كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف
عندما استعد ويليام وجاسبر، وركبا سيارة جاسبر المتهالكة. بينما كانا يتوجهان نحو المنزل، بادر ويليام بالسؤال، محاولا تجاوز صمت الرحلة:
"جاسبر، أين عائلتك؟ منذ أن جئت إلى هنا، لم أرهم أبداً."
أجاب جاسبر، دون أن يرفع عينيه عن الطريق:
"إنهم في الخارج. سافروا إلى إيطاليا، وأنا فضلت البقاء هنا. لا أحب إيطاليا، وأيضاً لأن دراستي هنا ولا أستطيع تركك. فأنا أعيش وحدي."
ألقى ويليام نظرة على جاسبر وابتسم برفق:
"هذا سبب منطقي، أعتقد."
عندما وصلا إلى المنزل، لاحظا أن المكان كان محاطاً بأشرطة صفراء تابعة للشرطة. ارتدى ويليام قناعاً ليتجنب الانتباه، وأوقف جاسبر السيارة بعيداً عن المنزل. نزل الاثنان واتجها نحو المنزل.
في طريقهما، نظر ويليام إلى المنزل بنظرات مختلطة بين الحزن والاستفهام، وهو يتذكر كل لحظة من حياته هناك. مروا تحت الأشرطة، ودخلا المنزل الذي بدا مهجوراً ومفتوحاً. كان المكان الذي وقع فيه الحادث نظيفاً، وملقى على الأرض أشرطة بيضاء تحمل شعار الجثث، والتي كانت تشير إلى أفراد عائلة ويليام.
تجول ويليام في المكان بعينيه، متفحصاً الأثاث الذي خربه عندما فقد عقله. قال جاسبر، الذي بدا منزعجاً:
"أين هي غرفتك؟"
رد ويليام بنبرة هادئة:
"اتبعني."
صعد ويليام إلى الطابق العلوي، وتبعه جاسبر. دخل إلى غرفة في الزاوية، وعندما دخل جاسبر، وجد الغرفة مظلمة ومليئة بالصور المخيفة والدمى المرعبة التي تشبه البشر.
صدم جاسبر من رؤية هذا المشهد المرعب، بينما كان ويليام يحدق في الألعاب ويسترجع ذكرياته مع عائلته. اقترب منه جاسبر وسأله بقلق:
"هل هذه غرفتك حقاً؟"
أجاب ويليام بصوت هادئ ولكن غريب:
"نعم، هذه غرفتي. أتذكر هذه الدمية جيداً، فقد أهدتها لي والدتي عندما كنت في السادسة عشرة. كانت أفضل لعبة عندي."
نظر جاسبر إلى الدمية التي كانت عيونها شبيهة بعيون البشر، مليئة بالدم المزيف، وابتسامتها مخيفة. أدرك جاسبر أن حياة ويليام مظلمة ومليئة بالألم.
وضع يده على كتف ويليام ليشعره بالأمان، ثم سأله:
"أين هي القنبلة؟"
نظر ويليام حوله ثم أزاح السرير، مستخرجاً صندوقاً خشبياً. فتح الصندوق ليكشف عن العديد من الأغراض، ومن بينها القنبلة التي كانت تبدو واقعية ولكن أكبر حجماً.
سلّم ويليام القنبلة لجاسبر، وقال:
"هذه هي القنبلة."
نظر جاسبر إلى القنبلة في يده، مندهشاً:
"هل أعطاك والدك هذه القنبلة؟ حقاً؟"
أجاب ويليام بصوت متأمل:
"نعم، هو من أهداني إياها. كان يعرف أنني أحب القنابل، وقرر أن يعطيني هذه القنبلة، وقال لي جملة لن أنساها أبداً: 'ستحتاج هذه القنبلة لليوم الموعود الذي لن نكون فيه موجودين'."
أضاف ويليام بنبرة مقلقة:
"أشعر وكأنه كان يتحدث عن هذا اليوم، وكأنه كان يعلم أن كل هذا سيحدث وأنهم سيموتون."
تفاجأ جاسبر من كلمات ويليام وقال:
"يبدو أن والدك كان يعرف الكثير."
رد ويليام، مضيفاً بقلق:
"يجب علينا الخروج من هنا، أعتقد أن الشرطة ستعود لتفقد مسرح الجريمة مرة أخرى. ذلك الشرطي الذي أهنته يريد القبض عليّ بأي طريقة."
أجابه جاسبر بسرعة:
"أنت محق، لنتحرك بسرعة."
خرجا من الغرفة بسرعة، ثم هربا من المنزل متجهين نحو السيارة. صعدا إلى السيارة بسرعة، وتجنبوا أن يراهم الجيران. بينما كان جاسبر يقود السيارة بسرعة، لاحظا سيارة شرطة متجهة نحو المنزل، فازدادوا سرعةً وهربوا بعيداً، والقنبلة في يدي ويليام.
........
أنت تقرأ
دُمــوعْ الـإنْــتــقَـام
Terrorمن شخص عادي متعاطي مخدرات وحياته ممله ولا احد يحبه الى اخطر سايكو تبحث عنه الشرطة في كل مكان ومتعطش للإنتقام