تعاطى المخدرات

18 7 2
                                    

بعد فترة من تعود طه على شرب الكحول، بدأ يشعر أن تأثيره لم يعد كافيًا لإشباع رغبته في الهروب والاسترخاء. كان يبحث عن شيء أقوى، شيء يجعله يشعر بالحرية والسعادة بشكل أعمق. وهنا دخلت المخدرات إلى حياته.

في إحدى الحفلات، وسط الأضواء اللامعة والموسيقى الصاخبة، قدم له زياد شيئًا جديدًا، مسحوقًا أبيض كان يدعي أنه سيجعل طه يشعر بأنه في قمة العالم. نظر طه إلى المسحوق بشك وتردد، لكن الحماس المحيط به وإصرار زياد جعله يستسلم. قرر أن يجرب، وأخذ الجرعة الأولى، وشعر بموجة من السعادة والنشوة تجتاح جسده. كانت النشوة قوية ومفاجئة، تجعله يشعر بأنه لا يُقهر، وأنه يستطيع تحقيق أي شيء.

كانت تلك الليلة مليئة بالأحداث. كان طه يشعر وكأنه في عالم آخر، يرقص بحرية ويضحك بصوت عالٍ، دون أي قيود. شعر بأن الألوان أصبحت أكثر بريقًا، والأصوات أكثر وضوحًا، وكأن كل شيء حوله ينبض بالحياة. كانت هذه التجربة جديدة ومثيرة، ولم يكن يعلم أنها بداية لطريق مظلم.

مع مرور الوقت، أصبح طه يعتمد على المخدرات بشكل أكبر. كان يستخدمها في كل فرصة يجدها، ليس فقط في الحفلات، بل حتى في الأيام العادية عندما يشعر بالملل أو الضغوط. كانت المخدرات تمنحه الهروب الذي يبحث عنه، وتجعل حياته تبدو أسهل وأبسط. كان يشعر وكأنها تمنحه القوة والشجاعة لمواجهة أي تحدٍ.

لكن الأمور بدأت تأخذ منحى خطيرًا. أصبحت المخدرات تسيطر على حياته بشكل كامل. كان يفكر فيها طوال الوقت، وكان يقضي معظم وقته في البحث عن الجرعة التالية. أصبح طه شخصًا مختلفًا، غير قادر على التركيز أو التفكير بشكل منطقي. كانت حياته تتدهور بسرعة، وكان يفقد السيطرة على كل شيء.

بدأت تظهر عليه علامات الإدمان. كانت هناك ليالٍ لا يتذكر فيها ما حدث، يستيقظ في أماكن غريبة دون أن يعرف كيف وصل إلى هناك. صحته بدأت تتدهور بشكل ملحوظ، كان يشعر بالإرهاق الدائم، وبدأ يفقد وزنه بسرعة. كان يعاني من نوبات من الذعر والاكتئاب، تجعله يشعر بأنه محاصر في دوامة لا يستطيع الخروج منها.

أصبح وحيدًا، محاطًا بأشخاص لا يهتمون إلا بالمخدرات. كانوا يستخدمونه ويستغلونه، وكان يعلم ذلك، لكنه لم يكن قادرًا على التوقف. كانت المخدرات تمثل له الهروب الوحيد من واقعه المؤلم. بدأ طه يشعر بأن حياته الحقيقية تبدأ عندما يكون تحت تأثير المخدرات، وأن كل شيء آخر يصبح بلا معنى.

في إحدى الليالي، بينما كان يجلس وحده في غرفته الجامعية، شعر طه بنوبة ذعر شديدة تجتاحه. كانت الأفكار السلبية تحاصره من كل جانب، وكان يشعر بأنه على وشك الانهيار. أدرك طه في تلك اللحظة أن حياته أصبحت جحيمًا لا يطاق، وأنه بحاجة إلى مساعدة عاجلة. لكنه كان يشعر بالضياع، غير قادر على رؤية الطريق للخروج من هذا الظلام.

طهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن