١٠

422 37 33
                                    


لم أفهم قبلاً ما كان يرمي إليه فرانز كافكا حين قال:

"I was ashamed of myself when I realized life was a costume party, and I attended with my real face".

(أحسستُ بالخجل من نفسي عندما أدركتُ أن الحياةَ عبارةٌ عن حفلةٍ تنكُّرية، وأنا حضرتها بدونِ قناع)

لقد ترجمتُ العديد من الأعمال لكافكا، غير أني لم أحسب حساب مُعايشةِ كلامه بالحرف، لم أحسب حِساب تحولي أنا لكافكا الحديث.

كافكا، رائدُ الكتابةِ الكابوسية، وأنا الآن رائدُ الترجمةِ الكابوسية، ترجمتي التي ستجعلُ الموتَ، والشّك، والتُهم يطاردونني كالأشباح، لا وجود لها واقعًا، ولكن عقلي لا ينكف عن خلقها، بل ويَسمعُ أصوات صراخها المُميت.

فرانز تايهيونغ، كافكا الكابوسيّ، كافكا المُعاِصرُ الذي تحولت كوابيسه واقعًا، نسخةٌ أكثر بؤسًا من كافكا، لإنه لا يعرف ما يفعلُ بكل هذا البؤس في صدره، أنا لا أعرف أين لي الصراخ؟ وبأي وسيلةٍ ينبغي علي أن أجهش؟

أجهشُ بالترجمة؟ لا، محايدةٌ جدًا، محايدةٌ بدوني.

أنا الآن شيءٌ ما عديمُ الهوية، منفصلٌ بالمبادئ عن ماهيةِ الترجمة، ربما لم أعد مُترجمًا حتى، فالقاعدةُ الوحيدةُ التي جعلتني كذلك قد صلّيتُ على روحها منذ لحظةِ اختطافي أنا والساڤ، أأنا منافقٌ أم شخصٌ عادل؟

هل العدلُ يشملُ الانحياز إلى المنبوذين؟

هل يشملُ الوقوفَ أمام الجماعةِ والشعورَ بالوحدةِ أمامهم؟

هل يشملُ الانحيازُ نجاتي؟

هل ما أنحازُ إليه هو الحقُ من الأساس؟

لا سبيلَ للإجابة، ولكن المُخدرُ الوحيدُ لتهالُكِ عالمي هو التجاهلُ، بالأخص تجاهلك أنت جونغكوك.

سلاحٌ بشريٌ قديمٌ كقدِم أرضك، حين لا يستطيعُ البشر مجابهة الدمار، والضياع، والتفكير بإصلاح الوضع، وكيف يُصلَح، يلجأوون للتجاهل، فهو مريحٌ جدًا، كأنك تُغطي نارًا مستعرةً ببطانيةٍ ما بدلاً من إطفائها.

لإنكَ لا تعلمُ السبيل إلى الماء، ولا تُريدُ أن تعلم، عِلمُك سيجعلكُ مُجبرًا على بذل مجهودٍ ما خجلاً من توافر أسباب النجاة وتفضيلك القعود عليها.

لستَ مُنقذي، ولا راعي حِماي، لستَ حارسي، ولا من مُثَبِّتَ قدماي.

إن أكملتُ الميَل باللُغة إليك، سأميلُ بروحي نحو الشّك، سيشُك بي قومي، ستتسعُ دائرةٌ الانحياز، ستستفحل، وسينتهي الأمرُ بي خائنًا للأرضِ واللغة معًا.

أصحابُ الأرض | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن