اهتزاز هاتف وسط كلا الاب وابنته، يجلسان على أريكة جلدية يعرف بهوظة ثمنها من النظر إليها فقط، يشاهدان فلم منتصف الليل بينما وضع كل منهما هاتفه في المنتصف بشكل عفوي، وباهتزاز أحدهما تحولت الأعين حيث موضعهما.
-إنه هاتفي.
نبست ترفعه إليها بفضول اجتاح دوامات عقلها عن الشخص الذي يرسل لها في مثل هذه الساعة المتأخرة..
كانت سهرة تابعة للسهرة المأساوية بسبب تصرفات لينو التي تجعلها ترغب في ضرب رأسها بالجدار حتى التهشيم في كل مرة تتذكر فيها أفعاله، وتعود بها الذاكرة إلى القبلة التي استسلمت لها ولا تدري كيف فعلت ذلك!
بل وكان عليها الجلوس أمام رحمته، يغمزها بين الحين والآخر دون انتباه والدها، ويضع لها بعض الطعام من طبقه كونهما طلبا صنفين مختلفين، وأدرك لحظتها أنها لم تشبع، فراح يطلب المزيد ويقدمه لها.
ازدادت حمرة وجهها أضعافا مضاعفة، فهي بالكاد استطاعت التعرف على نفسها المتغيرة، لتتعرف على خاصته الحنونة التي تذيب أوصال القلب!
كما.. كما أنها تعترف للمرة الأولى بوسامته التي استمرت بالتحامل على قلبها بنقضها بعيدا عنه، ولكن دون جدوى..
قطعت سلاسل أفكارها، بسلسلة تكرار جديدة غزت عقلها متطلعة على الرقم العائد إليه، والذي كان فحوى رسالته:
"عمي هل نمت؟!"
"أردت شكرك على سماحك لي بتقبيل ابنتك اليوم"
أصابها فجأة الفهاق، جاذبة انتباه والدها عن الفلم متسائلا:
-أنتِ بخير؟ من المرسل؟!
ما الهوا الذي يتنفسه هذا اللقيط ذو العقل المتخاذل؟؟!!
هل فعلا سأل والدها عن القبلة؟؟!! ولكن لا يمكن هذا!!
تراجعت بها الذاكرة إلى الليلة الماضية حيث كان مقيدا إياها بين ذراعيه، يلتقط صور تاريخية لهما بوضعيات مختلفة كان يتخذها بالطريقة التي يمسكها بها، على عكسها متوترة تبتسم الابتسامات البلهاء المصطنعة ذاتها تخالف ابتساماته الهادئة.
ثم وجدته بعد عشر دقائق يبتعد عنها مسافة مترين كالبريء يقابلها بسؤال:
-هل تحسن حالك؟
-هاه؟!
همهمت بعلامات استفهام تعلو رأسها بسبب تصرفه المفاجئ، ويسألسها ذلك السؤال بحق؟؟!!
يعلم أنه لم يترك لها مجالا للشعور بطريقة حسنة بعد غزله وقبلاته، وما إلى ذلك.. ثم يسألها ببراءة خبيثة عن شعورها؟؟!!

أنت تقرأ
أحلاماً هنيئة ~ ستراي كيدز
Romanceنعيمٌ أثلجتَ صدري به.. عِناقٌ بارِدٌ يحمِلُ في طيّاتِهِ الكثيرَ والكثيرَ مِنَ الأحاديث. الطّريقَةُ التي تلمِسُني فيها، تمكِّنُني مِنْ لمسِ السّماء، تقودُني باستمرارٍ نحوَ الجنون، لذلكَ رجائاً لا تقُلْ وداعاً! design by icons team