- عواطف -

54 11 20
                                    


تلك اليدُ تلمستَ عنقه وكانها تبحثُ عن شيءِ فقال صاحبُها : انها لا ترتديّ قلادةَ !  فتح سوغورو  عينيهِ عندما قال ذلكَ واكتشفَ انهُ لصٌ ، ظن اللصٌ انه فتاة بسبب تلمسهِ لشعرهِ الطويلِ ، نزلَ بيده نحو معصميهِ وقالَ : ولا اساورَ ؟ تلمس قدميةِ وقال : ولا خلخالٌ ! ماهذه انها الفتاة السابعةُ التي لا أجد مجوهراتٍ عليهَا ، على هذه اللحظةِ ركله في وجهه بقوةِ وانقض واضاءَ الغرفةَ وحدق بهِ وقال :

لأني لستُ فتاةً ايها الغبيّ ! تعلم ان تفرق قبل ان تخطَط لتسرقَ فلا يمكنكَ السرقةٌ وأنتَ غبيّ ! انتبه لسوار كان في معصمِ ذلك اللِص فقالَ : وترتديّ سوارًا ؟ لا يرتديّ الاساور الا الفتياتِ فقطَ ولا نقاشَ في ذاكَ الأمرُ ، انت مُثيرٌ للشبهاتِ .. اخرجَ

ثب الآخر يهربُ لكيلا يمسكهُ وهو لم يكن ليمسكهُ اصلًا فجسدهُ لا يزال يؤلمهُ ، لقد تلاشىَ نومهُ ولم ينم ابدًا حتى علمَ ان والدهُ قد عادَ هنا نامَ لانه لا يريدُ التصادم معُه او مقابلتهٌ حتَى ، هو يكره والدهُ بعدَ حادثةِ والدتهِ التي مضتَ سنوات ولم ينساهَا

في تلك الفترةِ لقد جاءت امطارٌ غزيرةُ جدًا فقال لساتورو على الهاتفِ : ما رأيك بالخروجِ في المطرِ؟
قال ساتورو بدعابةٍ : كنت خائفًا من إتصالكَ وقولك ذلكَ ولكن لمَ لا ؟  ...

بقيا يركضَان تحت المطرِ ويلعبانِ أسفلهُ حتى توقفَ ، لقد ضحكا من كُل قلبيهمَا ونسى سوغورو الذكرى السيئة بسبب هذا الموقفِ ومن بعدهِا حُمى لا نهائيةِ لكليهمَا ، كان سوغورو قد تعافى قبل ساتورو ولكنه استمر بالضحكِ على صوت ساتورو المريضُ ، والدهُ في هذه الفترةِ كان يتلقى ضغوطًا في العملِ وسوغورو لا يهتمُ ! لا يهمُه ابدًا بل إستمرَ في هماجيتهِ ، في يوم قررَ زيارة ساتورو في جامعتهِ فعندما دخلَ تفاجئَةمن كثرةِ الطُلابِ فأخذَ يبحثُ عن ساتورو وقد لقي الكثيرَ من زملاء صفهِ في الثانويةِ هناكَ الذين جاءوا لسؤالهِ لمَ ليس معهمُ هُنا لكنهُ أكتفىَ بتجاهلهمُ ، جاء ساتورو بإبتسامةِ عندما رأىَ سوغورو في انتظارهِ ..

جاء واحاط عنقهُ بذراعهِ كما كان يفعلُ دومًا وقال : مالاخبارَ ؟ لقد سعدتُ بقدومكَ يا سوغوروُ !! قال سوغورو : لقد كنت متفرغًا وقلتُ لأمرَ عليكَ ، كيف تسريّ الأوضاعُ هنا ؟ يبدوا المكانُ مزدحمًا !

في حين زيارة سوغورو لجامعة ساتوروُ
عاد والدهُ الى المنزٍل وتفاجئَ بحضورِ شخصٍ لم يرغب رؤيتهُ وكانت كلماتٌ فقط قيلتَ ..
" اريدُ ان ياتّي سوغورو  للعيشِ معيّ "
ثم غادرَ صاحب تلك الكلماتِ ..

خرج ساتورو بعد انتهاء دوامهِ لتناولِ الغداءِ مع سوغوروِ وكان كليهما لا يتوقفانِ عن الحديثِ بمرحٍ وضحكّ ، كان سوغورو سعيدًا من قلبهِ مع ساتورو
تطرقَت الأحاديثُ الى سيرةِ تلك الليلةِ ، تذكرَ ساتورو كلام والدِ سوغورو عن زوجتهِ وصمتَ وهو يفكرُ هل يطرحُ عليه الموضوعَ ام لَا ، تشجع وقال : سوغوروُ ، هنالك ما اردتُ سؤالكَ عنهُ ..

I'm perfect  | أنا مِثاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن