أدسُ طرفَ القلمِ بالحبرِ ،أفكرُ بمَاذَا أردُ علَى رسالةِ آرثر ، أشعرُ أنِي كلمَا رغبتُ بكتَابةِ رسَالة لهُ أجدُ الكلمَات تهربُ منِي.
حتَى جذبَ أنتبَاهِي شجَار عصفُورينِ عندَ النَافذة، أهمَا يتشَاجرانِ علَى فتَاتِ طعَامِ أم شجَارٌ عائلِي؟
أزحتُ الكرسِي إلى الوراءِ لأقفَ وَ ابدأ بالسِيرِ تجَاه النَافذةِ فأفتحهَا لتدخلَ ريَاحٌ بَاردةٌ تداعبُ شعري.
فأغمضُ عينَاي لأعَاودَ فتحهمَا لمشَاهدةِ الشمسِ وَ هِي تشرق بخِيوطهَا الذهبِية.
لأعُودَ بأدراجِي إلى حِيث كنتْ، لأضعَ رأسِي علَى المكتبِ أنظرُ إلى صندوقِ الرسَائل الخَاصِ بِي وَ هُو لَا يحتُوي سُوى بضع رسَائلِ من آرثر.
فألتقطَ أخر رسَالةِ أرسلهَا لِي لاقرأهَا من جدِيد.
إلى دُودةِ الكتبِ الشرهة، أعتذرُ لكِ بشدةِ فقد أنقضَى نصفُ الربِيع وَ لم أزوركِ كمَا وعدتكِ مسبقاً ، ألا أننِي متأكدٌ أنكِ قد وضعتِي عذراً لِي ، فالدراسة هنَا صعبةٌ للغَايةِ وَ بالكَاد أجدُ وقتاً لتنَاولِ الطعَامِ ، أحيَاناً أتمنَى لو أني بمثلِ ذكَائكِ. كمَا أنِّي أعتذر علَى الردِ متأخراً فرسَائلك لَا تصلُ ألا بعدَ أشهر. أنَا بخِير ولكنِي أشتقتُ لكِ ،أمَا بشأن الحِيَاة هنَا فهِي ليست سيئةً كمَا ظننتُ، وَ لكن تبقَى أسكتلندا أفضل بكثِير من أنجلترا، ألا أننِي أتساءَل عن
حَالكِ فالأيَام التي تقضِينهَا وَ
أنَا لستُ بجواركِ.
كُونِي بخِير حتَى لقَاءنَا القَادمِ.آرثر
تنهدتُ لأعَاودَ طيَ الورقةِ لأعِيدهَا داخلَ الظرفِ سمعتُ طرق علَى بَابِ غرفتِي ، لأشرع بارتداء القفازات ، قبل أن أذنَ للطَارقِ بالدخُولِ
"أدخل"
"أحيي جلالتكِ، جئت لتحضِير الحمَامِ لكِ"هززتُ برأسِي وَ قبلَ أن تخطُو خطُوةٌ إلى الخلفِ أستُوقفتهَا بنقرِي علَى سطحِ المكتبِ ثلاثِ مرات ، أستديرُ لهَا فأراهَا تنظرُ الي
"ضعِي أزهَار التُوليب وَ ثُوبٌ أزرقَ اللون بدُونِ مشدٍ أو قفصٍ"
هزت برأسهَا ثمَ غَادرت تَاركةً أيَاي وحدِي فِي الغرفةِ، لأهمَ بدفعِ الكرسِي إلى الخلفِ لأبدأ بالسِير نحُو البَابِ ،فأدفعه لأخرجَ من الغرفةِ إلى نهَايةِ الرواقِ ، حِيثُ الحمَام هنَاكَ.
أشعر أن المسَافةَ بِين الحمَامِ وَ غرفتِي طُويلةٌ للغايةِ، أتمنَى لو يحملنِي شخصٌ مَا إلى هنَاكَ.
وَ بينمَا أنَا متجهةٌ إلى هنَاك رأيتُ جُوليَا تخرج لتنحنِي أمَامِي ثم تغَادر المكَان.
أنت تقرأ
ستِيفَانُوس
Misterio / Suspensoتنَاثرت علب الحبرِ علَى الأرضِ فتلطخهَا بقطعهَا الزجاجيةِ وَ سوادهَا الذِي ينَافس سُوادَ صفحَاتِي التِي أعيشهَا. أتقدمُ للأمَام أنظرُ لنفسِي فِي المرآةِ ، إلى يدِي التِي تقطرُ حبراً أحمراً مُفسدةً ثُوبِي ، منذُ متَى وَلون الحبرِ أحمرُ؟. أستشعرُ ألمَ...