أحمـَـر || RED

١٣| وُكر الأفعى

-

المرض.

لم أُصاب بالمرض سابقاً، أبداً.

الحمى، الزُكام، البرد، الشعور بالدوار وجميع الأمراض المعروفة في هذه المملكة أو حتى الغير معروفة، لا يوجد أي مرض قد أُصبت به منذ طفولتي.

لأنه لا يوجد أي فرد قد يمتلك دمائنا ومن الممكن أن يُصاب بالمرض.

هذا مُستحيل.

إذاً لماذا حدثت معي كل تلك الأشياء في المغاسل في حمام منزل زوِيلد؟، لماذا شعرت بتلك الحرارة؟، هل من الممكن أن تكون قد أصابتني الحمى التي يتحدث عنها الناس؟، والغثيان المستمر؟، هل هو مُصاحب لها؟، لقد كانت والدتي تخبرني إن عدم تناولي للطعام قد يسبب لي غثياناً في المعدة، لقد كُنت أخشى ذلك فأتناول الطعام مُجبرة، لكنها لم تخبرني يوماً إنني قد أصاب بالحمى بسبب عدم تناولي للطعام.

لأنها وأنا نعلم جيداً إن عائلتنا لا تصاب بالمرض.

لذا لا يوجد داعي لأن تحذرني من شيءٍ لن أُصاب به ومن غير الممكن أن أُصاب به أساساً.

إذاً لماذا؟

لماذا شعرت بأنّ شيئاً ساخناً يحاوطني وكأنني أقف في لهيب شعلةٍ من النار، وألم رأسي الذي يراودني منذ أيام وأتجاهله، لقد تجاهلته إلى وقتٍ ما لأنه مجرد ألم في الرأس ومن الممكن أن يكون سببه هو قلة النوم لكن كل شيء حدث في ذلك المنزل جعلني أدخل في دوامة من التساؤل، وهذه الدوامة جعلتني أنادي طبيباً غبياً يستمر بفحص نبضات قلبي والنظر بغرابة إلى عيناي وإلى الآن لم يعطِ أي سبب منطقي لما أصابني.

"هذه القزحية.. لم أرى مثلها سابقاً، يبدو وكأنها تتوهج مثل الذهب!"، آه يا رجل لم أحضرك لكي تبدي أعجابك الغريب بقزحية عيني، نظرت للواقف بجانبي وكان يبدو مُحتاراً مثلي كذلك.

لورنس هو من أحضر هذا الطبيب عندما أخبرته بإنني أظن إن خطباً ما أصاب عيناي، لكن يبدو إنه يشعر بالحرج لأنه لم يحضر طبيباً قد ينفع بمعلومة صغيرة على الأقل أكثر من هذا الطبيب الذي ما زال ينظر بوجهي فاغراً لفمه مُستمراً بالتحديق حتى وهو يُعيد سماعته الطبية في حقيبته.

أستغرق ثوانٍ على هذه الحال حتى قاطع لورنس صمته ببعضٍ من نفاذ الصبر، "هل سوف تخبرنا بشيءٍ يا أيها الطبيب أم تريدني أن أُرافقك إلى الخارج؟"، حرك رأسه مُبعداً عيناه عن وجهي إلى وجه لورنس، الآن هو يحدق بعيونه، "حسناً أنا أعلم إنّ السيدة نبيلة وهذا سبباً لِعيناها الذهبية لكن أنت.. ما سبب شدة الزرقة بقزحيتك يا سيدي.."، نهض من مكانه يحمل حقيبته ويبدو وكأنه كان يتسائل مع نفسه لكن بصوتٍ مرتفع.