عزيزي الحب

57 5 1
                                    

"الحقني يا كريم...
سأل بقلق:
'في اي يا مريم مالك؟! انتي فين!!..
" أنا في القسـم..
" نعم!؟ اي اللي حصل!؟ قسم اي طيب أنا جايلك حالا "..

أخبـرته مريم بمكـانها فتحـرك بسيـارته و أصبح أمامهـا بعد نصف ساعـة، كانت جالسه وهو أمامها ويترأس المكتب ضابط الشرطـه ويقف أمامهم شاب ينظر أرضا وقد امتلأ جسده بالكدمات و أنفه لا زالت تنزف، أقترب كريم تجـاهها وسألها بجدية:
" ألحقك من اي!! مهو مش منطقي اللفظ اللي استخدمتيه بالنسبـة للي أنا شايفـه دا "..

أبتلعت مريم ريقهـا تقول بتـوتر:
" مهو أنا بصراحه مكونتش متخيله اني هوصل للقسم "..

حاول تمـالك أعصابه وسألها بجدية:
" ممكـن تقوليلي اي اللي حصـل بالتفصيـل، وازاي بوظتي وش الراجل كدا وبإيد واحده كمـان! "..

تنهـدت مريم وأخذت نفسا عميقا وبدأت في سرد ما حـدث:
" يا فنـدم أنا كنت بتمشي شويـة في أمان الله، فجأة من حيث لا أدري لقيت الشخص دا بيشد مني شنطتي و عـاوز يسرقهـا، قومت أنا ماسكه الشنطـه بقوة وسحبـاه جامد ناحيتي وقبل ما يجي عليا سيبته يقع علي الأرض فمناخيره امتصت الصدمـة، دا كان دفـاع عن النفس "..

قال الضابط:
" تمـام يا آنسه و أنا بقـولك اعملي محضـر.. ".

" يا فندم خـلاص المـوضوع انتهـي و الشاب أنا مسامحـاه.. "..

أقتربت منه تهمس:
" معلشي يا فندم خليه يمشي وحضرتك شوفت انه ملوش سوابق و الكـلام اللي قاله انه عمره ما عمل كدا وغصب عنه، لعلها توبة ليـه معلشي أنا مسامحاه و مش عاوزين الموضوع يكبـر أكتر من كدا "..

انضم لهـم كريم يقول بجديـه:
" مينفعش يا مريم اللي بتقـوليه دا أنا مقبلش! "..

" معلشي يا كريم بجد مش هرتاح، خلاص حصل خير وشنطـتي معايـا اهي بال300 جنيه اللي فيها يعني أمان، سيبـوه يمشي محدش عارف ظـروفه اي "..

نزلت دمعه من عيـن الشاب فمسحـها سريعـا، نظر كريم ببعض الشفقه ثم اومأ برأسـه:
" خلاص يا فندم احنـا بنشكر حضرتك و مش عاوزين نعمل محضر "..

قال الضابط بهـدوء:
" تمـام، امشي يا ابني وامشي عدل، مش عاوز اشوف وشك هنا تـاني "..

رفع وجهه ينظر لمريم وشكـرها بهدوء فأبتسمت بخفـوت وتنهد كريـم بضـيق يسحب يدها يتحرك بها للخـارج و هي تنظر ليده بإستنكـار وغضب و بمنتصف الطريق سحبت يدها فألتفت ينظر لها ليسمع حديثها الحاد:
" لو سمحت يا كريم متمسكش ايدي كدا ولا تلمسني أبدا!!، دا مش من حقـك "..

صمت أدهم لثواني ثم افسح لها الطريق وقال بهدوء:
" اسبقيني علي العربيـة "...

تحـركـت مريـم بالفعل وأتجهـت للسيـارة وقد فتح بابها عن بعد لتجلس هي تنتظره ثم بعد دقيقـة انطلق بهـا عائدا للمنـزل..
وبمجرد إغلاق الباب خلفهـم وتحركت هي لتصعد للأعلي ناداها بغضب تحت نظرات جدته وأخته:
" اقفـي عندك.. احنا لسه متحـاسبناش "..

لعنـة آل داروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن