"حكمت علي ذاتي بي الهلاك أعتقدت خطاً مني أنني أصلح ألامها ولكن مازادت الكسور إلا تصدعاً"
كانت تختبئ خلف الحائط وضعه يديها فوق ثغرها لمنع شهقتها ودموعها تنهمر بغزارة في صمت، حتي وجدت الوضع سأيصبح كارثاً ووالداتها سأتهلك، ليدفعها خوفها الفطري لضرب قدم أبيها كئ يتوقف عن ضرب تلك المسكينة، كانت تهذي بكلمات لاتفهم لكن كان خلفها قلب طفله محطم:
"يابابا سيب ماما مش عايزها تمشي "
لتمسح دموعها بظهر يديها لتردد الكلمات نفسها التي مازالت عالقة في باطن عقلها حتي بعد تجاوزها سن ثمانية عشر، حتي تذكرت تعدي عليها ليلة أمس حتي عصفت برأسها الذكريات المليئة بالآلآم لتنهمر دموع القهر والأسئ.
كانت طفلة لم تبلغ العاشرة من عمرها، تجلس أمام ذلك الباب تريد والداتها لتسمع صوتها يصرخ مرة آخري لتضع يدها فوق اذنيها لتصمها من ذلك الصوت، لم تعلم كم من الوقت مر وهي هكذا حتي سمعت صوت باب الغرفة يعلن الأفراج وتخرج والداتها حامله حقيبه كبيرة معلنه الرحيل، رمقتها بنظرات لن يشعر أحد بمرارتها غيرها لتبكي وهي تهرول خلف والداتها تريد الخلاص من هذا الكابوس ولكن تفجأت بصفعه خلت توزونها لتقع علي الأرض السراميكية في حالة صدمة مما حدث والخذلان الذي حطم قلبها، لتجد والداها يسحبها من ملابسها حابس إياها في غرفتها وملقي علي مسمعها ما لا يطاق سماعه.
نظر لها بشر وكره دفين وكأنه ليس أبها محدثاً إياها بكره:
"امك مشيت واخترت حياتها وانتي كنتي تمن، راحت لي راجل غير ابوكي، امك مش محترمه، وافقت انها تتطلق وانها تسيبك هنا، مشيت عشان تعيش هي وتموتي انتي"
جُمل متقطعه ولكن كانت أشد من السيف علي قلبها الصغير المتهالك، لتفيق من شرودها علي صوت باب المنزل يُفتح شعرت بروحها في الحلقوم وبلعت الغصه المريرة في حلقها بصعوبة لتقف علي قدميها بصعوبة من أرهقها ومن قلة غذائها وأكتئابها، نظرت في المرآه لتجد علامات التعدي مازالت علي جسدها بوضوح لم تعد تستطيع التحمل أكثر من ذلك حتي فتحت إحدي أدراجها الذي تخبئها منه بي قفل صغير لتاخذ مهدئ كئ تستطيع أتنفس وتحمل ما هو أتي، فتح باب غرفتها لياجدها تجلس علي سريرها ليرمقها بشمئزاز وضعاً الطعام علي الأرض وغادر الغرفة، لم تعد تبالي لي طعام ولا لي اي شئ تريد أن تتنفس تريد أن تري تلك التي تركتها والآن أنجبت أطفال ليعوضوا مكانها.
مر أكثر من أسبوع علي هذا الحال ولكن أحياناً يتم معنفتها وبقوة، حتي عصفت في ذهنها فكرة كانت تعتقد أنها تعاقب والدايها علي ما فعلوا بها ولكن لم تعاقب سوا نفسها، أنتظرت مغادرته من المنزل حتي فتحت الباب بمفتاح إحتياطي وأنطلقت إلي الاسفل لا تدري أين تذهب وماذا تفعل؟ كانت تائه
لكن لم تبالي؛ فاهي الآن نالت الحرية كما تظن بعد عددت ساعات جمعت شتاتها حتي تعلم ماذا تفعل؟، تذكرت أن لها صديقة كانت تهاتفها علي مواقع التواصل تسكن وحيدة بقرب منها، لتتوجه إلي بيتها بإضطراب.
أنت تقرأ
إسكربتو
General Fictionأعتقدت أنني تعافيت وأصبحت أمكثُ في قصة واحدة لتأتي الرياح بما لا تشتهي نفسي، لتكون قصتي ما هي إلا غلاف لي حقائق آخرين.