.Part three.

106 24 16
                                    

•|زُقاقَ|•

.
.

Some secrets must remain secrets because they are too painful to discover

.

.

.

...

خطُوات الأحَصنةَ صدحَتّ وَسط شَوارَع لنَدنَ دلالةً علىٰ بَدءِ صبَاحٍ جَديدَ مُحمِلٍ بعبَق الخَريفَ الذيْ قدَم عليِهم مُتَمثلاً بلونهِ الأحَمِر المُصفرَ علىٰ أوراقَ الأشَجار التيْ تسَاقط مُعضُمها تَقريباً!

ومنْ داخلَ عربةٍ فاخرةَ يقوُدها جَوادنّ أصِيلان باللونُ الأَسودَ الامِع!كانْ فيِها شابٌ فيْ مُقتبلَ عمِرهِ بخِصلاتْ شعَرٍ شَقراءْ أخَذَ يتَصفحَ مَجموعةَ أوراقٍ بيدهِ بعدْ أنْ أكَمل أوامِر سيدهِ بتعدادَ الأطفالَ الفقُراء فيْ أَحيائهمَ لا تزَال صُورةَ ذلكَ الفتىْ في بالهِ حيثُ بدىٰ لهُ لدرجةَ ما عاقلاً و متفهماً جداً فقدْ شبههُ في نفسهَ بِإدمَوندَ لمْ يتوَقع يوماً أنْ يلتقيْ بطفلٍ بذلكَ الذَكاء علىٰ النقيضَ تماماً فأخاهُ التوأمَ لمْ يكنُ مثلهَ فلقدَ كانْ طفلاً معقداً و قليلْ الكلامَ لكنهُ لاحظَ أنهُ يحمَل صفاتاً طفوليةْ أكثرْ من الأكبر الذيْ بدىٰ لهُ أكثر تَعقلاً منَ الأصغَر بنِضرةِ فهذاَ بديهِي كوَنّ الفتىٰ - ويليِام - هُو الأكبر و المَسؤوُل أعطتهُ شخَصيةٍ قياَديةَ و صارمَة ... لمْ يفهمَ حكَاية الفتىٰ جيداً فلقدَ أخبرهُ أنهماَ يتامىٰ لكنْ للحظةٍ ما شعّر بإن خلُف يُتمِهما هَذاَ ألمُ طَويلَ و عمَيق حُفر بداخلهماَ..جاعلَاً منْ الطِفلانَ ما هُما عليهِ الأنَ!

تنَهد بِهدؤء و أَدَار عينيهَ الكَهرمانيتينَ ناحيةَ الطريقَ أمامهَ من خلالَ نافذهَ العربةَ التيٰ تُقلُه الىِ قَصر المَاركَيز لكَن لفتَ أنتباههُ حُشودَ منْ الأُناس أخذواَ بالوقوفَ بالقربَ من زقاقٍ ما وقد بدتَ علىٰ معالمهمَ الصَدمة و الأِستنكار الواضحَين بشدةَ! أمرَ سائَق العربةَ بالتوقفَ و قدْ نفذَ أمرهُ بالفعلَ تَرجّل مِنها متوُجها الىٰ مكَان إحتشاد النَاسَ وحيِن إقترابهِ إبتعدَ النَاس فقدَ عرفواَ منْ ثيابهِ الفاخرةَ والعربة التيْ قَدمِ بها أنهُ ذوُ مكانهَ أزارحَ الوُشاحَ الذيْ لفّ عنقهُ قليلاً عنْ رقبتهَ و إقتربَ أكثرَ منَ المكانَ المقصودَ وقد علتَ الهمهات ناحيتُه ومنْ يكونَ!
صوبَ عينيهَ ذاتَ لونَ الكَهرمانَ الىٰ الواقفَ في وسطَ الزقاقَ وقدَ التفَ حولهُ بعض الحَرسَ ذوُ الثيابَ الزرقاَءَ التيْ دلتَ علىٰ إنهمُ منْ الشُرطةَ ، توجـه ناحيِته فقد أدركَ منْ معطفهِ البِني و قبعتهِ التي غطتَ خُصلاتَ شعرهِ أنهُ محُقق ماَ..
تنبهَ لهُ الواقفَ وادارَ وجهَه ناحيتهَ لكن ما إن فَعل ذلكَ حتىٰ إتسعتَ عيناهُ العُشبيتينَ حيثَ نطقَ بصدمةَ بدتَ على كُل من ملامحَ الإثنينَ معاً
"سِـيريلَ!"
"سيدَ أَرنُولد!"
سادَ الصمتُ لبضعَ ثوانٍ حيثَ قاطعتهُ نبرةَ أرنُولدَ القلقهَ والتيْ أدرك منْ خلالهاَ مايريدُ قولهُ
" أَينَ إختفيتَ فجأةَ أتعرف كمْ قلقتُ عليكَ!"
صمتَ الأصغر ولمْ يبديَ رده فعلَ لكنهُ أجابَ بصوتٍ مقتبضِ
"كانتَ لديْ ظُروفيْ الخاصةَ سيديْ!"
"لمّا تقولُ - سيدي- ألستُ عَ....
" أعتَذر أتيتَ لمعرفةَ مايحصلُ هُنا وليستَ لديْ نيهٍ في تذكَر المَاضي!"
أجابهُ بكلامِ مقاطعاً حديثَ الأكبر قبلَ إكمالهِ فأستَسلمَ الاخرَ بينماَ عينيْ سِيريل أتجهت للنهايةَ الزُقاق وقدْ إبتعد رجالَ الشُرطة قليلاً عنه سامحَين لهُ بالمرورَ كَست تعابيرَ مَصدومة وجههَ الباردَ وهو يُحدقَ بالغطاَء الأبيضَ الذيَ إمتلاء ببقعَ الدمَ الكثيرةَ و كذلكَ الأرضَ أسفل الغِطاء تسألَ فيْ خلدهِ عنْ المقُتول فأجاب أرنُولدَ بنبرهِ هادئة
" كانْ طفلاً لمْ يتجاوزَ العاشرةَ فقُد منذَ إسبوعَ و حاولتَ عائلتهُ البحَث عنهَ بمساعدةَ الشرُطة ..لكنَ وجدِهَ أحدُهمْ بعدَ سماعِه لِصراخٍ ولكنَ الجَاني هربَ ولم يراهُ ، قتلهُ بطريقةٍ وحشيةَ لقد إستعملَ فأساً و هذا ماجعلنَا نعتقدَ بإنهُ ...
"جَزار!"
أكمَل سيريلَ عوضاً عنْ الأكبر الذيْ أيدَ كلامهُ
"هل أخبرتهمُ عائلتهِ؟"
" عائلتهُ إنهَارتَ فورَ سماعهاَ بالخَبر و لمْ يأتوا لرؤيتهُ بسبَ منعنا لهمُ!"
"لمَاذا؟"
"وجهِ الطفلِ كانَ مُشوهاً بالفأَس لاأظنَ أَي أَبٍ قادرٍ على رؤيةَ هذا المنَظر!"
نطقَ أشقر الشعَر بنبره باردةٍ وقدَ أزاح وجههُ قليلاَ عن الاخر كانَت منخَفضهً بعضَ الشيْءٔ لكن الأكبر سمعهاَ
" أظنُ والديَ كانْ هكذاَ!"

خَـرِيَـفَ و بِـيَـانُـو.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن