~كشلّالٍ مُتدفِّقٍ أنتِ~

154 24 8
                                    

سوليتّا

قطعاً، كنتُ أعتزمُ التغيُّب عن المدرسةِ شهراً كاملاً للموقفِ الذي حدثَ البارحةَ وجعلني أركضُ في الشّارعِ صارِخةً كالمجنونة!

لماذا لم ألكُمه؟؟!!

لمَ عسايَ أجدُ شخصيّتي تتغيّر؟؟!!

أعلمُ أنني أعرِفهُ منذُ أربعةِ أشهُرٍ ولكن..
منذُ شهرينِ فقط كُنّا أعداء!

هذه هي!

مرضهُ يجعلهُ يُهلوسُ بلا أدنى ريب!

أنا في حالةِ فوضى عارِمَةٍ الآن..
والدي لا يسمحُ لي بالتغيُّبِ ويُجبرُني على ارتداءِ تلكَ الملابسِ البغيضةِ يوميّاً.

كما أنّهُ اشترى لي الكثيرَ والكثيرَ مِنَ التنانيرِ والفساتينِ والأمورِ الأنوثيّة، ولا أعلمُ ماذا أفعلُ بها!

كنتُ أحسبُ أنّهُ أفلس.. ولكن لا يبدو عليه كذلك.

يُصِرُّ على ايصالي يوميّا إلى المدرسةِ ويؤنّبُني في كُلِّ مرّةٍ أتصرّفُ بها بصبيانيّة.

التفاتُ والدي إليّ أو حتى تذكُّرُ أنَّ لديهِ ابنة..
كانَ صادِماً لي.

كنتُ أتناولُ الفطورَ ذلكَ اليومَ صباحاً بعدما أرغمتُ نفسي بصعوبةٍ على الذهابِ إلى المدرسةِ بدونِ تشان للمرّةِ الأولى.
بشعريَ المُبعثرِ والذي رُبِطَ بعشوائيّة كبيرةٍ، وبلباسيَ الصبيانيّ، اتّخذتُ وضعيّةً صبيانيّة في الجُلوس.

آنذاك..
رأيتُ والدي أخيراً بعدَ خمسةِ أشهُر!

دلفَ إلى المطبخِ يُحدِّقُ إليَّ بتعِجُّبٍ بملابِسِ نومهِ التي أبرزتْ عضلاتِ صدرِهِ، وراحَ يفرُكُ شعرهُ الفوضويّ.

لمْ أعِرهُ أيّ اهتمامٍ كأيّ شخصٍ غريبٍ لا أعرِفُه، إلّا أنني وجدتهُ يتهامسُ برفقةِ الخادمةِ، ثَمَّ يأتي للجلوسِ بجانبي.

-ما اسمُك؟!

أبقيتُ عينايَ على طبقي وأجبتُه:

-سوليّتا مِنْ عائلةِ لي.

حكَّ مؤخرَةَ رأسِهِ ببلاهةً ثمَّ سألني مُجدداً:

-كم عُمرك؟!

كانتْ الصّدمةَ تعلوهُ عندما علِمَ أنني فتاة.. وعلى الرُّغمِ مِنْ شكلهِ العبثيّ والفوضويّ..
كانت هالتهُ المُخيفةُ لمْ تتغيّر ولا حتى بمقدارِ ذرّة!

-متى آخرُ مرّةٍ رأتكِ فيها أُمّك؟!

-لمْ يسبِق أن رأيتُ وجهها.

أحلاماً هنيئة ~ ستراي كيدزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن