قدر محتوم لا فرار _Part_9

116 31 15
                                    

........................................................................
بين الحقولِ والظلامِ يلتقي القمرُ،
في عيونِ العاشقينَ حلمٌ له أثر.
في قصورِ الظُلمِ حيثُ الأرواحُ تسحر،
نضالٌ وصراعٌ، وحُبٌّ زهر.

في وجهِ الريحِ صمتٌ يتحدَّى الوجع،
ودماءُ الغدرِ تُسالُ في الخفاءِ بلا نزوع.
بطلةٌ تقفُ بجبروتِ الصبرِ والخيال،
تحمي من تحبُّ ولو بالموتِ، ولا تُبال.

بين الحبِّ والانتقامِ قصةٌ تُروى،
فيها الحبيبُ عدوٌ، والصديقُ يجوى.
تتغيرُ الوجوهُ وتظلُّ القلوبُ نابضةً تقوى،
بأملٍ في السلامِ وسطَ عواصف هائجة تهوى.

بقلمي✏️

........................................................................

اعْتَمَرَ الخوفُ قلبَها وصَرَخَتْ بقوَّةٍ حين رَأَتْ ذلك المَنْظَرَ من نافذةِ غرفتِها، حَبَسَتْ أنفاسَها واضعةً يَدَها على قلبِها مُحَاوِلَةً إدراكَ ما ناظرتْهُ، لم تَسْتَغْرِقْ وقتًا حتى رَكَضَتْ مُتَوَجِّهَةً إلى الحديقةِ.

هَرَعَتْ إلى تجمُّعِهم وصارَتْ تَدْفَعُ بالرجالِ عنه، وقَفَتْ أمام والدِها وهو خلفَها تَتَرَجَّاهم بأعينِها المُمتَلِئَةِ بالدموعِ. حَكَمَ الإيفريندار، حَكَمُوهُ بالإعدامِ، ولكنْ من بين كلِّ ما حَدَثَ لم يكن إيرين موجودًا، فكان عليها التصرُّفُ لإنقاذِه.

تَوَسَّلَها بنظراتِه لتبتعدَ عنهم ولكنَّها أَبَتْ وتكَلَّمَتْ بصوتٍ مُرتفعٍ واثِقٍ مُظْهِرَةً القوَّةَ على مَحْيَاها دافِنَةً خوفَها كما اعتادت أن تَفْعَلَ: "سَتُطْلِقُون سراحَه وسيعودُ إلى منزلِه، يَكْفِي ما فعلتُم به."

قَصَدَتْ بكلماتِها وجهَهُ المُمتَلِئَ بالكَدَماتِ وملابسَهُ المُتَمَزِّقَةَ إثرَ الضَّربِ الشديدِ الذي تعرَّض له، فهي نَسِيَتْ أمرَه تمامًا بعد قدومِ سيزار والبقيةِ، ولأنَّهم يُطالِبونه بثأرٍ، فإنقاذَه سيكونُ صعبًا للغاية.

"ابتعدي يا هنان، ابتعدي عنه لتتجنبي الضرر يا ابنتي."

تحدث فيليب يهذي بهذه الكلمات التي رأتها تافهة بالنسبة لوضعها، فحقًا هو لن يخاف عليها بل بالتأكيد يخشاها ويخشى تصرفاتها غير المتوقعة، وإنه دعاها بابنته واعترف بها.

"لن أبتعد، ولن أتركه لكم."

نبست هي مرة أخرى بنفس نبرتها الواثقة الهادئة، ليتدخل لوكاس الذي قدم للتو قائلاً:

"هنان، ابتعدي يا جميلتي فهو قاتل أخاك."

ابتسمت باستهزاء وشدت قبضتها تنتظر مجيء إيرين.

البروبيتيوس " لعنة الشيطان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن