قضبان حديدية سوداء لزنزانة يهبط من سقفها بضعة قطرات من المياه
كان يوما هطل به المطر بغزارة
صوت ارتطام قطرات المياه من سقف الزنزانة نحو الطبق الحديدي الموضوع في الارضية كان الوحيد الذي قاطع صفو الجو الساكن عند ذلك السجين الذي لم يأكل او يشرب شيئا منذ ثلاثة ايام متواصلة
يجلس على ذلك السرير الحديدي الصدئ و يحدق في الجدار بشرود و تتربع اسفل عينيه هالات سوداء كأنها اكياس.. من يراها يضن انه لم ينم لعقود
سعل سعلتين خفيفتين اثر البرد الذي شعر به بسبب ملابس السجن الخفيفة التي يرتديها
لحضات حتى سمع صوت خطوات احد ما قادم نحو زنزانته... ليتنهد بضجر.. كونه علم انه نفس الشخص الذي كان يتردد عليه طوال الثلاثة الايام الماضية كل خمس ساعات سواء كان نائما او مستيقضا من اجل تصديع رأسه... مزعج بحق.. اليس كذلك؟!
كان شابا بزي عسكري احمر اللون.. يضع قبعة حمراء فوق شعره الابيض ذي الخصلات دامية اللون و يضع فوق ملابسه رداء بنفس لون الزي العسكري
مشى بخطوات هادئة و هو يقترب نحو الزنزانة
اخرج المفتاح من جيبه ليصدر صوت قرع بعد اصتدامه ببقية المفاتيح المعلقة معه في ذلك السوار الحديدي
ليقوم بإدخاله في فتحة القفل و يدوره مرتين في عكس اتجاه عقارب الساعة فيصدر صوت انفتاحه
ثم يدفع الباب ليفسح المجال لنفسه من اجل الدخول
لاحظ السجين دخول ذلك الشخص لزنزانته ليلتفت برأسه نحوه و يرفع عينيه السوداوتين ناظرا له
" اويا... اكاتسوغي سان.. هذا يومك الثالث من دون طعام او شراب..و ربما من دون نوم حتى من المؤكد انك سوف تموت قبل ان يتم محاكمتك على هذه الحال "
نبس الشاب بصوت خال من التعاطف بعد ان اغلق باب الزنزانة من خلفه ثم التفت نحو الآخر صاحب الشعر الاسود الذي نظر نحوه مجعدا حاجبيه و يحمل تعابير مستهزئة
" هه.. و كيف لأعمى مثلك ان يدرك ما اذا كنت قد اكلت ام لا... بل اني مستغرب حتى من كونك رجل قانون بهذه الرتبة العالية و انت لا يمكنك الابصار حتى "
اردف اكاتسوغي بطريقة مهينة بعد ان كتف يده و اكمل كلماته بتعبير ساخر و ابتسامة مستفزة
ضيق الآخر جفنيه بإنزعاج ثم تجاهل الاهانات المباشرة التي وُجِهت اليه و تقدم الى الداخل ليسحب الكرسي الخشبي و يجلس مقابلا للسجين
" لا تقم بتغيير موضوعنا.. و اما بالنسبة لمعرفتي بأنك لم تأكل فذلك واضح من دقات قلبك المنخفضة التي توحي بإنخفاظ ضغط دمك اضافة لصوت الجرذين اللذان ينهشان الطعام داخل الصحن في زاوية الغرفة .... هل يكفيك ذلك جوابا عن سؤالك؟"
أنت تقرأ
𝑷𝒐𝒊𝒔𝒐𝒏 𝑫𝒊𝒗𝒆𝒍 𝑮𝒆𝒎 _𝑩𝒔𝒅
Paranormal" اوليس اسمك يعني جوهرة...؟ " نبس بصوت هادئ بينما يضع يده على ذقنه و تتربع على محياه تعابير هادئة "... اجل..." اجابت بهدوء ريثما حدقت بملامح وجهه التي ارتسمت عليها ابتسامة خفيفة و نظرة غير مفهومة ثم استقام من مكانه و وضع يده على خد الفتاة رافع...