الفصل التاسع

637 40 4
                                    

رواية إرث الحب والآلم
الفصل التاسع
زينب سعيد القاضي
❈-❈-❈
"الشك ما هو إلا مسمار صغير الحجم لكن إذا دخل في علاقة بين إثنين فهذه العلاقة إما ستنتهي أو ستبوء بالفشل ، إلا أذا كان للقدر رأي آخر وإنكشفت الغمة ورفع الستار ودفن الشك قبل أن يولد"
أدهم المعداوي ♥️ تمارا المهدي
ابتسمت ساخرة وهي تضرب كف بكف وهي تشير الي نفسها:
-لا بصراحة ممثل هايل تصدق أنا نفسي صدقتك ؟ خلاص يا أدهم حكايتنا انتهت خلاص بعد ما إكتشفت حقيقتك.
تراجع إلي الخلف عدة خطوات وتسأل بحذر:
-إكتشفتي حقيقتي ؟ وايه هي بقي حقيقتي دي يا مدام ؟
تطلعت له بإحتقار وقالت وهي تشير عليه بأسف:
-إنك خاين  يا أدهم .
أتسعت عيناه بصدمة وما كان رده سوي صفعة مدوية علي وجهه زوجته أسقطتها أرضاً وهي تصرخ بآلم .
أيقظت الوحش الثائر داخل وتحرك تجاهها وجهه لا يبشر بالخير بينما هي تتراجع إلي الخلف بخوف من نظراته.
إقترب منها وجلس علي قدمه أمها وهو يضغط على يده بقوة يحاول منع نفسه من الفتك بها الأن .
تحدث بفحيح وهو يرمقها شذراً:
-أنا خاين يا تمارا ؟ لسانك طاوعك تقوليها ؟
بصق جانباً واستقام واقفاً واتجه إلي الفراش وجلس عليه واضعاً وجهه بين كفيه.
ظلت جالسة كما هي تخشي أن يقوم بضربها وتعنيفها فما قالته ليس بالهين رفعت رأسها بحذر وجدته جالساً علي هذا الوضع وصوت أنفاسه عالية دلالة على عصبيته المفرطة .
استندت عليها يدها ونهضت بتثاقل تجر أذيال الخيبة متجهة إلى خارج الغرفة لكن أوقفها صوته الأمر.
"أقفي مكانك"
قالها بجمود دون أن يرفع رأسه حتي.
توقفت أمامها واستدارت بجسدها متمتمة بإنكسار:
-نعم عايز تقول ايه تاني ؟
رفع رأسه تطلع لها قليلاً وأشار لها بيده أن تقترب منه:
-تعالي يا تمارا.
حدقت به بتردد وبعدها تحركت إليه بخطي وئيدة ووقفت أمامه وهي تتهرب بأبصارها عنه وتحدق أسفل قدماها.
رفع الآخر رأسه وحدق بها لثوان قبل أن يرفع يده ويمسك يدها ويقربها منه بحذر ويجلسها علي قدمه وضمها بقوة دافنا وجهه بين ثنايا عنقها مما أثار حيرة وقلقك الآخري.
❈-❈-❈
ولج أسر  إلي الشرقة يحدق في السماء بشرود يحاول صرف ذهنه عن ما مر اليوم.
زفر بحنق يشعر أن الهواء قد نفذ من حوله سحب المقعد القريب منه وتهاوي عليه مستنداً برأسه إلي الخلف لا يصدق انه وقف في وجه شقيقه والادهي أنه مد يده عليه كيف فعل هذا لا يدري.
أدهم بالنسبة إليه ليس شقيقه الأكبر فحسب بل أنه أباه الروحي ومثله الأعلي في كل شئ ، لكن ما فعله ليس بالهين كيف يتهجم عليها ؟ والأدهي يمد يده عليها ؟ مازال عقله لا يستعب حتي الآن!
أدهم شقيقه مثال للقيم والمثل والمبادئ كيف ينحيها جانبا ويفعل هذا ؟ هل وصل كرهه وحقده إلي نيڤين إلي هذا القدر ؟ ولكن لماذا هي فتاة ممتازة لا يري بها عيب واحد من الأساس! هو علي يقين أن تقي لها دخل في ذلك لو لم تكن بحياته ما كان رفض والديه هذه الزيجة ولما كان فعل أدهم هذا لكن هو أحبها ويريدها امرأته ماذا فعل ليقابل هذا الجمود والرفض لو كان الوضع مختلف وتقي هي من رغبت في الزواج من غيره كانوا سيفعلوا معها مثل ما فعلوا معها ام أن الوضع سيكون غير ؟
"يا إلهي أنت تعلم بحالي رد علي سؤالي ، أرح قلبي وروحي ، أشعر بإهتزاز كياني ، لا أدري أنا الجاني ، ام أنا المجني عليه "
لم افعل شئ سوي أنني أحببت وأخترت من أريدها زوجة وأم لأطفالي لم أخطأ في هذا من الأساس وهذا أبسط حق من حقوقي في الحياة لم يودوا أن يسلبوه مني دون وجه حق.
تنهد بضيق وحدق بأشعة الشمس التي بدأت في الظهور بعد أن إبتلعت أشعتها ضوء القمر وانشقت معلنة عن بداية يوم جديد يتمني بداخله أن يكون يوماً هادئاً وأن تستقر الأمور عند هذا الحد .
نهض بتثاقل مستندا علي منكبي المقعد واتجه إلي الداخل وألقي بثقل جسده علي الفراش دون أن يعبئ بتغير ملابسه فكل ما يريده الأن هو النوم والهروب من الواقع لا غير.
❈-❈-❈
ظل يضمها بقوة وصمت مطبق لا يقطعه سوي صوت أنفاسه الثائرة وصوت أنفاسها المضطربة.
واخيرا قرر رفع حاجز الصمت ابعد رأسه عنها وعدل من وضعيتها علي قدمه حتي أصبح وجهها مقابلا لوجهه.
رمقها قليلاً بنظرات ثاقبة يود ثبر أغوارها قبل أن يتحدث بجدية:
-بتحاول تقرب مني وترمي شباكها عليا ولما فشلت رمت شباكها علي أسر.
تطلعت له بعدم إستيعاب وأكمل بأسي:
-كنت نايم علي الكرسي مصدع فجأة فتحت عيني لقيت الحية دي حضناني ولفه أيدها حاولين رقبتي وطبعت الروچ علي القميص قمت بعدت عنها وضربتها وطردتها من الشركة عرضت عليا نفسها كمان من غير جواز حتي لكن لما فشلت توصل معايا لنتيجة جريت علي أسر قلبت الصورة كاملة رجعت مش طايق نفسي ولا حتي هدومي أول ما وصلت رميت هدومي علي الأرض وجريت وقفت تحت المياه أنضف جسمي من لماستها خلصت وخرجت من الحمام وحطيتهم في باسكت الغسيل قبل ما تشوفيهم وتفهمي غلط.
أبعدها عنه برفق ونهض واقفاً معطيا إياها ظهره واضعاً يده بجيبه وأسترسل بإيضاح:
-دي الحقيقة كاملة يا تمارا حابة تصدقي براحتك مش حابة براحتك..
صمت قليلاً يأخذ نفس عميق قبل أن يستدار لها ويتابع حديثه بجدية:
-تمارا أنا لو مش بحبك مكنتش أتجوزتك فهمتي متقرنيش نفسك بنفسك وأسر رغم أني واثق ومتأكد أن أسر بيحب تقي وفوق ما تتخيلي لكن أسر هوائي وده سبب التخبط إلي عنده ده .
رمقها معاتبا وعقب:
-ده بيتك وبيت تقي يا تمارا ولو حد هيمشي من هنا لو الظروف حكمت بده هيبقي أنا وأسر يا بنت الناس كان فين عقلك وأنتي شايلة ابنك وساحبة اختك وخارجين في وقت زي ده من البيت ؟ قدر حد اتعرض ليكم وقتها هتعملوا أيه ؟ لو مكنتش رجعت في الوقت المناسب كان ممكن يحصل معاكم أيه ؟ أنا مجرد إلي حصل بينا محستش بنفسي غير وأنا في بيت الحية دي بطلع غلي وتعبي فيها طيب لو كان حصل ليكم حاجة كنت هعمل أيه وقتها ؟
ظلت تسترق السمع إلي كلامه وداخلها ينتفض بشدة تكاد تجزم انه يستمع إلي دقات قلبها الأن من سرعته وقوة ضرباته .
لا تدري بما تجيبه هي مخطئة بالفعل ليتها استمعت إليه أو تحدثت معه بجدية تامة ما كان وصلوا إلي هذا.
وقفت بتردد تتجه له تود أن تلقي بنفسها داخل أحضانه لكنه تراجع إلي الخلف عدة خطوات مستطرداً:
-خليكي مكانك يا تمارا أنا كده وضحت ليكي الصورة كاملة وزي ما وعدتك هسيبك ليكي الجناح عشان تبقي براحتك .
قالها واستدار بجسده متجهاً إلي الخارج ولكنها كانت اسبق منه وركضت خلفه وضمته من ظهره بلهفة وتشبثت بقميصه كطفلة صغيرة تأبي أن يتركها والده.
تصنم جسده ودبت قشعريرة بثائر جسده جراء لمساتها البريئة رفع يده سريعاً يود إبعاد يدها قبل أن ينساق وراء قلبه ويأخذها داخل أحضانه ضارباً بما حدث في عرض الحائط لكنه تماسك لآخر لحظة وأمسك يدها يود إبعادها عنه ولكن أوقفه صوتها الراجي الذي جعل الدماء تتدفق في اوردته بقوة فقلبه الأن أصبح قاب قوسين أو أدني لا يدري يلتفت لها وينسي ما مضي أم يظل علي جموده حتي تتعلم الدرس جيداً.
"متسبنيش يا أدهم أنا بحبك"
هتفت بها برجاء وهي تشدد من ضمه بقوة تمرمغ رأسها علي ظهره كقطة صغيرة تحاول إستعطاف صاحبها كي يطعمها.
❈-❈-❈
تتمدد علي الفراش بشرود تام والآخري تطلع لها بإشفاق اغلقت باب الغرفة خلفها واتجهت إلي الفراش ومدت يدها بكأس العصير:
-أتفضلي يا تقي.
رمقتها تقي بعتاب وقالت:
-بردوا تعبتي نفسك يا أسيل ؟ مش قولت ليكي روحي نامي وأرتاحي مش عايزة حاجة ؟
تنهدت بسأم وجلست جوارها:
-أنام وأرتاح ؟ تفتكري بعد إلي حصل النهاردة ممكن حد يجي ليه نوم أو يرتاح أصلا ؟انا لغاية دلوقتى مش مصدقه أصلا ازاي اسر يمد أيده علي أدهم ؟ إزاي أسر روحه في أدهم من الأساس كله من البومة إلي اسمها نيفين من آول يوم شوفتها فيه وأنا قولت دي ناوية على خراب البيت من الأول مش عارفه أيه إلي عاجب أسر فيها دي كلها نفخ أصلا مفيهاش حاجه طبيعي.
لم تستطيع تقي كتم ضحاكتها أكثر من ذلك:
-حرام عليكي مش قادرة يا شيخة هههههههههههه.
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-أنتِ مش مصدقة يا بنتي طيب والله البت دي نافخة استني بس كام شهر وده كله هيهوي .
هزت راسها بيأس وقالت:
-يا ستي كفاية بقي كلام عنها هي في حالها وأحنا في حالنا.
صمتت قليلا واخدت نفس عميق واستطردت بإبانة:
-أسيل أنا فاهمة كويس أوي إلي أنتي حابة توصليه لكن خلاص أنا وأسر سكتنا اختلفت.
ابتلعت الاخري ريقها بتوجس وتسألت:
-يعني أيه ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة وأكملت بثقة:
-يعني خلاص هو إلي اختار وخلاص هيتجوز ويشوف حاله ربنا يوفقها وحتي لو سابها وفكر يرجع ليا مش هينفع خلاص خلصت الحكاية.
اتسعت عيناها بصدمة وتسألت:
-يعني حتي لو فاق لنفسه مش هترجعي ليه يا تقي وأنتي واثقة أنه بيحبك أنتي ؟
ابتسمت ساخرة وهي تشير إلى نفسها بإستهزاء:
-بجد والله ؟ بيحبني أنا ؟ أنتي شايفة كده ؟ اخوكي لو بيحبني مكنش بص لغيري من الأساس يا حبيبتي أنسي يا أسيل قولتلك اسر خلاص نهي إلي بينا ونزل بتتر النهاية.
