كانت الشمس تتطلع إلى الغروب بوتيرة منخفضة مع اقتراب المساء مما جعلَ هانسول ينهضُ من مقعده للمرة الأولى ليضغط على مفتاح الضوء بجوار باب مكتبه الشخصي مباشرةً.
وإلا فإنهُ لن يتمكن من قراءة الكلمات المكتوبة على أوراقه.
كانَ الضوء الذي ينبعث من شاشة الكمبيوتر المحمول التي حصل هانسول عليها حديثًا كافيًا بالكاد لمواصلة القراءة.
مد ذراعيه فوق رأسه ويئن من خلال أسنانه عندما سمع طقطقة المفاصل في ظهره.
للحظة سمح لنفسه بالتجول نحو النافذة التي تطل على الفناء الخلفي الكبير المهيب المليء بالتماثيل المغطاة بالأشجار، والبرك الصغيرة، وحتى قطعة صغيرة من حقول عشب الغابة، وكل شيء آخر تتوقعه من حديقة ملكية نموذجية.
انحنى هانسول على عتبة النافذة وسمح لعينيه بالتجول في مكتبه الذي كان يجب أن يكون حجمه على الأقل ثلاثة أضعاف حجم غرفة نومه.
رف الكتب الذي يتطابق لونه مع خشب الماهوغوني المصقول لمكتب هانسول يغطي الجدار الأيسر بأكمله، أوضحت الآنسة بوو أن الغرفة كانت مكتبة غير مستخدمة تستخدم للتخزين حتى أسابيع قليلة مضت عندما قرروا أن الوقت قد حان لتعيين سكرتير.
تحتوي الغرفة أيضًا على أريكة جلدية سوداء تحتوي على مساحة كافية لشخصين للجلوس عليها، على الرغم من شك هانسول في أنه سيكون لديه وقت فراغ في المهام التي سيتلقاها بشكل يومي، لذلك ربما لم تكن الأريكة مفيدة مثل عائلة بوو.
كان أيضًا افتراضًا أنه تم وضعهُ هناك كديكور تمامًا كما مثل غالبية الأثاث في جميع أنحاء المنزل.
علاوة على ذلك، كان هناك مكتب وكرسي مريح لهانسول نفسه وكرسيين خشبيين بسيطين مكدسين في زاوية الغرفة.
للزوار في المستقبل ربما؟ هذا جنبًا إلى جنب مع خزانة لا تزال فارغة بارتفاع الخصر مع وجود طابعة فوقها (من المفترض أنها لجميع الأوراق التي كان هانسول على وشك استخدامها).
وسرعان ما انقطع الصمت الهادئ الذي ساد الغرفة بسبب ثلاث طرقات تردد صدىها على السقف المرتفع.
حول هانسول نظره بهدوء إلى الباب وهو مستعد تمامًا لمن يقترب منه.
على الرغم من أن تعبيره المريح سرعان ما تحول إلى مفاجأة عندما وطأت قدمه مكتبه.
سارعَ الصبي ذو الشعر الأشقر الرقيق والخدود الرقيقة إلى إغلاق الباب خلفهُ وتحويل انتباهه مرة أخرى إلى هانسول الذي لم يتحرك بوصة واحدة من موقعه الحالي.
بدأ التوتر في الغرفة يتصاعد عندما لم يتحمل أي منهما مسؤولية التحدث أولاً مما جعلَ الأمر مجرد مسابقة تحديق بين شخصين غريبين.
ولكن من يقع اللوم على هانسول.
كان هذا بوو سيونغكوان يحمل معه إحساسًا غريبًا بالغموض.
