- عسلُ أعمى -

34 7 3
                                    


ذلك العمىَ كان بسبب تلك الصدمةِ التي تفاجأ منها
وبالطبعِ لقد قطع تواصله بساتورو لأنه أخفى عنهُ ولم يعد يتحدثُ اليه مجددًا ، وعاش ساتورو حياته وهوُ لا يزال يفكرُ بسوغورو ..

كان ساتورو في الجامعةِ يتلقى اسئلةَ بغيضةٍ مثل : اين صاحبكَ المجنونَ ؟ اين ذلك الغبيّ ؟ وكان يتجاهلُ تلك الاسئلةَ ، ويكمل دراسته ولا يتأخرُ الا نادرًا ، يومًا ما ، تأخر عن احدى محاضراتهِ ؛ لانه عندما كان يتحضر لها راى كلمة " نوع من انواع سلطعونات البحر ، السلطعون الورديّ " وتذكر بها سوغورو  ، وجلس بمفرده وهو يفكرُ بسوغورو ..

وسوغورو ، كان جالسًا بدون فعل شيءٍ كالعادةِ
لقد غفى قليلًا ، انه اليومَ السابعُ الذي يرى القليلَ ، كالاضواءِ المُغبشة مثلًا ، جاء والدهّ وقال : سوغورو  ، سآخذك الى أحد الأطباءِ الواصلينَ من خارج البلدِ ، هذه ملابسكَ ، لم يهتم سوغورو سوىَ في تلك الانوار التي يراها ، يرى ظل والدهِ ! لم يشعر سوغورو الا بوالدهِ يربط حِذائهُ بعد ان غير ثيابهُ ، كان قلبه يخفقُ بشدةٍ ، وبالنسبة لساتورو فالان هو وسط امتحان النجاحِ ، الذي لم يعرف فيهِ أي إجابةِ ! وتم اخباره فيمَ بعد انهُ رسبَ وسيُعيد العام كُلهُ ، كان ذلك أشد ألمًا على قلبهِ مع تفكيره بسوغورو ..

ركب سوغورو مع والدهِ وكان سوغورو يحدق في نورِ الشارع الخافت لعينيهِ ، وكان والدهُ يقودُ ؛ بحزن يقود وهو ينظرُ تارة الى الطريقِ وتارةَ الى سوغورو ، ويشعر بالندمِ لانه قبل يومينِ ..

" قبل يومينِ "
كان سوغورو يمشي بعصاهُ في المنزلِ وقال له والدهُ : سوغورو ! اخبرتكَ أنّ أوراق عمليّ على الأرضِ وبجانبها حوض السمكِ ، لا توقعه عليهَا ، انها مهمهَ ! قالها للمرة الأربعينَ ! بينما كانت هنالك اوهام في مخيلة سوغورو مع تكرار والدهِ لتلك الكلماتِ ، اصابتةّ نوبة هلع وكسر ذلك الحوضِ ومزق الأوراق وهو يقول : يكفيَ ! لا تكرر ذلك سمعتك ! لا تكرر لا تكرر كلامكَ ! جاء والده ورأى مافعل فصرخ عليه وافزعهُ وقال : الم انبهكَ ! ماذا فعلتَ ؟ ثم صفعه والآخر لا يعلمُ ، لقد ضربه حينها ولم يدركَ منظرهُ المحزن وهو يجهل أماكن الضرباتِ الى الآن ...

قال بتندم : سوغورو ، لم يجب سوغورو فقال : يابنيّ ، لمّ لا تردَ ؟ مضى وقت لم ارك مبتسمًا فيهِ ، قال سوغورو فجأة : لا يمكنِ ! لقد بدأت الرؤية تتضحّ لسوغورو !! قال : هل .. هل هذا قَارب ؟ هل امامِي قارب ؟ ابي ! لقد اتضحت الرؤية أخيرًا ..
نزل من الباب راكضًا نحو جهة البحر ولحق به والده لكيلا يقع وامسكه ، والآخر بدموع يضحك ويقول : اتركني ! انا ارى انا اراه انه البحر ! اخذ سوغورو ينظر الى كل مكان وابتسامته لم تتلاشى وكذلك دموعهُ ، بينما والده الذي ينظر بدهشةِ لما قالهّ ، اقترب ولف سوغورو  عليه وقال بذعر : سوغورو  هل تراني ؟ سوغورو لاول مرة ينظر اليه مبتسمًا ! وثّب سوغورو وعانقه لاول مرة وقال : اراك يا ابي ، اني اراك يا أبي العزيز ! هنا عانقه والده وبكى بشدة معه لشدة فرحتهِ ...

I'm perfect  | أنا مِثاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن