الفصل الثالث:
عقاب الحب الكاتبة صفاء حسنى
"أنا هولع في نفسي وأريحكم، أو أقول لكم هاخد حبة غالية مادم أمي مفترية وجاي تاخد..." صرخ جاسر، كلماتُهُ تَخرجُ من بين أسنانهِ المُطبقة بقوة، عيونهُ تَتلألأُ بِشرار الغضب، وجههُ مُحمرٌّ كَأنهُ جمرٌ مُشتعل. كانَ الغضبُ يُغلي في عروقه، يُهدّدُ بِإخراجِهِ عن طورهِ في أيّ لحظة. شعورٌ بالظلمِ العارمِ كانَ يُسيطرُ عليه، يُشعرهُ بِأنّهُ مُحاصرٌ بين خيارينِ مُرّين: إما أن يُرضي أمه، أو أن يُحافظَ على حقوقِ أخيهِ.اقترب منه جاسر، حاول تهدئته بصوتٍ هادئ، "أهدى يا أمي، حاضر هعمل اللي أنتِ عايزاه، لكن أبوس إيدك بلاش تتصرف من ورا بالله عليك. وأنا هسافر أنهي شغلي هناك وأصفيه، وهاجي أحل كل حاجة ممكن." كان جاسر يحاول كبح جماح غضبه، مُحاولاً إيجاد حلٍّ وسطٍ يرضي الجميع. خوفه على أمه كان واضحاً في نبرته، لكن إحساسه بالظلم كان يُؤرقه. كانَ يُحاولُ جاهداً أنْ يُظهرَ هدوءه، لكنّ قلبهُ كانَ يَخفقُ بِشدة.
هزت الأم رأسها، "على شرط جدك كمان مش يمد إيده على حاجة." كانت عليا مصممة على موقفها، لكنها كانت تُخفي وراء قسوتها خوفاً على مستقبل أبنائها. خوفها من المجتمع، ومن نظرة الناس، كان يُسيطر عليها. كانت تُدرك أنّها تُبالغُ في ردّة فعلها، لكنّ الألمَ والخوفَ كانا يُسيطران عليها.
رفض الجد، "والله بجاحة، مال ابني والغرب يتحكم في ده حقك." كان الجدّ غاضباً، لكن غضبه كان مُختلطاً بالحزن على ما حدث لابنه. كان يُدرك أن عليا مُحقة في بعض ما تقول، لكنّه لم يستطع التنازل عن حقه. كانَ يُحاولُ أنْ يُخفيَ حزنهُ، لكنّ عينيهِ كانتا تُخبران بِقصّةٍ أخرى.
ردت عليه عليا، "ما أنت بالع مال ابنك طول حياتك، من وأنا طفلة صغيرة وانتم بترموا لي الفتيفت أنا وعيال ناسي، لم ابنك سافر مراتك عملت ايه؟ نايمتنى في أوطة الغالية، لحد ما جالي مرض أكل شعري وزل ومهانة لي وأولادي وأنا بخدمكم، وفي الآخر تقول مال ابني؟ وحجك كده كسر حجك يا بعيد." كانت كلمات عليا مُشبعةً بالألم والمرارة، صوتها مُرتفع، لكنها كانت تُخفي وراء غضبها حزنها الشديد. سنوات من التضحية والخدمة، انتهت بهذا الظلم. كانت تُحاولُ أنْ تُخفيَ دموعها، لكنّ ألمَ السنينِ كانَ يَظهرُ في صوتها.
نفخ جاسر، "هسافر مع جدي ونشوف الإجراءات، الأزمة ممكن هدوء، متشمتوش الناس فين؟" كان جاسر يُحاول تهدئة الوضع، مُدركاً أنّه لا يُمكنهُ مواجهة الجميع في آنٍ واحد. كانَ يُشعرُ بِمسؤوليةٍ كبيرةٍ تجاه عائلته. كانَ يُحاولُ أنْ يُخفيَ قلقه، لكنّ قلقهُ كانَ واضحاً في نبرته.
وفعلا جاسر والجد سافروا، وعليا ذهبت للقاهرة. خلال هذه الفترة، شعرت الأم بالوحدة والقلق. كانت تُريدُ إيجادَ حلٍّ، لكنها لم تكن تعلم كيف. كانت تُخفي وراء قسوتها خوفها الشديد على مستقبل وليد. كانت تُحاولُ أنْ تُخفيَ ضعفها، لكنّ قلقها كانَ يُسيطرُ عليها.
![](https://img.wattpad.com/cover/323645576-288-k696049.jpg)
أنت تقرأ
عقاب الحب الكاتبة صفاء حسنى جديد وحصريا
General Fictionاسمعني اسمعني اسمعني لا تعطي فرصه للفراق أن يكون أقوى من حبنا اسمعني لا تجعل قلبك قاسي هكذا عليا في لحظة غضب منك اسمعني لا تتركني هكذا ضعيفه يائسه في لحظه أنا احتاجك فيها اسمعني انت على الاقل لا تكون أنت و الحياه قاسيه عليا هكذا اسمعني انت لا...