"الفصل التاسع"
"بينهما وصال"
"نجاة"
____________________حين رأيت الجهل بين الناس متفشيًا، تجاهلتُ حتى ظن أني جاهلُ.
_لقائلها
_____________________كل منهن تقف في مكان مختلف تحدث شخص مختلف أولهم "شـهـد" التي تقف بعيدًا عنهن تضع الهاتف على أذنها تستمع لتوبيخ أخيها الحاد كاتمة إنفعالها بسبب صوته المرتفع عليها تقديرًا لمشاعره
_عبدالله إهدى وأسمعني، الحادثة مأثرتش على حد فينا كلنا كويسين بطل قلق وتوتر.
سمعته يقول بصوت لاهث من فرط الإنفعال الذي يخفي به قلقه على شقيقته:
_أنا بلبس وجايلك، مسافة الطريق وهكون قدامك.
_أوعى يا عبدالله! أوعى تسيب بابا مع أخواتك الصغيرين تنزل.
صرامتها جعلته يتردد قليلًا ويتلكئ في حركته يفكر في حديثها لتستأنف هي ما ان شعرت بتردده تقول بحنان:
_متقلقش يا حبيبي، والله أنا كويسة، هشوف البنات هيعملوا إيه وهطمنك، خليك مع بابا وأخواتك يا عبده عشان خاطري.
صمت قليلًا شاعرًا بكم خوف غير طبيعي يجثم كحجر ثقيل فوق صدره فقال يقطع صمته:
_أنا مش هنام لحد ما توصلي موقف أسكندرية، خلي تليفونك صوته عالي عشان هتصل بيكي كل شوية، وردي يا شهد عشان مسافرلكيش أجيبك من شعرك أنا أصلًا متوتر خِلقة.
دارت تأثرها قائلة بمرح مصطنع:
_شكلك نسيت مين فينا الكبير يا بيه، ليا كلام معاك لما أرجع.
في جهة أخرى تقف "وتين" تضع هاتفها ايضًا على أذنها لكنها تنتظر رد والدها بعد اتصالها به للمرة الثالثة وأخيرًا رد بصوت ناعس:
_ايوا يا وتين.
_بابي، أنا عملت حادثة.
ألقتها على مسامعه دفعة واحدة فأجفل بصدمة يعتدل على فراشه يصيح بالهاتف:
_حصل إيه يا وتين؟ حصلك حاجة!
_لأ أنا كويسة.
_أحكي حصل إيه؟
وصمتت تتذكر تفاصيل الحادث بأخر حديث لهن
حيث قالت "ابتهال" مؤيدة كلام ابنتها:
_لما سلمت على الست روان ابنها كان في قمة الإحترام بصراحة، وهي برضه ست محترمة جدًا.
_وابنها قمور جدًا جدًا.
ضحكت "وتين" بقوة وادارت رأسها للخلف وقالت بمشاكسة:
_إيه عاجبك نخطبهولك؟
كادت ترد عليها "وصال" بشقاوتها المعهودة لكن صراخ "ابتهال" التي رأت سيارة نصف نقل تسير بسرعة وتقترب منهم