يزدهر سوء الفهم على الصمت..
دخلت إلى الصف مليئة بالتوتر.. هل ستتمالك نفسها وترد عليه بما لقنها المجهول ؟ لقد قضت ليلتها تتدرب...
ستنجح ، لقد اتصلت بميرا وتعلم بأنهما لم يصلا بعد..اتجهت نحو مقعدها بثبات وثقة وكادت تجلس لو لم يقف أحد في وجهها فجأة فتأخرت للخلف حتى كادت تتعثر ، رفعت رأسها لتعاتب المتهور الذي اعترض طريقها بهذا الشكل لكنها ابتلعت أنفاسها حين وجدت أمامها فادي يرمقها بنظرة عميقة كادت تذرف بسببها كل ما تخفيه وحتى أسرارها الشخصية معها..
نظرت حولها فلم تجد ميرا في أي مكان ، يبدو أن الأمر أخطر مما اعتقدت ، فحاولت التظاهر بأن شيئا لم يكن وسارت لتتجاوزه إلى مقعدها وهي تقول بصوت يهتز : لقد أبكرتَ اليوم.. كيف...
قاطعها حين وقف في طريقها مجددا فاصطدمت به ودنى ليقترب من وجهها أكثر يتعمد النظر داخل عينيها ليكتشف خبايا روحها وقال : لماذا قصدت مقر سكني ؟
لم يكن بهذا القرب من قبل.. إنه طويل القامة فاضطر للدنو إلى ارتفاعها بوجهه.. مالت خصلات شعره على جبينه وتمايل رمشه فوق عيونه السوداء فزادها رونقا ، إنه يحاول ترهيبها بهذه الوقفة والنظرة.. لا يعلم بأنها ذابت داخل عينيه.. أنى له أن يدري وهو يجهل بأن جل أحلامها يتمحور حوله وأكبرها كان تأمل وجهه بهذا القرب.. النظر إلى عينيه التي وقعت بسببها في حبه من أول نظرة هي التي لم تؤمن بالحب قط بل سخرت منه
لم ترد عليه مسلوبة الأنفاس فأردف بحزم : أخبريني.. كيف عرفتِ بمكان سكني ؟؟
ردت مباشرة في هذه اللحظة : كنت أقوم بالأعمال الخيرية في ذلك المكان فرأيتك صدفة تدخل المبنى..
محيت النظرة الجافة من عينيه وبدت الفجأة عليه.. لم يتوقع أبدا هذا الجواب.. فعدل وقفته ووضع يديه في جيبيه متفكرا لكنها أسرعت تسرد ماكانت تحفظه طوال الليل كنص مقروء : قد لا يبدو علي ذلك لكني.. أحب فعل الخير في السر.. لهذا قصدت عائلة فقيرة تسكن في مبنى مجاور لك دلني عليهم أحد معارفي
أطرق لوهلة ثم اسند ظهره على طاولتها وقال : هذا لا يفسر مرورك على منزلي ؟؟ ما الذي أردته ؟؟
لم تستطع أن تفكر في عذر منطقي.. ما الذي يجعل الفتاة تقصد بيت خاطب صديقتها خاصة حين تستطيع لقاءه في الصف لكن صوت ليلي أنقذها حين اقتربت تلقي التحية عليهما فاعتدل ليبتعد دون أن يرد عليها ، وهربت لورا إلى مكانها بعد أن فتح لها الطريق فلم تستطع أن تسألها عما يحدث بينهما وهو لا يخالطهما عادة..
***
سرقت ميرا نظرة من خاطبها في الخلف وسط فوضى الطلاب ، لقد جاء اليوم دون أن يصطحبها كعادته يبدو أن أمرا مهما يشغله بالنظر إلى ملامحه الجادة وشروده العميق ، وأخرجت هاتفها لترسل له عبارة لطيفة لعلها تجعله يبتسم..
أنت تقرأ
الوقوع في المحظور
Romanceعميل سري في المخابرات يتخفى كطالب في الثانوية لكن الأمور تخرج عن السيطرة عندما يقع في حب طالبة معه في الصف فماذا سيحدث ؟