كانَ القصر يشبهُ القلعة إلى حٍد ما بممراته التي لا نهاية لها وأسقفه العالية.
كانَ الأثاث باهظ الثمن بشكل لا بأس فيه ونظيفًا بشكل مدهش، حيث مروا بمساحة كبيرة حيث لم يتم العثور على روح.
لقد كان بالتأكيد نوعًا من الثروة التي لن يتمكن تشوي هانسول من العيش فيها أبدًا.
كان العدد الكبير من الخادمات اللائي مررن به وبالآنسه بوو في الفترة القصيرة من الوقت التي كانوا يسيرون فيها في جميع أنحاء القصر يميلون إلى مفاجأته أيضًا لأنه لم يكن معتادًا على رؤية الخدم على الإطلاق.
ولكن على من يقع اللوم على عائلة بوو؟ تنظيف مثل هذا القصر الضخم سيكون مهمة مستحيلة التنفيذ.
ولكن إلى جانب ذلك كان لدى هانسول اهتمامًا كبيرًا بالتصميم الداخلي الفاخر.
من الممرات ذات الأرضيات الرخامية إلى السجاد الأحمر الممتد لأمتار لا حصر لها وصولاً إلى اللمسات الذهبية الصغيرة المضافة في كل مكان وليس في أي مكان فقط لإضفاء جو ملكي على المنزل.
النوافذ الطويلة التي غطت غالبية الممرات صنعت خيوطًا ذهبية من الضوء تشع من شمس الظهيرة المتأخرة المنتشرة عبر الردهة.
لو تم تدمير المنزل منذ حوالي ثلاثة قرون وظل الجزء الداخلي تمامًا كما هو لكان هانسول قد صدقه.
لقد شعر حقًا وكأنهُ ملك يسير عبر أروقة القلعة في طريقه إلى الغرفة المعينة حيث كان يجلس خلف مكتبه الماهوغوني ويقرأ أوراقه.
الأشياء الوحيدة المفقودة هي الثريات الذهبية الضخمة في السقوف.
ربما تحتوي القاعات الأخرى في قصر بوو على المصابيح التي كان يرغب في رؤيتها بشكل مثير للسخرية.
"الآن محطتنا الأخيرة في جولتنا هي الفصول الدراسية الصغيرة التي بنيناها لابننا"
توقفت الآنسة بوو مرة أخرى أمام باب مصنوع بالكامل من كل من كان يشتري نفسه في الغرفة.
أول ما لفت انتباه هانسول هو صبي ذو شعر أشقر رقيق وخدود منفوشة.
من الطريقة التي بدا بها، هانسول افترض أنه لا بد أن يكون في نفس العمر الذي كان هو به يرى أنه لا يمكن أن يكون أكبر من ذلك بكثير.
لسبب غير معروف، شعرَ هانسول بنبض قلبه ينبض عندما انقطع الصبي من حلم اليقظة وحوّل نظرهُ إلى الباب.
لم يكن هناكَ شعور بالألفة ولا حتى بشكل خافت مما جعل نبضات قلب هانسول المتزايدة غير قابلة للتفسير.
لم تدم لحظة التواصل البصري بينهما طويلاً، ولكن عندما بدا أن اسم الصبي قد تم النداء عليه من خلال وجود آخر في الغرفة، توجه مدرس محتمل إلى المكتب الذي كانَ يجلس خلفهُ ووضع كومة من الأوراق أمام الصبي.