تنهدت بحزن شديد لا تدري بما اجيبها فهي محقة أسر من أوصلها إلي ذلك وهي علي يقين أنه سيعود إليها نادماً ولكن علي ما يبدوا قد فات الاوان إلي الأبد.
تفهمت تقي وضعها فهتفت بلطف:
-متفكريش يا أسيل وتتعبي نفسك إلي حصل حصل يا حبيبتي وإذا كان علي تمارا وادهم كمان روحهم في بعض وهيتصالحوا بإذن الله وخالتو هتبقي كويسة قومي يلا روحي نامي وأرتاحي في أوضتك لو مش حابة تنامي لوحدك اطفي النور وتعالي نامي جنبي.
أومأت أسيل بإيجاب:
-حاضر يا تقي حاضر هنام جنبك فعلا.
مازحتها قائلة:
-اه بس اوعي تكوني بترفصي ولا حاجة أنا بقولك أهو.
إبتسمت بدلال وقالت:
-لأ يا قلبي أطمني مش هتحسي بيا عصفورة نايمة جنبك .
رمقتها ساخرة وعقبت:
-عصفورة نايمة جنبي علي أساس مش عارفة حضرتك ولا نومك عامل إزاي ؟ اطفي النور يا أسيل وتعالي نامي ربنا يهديكي يا حبيبتي أنا إلي جبته لنفسي .
❈-❈-❈
لم يقدر أن يظل صامتاً هكذا لكن وجب أن يضع حداً لما حدث من أجل ألا يتقرر مجدداً أبعد يدها برفق والتفت لها ووقف في مواجهتها مكتفا ذراعيه علي صدره وتحدث معاتبا:
-أستني يا أدهم ؟ بعد أيه يا تمارا ؟ أنا لغاية الآن مش مصدق إنك تمارا مراتي إلي اعرفها أنتي شكيتي فيا عارفة ده معاناه أيه ؟
هزت رأسها نافية وعقبت:
-ادهم أنا مشكتش فيك أنا كنت غيرانة.
ابتسم ساخراً وعقب:
-توء توء توء انتي شكيتي فيا يا تمارا لو كنتي غيرانه كنتي هتوجهيني والموضوع هينتهي علي كده لكن أنتي شكيتي فيا وصدقتي شكك ونفذتي حكمك عليا كمان نسيتي مين أدهم جوزك وأبو إبنك اتهمتيني تهمة مش هقدر اغفرها ليكي من الأساس أنا خاين يا تمارا طاوعك لسانك تنطقي بيها ؟ شوفتي مني أيه يخليكي تقولي عني كده ؟ أنا حافظ كتاب الله يا تمارا وعارف ربنا كويس ويعلم ربنا أني ما حبتكش غيرك ولو هحب بعدك يا بنت الناس أنتي قاعدة في قلبي ومربعة.
عضت علي شفتيها بخجل:
-أسفة يا أدهم أنا مكنتش بفكر ساعتها كنت مصدومة خايفة إنك تكون مغصوب أنت كمان بجوازك مني ولما شوفت هدومك اتجننت وقررت أبعد .
تنهد بسأم وقال:
-أنتِ شكيتي يا تمارا فيا والشك لما يدخل بين أتنين بيدمر أي علاقة يا بنت الناس لكن أنا خلاص كشفت ورقي والصورة بقت كاملة قدامك عايزة تفضلي سايبة مجال للشك قدامك يبقي نفضها من دلوقتي وكل واحد يروح لحاله بس انتي هتفضلي هنا مع إبنك معززة مكرمة أنا إلي هسيب…
لم تدعه يكمل جملته وتحدثت بلهفة :
-لأ مصدقاك يا أدهم والله مصدقاك سامحني وحقك عليا أوعدك مش هعمل كده تاني خلاص اتعلمت الدرس.
حدق بها بتشكك وقال:
-متأكدة إنك اتعملتي الدرس يا تمارا ؟ خدي بالك الجاي مش سهل ونيڤين لو دخلت البيت ده فعلاً ناوية على خرابه .
رمقته بتحدي:
-تفكر بس تقرب مننا ومش هرحمها .
