في ظلام الليل الكثيف، انطلق جاسبر وويليام بسرعة جنونية عبر الشوارع المظلمة. كان جاسبر يقود السيارة وكأنه يحاول الهروب من عفريت ما، بينما كان ويليام يجلس بجانبه، يضحك بمرح على الفيديو الذي سجلاه. كان الفيديو يظهر ردة فعل الهمس القاتل على مقلبهما، وقد نشره ويليام بفخر على مواقع التواصل الاجتماعي. لكنهما لم يلاحظا السيارة التي كانت تتابعهما عن كثب، في ظل الظلام الدامس الذي كان يحيط بهم.
"أنا متأكد أن الهمس القاتل غاضب جدًا الآن ويشتمنا، لكن ماذا كتبتَ في الرسالة؟"
قال جاسبر وهو يوجه نظره إلى ويليام، محاولًا تغطية التوتر الذي كان يتصاعد في داخله.
نظره ويليام بابتسامة غامضة، وقال:
"إذا كنت تعتقد أن سلطتك تحميك، فأنت مخطئ. لأن المختل العقلي الذي يسكن عقلي، يحب اللعب بمصير من يظنون أنهم محصنون."
تجمد جاسبر للحظة، ثم قال بصدمة:
"إن هذه العبارة مخيفة وعميقة. هل أنت متأكد أنك كتبتها له؟"
ضحك ويليام، وقال:
"أنا متأكد من أنني أنا، ولكن بمساعدة من أفكاري الداخلية."
بعد قليل، وصلوا إلى المنزل. أوقف جاسبر السيارة أمام المبنى ودخلا إلى الطابق الأول. بينما كانا يدخلان، توقفت السيارة التي كانت تتابعهما على بُعد، وراقب الركاب ويليام مع شخص آخر لم يتمكنوا من رؤية ملامحه جيدًا في الظلام. اتصل أحدهم بالهمس القاتل ليبلغ عن الموقع.
"سيدي، لقد عرفنا موقع سكنه. إنه يسكن في الطابق الأول، العمارة رقم 2."
كان الهمس القاتل في مكتبه الجديد. وعندما سمع التقرير، قال بحماس:
"هذا أمر عظيم جدًا."
أضاف الرجل:
"ورأينا معه شابًا في نفس عمره، ولكن لم نستطع رؤية وجهه. يبدو أنه يعمل معه."
أجاب الهمس القاتل بحدة:
"إذن لم يكن لوحده عندما جاء إلينا. يبدو أن هذه إحدى خططهم اللعينة. يجب عليك الحذر جيدًا، فقد أصبح ويليام خطيرًا جدًا."
بعد قراءة الرسالة، أدرك الهمس القاتل أنه لا ينبغي الاستهانة بويليام، فهو شخص مريض نفسيًا وخطير.
أغلق الرجل الهاتف وعاد إلى المقر.
في اليوم التالي، استيقظ جاسبر وويليام متعبين من الأحداث التي جرت. ذهب ويليام إلى الحمام لغسل وجهه وأسنانيه، ثم تبعه جاسبر. بدأ ويليام في إعداد الفطور، بينما كانت أغنية "Dark Horse" لكاتي بيري تعزف في الخلفية، وكان يغني ويرقص.
خرج جاسبر من الحمام وجلس على طاولة الطعام، حيث بدا وكأنه يتأمل بعمق في الأغنية. انتهى ويليام من إعداد الطعام ووضعه على الطاولة، وجلس أمام جاسبر قائلاً:
"أعددتُ الطعام، وهذه الوصفة كانت تعدها أمي كل يوم قبل أن أذهب إلى الجامعة."
نظر جاسبر إلى ويليام وقال:
"ويليام، هل شعرت يومًا بظلال غير مرئية تتلاعب بأفكارك، وكأن هناك قوى خفية تتحكم بعقلك، وتوجهك نحو مجهول مظلم لا تستطيع الهروب منه؟"
نظره ويليام بجدية، ثم قال:
"جاسبر، هل تعرف شعور الانتقام من رئيس مافيا لا يمكنه الهروب من قبضة العدم؟ تخيل أن هناك قوة مظلمة تسكن عقلك، توجيك بخبث نحو تدمير هذا الرجل القوي. كل فكرة تتحول إلى خنجر، كل خطة إلى فخ محكم، بينما تنسج بين يديك شبكة من الرعب لتسقط به من عرش ظلامه، محطّمًا عالمه الذي بناه فوق أنقاض الإنسانية."
بدأ ويليام في تناول الطعام، وتبعه جاسبر، بينما كانوا يستمعون للأغنية. قال جاسبر:
"هذه الأغنية تمثلك جيدًا."
أجابه ويليام:
"نعم، أحب هذه الأغنية بعمق غير عادي. كل نغمة وكل كلمة فيها تبدو أنها تتسلل إلى أعماق كياني، كأنها تقطع صمت الروح وتنطق بأسرارها. في كل مرة أستمع إليها، أشعر وكأنها تعبر عن جوهر مشاعري، وكأنها تتحدث إليّ بلغة تفهمها روحي وتلتقي معها في أعماق الوجود."
ثم أضاف ويليام:
"أعتقد أن الطعام نفد من الثلاجة، يجب علينا الذهاب إلى المتجر وشراء بعض الأغراض."
أنهى جاسبر طعامه وقال:
"أجل، أنت محق. يجب علينا أن نشتري بعض الأغراض المنزلية."
.............
أنت تقرأ
دُمــوعْ الـإنْــتــقَـام
Terrorمن شخص عادي متعاطي مخدرات وحياته ممله ولا احد يحبه الى اخطر سايكو تبحث عنه الشرطة في كل مكان ومتعطش للإنتقام