رماد الذكريات ؟

23 5 3
                                    

وقف فرانك يشاهد السماء وهو يلعب بولاعة
"الم تقلع عن التدخين؟" سمع فرانك تلك العبارة من خلفه ،ليجد جورج يبتسم
،ألقى نظرة سريعة على الولاعة "نعم "
"اذا لم تحمل ولاعة ؟"

"اظن ان هذا اليوم يحتاج للتدخين "

"هل تظن ان التدخين سيغير حياتك؟ام انه سيكون حلا لمشاكل اخرى!"

ابتسم الآخر "لازلت حكيما مثلما عهدتك "
وضع فرانك الولاعة في جيبه ،تحدث الاخر "لماذا لم تخبرني عن رامين ،وعن مجيئك "

"في الحقيقة لم اشئ ان اقلقك "

"لكنك فعلت الآن " ربت جورج على كتف فرانك "لندخل الى مكتبي لقد اشتقت لك و لحديثنا وحتى شبابنا ذاك"

دخلا المكتب برفق شديد ،تفحص الآخر المكان بعيناه تلك يبدو انه يتذكر شيء ما ،وقعت اعينه على الارض فجأة قاطع تفكيره تحدث جورج "شاي او قهوة ؟"
افضل "القهوة "
تحدث الآخر في الهاتف " كوبين من القهوة من فضلك "

جلس الآخر اخيرا ،وقال محدثا نفسه "لم يتغير اي شيء منذ تلك المدة "
ابتسم الآخر "اعرف ما يدور في ذهنك ، لقد فكر البقية كثيرا في تغيير المكان لكنني فضلت بقاءه هكذا حتى عودتك "
احتار الآخر "عودتي !"

"نعم ،لقد بقي امل صغير داخل قلبي لعودتك ،لقد كان من الغريب مغادرتك بذلك الشكل ،لكني شعرت بأن ما فعلته صواب "
صمت فرانك لبرهة ثم قال "لم أكن أشأ اعادة نفس الخطيئة مع عائلتي،تعرف ما اقصد جيدا فرانك "
أومأ الآخر بتفهم

....
صرخات مع مزيج من طرقات متعددة فوق سقف غرفة فريد ، ابتسامة ماكرة وقعت على وجه فريد "اخيرا ،تحاول ان تكون على طبيعتها "
تحرك بهدوء نحو غرفة رامين يصعد السلالم على مهل شديد ،يحاول إثارة غضبها اكثر وقف لبرهة امام الباب رمي السيجارة على الارض وأطفأها برجله برفق "سأقوم بسحق فرانك مثلا هذه السيجارة اخيراً "قالها فريد في نفسه،فتح الباب بهدوء وقال
"لا لا لا ماهذا سيدتي ! لقد وقع السقف فوق رأسي بسببك "

ووضع يده على راسه وهو يضحك
توقف عن الضحك لبرهة كأنه يتذكر شيء ما فجأة،اوقف ذلك صرخة رامين " هاي أيها العجوز الطائش ،ماذا هناك ؟"

ابتسم أمامها ابتسامة قسرية اقترب برفق نحوها وقال "ما قرارك الآن ؟"

تغيرت ملامح وجه رامين قليلا لكنها حاولت التخلص من ذلك "يبدو ان لك قصص مليئة بالإثارة والكذب اتمنى ان اسمع القليل من بطولاتك المضحكة ايضا "

سحب الكرسي المجاور لها وجلس امامها برفق "سنرى اي من البطولات ستعجبك ،رواية بطولتي او بطولة عمكِ الاخرق "

ران الصمت لثواني قليلة ومن ثم تحدثت رامين " اريد ان اسمع كلا الروايتين وسوف احكم  بنفسي ايها المتبلد "
ابتسم ابتسامة ماكرة "حسنا سوف ..."

