[12] مُنقذي

13 1 20
                                    

عند الهاوية كانت تقف تلك السمراء صاحبة الشعر الأسود بزيها المدرسي وتنظر للبحر في الأسفل وكل ما يملأ عقلها هو القفز من الأعلى، كانت تبكي دون مسح دموعها لتقول: أمي، أختي، أنا آسفة لإحزانكم مستقبلًا ولكن لم تعد لدي طاقة لأتحمل ما يحصل في هذه الحياة، أنا لا أستطيع العيش أكثر.

حسمت قرارها لتتقدم وترمي نفسها في البحر،  دقائق معدودة وقد خيم السواد على عينيها لتفقد الوعي...

<في الأسفل>

كان ذلك الفتى الطويل يجلس بالخارج يستمتع بإجازته ويلتقط صورًا للمنظر أمامه، بينما كان يكبر عدسة الكاميرا انتبه لجسد الفتاة وهو يسقط من الأعلى! ألقى الهاتف على الرمل لينهض سريعًا ويقفز في الماء باحثًا عنها...

خرج بعد بضع دقائق وهو يحملها بين يديه ليضعها على الرمال وقد قام بإسعافها بتنفس اصطناعي ومساج للقلب إلى أن بصقت الماء وبدأت تسعل بشدة إلى أن فتحت عيناها لتنهض جالسة ليسألها بقلق: هل أنتِ بخير يا آنسة؟

تكورت على نفسها لتبدأ بالبكاء، بكت قليلًا لتشهق وتعاتبه بإنفعال: لما تنقذني؟ لما تعاقبني بإكمال هذه الحياة البائسة؟!

تعصب من كلامها ليعقد حاجبيه وقال بغضب: هل جننتِ؟! هل تريدينني أن أرى شخصًا ينتحر ولا أنقذه؟! لا شيء في حياتك يستحق أن تنهيها بهذه الطريقة لأجله، ألم تفكري قليلًا بما قد يحصل لعائلتك لو وصلهم خبر وفاتك بدل وصولكِ أنتِ للمنزل؟

نظرت له بغضب مماثل لتقول: لا يجب أن تعاتبني وأنت لا تعلم ما جرى! ألديك فكرة عما حصل لي قبل أن أصل لهذا الحال؟ أتعلم كم مرة ضربت وجرحت إلى اليوم بدون سبب؟! أتعلم كم كدمة ورضة موجودة في جسدي بسببهم؟ والأدهى والأمر أنت لا تدري أنني كدت أتعرض للإغتصاب اليوم صحيح؟! لا أحد يمتلك فكرة عن الرعب الذي أعيشه يوميًا وتريدني أن أتحمل لأجل الآخرين!

كانت أطرافه تتجمد مع سماعه لكل ما قالته، هي لخصت ما يجري وبدأ يشعر بشعره يشيب مما سمعه فماذا لو حكت له بالتفاصيل، دفنت رأسها بين يديها لتبكي بحرقة على حالها، لقد شعر بقلبه ينقبض حين سمع شهقاتها ليقول: حسنًا اهدئي، ءا..أنا آسف.

استمرت بالبكاء ليقترب ويعانقها لتنتفض بفزع ليقول بينما يمسح على ظهرها: لا تقلقي لن أؤذيكِ، أنا هنا لمساعدتكِ فقط.

ارتخت بين ذراعيه لتهدأ قليلًا ليقول: تعالي للداخل كي لا نمرض.

ساعدها على النهوض ليأخذ هاتفه من على الأرض ودخلا للداخل للمنتجع الذي كان يبقى فيه، أخرج ملابسًا ليخرج من الغرفة ويعطيها إياها قائلًا: ستمرضين إن بقيتي بملابسك هذه، الحمام هناك بدلي وضعي ملابسكِ المبللة في الغسالة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصص قصيرة | Short Storiesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن