١٣

382 31 16
                                    


وأمسى جمادًا عدوُ الجمودِ، على أطلالِ الديارِ ساكنًا، أيُوقظ فيه الزمانُ جِراحَ إخلافِ الوعودِ؟

على سَرجي جالسٌ والخوفُ جالسٌ فوقي، بثقلِ الأنفاس أتوسلُ دخول الأنفاس لرئتي، فؤادي حارٌ كمن أشعل تحته أغصان الشجن، يُطبخ قلبي على نارِ الهَوانْ.

يدي وعنانُ خيلي واحدٌ، كلاهما جماد.

ألهثُ من فمي، أتوسلُ جسدي ردَ فعلٍ يليقُ بوحش أوهامي، عاجزٌ عن الالتفات إليك، لأجل أن لا أُخذلَ مرتين، من الأماكِن، ومنك.

رغم انعدام الثقةِ ابتداءًا، إلا أن تقديمَ صنائع المعروف يغرسُ الخيباتِ داخل الخيبات، وحتى ومع قِصَرِ مُدة المعاشرة، فالإنسانُ يألفُ ويؤلَف ويتعشمُ بإنسانٍ غيره.

الحياةُ مدارٌ أشدُ فيه حبل الثقةِ ويقطعهُ مَنْ في آخر الطرَف، يُسحبُ وينكمش، حبلُ ثقتي بك شديدُ الإنكماش بعد السحب، يُسحب بعطفك وينكمشُ بسبب قومك.

قبل قليلٍ قتلتَ دون أمري، وبلغ مني الحُلم أن أقف ساكنًا تحت أمرك لأرى إلى أي حدٍ يبلغُ كرمُك لويس، قتلتَ من خانني، فماذا عنك؟ أتخون؟

سلاحُك المشتبهُ بحُجةِ حيازته يُخبرني الكثير، سلاحُك كما تدعي آداةٌ لحمايتي، ولكنه كذلك أشدُّ قربًا لقتلي، كان عليك إخباري بحيازتك واحدًا حتى لا تُخِلّ بالاتفاق في صفقاتي، أو كان عليك سؤالي تأمينك، أو لا يتوجبُ عليك السؤال من الأساس.

لأنني كنتُ سأحميك في جميعِ الأحوال، وأنت؟

أستحميني في جميعها كذلك؟

لقد قُلتَ أنك ستبيعُ مبادئِك إن كانت حياتُك تستحقُ العيش، وهي تستحقُ مع الأسف لويس..

من معاملة قومك لك فأنتَ ذو شأنٍ عظيمٍ بينهم، وكلمتُك العُليا، ولكن مبادِئُك لا تعلو عليها، مؤسف.

مؤسفٌ أن تؤثر زُخرفَ الكذب، على جحيم الحقيقة، أغلبُ الزُخرُف في الظُلم جحيمٌ مُقنّع ستنفجر حُمَمه في وجهك بعد حين، حين يأتي دور انتقامِ أتباعِ أسلافِ المُهلَكين.

أنتَ خلفي جامدٌ أتُرى تخدعني، أم أنتَ في غمراتِ الرعب مثلي؟

ترجلتُ من خيلي ولم أُتوقف لإنزالك كذلك، بل سِرتُ بأقدامي المُرتجفة أضربُ بخُفي الجلدي الرمال الحارة لعلها تُثبتُ أقدامي في المسير، عرباتكم تطوق قبيلتنا، والجنودُ يُشهرون البنادق في وجوه من في داخل الدائرة، ورجالي في منتصفها على الخيول ببنادقهم مُشهَرةً أيضًا في وجوه قومك.

النساء صامِتاتٌ بشكلٍ مخيف؟ لا صراخ لهن بل يقفن كالأصنام؟

والجميعُ صامت.

أصحابُ الأرض | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن