رواية إرث الحب والآلم
الفصل التاسع عشر
زينب سعيد القاضي
❈-❈-❈
"حينما تحسن الإختيار فأعلم أنك قد فزت في معركة الحياة ، فبيدك أنت تختار من سيكون خير عون وسند لك ، لا غيرك ، فكن علي يقين إنك وحدك من سيتحمل نتيجة إختيارك "أنتِ بتعملي أيه هنا في المطبخ ؟ أيه فاكرة أنها تكية تدخلي وتخرجي مطرح ما أنتِ عايزة ؟ فوقي أنتي هنا مجرد معون وبس تولدي وهتغوري من هنا للشارع إلي جيتي منه
سقط الكوب من يدها ووقع أرضاً متهشما لأشلاء صغير وتراجعت إلي الخلف بإزدراء كطفل صغير مخطأ يخشي عقاب والدته.
لكن الآخري لم تصمت وتحدثت بفحيح:
-أيه إلي هببتيه ده ؟ أنتِ عارفة الكاس إلي وقعتيه ده بكام ؟ ده أغلي منك أنتي شخصياً.
دمعت عيناها ولم تجرأ على الرد مما جعل الآخري تزيد في تعنيفها:
-أيه ساكته ليه ؟ الفار أكل لسانك ؟ هقول أيه ولا أستني أيه من واحدة تربية شوارع زيك من الأساس"ماما"
صاح بها أحمد بعصبية
انتفضت والدته والتفتت له بحذر:
-أحمد ؟
اقترب من والدته ونظر إلي هذه الباكية وتحدث معاتباً:
-ممكن أعرف أيه إلي بيحصل هنا ده ؟
تحدثت والدته بتبرير:
-داخلة المطبخ من غيري إذني وكمان كسرت كاس.
رمق والدته شذراً وتحدث بفحيح:
-ماما هتستأذن منك وهي في بيتها ؟ وفي داهية الكوباية ستين واحدة كمان فداها.
ألتفت إلي أسما وتحدث برفق:
-أنتِ كنتي جاية المطبخ محتاجة حاجة ؟
أومأت بحزن وقالت:
-أيوة كنت جاية أخد كوباية مياه عشان أشرب أسفة مش هكرر ده تاني .
تحدث بإصرار:
-ده بيتك تدخلي وتخرجي مكان ما أنتي عايزة كمان أتفضلي أطلعي إرتاحي وأي حاجة تحتاجيها أطلبيها من الخدم بلاش تتعبي نفسك.
استدار إلي والدته وهتف محذراً:
-ولا أيه رأيك يا ماما ؟
إبتلعت ريقها وقالت:
-أه طبعاً بيتها.
رمقها مبتسماً بادلته الإبتسامة بآخري ممتنة وغادرت ألتفت إلي والدته وتحدث بنبرة حادة:
-ماما إلي حصل دلوقتي ياريت ميتكررش تاني لو سمحتي قاسم لو عرف معاملتك ليها وإلي بيحصل ده هياخدها ويمشي تقبليها عشان إبنك وحفيدك يا أمي .
تنهدت بسأم وقالت:
-حاضر يا أحمد حاضر.
إقترب منها مقبلاً أعلي رأسها وغادر إلي الخارج عائدا إلي عمله وجدها تقف في زاوية تفرك بيدها بإحراج اقترب منها وتسأل:
-خير يا أسما محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-أنا متشكرة.
ابتسم بهدوء ورد:
-العفو أنتي أختي الصغيرة يا أسما يلا أنا راجع الشغل وأنتي أطلعي أوضتك ولما تحتاجي حاجة نادي البنات تمام ؟
أومأت بتفهم:
-تمام.
ابتسم بهدوء واتجه إلي مكتبه يأخذ ما جاء لأجله وغادر مرة أخرى عائداً إلي عمله وداخله يشكر الله علي عودته فمؤكد أن لم يأتي في الوقت المناسب كان سيحدث ما لا يحمد يحمد عقباه.
❈-❈-❈
بعد مغادرة أدهم إرتمت عليا داخل أحضان زوجها تبكي وهو يحاول تهدأتها دون فائدة:
-مالك بس في أيه أنتِ مش طبيعية خالص حالتك مش عجباني إن كان علشان أسر شوية هيرجع زي الاول بإذن الله أطمني أنتِ بس وسبيها علي ربنا إلي بيسبها علي ربنا عمره ما ميخسر أبدا.
تنهدت عليا بدموع وقالت:
-توعدني لو موت متزعلش أسر أبداً ؟
تحدث سراج بلهفة:
-بعد الشر عنك بتقولي أيه بس يا حبيبتى.
هتفت بإصرار:
- توعدني يا سراج ومهما يطيل الزعل ما يمكن يوم ما يرجعلك تفتحله حضنك من تاني لو بتحبني أوعدني ؟ وكمان أسما تفضل تدور عليها أنا قلبي حاسس أنها عايشة وقريبة منا أوي.
تنهد سراج بقلة حيلة وقال:
- حاضر يا حبيبتي أوعدك مبسوطة كده .
إبتسم عليا براحة:
-الحمد لله.
رمقها بحيرة وتسأل:
-عليا أنتِ مخبية حاجة عني ؟
تهربت من نظراته وتحدثت بإرتباك:
-لأ طبعاً هخبي عنك أيه بس ؟
مط شفتيه بحيرة وتسأل:
-تعبانة مثلاً ومخبية عني ؟
ابتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-هو المرض بيستخبي ؟ طمن قلبك يا حبيبي أنا بخير.
رغم يقينه أنها علي غير ما يرام لكنه شدد من ضمها بحب.
❈-❈-❈
في مكان آخر يجلس لؤي يتحدث مع شخص ما في الهاتف:
-أيوة طلع زي ما أنت بتقول نيڤين هتفضل هي هي مش بتحب غير نفسها ومش بتدور غير علي مصلحتها التسجيل وصلك.
ضحك بمكر وقال:
- ده بقي المسمار إلي هدقه في نعشها لو فكرت تغدر بيا تمام خيلنا علي إتصال.
أغلق الهاتف وينهد بشر:
- هتغدري بيا يا بنت أمي وأبويا مش هسمي عليكي أنا إلي زرعتك وسطهم وأنا إلي هقلعك من وسطهم بإيديا.
❈-❈-❈
تجلس في مكتبها تراجع بعض التقارير بإهتمام شديد خرج هو من كتبه وتطلع لها باستهزاء وقف أمامها واضعاً يده في جيبه يرمقها من أعلي رأسها حتي أغمص قدمها بإستحقار:
-ناوية علي أيه يا دكتورة مش قولتلك مجرد تفكيرك ببعد أخويا عننا بموتك ؟
وضعت التقارير جانباً ونهضت بغرور ووقفت في مواجهته بثقة:
-كون أنك واقف قدامي يبقي أنت خايف مني وعاملي ألف حساب يا بشمهندس.
رقمها ساخراً وعقب :
-لأ ده أنتِ خيالك راح لبعيد أوي أنا أخاف منك أخويا مهما يبعد هيرجع لينا تاني هو مبهور باللعبة الجديدة مش أكتر.
إبتسمت نيڤين بغنج وهي تقترب منه وتمسك لياقة قميصه.
انتفض هو وتراجع إلي الخلف ويبعد يدها عنه بعنف:
-المرة الجاية هقطعها ليك.
ردت ببرود:
-أنت عايز أيه أخوك خلاص بقي زي الخاتم في صباعي ومسيري أخليك تيجي راكع يا أدهم وأنت إلي تطلب إنك تتجوزني.
انفجر ضاحكاً وهو يشير لها بإستهزاء:
-أتجوزك أنتي مرة واحدة ده أنتِ خيالك واسع أوي يا دوك لا فوقي نفسك إلي واقف قدامك أدهم مش أسر الأيام ما بينا سلام يا نيڤو.
غادر تاركاً اياها تكاد تموت من فرط غيظها وتهاوت علي مقعدها وهي تحدث حالها:
-يا الله لا أدري كم الغرور الذي بك لكنه يثيرني بشدة ولا أدري ماذا يعجبك بزوجتك البلهاء فليس بها ماهو مميز بالمرة فهي هشة ضعيفة سهلة الكسر لكنك بحاجة إلي أنثي قوية مثلي تفهمك وترتفع معك عالياً لا تلك الحمقاء التي لا تفعل شي سوي البكاء أه لو كنت استمعت لي وتزوجنا لكن كيف لمغرور مثلك أن يجعل أنثي مثلي تروضه فيكون من نصيبي شقيقك المعتوه الذي أصبح كالعروس الماريونت التي تحركها أصابع يدي كما أرغب حسنا لأ بس من خسارتك فأني سأكسب المال الذي يجعلني قادرة علي كسر غرورك بالتأكيد.
❈-❈-❈
في المساء عاد أسر وزوجته إلي المنزل وصعدوا إلي
غرفتهم مباشرة كما يفعلوا في الأيام السابقة جلس يشاهد التلفاز في مع زوجته قاطعهم طرق الباب نظر أسر إلي زوجته بإستغراب ونهض لفتح الباب تفاجئ بوالدته.
تحدث بهدوء:
-أتفضلي يا أمي.
ردت عليا بوهن:
-لسه فاكر أني أمك يا أسر ؟ علي العموم أنا جاية أبلغك أننا هنسافر بكره .
تسأل باستغراب :
-ليه ؟
ردت عليا بهدوء:
-علشان معرض تقي .
لوي شفتيه بامتعاض وقال:
-علشان معرض تقي طيب ربنا معاكم .
ردت عليا بحزن:
-لما نرجع نبقى نشوف أنت عايز أيه .
إبتسم بلهفة وقال:
-بجد يا ماما.
ردت بإختصار:
-بجد يا أسر أحنا هنمشي كلنا الصبح أدهم بس الي هيفضل هنا.
أومأ بتفهم:
-تروحوا وترجعوا بالسلامة.
تحدثت بحنان :
- بإذن الله تصبح علي خير.
رد بهدوء:
-وأنتِ من أهله .
غادرت عليا اغلق الباب سريعاً واتجه إلي الداخل.
رمقته نيڤين بتساؤل :
-مين إلي علي الباب و اتاخرت كده ليه؟
تحدث بفرحة:
-دي ماما.
ردت بابتسامة عريضة:
-أيه وافقت ؟
رد بفرحة:
-علي وشك خلاص سرد لها ما حدث.
ردت نيڤين بمكر:
-بلاش تفرح أوي ممكن يكونوا بينيمونا مش أكتر.
حرك رأسه برفض:
- لأ طبعاً ماما يستحيل تضحك عليا.
تنهدت بإمتعاض:
-لما نشوف يعني كله هيمشي ما عدا أدهم وتمارا؟
رد بنفي:
-أدهم بس.
ابتسمت بمكر وقالت:
-أه طيب يلا عشان ننام الوقت أتأخر.
أومأ بإيجاب:
-يلا بينا.
أنت تقرأ
إرث الحب والآلم
Mystère / Thrillerعندما يتحكم المال في النفوس يجعلها تتغير ، فما بالك إذا أتحدت حواء والمال سويا ، فتجعل من العادل ظالم ، ومن الصالح فاسد ، وعندما يتدخلوا بين الأخوة فهل سيظلوا أخوة أم سيكون للقدر رأي آخر ، هل بعد سكب الحليب وسيل الدماء ، ومفارقتنا الأحباب ، هل سيظل...