ابتسمت بدلال وهي تداعب لحيته الخفيفة:
-أنت سامحتني صح ؟
إبتسم بإصطناع ورفع يدها إلي فمه يوهمها أنه سيقبلها لكن أبعدها عن وجهه وتحدث بإقتضاب :
-لأ يا تمارا سيبي الأيام تداوي الجراح إلي ما بينا أنا رايح أنام في أوضة عمر .
ألقي جملته وغادر الغرفة تاركاً إياها تطلع في أثره بصدمة لا تصدق ما فعله بعد أن رفعها إلي سابع سما انزلها إلي سابع أرض لكن لن تستسلم ولن تدع للحزن مجال بينهم.
❈-❈-❈
تطلعت إلي باب الغرفة بتصميم واتجهت إلي الباب وفتحته متجهة إلي الغرفة المقابلة وقامت بفتح الباب دون إستئذان.
كان يتطلع علي صغيره بحنان حتي فجئ بأن باب الغرفة قد فتح رفع رأسه بإستفهام وجدها تغلق باب الغرفة وتتجه إلي الفراش وتمدد جوار صغيرها من الجهة الاخري.
انزوي ما بين حاجبيه وتسأل بحيرة:
-انتي بتعملي أيه ؟
استدارت له وتحدثت بوداعة:
-أنت بتكلمني ؟
رفع حاجبه بإستهجان:
-لأ بكلم أمي.
رددت بدلال:
-أسمها ماما يا بيبي.
رمقها بتحذير:
-تمارا اتعدلي بتعملي أيه هنا ؟
اسبلت عيناها ببراءة مصطنعة وقالت:
-هنام يا حبيبي.
ضغط على شفيته بغيظ شديد وقال:
-وجنابك ما نمتيش في اوضتك ليه ؟
ردت بحزن مصطنع:
-أنا من يوم ما أتجوزنا مش بنام غير في حضنك يا حبيبي تفتكر هيجيلي نوم دلوقتي بعيد عنك ؟
إبتسم ساخراً وعقب:
-كوتي كوتي يا حلوة يا بطة ؟ مش هتقدري هتنامي من غيري ؟ طيب جنابك كنتي سايبة البيت كنتي هتنامي حضرتك في حضن مين يا هانم ؟
زمت شفتيها بحيرة وقالت:
-مش عارفة تصدق نسيت افكر في الموضوع ده ؟
رمقها بنظرة مشتعلة وأغمض عينيه سريعاً قبل أن يفتك بها الأن .
كتمت أبتسامتها بصعوبة وتمددت في الجهة الأخري ووجه مقابل لصغيرها ووجه حبيبها الغالي ظلت تحدق بهم بشرود إلي أن غلبها النوم وسقطت في ثبات عميق .
وعلي الجهة الأخري ما أن شعر بإنتظام أنفاسها فتح عيناه بحذر وجدها تغط في نوما عميق تطلع لها بحنان ومد ذراعيه وآخذها هي وطفله داخل أحضانه وغفي هو الآخر متنعما بقربها .
❈-❈-❈
استيقظ من نومه وخرج من الغرفة وجدها تجلس أمام شاشة التلفاز تتابع إحدي الأفلام بإندماج تام.
حدق بها بحيرة وتحرك تجاهها وجلس على الأريكة جوارها بعنف مما تسبب في اهتزاز الاريكة وجسدها فوقه.
استدارت له وتحدثت بإستهجان:
-ايه يا حيوان مش تحاسب ؟
امتعض وجهه وقال:
-لأ مؤخدة.
رمقته شذرا وقالت:
-لأ مؤخذة ؟ أيه الألفاظ السوقية دي ؟
سب سبة بذيئة بداخله وتحدث بنفاذ صبر:
-خلينا في المهم مروحتيش الشغل ليه ؟
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-أنت غبي ؟ شغل أيه إلي روحه اتقل يا باشا.
زوي حاجبيه بحير ة وتسأل:
-أتقل أزاي ؟ مش فاهم! أنت ناوية علي أيه بالظبط ؟
غمزت بخفة وهتفت بشرود:
-ناوية علي كل خير مش هيهدي ليا بال غير لما اجيب العيلة دي الأرض وفلوسهم تبقي في أيدي.

يتبع……

إرث الحب والآلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن