صفقة زواج

26 6 14
                                    


_ ما بال كل أجهزة التنصت هذه ؟؟

ربط الرئيس الكيس الأسود جيدا وحشره في قلب محفظة فادي وهو يوجه له التعليمات : أبقها بحوزتك في حال تلقيت دعوة مفاجئة من صديقك ذاك .. لا نريد أن تضيع فرصة أخرى

تساءل فادي مجددا في حيرة : أجل، أجل لكن هذا العدد يكفي للتصنت على البلاد كلها ، أحتاج واحدة فقط من أجل مكتبه

رد جمال بشكل قاطع : بل ستضع واحدة في كل غرفة ، ستزرع الأجهزة في منزله كله ، يجب أن نحيط به من كل صوب ولا نترك ثغرة واحدة ، نحتاج إلى معلومات حول العمليات القادمة لكي نملك دليلا مرئيا قانونيا ، تعلم بأن المحادثات التي سنسمعها ستوقعنا نحن في المشاكل

اقترب زميله الثاني صاحب النظارات ليركب كاميرا المراقبة على قميصه مكان أحد الأزرار فتمتم فادي بانزعاج وهو يبعد وجهه بعيدا : لا أفهم الهدف من الكاميرا

_ ستدخل إلى وكر الدب ، يجب أن نكون حذرين
ابتعد فادي أخيرا بعد أن انتهوا من تجهيزه وخرج وهو يتذمر : إن المدرسة الثانوية أخطر من وكر الدب في رأيي

***

لقد أصبح صديقا لأنس ، لن يكون الحصول على دعوة إلى منزله مجددا أمرا صعبا رغم التحفظ الذي تبديه عائلته في استقبال الغرباء إلا أنه أبلى حسنا في تمثيل دور الصديق .
كان يفكر بعمق في حصة الرياضيات " إذا تمت هذه العملية بنجاح فستنتهي مهمته في هذه الثانوية.. وسيرجع لحياته الطبيعية ودراسته الجامعية ، رغم أنه لا يولي اهتماما للدراسة بصفة عامة ، غير أنه سيكون سعيدا بانتهاء هذا الجحيم.. لكن.. هناك شيء يزعجه

ذلك الشعور حين تخرج من المنزل وتظل متحيرا هل ياترى أغلقت الغاز خلفك ؟ هل أغلقت الباب ؟ ذلك الشعور الذي يلح عليك بداخلك أنك نسيت شيئا ولا تدري ماهو

ومدد عنقه في تلك اللحظة منزعجا لا يعلم حتى سبب انزعاجه لكن بصره وقع على تلك الفتاة " ميرا " وكأن ذلك كان جوابا من جسده لعقله على سؤاله ، كانت تربط شعرها للأعلى تختلس النظر إلى هاتفها تبتسم مع الشخص الذي تتبادل معه الرسائل خفيه ، فأبعد بصره عنها وأطلق زفرة ملل .

مرت بضعة أيام متشابهة كان بعدها فادي يقف وسط زقاق ضيق سيء السمعة ينتظر أحدا من المكتب من أجل بعض الوثائق واختار ذلك المكان لتجنب لقاء أحد من معارفه ، كان يضع الكمامة على وجهه يخفض خصلات شعره على وجهه قدر الإمكان ليخفي ملامحه وظل ينتظر حتى أصدر هاتفه رنة الرسالة ، فأخرجه ليجد رسالة من زميله أنس تقول " هل أنت متفرغ الليلة ؟ سمحت والدتي باستقبالك على العشاء "

إنها اللحظة الحاسمة إذا ، محفظته لا تزال على ظهره لحسن الحظ.. ورفع يده ليكتب على خانة الرسالة " سأكون هناك خلال نصف ساعة "
ثم رفع اصبعه ليضغط على " إرسال " لو لم يلاحظ شيئا ما ، فتاة مألوفة في الناحية المقابلة من الزقاق تركض.. إنها زميلته في الصف " ميرا " ما الذي تفعله في زقاق مشبوه كهذا في وقت كهذا ، تتبعها ببصره حتى توقفت أمام بناية مكتوب على واجهتها " مشروبات روحية " توسعت عيونه صدمة وتمتم متفاجئا

الوقوع في المحظور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن