المرة الثانية
يا عم .. أيمكنك ان تمرر الكرة معي قليلا ؟ .. لا أجد من ألعب معه .
ارجع إلى منزلك يا فتى .. الوقت قد تأخر .
أرجوك .. لم اكتف من اللعب بعد .
ألا تخاف الظلام ؟
لا .
كاذب .. كل الناس تخاف الظلام .
حتى أنت ؟
نعم .. مرر الكرة .. سألعب معك قليلا .
يبدءا في تمرير الكرة لبعضهما .
لماذا تخاف الظلام ؟ .. أتخاف من العفاريت ؟
هذا مثال من عدة أمثلة .. الخوف من الظلام له أسبابا كثيرة .
ولماذا تخافه ؟
لأني أخاف المجهول .
لا أفهمك .
هيا .. لقد لعبت معك قليلا .. ارجع إلى منزلك .. ونصيحتي لك .. عندما يذهب الأطفال إلى منازلهم .. اذهب معهم .
لماذا ؟
لأن الظلام يحل الآن .
انا لا أخاف الظلام .
كاذب .
حسنا .. أحيانا أخافه .. ولكن لا يهمني الخوف .. يهمني اللعب .. لا اكتفي من لعب الكرة .
العب بالنهار .
لا يكفي .
اختر مكان يملؤه الضوء والناس إذن .
ولكن هذا هو الملعب الذي نلعب به .
كفاك عبثا واذهب إلى منزلك .. ما إسمك ؟
إسمي عماد .
حسنا .. اذهب يا عماد .. وتذكر جيدا .. عندما يرجع الأطفال إلى منازلهم .. ارجع معهم .
حسنا سأتذكر .. ما إسمك يا عم ؟
إسمي أحمد .. مع السلامة يا بني .
مع السلامة .
ذهب الرجل .. بدأ أحمد في التفكير بحديثهما .. تذكر الظلام والعفاريت .. بتلقائية بحث بعيناه في المكان حوله وكأنه يبحث عن العفاريت .. ووجدها تقف هناك .. وجهها لا يطوله الضوء .. وجسدها الطويل بارز تحت الضوء في شكل مهيب .. توغل الخوف في قلبه .. قرر الرحيل عن المكان .. إلتف نحو إتجاه المنزل وبدأ في التحرك .. وبعد أربع خطوات قرر الجري فجأة بعدما تفجر منبع الرعب بقلبه .
في التاسعة عشر ماتت أمه وجاءته نرجس في الحلم .
من أنت ؟
انا خالتك يا عماد .
خالتي من ؟
خالتك نرجس التي ماتت قديما .
نعم .. لقد تذكرتك .. أمي حكت القليل عنك .. ولكني اتذكرك .
سآتي إليك يا عماد .. تذكر وجهي جيدا .