إنها لا تشعر بالتوتر ولا الخجل..، بل إنها مليئة بشعور غريب يدغدغ كل جسدها.. تستطيع أخيرا أن تدرك ماهيته..
تأملت وجهه القريب عيونه المليئة بالمحبة وخرجت تلك الكلمات من بين شفاهها دون جهد : أنا.. لم أحب أحدا قبلك أيضا
فغرق داخل عيونها الرمادية دون هوادة.بمجرد خروج كلمات الاعتراف ومعانقتها أرواحهما تبخرت كل الشكوك ، حلت كل المشاكل.. انتهى كل الألم .
لم تفهم لورا سبب الألفة المفاجئة التي أحاطت بهما في اليوم التالي، لماذا يتأملها بتلك العيون الحالمة.. ولماذا يصلان معا ويخرجان معا من الثانوية وكأنها نسيت بأنهما مخطوبان.
في الواقع هي لم تنسى لكنها تكره رؤيتهما معا ، تكره الابتسامة التي يرمقها بها ، تكره رؤيته ينتظرها عند انتهاء الدوام ليرافقها إلى المنزل.. تكره رؤية الرجل الذي تحبه برفقة صديقتها التي تحبها فماذا تفعل ؟؟وقفت عند مفترق الطرق شاردة كما هي في مفترق طرق قلبها ، لا سبيل للعودة الى زمن لم تتعرف عليه فيه ولا سبيل إلى تجاوز حبه العالق في قلبها ، فإذا برجل ملثم يقترب منها فجأة لا يظهر شيء من ملامحه كمامة وقبعة وثياب فضفاضة سوداء ، وقف بجوارها فجأة وهمس " ستجدين هنا أمورا قد تثير اهتمامك.. "
لم تكد تستوعب ما سمعت أو تنتبه لوجوده حتى إذ به يختفي كما لو أنه تبخر في الهواء ووجدت بين يديها مغلفا لم تعلم كيف أو متى دسه ، دارت حول نفسها في صدمة تبحث عنه ، هل كانت شاردة إلى هذا الحد ؟ صوته لم يكن مألوفا هو الآخر..
وصلت منزلها بعد فترة من ذاك ولم يكن منزلا صغيرا ، كان أقل ما يقال عنه فيلا ذات ثلاث طوابق لا يعيش فيها سوى ثلاثة أفراد وجيش من الخدم.. كل هذا البريق بات باهتا بعد أن برق قلبها بالحب ، استدعاها والدها ما إن دخلت فوجدته في غرفة المعيشة رجل في منتصف العمر رمادي الشعر عريض الفك وجهه ناصع الصفاء يملك شاربا مرتبا وقامة معتدلة يرتدي بذلة رسمية مصنوعة من أجله ، بجواره امرأة ذات ملامح ذابلة شاحبة الوجه هزيلة البدن تجلس بانحناءة منكسرة ، لم تهتم لتجهم وجهه ، إن مزاجها متعكر أساسا لكنه نطق بنبرة خشنة تصدح صرامة وهيبة : وصل إلى مسامعي خبر مثير للاشمئزاز أريدك أن تقومي بنفيه فورا
ثم أطرق لحظة أردف بعدها : شرطية ؟؟ أهذا الحلم الذي تطمحين له ؟؟؟
ردت بهدوء : بل ضابطة في مكتب التحقيقات.. ثم محققة بعد ذلك
تجهمت ملامحه أكثر وانعقدت حواجبه وزمجر : ألأجل هذا صرفت عليك الملايين ؟ ألهذا حرصت على توفير أغلى المدرسين من أجلك ؟؟
ردت بجفاء وفيها ما يكفي من الخيبة : من أجل ماذا أنفقت علي ؟
أطرق لحظة يتفكر في سؤالها الوجيه لكنه رفض التسليم فزمجر بصوت أعلى : لقد دعمتك لتشغلي وظيفة ترفع رأسي عاليا .. شرطية ؟؟ تطمحين إلى تمريغ اسمي في الوحل.. سوف.. سوف..
أنت تقرأ
الوقوع في المحظور
Romanceعميل سري في المخابرات يتخفى كطالب في الثانوية لكن الأمور تخرج عن السيطرة عندما يقع في حب طالبة معه في الصف فماذا سيحدث ؟