" الفتـي... لقد.. اركضي آفرين..
لم تنتـظر داليا فقد كـانت أولهم ركضـا تجاه منـزل العم ايـوان، صعـدت سريعا للغرفـة حيث أخيـها لتنصـدم وتتسمر مكـانها وهي تنـظر لجسده المدد علي ذلك الفراش الأبيض، لم ينتبـه لها الجميـع حيث آتوا ركضا خـلفها واصطدمت آفرين بظهـرها ثم توقفت هي الأخري تحدق في أدهم بدهشه:
" انه.. انه شـاب يبـدوا في منتصف الثلاثينيات من عمره!! ظنتته مراهـقا نظرا لحجم جسده "..قالت بهار بدهشه:
" يبدو أن أعشابك ساحره آفرين، فقد عاد جسد الشاب لنفس جحـمه في يوم واحد "..حاولت آفرين الخروج من صدمتها وقالت بهدوء:
" الحمد لله، كلـه بفضل الله بهـار، أعطـاني تلك الميزة وأعطي ارضنا تلك الأدويـة والأعشاب ليجـعلنا سبب في شفاء أمثال ذلك الشاب "..لم تكـن داليا تستمع لحديثـهم اذا تحركت وأخيـرا تجـاه أخيهـا ورسلان يراقبهـا مبتسمـا وقد دمعت عيناه فرحا لأجل ذلك الشـاب..
جلست داليـا بجـواره و أمسكت يده و أخيرا احتوت يده يدهـا من جـديد حتي وان كـان لازال فاقدا لوعيـه لا يشعر بمن حـوله، قبلت باطن يده وانهمرت دموعهـا ترتمي بجسدها عليه تضمـه و تنهار في بكـاؤها..
ابتسم رسلان وتحـرك يجلس جوارها يربت علي الفراش كأنها يربت عليها هي وقال بهدوء:
" لا إهدي يا آنسه داليا اومال لما يفتح عينيه و يقف تاني علي رجـله "..رفعت داليا وجهه له وقالت بإمـتنان:
" شكرا.. شكرا بجد يا رسلان شكـرا علي كل اللي أنت عملته معايا "..ابتسم يقول بهدوء:
" أنا في الخدمة سيدتي "..ضحكت بين دمـوعها وكأن تلك الكلمة التي قالها لها العم ايوان قد ثبتت في عقـله، اتجـهت لآفرين وضمتهـا فربتت آفرين علي ظهرها:
" سيصبح بخير عزيزتـي، الآن اذهبـي لتأخذي بعض الراحـة و خذي قسطـا جيدا من النـوم أريدك مشرقة بالغـد فقد قررت أن اخذك في نزهـة حول دارو بأكملها "..ابتسمت داليا وقالت بحماس وقد قررت بتنفذ ما قاله لها رسلان:
" مـاشي.. تصبحـوا علي خيـر "..ألقت نظرة أخيرة علي أخيهـا ثم تحركت وخلفهـا الجميـع للخارج، أخفضت آفرين قوة المصباح في غرفتـه وجعلتها خافته ثم أغلقت البـاب خلفهـا وتركتـه...
في الصـباح التـالي..
كـانت داليا في قمـة حيويتهـا وقد استعـدت لجولتهـا في دارو، جلس رسـلان علي طاولة الإفطـار بجـوار ايـوان وأمامه آفرين أما هي فكـانت تقف أمام النافذة الكبيرة تشـاهد الأراضي الخضراء أمامها وتستمع بالهـواء النقـي..قـال رسلان بجـدية:
" أنا عاوز شغـل، اي حاجه اشتغلها مش هينفع أفضل كدا يعني واكل شارب ببـلاش، عاوز حاجه اغطي بيها مصاريفي انا و الأستاذة داليا و الأستاذ أدهم "..ابتسم ايوان وقال بهدوء:
" حللتم علينا ضيوفا يا بني و تعلمـنا إكرام الضيف، أن أتيتك ضيفا في بيتك ومدينتك هل ستسألني مالا!؟ أنتم ضيوف دارو و هي أرضي، ان استقبلتكم الأرض نفسها أفلن أفعل أنا!؟ "..