«١٤-عذاب»

429 56 22
                                    

«الحلقة١٤»

لا تكن أحمق و تعتقد أن بلدك ستهب لتنقذك من براثن الموت! إن كان كل جوازات السفر في العالم مكتوب عليها أن الجيش مستعد لانقاذك في أي مكان في العالم، لا تنسي أن جواز سفرك من بلدك مكتوب عليه أنك ستتحمل غرامة ماليه إن فقدته

ماذا تعتقد أن يحدث أن كنت في بلد آخر بدون حتى بطاقة شخصيه كتعريف لهويتك، تأكد وقتها أنك بالنسبة للعالم لا شئ... أنت في بلدك لا شئ هل تعتقد أن تكون خارجها شئ!!!!!

نظر حوله بنظرات ماتت منها الحياة، ملامحه المشرقة تحولت لآخرى باهته، كأن الشيب أصابه لم يعد يشعر بمرور الأيام آخر ما حسبه كان مرور شهرين بعدها فقد عد الأيام، ربما فقد الأمل في الخروج

لا يعلم مصيره، لا يعلم حتى ماذا يحدث حوله، لم يصل له أحد، انقطعت أخباره عن العالم

هل انتهت حياته هنا!!!

أغمض باهي أعينه بتعب وهو يستند برأسه على الحائط خلفه

هل هذا العالم الوردي الذي تحاكوا به، لما يبدوا عليه كسواد لا يشوبه أى ألوان آخرى

"أي اللي عمل فيك كدة" لا يعلم باهي اهو سؤال طرحه أحدهم أم أنه صوت عقله

"أنا بس كنت عايز حياة أفضل لعيلتي ، مكنتش طالب حاجة كبيرة، كان نفسي الحياة تبتسم ليا، تكون عادله، لي محدش قال الحقيقة، لي محدش قال إن العالم كله أسود مهما اختلفت البلدان، مكنتش أعرف إن الطريق هيكون كدة، لو.... لو كنت صبرت شوية مكنش كل دة حصل، يمكن لو كنت رضيت باللي في أيدي، بس الشيطان عمى عيني عن كل الحاجات الحلوة اللي في أيدي، خلاني أشوف بس الوحش، وقت غضبك و قهرتك، بيبدأ الشيطان يوسوس و يلعب في دماغك، لحد ما يجر رجلك للغلط، و بعدها يقولك سلام"

صمت قليلاً بأعين دامعه، كل الظلام حوله أصبح جزء منه، المعاملة القاسية المهينة التي يتلقاها هنا جعلته شخص يغوص في الظلام

"حتى الندم معتش ليه لازمه، هندم على أي ولا أي، أنا محبوس هنا أكتر من شهرين، مش عارف هخرج امتى حتى، اهلي ميعرفوش حاجة عني، مش عارف عارفين إني حي ولا ميت، كل ساعة بتمر أنت بتستنى فيها نهايتك، بعد ما المجرمين دول مأعلنوش عن كل اللي عايشين، عشان عايزنهم لمصالحهم الشخصيه، الله أعلم هي أى، شوية أسمع أنهم بيتاجروا في الأعضاء، شوية أسمع أنهم بيبيعونا للمافيا، الطرق كلها هنا آخرها ظلام"

السؤال الساخر يصيب قلبه
"الم تكن تعلم بكل هذا، ألم تشاهد ما أصاب أخيك، و مع ذلك سلكت نفس الطريق الشائك، حتى وإن وصل أخيك بعد عناء لماذا فعلت هذا، هل ضمنت الوصول و تغاضيت عن صعوبه الطريق، هل تضمن الآن في نهاية الطريق أن يكون الوصول!! أنت هنا منبوذ مسجون، لا قيمه لك، يعاملوك أسوأ معامله، لا هوية، هل تضمن الخروج!!   دخول جحور الأفاعي استحاله الخروج منه

قارب الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن