تمهيد

113 8 4
                                    

ماذا لو كانت النعمة التي وهبك الله إياها، تلك التي تبدو كعبء في ظلال الجهل وضعف البصيرة، هي في الحقيقة أعظم هبات الحياة؟ ماذا لو قضيت سنواتك تطارد سرابًا، تظن أنه النعمة المنشودة، ليظهر لك في النهاية أنه نقمة تخفي في طياتها الألم والخسارة؟

في بعض الأحيان، تكون النعمة سياجًا خفيًا، تحميك من أهواء النفس ومغريات العالم، وتبعد عنك أصدقاء السوء الذين يجلبون الخطيئة والضياع، حتى وإن ظنوا أنك لا تستحق الاهتمام. في هذا العمق، تتجلى الحكمة، وتنكشف حقيقة النعم التي تُبعدك عن الهلاك وتوجهك نحو مسار أكثر إشراقًا، حيث تكمن القيم والمعاني الحقيقية للحياة، تلك التي لا تُرى إلا بالبصيرة ..

ماذا لو كانت تلك النعمة التي تبدو عبئًا في البداية، هي السبب في إنقاذك من سقوط حتمي؟ ماذا لو كانت تلك اللحظات التي تبدو مظلمة ومعتمة، هي في الحقيقة النور الذي يضيء طريقك نحو مستقبل أفضل؟ في تلك اللحظات الحرجة، عندما تجد نفسك محاطًا بالضياع واليأس، تتجلى حقيقة النعمة التي تمتلكها .

في قلب هذا الظلام، تجد أن تلك النعمة ليست فقط ملاذًا، بل هي الدرع الذي يحميك من كل ما يمكن أن يدمرك. تجد أن النعمة هي الصديق الذي ينقذك عندما تتخلى عنك كل الأصدقاء، وهي اليد التي تمتد لتنتشلك من أعماق اليأس عندما تعتقد أن لا مفر. في تلك اللحظات، تتجلى عظمة النعمة التي منحك الله إياها، وتدرك أن كل شيء يحدث لسبب، وأن النعمة التي ظننتها عبئًا، هي في الحقيقة أعظم هدية يمكنك الحصول عليها ..

تذكر دائمًا أن النعمة ليست مجرد هبة، بل هي القوة التي تمنحك القدرة على مواجهة الحياة بكل ما فيها من تحديات وصعوبات. هي الحكمة التي ترشدك في أصعب اللحظات، والنور الذي يضيء طريقك في أحلك الأوقات. هي الهبة التي تعلمك أن الحياة لا تُقاس بما تمتلكه من أشياء مادية، بل بما تمتلكه من قيم ومعانٍ تجعل منك إنسانًا أقوى وأفضل .

طهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن