شهوة النساء

19 6 2
                                    

فى أحد الليالى، كان طه داخل غرفته يتأمل إحدى الصور التى التقطها لنفسه فى أول يوم دخل فيه إلى الجامعة. كانت ملامحه تعكس السعادة والتفاؤل، وكان الأمل يملأ وجهه داخل الصورة. لكنه نهض فجأة، واتجه نحو المرآة، فرأى شخصاً آخر تماماً. المشاعر التى تسيطر على وجهه الآن هي الاكتئاب واليأس وعدم الاكتراث للحياة بأكملها. كان داخله صوتاً يخبره بأنه يجب أن يتوقف، لكن إذا بزياد يأتي لزيارته. زياد، صديقه الذي يعرفه منذ زمن، كان يحمل وجهة نظر مختلفة، فقال له:

"طه، أعتقد أنك تشعر بهذا فقط لأنك لم تعتد بعد على هذه الحياة. مع مرور الوقت، ستصبح أكثر ثقة وتميزاً، مثلما أصبحت أنا." ثم أضاف بابتسامة مشجعة: "هناك فتاة تريد أن تتعرف عليك، لكنني أرى أنك لست مستعداً لذلك بعد. يجب أن أعلمك كيف تكون أكثر ثقة ومرونة أثناء التعامل مع الفتيات، وهناك بعض الفتيات يمكنهن مساعدتك في ذلك".

بدأت رحلة أخرى لطه، رحلة مليئة بالانغماس في عالم مظلم زاد من كراهيته لذاته ومحى الشخص الطيب الذي كان بداخله. ذهب طه مع زياد إلى الحفلات مرة أخرى، ليتعرفا على فتيات الليل. كانت هذه التجربة مختلفة تماماً عما سبق. مع انغماسه في عالم الكحول والمخدرات، بدأت علاقاته مع الفتيات تتغير. كان يشعر بأنه أصبح أكثر جاذبية وثقة بنفسه، وكان يستغل ذلك لجذب الفتيات.

في البداية، كانت العلاقات سطحية ومؤقتة، مجرد مغامرات ليلية تنتهي في الصباح. لكن مع مرور الوقت، أصبحت تلك العلاقات جزءاً من حياته اليومية. كان طه يبحث عن الفتيات في الحفلات والنوادي، وكان يشعر بأنه يستطيع الحصول على أي فتاة يريدها. كانت تلك العلاقات تمنحه شعوراً بالانتصار والسيطرة، وكان يرى فيها تعويضاً عن الفراغ الداخلي الذي يشعر به. لكنه لم يكن يدرك أن تلك العلاقات كانت تزيد من شعوره بالوحدة والعزلة.

بدأ طه يتورط في علاقات مع فتيات لا يعرف عنهن الكثير، وكان يتعرض للكثير من المشكلات بسبب تلك العلاقات. كانت هناك مشاجرات، واتهامات بالخيانة، ومشاكل صحية نتيجة العلاقات غير المحمية. لكن طه لم يكن يهتم، كان يبحث عن اللحظة التالية من السعادة الوهمية، ولم يكن يهمه ما يحدث بعد ذلك.

ويعود إلى السكن الجامعى الخاص به في حالة سكر، غير مدرك لما يجري حوله. كانت صحته تتدهور، ومع ذلك لم يتوقف. زادت مشاكله مع الفتيات، وكان يجد نفسه في مواقف خطيرة. مرة تعرض للتهديد من قبل أحد أصدقاء إحدى الفتيات،

تلك اللحظات من السعادة المؤقتة كانت تُغرق طه في دوامة من الألم واليأس. كان يشعر بأنه فقد السيطرة على حياته، لكنه لم يكن يعرف كيف يتوقف. كان زياد يراقب ما يحدث لصديقه، لكنه لم يكن يدرك حجم الأذى الذي تسببت فيه نصائحه.

كان طه يشعر بأنه يعيش في كابوس لا ينتهي، وأن كل محاولاته للهروب كانت تزيد من ألمه.كان يرغب في العودة إلى تلك اللحظة التي رأى فيها صورته في أول يوم في الجامعة،إلى تلك الأيام التي كان يشعر فيها بالأمل والتفاؤل. لكنه كان يعلم أن الطريق الذياختاره قد أغلق كل الأبواب أمامه، ولم يعد هناك مفر من المصير المظلم الذي ينتظره .

طهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن