10_دُنيا ظالمة

208 19 95
                                    

"الفصل العاشر"
"بينهما وصال"
"دُنيا ظالمة"
__________________

والله لِأُسَامِحَكَ حَتَى لَا يَكُون لَنَا لِقَاء آخَر عِنْدَ الله

_ هالة رمضان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجلس في المقهى الخاص بالجامعة يأكل طعامه بلا شهية فقط كمن يقضي واجب لأجل معدته!

فتح هاتفه ووضعه أمامه يسنده على زجاجة مياه وبعفوية بدأ التصوير دون تجهيز ما سيقوله:

_ صباح الخير لأي حد رايح شغله، جامعته، درسه، غير كدا لا صباح ولا مسا لأي حد نايم أو لسة هينام كمان.

تبسم وقال بتلقائية بعد تفكير دام لثوانٍ عما سيتكلم:

_ فجأة جه في بالي ذكريات الثانوية العامة فهحكيها ليكم لحد ما ميعاد محاضرتي تيجي.

قضم من الشطيرة ومضغها بسرعة كما تعود ثم قال في الحالة الخاصة به على صفحته الشخصية لإحدى المواقع:

_ أنا كنت في دفعة بقر، وأسف يعني على اللفظ بس العيال مكنوش بيرحموا، كانوا بيجيبوا ٩٩.٨ وحاجة مرار، وطبعًا أنا العار بتاع الدفعة وكنت جايب ٩٤ عادي، فأكيد بالنسبة لأكيلة الكتب أنا أفشل واحد فيهم، أهلي فرحوا وأمي زغرطت وخالاتي وزعوا شربات ورز بلبن وأخويا قرر يقدملي في الطب البشري.

_ وطبعًا زي ما قولت أنا فاشل فملحقتش الكلية في اسكندريه واترميت في قاهرة المعز، دخلت الكلية من هنا وكنت تور تايه في بحر العلم، العيال كلها شاطرة أوي من أول يوم يا جدعان!

_ واللي فهمته انهم كانوا بيذاكروا قبل الكلية فعلًا وأنا الوحيد اللي قضيتها لعب في الأجازة، وطبعًا بصعوبة الكلية وعقلي المحدود كنت بواجه صعوبة في الفهم، المنهج اتغير مية وتمانين درجة وأنا أصلًا كنت بهيمة في الثانوي ونجحت بدعاء أمي.

_ فحابب أقول لأي حد مدخلش الكلية اللي نفسه فيها، قدامكم مثال حي دخلت الكلية اللي عايزاها وفي الأخر برجع أصوت كل ليلة امتحان، مع العلم أنا طول السنة في ليلة الامتحان.

وختم حديثه العشوائي المحبب لمشاهديه بخاتمته المميزة:

_ إلى لقاءٍ قريب عزيزي المشاهد.

أمسك هاتفه وعبث به غافلًا عن تلك التي تراقبه منذ جلوسها، منذ رؤيتها له من مدة مع صديقتها وبعد موقفها معه لم يحدثها إطلاقًا ولكنها للأسف تعلقت به!

نشأتها المحافظة نوعًا ما جعلتها تمتنع من محادثة اي شاب وترعرعت على عدم مخالطة الشباب حتى لو ابناء عمومتها، فتلقائيًا تضع حد بينهما حفاظًا على ذاتها وإحترامًا لأخوها كذلك، وبعد دخولها للجامعة حاولت الحفاظ على فقاعة الأمان لكنه اخترقها بمركبه الورقي ونصه المعسول التي تحتفظ بها للآن وقبل نومها تقرأ الرسالة البسيطة

بينهما وِصالWhere stories live. Discover now