'ساڤ'.تُترجمُ إلى 'زعيم الأرض' بلُغتك، سيدي الكريم.
انطلقتْ شفاهي بها حين ندهك بها أحد رجالك، زعيمُ الأرض.
منطقيٌ جدًا.
لن يكسر أحدٌ فكي بكل هذا العطف إلا إذا كان فكي يُشكل خطرًا على زعامته، من المنطقي أيضًا أن يتوهم شخصٌ بمثل مكانتك القبلية أنني أتحول أفعى حين لا يقع فكُها داخل كفك.
ألدغُ بلا هوادة، سامٌ جدًا، أنت لا تعرفني.
لا ألدغُ باللغة، لا، أخبرتُك مرارًا كم أنا رمادي، لا يهمني ما تظن حقًا، ولكنك مثيرٌ للإهتمام ولإعادة التفكير في استعمال أنيابي، ربما لدغُك أنت بالتحديد يبثُ السُم داخلها.
تنطبقُ عليك مقومات الزعامة، ثابتٌ جدًا، سريعُ كبح الجماح، تتلحفُ بالغباء وسط عواصف الإدراك الجلّي، تلعبُ بألسنة خصومك حتى يعترفوا لك صاغرين، مُبهر سيدي الكريم.
لكن لا تستهن بي.
أتحسبُ مجيئي لقبيلتك كان محض صدفةٍ وعثرةَ حظ؟
أخبرتُك، لا ألدغُ باللغة.
بل بالدهاء، لُعبتي المفضلة.
دعكَ من قائد حملتي الأحمق ومِمنْ تبعه، هؤلاء لا يمثلونني بمقدار ذرة، أنا المترجم والدبلوماسي لويس، لا أشبه الإنجليز، كما أنت لا تشبه هذه البيئة البدوية البربرية البحتة.
دعنا لا نستبق الحكم على بعضنا حسنًا؟
لُدِغَ أحد جنود حملتنا من قِبل عقربٍ في منتصف الليل، فأيقظ صراخه السرب كله، بما فيهم فيرنر صاحب فكرة النوم بجانب العقارب كأنه قد عقد معهم صفقةً أن لا يلدغونا مقابل الأسلحة.
من ذكاء فيرنر أيضًا أن لا دواء نحمله من نوعٍ ما لوقف انتشار السُم في رجل الجندي، إذًا فهما خياران لا ثالث بينهما، إما قتلُ الجندي، أو تركه يموت مسمومًا بالبطيء.
الخياران كانا في عقل السرب، لا عقلي.
الثالثُ هو أن أبحث عن غوثٍ ما في هذه الفلاة، جنونٌ صحيح؟
ماذا إذا تُهتُ بلا ماء؟ ربما الشمسُ ستجفف جسدي كالسحالي النافقة هنا.
سيد لويس المُجفف، أفضلُ سيد لويس المَخْنوق على هذا حقًا.
أنتَ ذكيٌ جدًا يا زعيم الأرض، ولكن ليس بقدري، قد سُقتنا إلى بئرٍ مهجور لكي لا نعرف موضع قبيلتك، ولكنك نسيتَ أنه حيثما يوجد بئر يوجد سكنٌ قريبٌ منه، لإن الماء الجوفي محبوسٌ في هذه المنطقة.
أنت تقرأ
أصحابُ الأرض | TK
Fanficتجمعُ الصحراء الإفريقية بين مُترجم محترف للاحتلال الإنجليزيّ وزعيم الأرض المُغتَصبة، فماذا لو وجد المُترجم نفسه ينحاز لأصحاب الأرض باللغة؟ ▪︎ الأحداث التاريخية مزيج بين الخيال والواقع. ▪︎ هذه الفكرة فكرتي الأصلية. Top: JK 1960. cover by me.