خوف

8 1 1
                                    


بقيتَ تنظرُ اليهِ حتى أدركت أنهم وصلواُ فأعطتهُ طفلهٌ بسرعةِ ونزلت راكضةَ الى الداخلِ ، تبعهَا هو وهو يربتَ على ظهرَ صغيرهِ النائمِ حتى وصل الى سوغورو الذي تم اسعافهُ وكان امره بسيطًا ولم يستدعي القلقَ ، استفاقَ سوغورو و وزع بصرهّ حتى ارتكزَ في معصمه المضمدَ وقال بعد تنهد : لم انجح ايضًا هذه المرة ..

تم السماح للزوار بالدخول ولكن قبلها اخذ سوغورو يسمع شجارًا في الخارج بين صوتينِ يعرف أحدهما والآخر مألوفّ بعيدٌ ، دخل الاثنان وما إن وقعت عينيهِ على تلك الفتاةِ حتى قال بدهشةِ : أنتِ ! لم تمري في ذهنّي سوى كذكرى مشوشةِ .. اتذكركُ ولكن لا اعلمُ من أنتِ !

اغمضت هي عينيِها بقوةٍ ممانعةُ هطول الأدمعِ وتظاهرت بالصرامةِ وابتلعت مافيّ جوفِها وقالت : كيف حالّك ؟ حدث كُل هذا وانا لا أدري ؟ ضيقَ سوغورو عيناهُ وكأنه يحاول ايضاحَ صورتِها في عقلهِ وقالَ : من أنتِ ؟ كان ساتورو يحدق بها من الخلفِ وينظر الى سوغورو ثم يعيد بصرهُ اليها
تنهدت وقالت : أنا التي اعتنت بكَ طيلةَ أربعةَ سنواتّ ، طبيعيّ الا تتذكرنيّ ولكن قبل غيبوبتكَ لكن كنتُ معك طيلة سبعةَ أشهرٍ .. انا آريلان ..

فتح عينيهِ وهو ينظرُ بإستعجابٍ واستغرابٍ ثم نظر الى الجهة الأخرى وقال وكأن نوبة هلعٍ اجتاحتهُ : لا اريدُ أي شيءٍ يُذكرني بتلكَ المصحةِ ! هُنا ساتورو سحبها من ذراعهَا الى خارج الغرفةِ وقال : لا يريدُ رؤيتكِ ! ثم ان علاقتكِ كُنتِ مُمرضة فقطَ ! لم فكرتيَ في المجيءِ الآنَ ؟ قالت هي بصدمةَ : وما شأنكَ ! بصفتكَ مَن لتمنعنيّ ؟ شد هو على قبضتهِ وصر على اسنانهُ وهو يحدق بها حتى برزت عروقهُ وهي انتبهت لذلكَ وقالت : لمَ انت فظٌ معيّ ! انا لم اتصادم معك بشيء وكما جئت لتزورهُ انا ايضًا جئت  ! قال ساتورو بإنفعال : وما شأنكِ أنتِ ! انه صديقيّ قبل أن تعرفيهِ حتىَ !

ثم دفع يدها ، سوغورو كان يسمع الخِصام في الخارجِ فتذكرها فجأة ! وكلماتها اللطيفة عندما كانت المسؤولة عن حاله ، التي كانت تصبر على انفعالاتهِ واثناء تلقيه الادوية ، كانت تتأذى منه ولكنها تصبرُ وكانت احيانا تسهرُ من أجله ولا تعود لمنزلهَا ، تسهرُ من أجل ادويتهِ و اعطاءهٍ جرعاتهٍ ، فجأه عادت به الذاكرةُ لواحدةٍ من اللياليّ الشنيعةٌ لها بسببهِ ..
______________________________________
كان يحدقُ بها وهي تقوم بعدِ ادويتهِ التي لم يقومُ بتناولهِا ، كان ينظر بعصبيةِ وحقدٍ اثر المرضِ النفسيّ الذي اصابهُ فإنتظر حتى مدت يدَها لتعطيه القُرص الذي ينبغي عليهِ ابتلاعهّ ولكنهُ امسك يدهَا بقوة بيدهِ التي كانت بالطبع أقوى منها وهي في لحظةِ غفلةِ ، لطالما كان جيدًا ويطيعُها الا هذه المرةِ فلقد امسك يدها وسحبَها نحوه بتهجمٍ وقبض على معصمهِا بقسوةٍ وهو يحدق بها بعدما ثبت حركتها وقال : لقد سئمتُ من هذه الادوية التيّ تعطيني اياهَا ! وبهذه اليدِ ! شد قبضته بقوةٍ على يدِها حتى تألمت أكثر ولكنها لا تريدُ ان يسمع احدُ ما يجريّ لانهم ان علموا فسوف يقيدونهُ مجددًا ، قالت بخوف : سوغورو! سأعطيك هذا فقط لمرةَ واحدة ولن اعطيك مجددًا ! رفع بصره الحاد الى كتِفها وقال : مددتِ لي ذا العلاجُ الذي لا يفيدّ بهذه اليد و بهذا الكتفِ امتدت يدك الى وجهي  ! لن اسمح لهذا ان يحدث ثانية فأنتِ تعرفين ان تلك الادويةُ سوف تثبط حركتيّ وتريدين تقييديّ ايضًا ! ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

I'm perfect  | أنا مِثاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن