا قلبي طول ما أنا جانبك.
ردت بإبتسامة:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
صاح لؤي بفرحة :
-ربنا يتمم بخير يا صاحبي.
رد أسر بمرح:
-عقبالك يا صاحبي.ظل جالساً معهم حتي منتصف الليل وبعدها غادر إلي منزله، وصل أسر بعد منتصف الليل ويقوم بإطلاق صفارة بمرح شديد أثناء صعوده الدرج متجها إلي غرفته غرفته ليتفاجئ بتقي تقف في أعلي الدرج توقف ف أمامها بصمت تام.
تسألت بحزن:
-ليه؟
تسأل بعدم فهم:
- ليه أيه؟
ردت تقي بألم :
-ليه تضحي بحبنا وتعمل فيا كده يا اسؤ بعد كل الحب ده تتخلي عني؟
رد ببرود:
تقي إلي ما بينا ماكنش حب أصلا.
تسألت تقي بصدمة :
أمال كان أيه يا أستاذ أسر ؟
رد بنفاذ صبر:
-تعود حب أخوي لكن أنا معرفتش الحب غير مع نيفين وبس عقبالك لما تلاقي إلي يحبك بجد.
ابتسمت بحسرة:
-أنت شايف كده ؟
رد ببرود:
-أيوة شايف كده يلا تصبحي علي خير .
غادر تاركا أياها تنظر إليه بتنهيدة ألم :
-عندك حق كان وهم عايشة فيه لتكمل بإصرار لكن خلاص هدوس عليه وأدفنه وأشوف حياتي زيك ثم تتجه لغرفتها سريعاً.
❈-❈-❈
مع إشراقة شمس يوم جديد تجتمع العائلة تتناول وجبة الإفطار بصمت تام كأن علي رؤوسهم الطير.
تننحنح أسر يقطع هذا الصمت:
-أنا أتفقت مع لؤي نروح ليهم النهاردة.
رمقه سراج بإستنكار :
-النهاردة أيه هو سلق بيض ولا أيه ؟
رد أسر بنفاذ صبر:
-لزمتها أيه التأخير يا بابا بس طالما أنتوا موافقين ؟
رد عليا بحزن:
-خلاص يا سراج مش هتفرق.
تحدثت تقي بابتسامة باردة:
مبروك يا أسر ربنا يتمم بخير.
رد بمجاملة :
-عقبالك.
حدق سراج وهو يقلب نظره بين أسر وتقي بريبة وتسأل:
-هنروح إمته؟
رد بلهفة:
-بعد المغرب.
أومئ سراج بهدوء:
-تمام جهز نفسك يا أدهم .
رد أسر ببرود:
-ملوش لازمة كفاية حضرتك يا بابا أنت وماما.
صاح والده بعصبية:
-أنت بتقول أيه يا زفت أنت أزاي أخوك ما يجيش ؟
ابتسم أدهم بإقتضاب:
-خلاص يا بابا مفيش مشكلة وأنا أصلاً مش فاضي عشان أجي بعد إذنكم عندي شغل.
هتف سراج بنفاذ صبر:
-أتفضل يا أبني.
غادر أدهم والتفت سراج بعصبية إلي أسر:
-أقسم بالله إن ما تعدلت يا أسر الجوازة دي مش هتم.
زفر الآخر بعصبية:
-وأنا عملت أيه يعني ده كله عشان قولت أدهم ميحضرش مش كفاية أنه كان بيضربها أمبارح وأنا أحترمت أنه أخويا الكبير ورفضت أمد أيدي عليه تاني.
ابتسم سراج بسخرية:
-لا والله وقلة أدبك دي نسميها أيه يا محترم ؟
"ماما "
نطقتها أسيل بصراخ وفزع وهي تجد والدتها يغشي عليها علي طاولة الطعام.
ركض الجميع حولها بلهفة يحاولوا إفاقتها دون فائدة ليحملها أسر بسرعة إلي سيارته .يتبع……
أنت تقرأ
إرث الحب والآلم
Mystery / Thrillerعندما يتحكم المال في النفوس يجعلها تتغير ، فما بالك إذا أتحدت حواء والمال سويا ، فتجعل من العادل ظالم ، ومن الصالح فاسد ، وعندما يتدخلوا بين الأخوة فهل سيظلوا أخوة أم سيكون للقدر رأي آخر ، هل بعد سكب الحليب وسيل الدماء ، ومفارقتنا الأحباب ، هل سيظل...