قطعت ذلك رامين "دعني أخبرك شيئا ما ،تجاربك الشخصية السلبية لا تمنحك الحرية لإيذاء الآخرين "

"انتِ اصغر من ان تتكلمي معي عن الحياة !ان الحياة تحمل مفاجآت كبيرة "

نظر فريد في الفراغ أمامه كأنه يستذكر شيء ما
.....
وقبل ان تكمل سؤالها امسك اندريه حلقها ،بانت يده اليسرى المرتجفة التي تناقضت مع السكينة المنبعثة من فمه "اخبرتكِ مرارا وتكرارا أن لا تذكري اسم امي على لسانكِ قط "

ومن ثم ارخى يده ليترك كيلي تسعل بشدة "ما بال هذا الابله لقد كانت مجرد مزحة "

وضعت يدها على رقبتها وهي تفركها بلين  "لماذا هؤلاء الحمقى يتجهون لرقبتي دائما "

استلقت على الاريكة حاملة كأس ماء كان فوق الطاولة ،دخل الفريد "ماذا حصل لأندريه "
رفعت كلا كتفيها "كالعادة غاضب مني "
"ومالذي فعلته حتى يغضب ؟ايتها المسالمة"
"تحدثت قليلا ،زل لساني فذكرتها غضب "

"من التي ذكرتها ؟"
"ومن سيكون غيرها ؟ اعني بالطبع سفيتلانا "
"لماذا تحاولين تذكيره بالماضي ،اعرف انها خالتك ايضا لكن لا وقت لذلك الآن"

"اذكره لكي لا يصبح لينا لها مجددا ،تتصل به عندما تريد المال فقط ! اليس ذلك انانية منها ؟الاحمق لقد نسي كيف تركتنا في تلك الشوارع الموحشة ؟ لقد امنتها امي علينا ،لا اكذب لنّ آحبها ولست مجبرة على ذلك ايضا لولا السيد جورج لكنا في عداد الموتى "

قالت ذلك كيلي ولقد تركت بعدها تنهيدة كبيرة
توقف الفريد عن الكلام فهو متيقن انها على حق
سمعا طرقا متتاليا على باب الغرفة صحب ذلك دخول احد "سيدي وآنستي ،ان السيد الكس في انتظركما "
القى كلاهما نظرة سريعة بينهما من ثم غادرا الغرفة
.....

وسط ظلام الليل الدامس،

كانت الأضواء الخافتة للمدينة تظهر من بعيد كنجوم تتلألأ في سماء الأرض. جلست ليليان على حافة سطح المبنى الشاهق، تتأمل في الأفق بعينين مثقلتين بالأرق والتوتر. كانت الرياح تحمل معها أصوات المدينة وصدى خطوات الماضي تساقطت افكار ليليان السريعة فوق رأسها ،فركت رأسها بسرعة "ايعقل ان تكون خطفت من طرف القاتل ؟،لا لا مستحيل هذا ! كيف له ان يعرف رامين ؟ربما قاتل متسلسل ؟هذا مستحيل ايضا،ان كان كذلك سينشر الجميع الخبر "

قطع حبل الافكار تحدث هيلينا "مالذي تتمتمين به؟"

توقفت الاخرى عن التحديق في الفراغ ملقية عينيها نحو هيلينا "مجرد افكار مبعثرة ،هذه الليلة تبدو قادمة من طرف ليال اخرى اعرفها "

"تفتقدينها الى ذلك الحد ؟"
"نعم فلقد كانت تشعرني بالبهجة ،اقصد شعور اعمق من ذلك ،من فرط مودتها كأنما هي حلم ،اشعر بالهدوء عند النظر لوجهها ،يبدو أن الطمأنينة تقطن هناك ،ليست مجرد صديقة هي بالفعل كل شيء "

ابتسمت الاخرى " اتمنى لو كان الجميع بمداد قلبك ذاك ،ارجو ان تعود رامين سالمة من اجلنا "

تنهدت الاخرى "ارجو ذلك بشدة "
.....

 تلك الليلة الباردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن