- همجيةِ -

106 19 23
                                    


حَتى أنا لا استطيَعُ مُواكبةَ مزاجيّ
أنا جامحٌ ، وسِميّ اكثرُ مرارةّ وتأثيرًا من الأفعىَ
فلا انصحُ احدًا بالتصادمِ معّي فأنا مُخيفُ ..
اليسَ كذلك ساتوروُ ؟

قال تلك الكلماتِ وهو يبتسمُ بجانبيةِ مُظهرًا نابهُ الأيسرِ ويدهِ على كتفِ ساتورو الغير مرتاحٍ ..

_

منذُ الثانوية العامةِ وسوغورو غير مُباليّ
لا يهتمُ لدروِسه ولا لغيرِها ولكنهُ كان ينجحُ بذكاء
وكان الوحيدُ الذي حصلَ على العلامةِ الكاملةِ في اصعبِ امتحانٍ لدرجةِ شككت الجميع في انهُ غشَ ، ولكنه معروفُ بذكائةِ وداهيتهِ ، يغدوُ من بؤبؤتهِ سيفًا وكأن نُعاسًا يتغمدُه ، غير مُباليّ ابدًا ، والدهُ لم يستطعَ السيطرةِ عليهِ ، لم يرتدِ الجامعةَ عكس ما فعله صاحبهُ المُقرب ساتوروُ ، لقد كان منضبطًا ولكنه بدأ وكانهُ اشدُ جنونًا منه بعيناهِ الزرقاوتينِ ، ذلك ما جعلهمَا ثُنائيًا مثاليًا ..

مالذي جعلَ سوغورو بهذه الحالةِ ؟
كان منذُ صغرهِ همجيًا ، كان والده يضربُه لينضبطَ لكنه يبكِي لدقيقتينِ ثم يثُبُ ليكملَ عِنادهُ وهماجِيتهُ ، تلك شخصيتُه ، لقد كان يُكثر من مشاهدةِ الأفلامِ الكرتونيةِ المليئةِ بالمشاجرةِ والتنمرِ وشيءٍ آخر كان اساسُ عصيانهِ لوالدهِ لم يخبرَ ساتورو عنهُ من قبلُ وذلك مابنىَ شخصيتهُ ..

في صباحِ المقابلاتِ الشخصيةِ للجامعيينِ المُستجدينَ كان سوغورو هُو من أوصلَ ساتورو الى جامعتهِ ، وحينما كان ينتظرهُ ، كان مسندًا نفسهُ على سيارتهِ ريثما يخرج ساتوروُ ، وريثما كان ينتظِرهُ كان يحدقُ ببعض الفتيةِ هناكَ الذين همُ بعمرهِ فعندما لاحظوا نظراتهِ اليهمُ وهو يشربُ الشايّ قال احدهمُ : من يذهبُ لذلك الفتىَ ويسكبُ ما بيدهُ فلهُ 500 منيّ نقدًا ! تعالت ضحكاتهمُ واقترب احدهمُ من سوغوروُ وسوغورو ينظرُ اليهِ بترقبٍ ..
جاء اليهِ وقال : انتَ ايها الفتىَ ، هل لديك مُقابلة في هذه الجامعةِ ؟ - قهقه -

ثم رفع يدهُ ليضربَ الكوبَ من يدهِ لكنَ سوغورو قلبَ كوبُه امامهُ وتساقطتَ آخر قطرات الشايّ ثم قالَ : هل افسدتٌ خُطتكَ ؟ التفت ذلك الفتى بانزعاجٍ الى اصحابهِ فاشارَ احدهمُ بأن يسحبَ نظارتهُ من على جبينهِ وسوغورو رأى ذلكَ ولكن شدَ انتباههُ خروج ساتوروُ من المبنىَ ، فاخذ يترقبُ ساتورو قادمًا وتركهمُ ولكن ذلك الفتىَ سحَب النظارةَ فعلًا في غفالةٍ من سوغورو فعندما راى سوغورو ذلكَ اراد إبعاد رأسهِ وتسبب ذلك الفتى بجرحٍ قويّ في اعلى جفنهِ الأيسرِ لانها سحبها ناحية الأسفلِ وهرب بتلك النظارةِ والآخر وضع يده على مكان الجرحِ ونظر بغصب وقال  : توقفَ ! لن اسمح لك بالفرارِ !

لم يهتم بالدمِ الغزيرِ الذي يتصببُ ولكن ساتورو من امسكهُ وقال : سوغورو ليس مجددًا  ! انتَ تُصغر عقلكَ ، دعنى ارى جرحكَ ! جلس سوغورو بالاجبار بعدها ليضمد ساتورو جرحهُ واكمل القيادةُ وحاجبيهِ معقدانِ نتيجةَ لغضبهِ ولم يعتقدَ ساتورو ان الامر سيتطورُ اكثرَ ، في منتصف قيادتهِ قالَ : هل قُبلت ؟ نظر ساتورو مطولًا ثم قالَ : نعم ! تناسيتُ اخباركَ ، وانتَ - عبسَ - الا لديك حقًا نيةُ في ارتيادِ الجامعةِ ..؟

- كلا ، لا اريدُ ، لم ذلكَ ؟ -
لا شيءَ اردتُ فقطَ ...
- لا عليكَ ، لا ارى منها نفعًا اساسًا -
ابتسم بجانبيَةِ في نهايةٍ حديثهِ ...

_
بعد يومّ ، اتصل ساتورو على سوغورو ويبدوٌا انه اتصلَ بالصدفةِ وهو يطلُ من شباكِ غرفتهِ لتُرمى حجرةٌ على جبينهِ ، نظر الى راميهَا بصدمةِ واذ به سوغورو ، ابتسم سوغورو  وقال : هيَا ، إنزل ! ساتورو بصدمة نزل وقالَ : سوغورو ماذا تفعلَ الآن ؟ إنها الساعة الواحدةُ صباحًا وسبعُ دقائقَ ! قال سوغورو بإبتسامة ماكرةٍ : لا عليكَ أركب معيّ
ركبَ ساتورو  وهو غير مُرِتاح فقال للمرة العاشرةٍ : سوغورو الى أينَ ؟ قال سوغورو وهو يراقبٌ احدٌ ما : انه ذاَ ، ذا الوغدُ الذي سرق نظارتيّ وتسببَ في جرحِي ، ابقى هنا ساتورو او انزلَ ان اردت مشاهدةَ بعض المتعةِ ؟ ابتسم بجانبيةِ وحماسةِ .

فتح ساتورو فمهُ بصدمة ولم يكد ينطقُ الى عندما رأى سوغورو يذهبُ راكضًا نحو ذلك الفتى الغافلِ

لا يحتاجُ ساتورو لقولِ ماحدثَ لاحقًا حقًا ، انتهىَ الأمرُ بحضورِ والديّ الاثنينِ ، لقد جعل سوغورو وجه الفتىَ يتورمُ وعاد وكانه لم يفعل شيئًا والسؤال الذي اشغَل ساتورو هو كيف عثر عليهِ ؟

عندما اشتبكا بشدةِ اتصل والدُ سوغورو للمرة السابعةِ وساتورو ارتبك لا يدريُ هل يجيبُ ام لا ، ولكن في آخر لحظةِ اجابَ عندما راى ان الفتىَ أصبح متورمًا بسبب سوغورو وضرباتهِ ، اجاب واستقبل خٍصام والده :
اين انتَ في هذا الوقتِ المتأخرِ من الليلِ ؟ هل تظن ان حيلةَ السريرِ المزيفِ سوف تخدعنيّ ؟

رد ساتورو بأرتباكٍ وقال :
اا ... انا ساتورو..
نطق الآخر قائلاً : اين سوغورو ؟
قال : هل تريد ان اكذبَ ؟ ام اقول الحقيقةَ ؟
قال والدهُ بعصبية : سوغورو هل تشاجرَ مع احدٍ
قال : نعمَ ولقدَ تورمَ وجهُ من تشاجرَ معهُ ، لحظة ان الفتى يتصلُ بأحدهُم ويبدوا انه والدهُ ، اظن عليك المجيءُ ايضًا فسوغورو صعبُ التفاهمِ سيُضرب بلا شكٍ !

زمجَر والدهُ بغضبٍ وقال : اللعنة على والدتهٍ التي لم تربيهِ ! وتم اغلاق الخطِ ..

ارتعشَ قلب ساتورو عندمَا سمع ذلكَ لقد تداخلتَ مخاوفٌ كثيرةٌ في مخيلتهِ ، لم قد يقومُ بلعن زوجتهِ ؟ عندما رأى سوغورو قادمًا بإبتسامة نصرّ تردد في اخبارهِ وقرر انه لم يساله ان كانت هنالك مشكلةُ بين والديهِ ، هو يعلم ان هذه الليلةَ لن تمضي بسلامٍ ، وذلك سيزيدُ من عنادِ وانفلاتِ سوغورو ..

I'm perfect  | أنا مِثاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن