٥

44 1 0
                                    

دموع ثمينة

تدخل إلى هناك مرة أخرى ! ..أمجنون أنت  ؟!

كنت قد يأست .. طرأ لي ان رقعة الشطرنج بها ما سيمكنني من إسترجاع جسدي .

وما النتيجة ؟

لا أعلم .. يبدو وأنه لم يطرأ أي تغير .. لا توجد حلول .. حتى بهذه القدرات على معالجة البيانات والعمليات المعقدة لكل الإحتمالات والمعادلات .. لا أجد الحل ابدأ .. لا أعلم أين ذهب جسدي .. كل ما أعرفه أن وعيي يتنقل ليستحوذ على الأشياء .

أنا في عجالة من أمري .. ممكن ان تعدني وعدا .

ماذا ؟

لا تذهب إلى رقعة الشطرنج مرة أخرى .. ما يحدث هناك شيء غير طبيعي .. ممكن ان يصيبك بالجنون .. وممكن ان تنسى كل شيء وتعيش باقي عمرك تلعب الشطرنج .

لن اذهب إلى هناك مرة أخرى .. لا تقلقي .. أعدك بذلك .

حسنا .. ساذهب .. اتريد شيء ؟

 شكرا .

باي .

مع السلامة .

جلست عبير مع صديقتها فاتن تأكلان البيتزا وتسألها مازحة .

ما كل هذا الجبن ؟! .. هل تريديني أن أسمن لتصبحي أجمل فتاة بالمجموعة ؟

لست أحلى فتاة في مجموعتنا .. أنسيت نادين ؟

بذكر نادين .. لقد سمعت أنها حامل .

نعم نعم .. أعلم ذلك .. و هذه المرة هناك خطورة على الجنين .

أنا خائفة عليها .

لا تقلقي .. زوجها رجل ثري .. سيعالجها أفضل علاج .

أتدرين يا فاتن .. أنا خائفة على أحمد .. أشعر بالشفقة الشديدة على هذا التعس .. ولكني لا أستطيع أن أربط نفسي بهذا الكيان الغريب .. أحمد لم يعد بشر مثلنا .. لقد أصبح مسخ لا فائدة منه .

تنزل دمعة أحمد من لوحة المفاتيح بعد سماع كلماتها عبر التكنولوجيا التي تحيط بها من كل صوب وحدب .. كانت الدمعة التي جاءت في وقتها .

ولماذا تتحدثين عنه كثيرا إلى هذه الدرجة ؟

لأنه صديقي وأنا خائفة عليه .

صديقك فقط ؟ .. علي يا فتاة ؟

نعم .. صديق .. لن أقع في نفس الخطأ وألقي نفسي بقصة حب فاشلة مرة أخرى .. الجواب يظهر من العنوان .. أحمد هذا المستقبل معه أمره معلوم .. هذا إنسان يسير بيننا كالأشباح .. ولا يوجد لديه جسدا .. كيف أعلق نفسي بورطة كهذه ؟

أسمعي كلامي عن الحب .. فكما تعلمي مدى خبرتي .. الحب لا يسير هكذا .. ليس له زرا لتضغطيه .. لو أحببتيه لن تستطيعين منع نفسك عن حبه .. هل أحببتيه ؟

لماذا تسأليني هذا السؤال دوما ؟ .. وكل مرة أجيبك نفس الإجابة .. لا أعلم .. لا أعرف ما أشعر به الآن حب .. أم انها شفقة لا أكثر .

فوتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن