_ ما بال كل أجهزة التنصت هذه ؟؟ربط الرئيس الكيس الأسود جيدا وحشره في قلب محفظة فادي وهو يوجه له التعليمات : أبقها بحوزتك في حال تلقيت دعوة مفاجئة من صديقك ذاك .. لا نريد أن تضيع فرصة أخرى
تساءل فادي مجددا في حيرة : أجل، أجل لكن هذا العدد يكفي للتصنت على البلاد كلها ، أحتاج واحدة فقط من أجل مكتبه
رد جمال بشكل قاطع : بل ستضع واحدة في كل غرفة ، ستزرع الأجهزة في منزله كله ، يجب أن نحيط به من كل صوب ولا نترك ثغرة واحدة ، نحتاج إلى معلومات حول العمليات القادمة لكي نملك دليلا مرئيا قانونيا ، تعلم بأن المحادثات التي سنسمعها ستوقعنا نحن في المشاكل
اقترب زميله الثاني صاحب النظارات ليركب كاميرا المراقبة على قميصه مكان أحد الأزرار فتمتم فادي بانزعاج وهو يبعد وجهه بعيدا : لا أفهم الهدف من الكاميرا
_ ستدخل إلى وكر الدب ، يجب أن نكون حذرين
ابتعد فادي أخيرا بعد أن انتهوا من تجهيزه وخرج وهو يتذمر : إن المدرسة الثانوية أخطر من وكر الدب في رأيي***
لقد أصبح صديقا لأنس ، لن يكون الحصول على دعوة إلى منزله مجددا أمرا صعبا رغم التحفظ الذي تبديه عائلته في استقبال الغرباء إلا أنه أبلى حسنا في تمثيل دور الصديق .
كان يفكر بعمق في حصة الرياضيات " إذا تمت هذه العملية بنجاح فستنتهي مهمته في هذه الثانوية.. وسيرجع لحياته الطبيعية ودراسته الجامعية ، رغم أنه لا يولي اهتماما للدراسة بصفة عامة ، غير أنه سيكون سعيدا بانتهاء هذا الجحيم.. لكن.. هناك شيء يزعجهذلك الشعور حين تخرج من المنزل وتظل متحيرا هل ياترى أغلقت الغاز خلفك ؟ هل أغلقت الباب ؟ ذلك الشعور الذي يلح عليك بداخلك أنك نسيت شيئا ولا تدري ماهو
ومدد عنقه في تلك اللحظة منزعجا لا يعلم حتى سبب انزعاجه لكن بصره وقع على تلك الفتاة " ميرا " وكأن ذلك كان جوابا من جسده لعقله على سؤاله ، كانت تربط شعرها للأعلى تختلس النظر إلى هاتفها تبتسم مع الشخص الذي تتبادل معه الرسائل خفيه ، فأبعد بصره عنها وأطلق زفرة ملل .
مرت بضعة أيام متشابهة كان بعدها فادي يقف وسط زقاق ضيق سيء السمعة ينتظر أحدا من المكتب من أجل بعض الوثائق واختار ذلك المكان لتجنب لقاء أحد من معارفه ، كان يضع الكمامة على وجهه يخفض خصلات شعره على وجهه قدر الإمكان ليخفي ملامحه وظل ينتظر حتى أصدر هاتفه رنة الرسالة ، فأخرجه ليجد رسالة من زميله أنس تقول " هل أنت متفرغ الليلة ؟ سمحت والدتي باستقبالك على العشاء "
إنها اللحظة الحاسمة إذا ، محفظته لا تزال على ظهره لحسن الحظ.. ورفع يده ليكتب على خانة الرسالة " سأكون هناك خلال نصف ساعة "
ثم رفع اصبعه ليضغط على " إرسال " لو لم يلاحظ شيئا ما ، فتاة مألوفة في الناحية المقابلة من الزقاق تركض.. إنها زميلته في الصف " ميرا " ما الذي تفعله في زقاق مشبوه كهذا في وقت كهذا ، تتبعها ببصره حتى توقفت أمام بناية مكتوب على واجهتها " مشروبات روحية " توسعت عيونه صدمة وتمتم متفاجئا
أنت تقرأ
الوقوع في المحظور
Roman d'amourعميل سري في المخابرات يتخفى كطالب في الثانوية لكن الأمور تخرج عن السيطرة عندما يقع في حب طالبة معه في الصف فماذا سيحدث ؟