~تائِهة~

215 30 38
                                    

إنّهُ اليومُ الوحيدُ الذي أرادتْ وبكُلِّ جوارِحها عدمَ القدومِ إلى المدرسة، ولو كانَ آخرَ يومٍ تتغيّبُ فيهِ عنها.. توسّلَتْ إلى ذلكَ العجوزِ كثيراً وكثيراً ودونَ جدوى..

لعزمِ ما أصبحَ قريباً مِنها.. باتَتْ تحكي لهُ كُلَّ شيءٍ وعن أيامِها، وهو كانَ يستمِعُ باهتمام!

ولكن كيفَ عساها تُخبِرُ والدها بأنَّ أحداً قد قبّلها وفي مثلِ هذا السِّن؟!

واثِقةٌ أنّهُ سيتمُّ إعدامهُ ولا مجالَ للشّكِّ في هذا!

ماذا عساها تفعل؟!
كيف ستواجهِ مَنْ يجلِسُ إلى جانِبها؟!

تهرُب؟! توسِعهُ ضرباً؟؟!!

يبدو أنَّ الخيارَ الثاني هو الحلُّ الأنسب!

-شكراً على التّوصيل!

أردفَتْ ببؤسٍ تهمُّ للخروجِ مِنَ السيّارَةِ قبلَ أنْ يُمسكَ يدها ويُعاودَ سحبها قائلاً:

-أينَ قُبلةُ بابا؟!

أدارتْ عينيها بتمَلُلٍ واقتربَتْ تُلصِقُ شفيتها بخدِّهِ ناسيةً أنّهُ أجبرها على وضعِ أحمرِ الشّفاه!

اتّسعَتْ ابتسامتهُ بينما يُثني عليها:

-فتاةُ بابا المُدلّلة تبدو أجملَ مِنَ المُعتاد.

-أجل، أجل، لأنني أعطيتُ بابا قُبلتينِ هذا اليوم.

أربتَ على رأسِها قائلاً:

-لنْ أستطيعَ اليومَ القدومَ لأخذِك، لذلكَ عودي مع صديقاتِك.

-صديقاتي؟ آهه نعم صديقات.
ارحل فحسب.

-ألا تُريدينَ الحصولَ على قُبلةِ بابا؟

تأوّهتْ بضجَرٍ تُخبِرُهَ أنْ يفعلها بسُرعةٍ قبلَ أنْ تتأخّرَ عنْ المدرسة.

صحيحٌ أنّها تُحِبُّ هذا الوقتَ مع والدها، ولمْ ترغبْ في الاسراعِ للدُّخولِ إلى مدرستِها، إلّا أنّها لا تُجيدُ فعليّاً التعبير عن هذا.. لمْ يُعلِّمها أحدٌ كيف تفعلُ ذلك، فهي لا تقرأ ولا تشاهد المُسلسلاتِ والأفلام، لعلّها تستطيعُ فعلَ ذلكَ يوماً ما مع والدها.

دلفَتْ صفّها ونبضاتُ قلبِها تكادُ تتوقّفُ في أيّ لحظة، تمشي ببطءٍ وعيناها تتركّزانِ فقط على المقعدِ الفارِغِ بجانبِ مقعدِها غيرَ مُلاحِظةٍ ذلكَ الذي ابتسمَ حالما رآها، وجلسَتْ دونَ أنْ تنظُرَ إليه.

أحاطتْ علاماتُ الاستفهامِ رأسه..
أليسَتْ تتصرَّفُ بغرابة؟!

عادةً ما تكونُ مرحةً و..
ما خطبُ أحمرِ الشّفاهِ على شفتيها؟؟!!

هل ذهبتْ سوليتّا التي نعرِفُها..
أو..
أتهتمُ بنفسِها..
لأجلِه؟!

-سولي.

أحلاماً هنيئة ~ ستراي كيدزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن