البارت الثامن

1.1K 47 11
                                    

سكت المسعف يتنهد ورفعت كّفها لرقبتها ميرال تضغط عليه تنطق: وين المريض الثاني ؟
المسعف: بالإسعاف الثاني خلفنا
سكتت ميرال وهي تضغط على رقبتها تسهى بالفراغ لثواني
وإنتبهت تلتفت من إنفتح الباب وتقدمت تنزل بتعب تتوجه
للإسعاف الآخر وتمسكت بالسرير تشوفه لازال فاقد وعيه ، فلتت كّفها من أخذوه للداخل وزفرت بتعب تجلس بالأرض
بوجه جامد ومتعب ، ضحكت بحرقة من قطرات المطر اللي تنهمر فوقها تردف: تواسيني !
بكت بدون صوت ميرال: ماعاد لي حيل لـ هالحرب ماعاد
بكت بحرقة ميرال وإشتد المطر تبرق السماء وترعد بشكل مخيف ، غمضت عيونها تضّم رجولها لصدرها تبكي بتعب وحرقة من اللي تعيشه ، شدّت على ذراعيها من برودة الأجواء مع الأمطار الغزيزة ورفعت راسها تناظر الضباب اللي تشكلت بنهاية جبل رغدان وبكت بصمت ميرال بتعبيراً للألم ووجع من كُل اللي تعيشه وحدها ، كيف تواجه كُل شيء وحدها ولا تحتاج جيش لأن هي تكّفي وتوفّي ، مسحت دموعها بكّفوفها ووقفت تنفض ملابسها من البلل وأخذت نفس بمحاولة تجميع شتاتها ورفعت راسها للسماء المُظلم والقمر اللي إكتمل ولازال المطر تنهمر بخفيف توصف نهايته ، أخذت نفس بتعب ميرال ولحد الآن ماتنخمد نارها ، هي بتحاول تواجه كُل شيء وحدها كعادتها وتكشف الحقائق كُلها لأجل ترجع كُل شيء لنصابها ..
'
عدلت أكتافها ميرال تناظر إنعكاسه بالمرايا تشوفه يعدّل بدلته ، من وقت رجع من المستشفى مباشرة والأخبار منتشر بالباحة بحرق مستشفى جرّاح ، رُغم أنه مرّ يومين على الحادثة ألا أنه لازال وكأنه حديث ، مشت تخرج قبله
وزفر أديب ومشى يخرج خلفها وتقدم يركب بجانبها وشغلت سيارتها ميرال وحركت تخرج تنزل الطريق من عُلو الجبل ، وقفت بحوش غازي تقفل سيارتها ونزل أديب يسبقها للداخل وميّلت راسها تشوفهم من الشبابيك الكبيرة حق الصالة اللي متكون من زجاج شفاف ، ضحكت بسخرية لثواني تفتح بابها: نشوف وجهك ياغازي !
مشت تدخل للداخل وصوت كعبها يسبقها وقفت تناظر وجه غازي الغضبان اللي يصرخ: مين هالكلب اللي يتجرأ بكل مره يحرقنا
سكتت ميرال تناظره وتنهد نجم يفكر وأدهم ساكت يناظر أبوه المعصب ، بلل شفايفه أديب يسمع غازي: أديب
رفع عيونه أديب يناظر أبوه: سّم
غازي بحده: طلع لي هالكلب أديب وأنا بكلم المحامي يرفع قضية عليه
مرام: أكيد من أعدائك يا غازي
تنفس من غضبه أديب يناظرها من وقت هي دخلت حياته إنقلب حياتهم عقب على رأس ، ومايطيح عليهم ألا المصايب ومتأكد مثل إسمه من وراها ، صدّ بعيونه يشد على قبضته
إبتسمت ميرال يظهر غمازاتها تهمس: وجيهكم غصب يخليني أروّق
تنحنحت ميرال تمثّل الحزن: يالله بالأول القصر وبعدين حادث أخوكم والحين المستشفى الله أعلم الباقي وين
ناظرها بحده أديب وناظرها أدهم وشهقت وريد بصدمة توقف: يويلي أديب
تنهد أديب: لا تخافين تراي بخير وواقف قدامكم بعافيتي
نجم: الله يسامحكم توكم تعطونا الأخبار
مارد عليهم غازي يناظرهم وهو ساكت وحك جبينه نجم: أخاف يضر أحد بالعايلة بدل الجدران
لف غازي بحده يناظر نجم ونطق أديب بحده: يخسون
زفر أدهم ، إبتسمت ميرال وهي تناظر مرام: ضروري ناخذ الحذر ما ندري يمكن هالشخص من العايلة
ناظرها أديب والتفت يناظر مكان ما تناظر وبلعت ريقها مرام تفهم بقصدها وتمسكت بثوب نجم وصدّ بعيونه أديب يبلل شفايفه ، بسبب أمه شاف الموت بعينه ورجع منه حيّ ، مجروح ، مكسور ، مهدود الحيل ، وفقط يتأمل بأمه مايعرف كيف يبدأ بالسؤال ، هل بالعتاب ولا الصراخ ولا القهر ولا الكسر ولا وش ما يعرف أبداً ، ضحكت بسخرية ميرال وإبتسمت بهدوء: بروح بيتنا إن صار شيء جديد عطوني خبر
هز راسه نجم والتفتت ميرال تعطيهم قفاها وهي تبتسم تكشف على أنيابها تمشي وصوت كعبها تسبقها بالمكان ، رفعت نظارتها الشمسية ميرال والتفتت على صوته: ميرال !
رفعت سبابتها ميرال تنزل جزء من نظارتها تناظره: ولد غازي ؟
تقدم منها أديب: وش تحاولين له ! متأكد وراك شيء ضحكت بسخرية ميرال: لو حرقت نملة حطيتها فيني ، المهم ماني فاضية لمشاكلكم
رفعت نظارتها ميرال تعطيه قفاها ومشت تخرج من القصر تتوجه للبيتهم ..
'
شربت من قهوتها تسمع ميار وإبتسمت تناظر ميار اللي تسألها بحماس: ماتعرفين مين حرق المستشفى ؟
ميرال: لا وماهي أنا ومستحيل تكون مرام
ميار: يعني شخص مانعرفه ؟
هزت راسها ميرال: واضح أنه يلعب بذيله بس معليه مصيره يطلع
ميار: يمكن بندر ؟
ميرال: مايوصل ومستحيل يمسّهم ومرام ترشه
ميار: أدري أنه كان بالتحقيق
عقدت حجاجها ميرال تترك فنجانها: كيف تعرفين ؟
سكتت ميار بوهقة وناظرتها ميرال: ميار كيف تعرفين قلت
تأفتت ميار: أوف جاني زوجك يطلب عنوان بندر وأنا علمته يضغط عليه من طرف بنته
سكتت ميرال من ربطت كُل المواضيع ببالها من بداية إختلاف حاله والحوار بغابة رغدان لحد الحادث ورجعت تناظر ميار المتوترة تردف: ياخي شكراً ميار ماقصرتي كان علمتيه عن أبوه بعد
وقفت ميار من وقفت ميرال تلبس عبايتها بعجلة وبللت شفايفها بقلق: تهقين بندر بيعلمه ؟
ميرال: تهقين بندر يفرط ببنته لأجل مرام
ميار: ماظنتي وأكيد مستحيل يمسك لسانه
أخذت شنطتها ميرال: إدعي أنه مايبقى بيديني
ميار بتوتر: تكفين ميرال لا تفتحين على راسنا مصيبه
هزت راسها بدون رد ميرال وزفرت ميار تتقدم تحضنها ورفعت ذراعها ميرال تطمنها ونطقت ميار: إنتبهي تكفين
هزت راسها ميرال ومشت تعطيها قفاها وتنهدت ميار تدعي بداخلها بكُل الدعوات ..
'
قفلت سيارتها ميرال تنزل وناظرت المركز بهدوء تشوف الداخل والخارج وأخذت نفس تخطي خطوتها تمشي وصوت كعبها ألفت الأنظار من هيبتها الشامخة وغرورها وطولها وإبتسمت بهدوء تسمع بالهمسات اللي تدور بين الضباط الرتبة الأقل ، تنحنحت توقف أمام ضابط: زيارة
بلع ريقه الضباط من هيبة حضورها وهز راسه: مين ؟
ميرال: بندر آل خالد
هز راسه وأشر للملازم وهز راسه الملازم يمشي ومشت خلفه ميرال لحد مافتح لها الباب يردف: إنتظري هنا
تقدمت تدخل ميرال وتركت شنتطتها بالطاولة ودقايق ورفعت نظرها لبندر المكبلش ونطق الملازم: خمس دقايق
قفل الباب ومشى بندر يجلس أمامها يضحك بسخرية وناظرته ميرال: ماجيت أضحك ، كشفت مرام ؟
سكت بندر يناظرها وهز راسه من حدة نظراتها ورفعت حواجبها ميرال: توك تضحك إنبلع لسانك تكلم
بندر: أي علمته وعن أخوك
وقفت ميرال بغضب تضرب الطاولة وغمض عيونه بندر وشدت على فكها ميرال: ياخي أنت وش ! تبيع إن خلص مصالحك
بندر: شتبيني أقول !
ميرال بسخرية: الطعن بالشرف عندك سهلة
بلع ريقه بندر يسكت وتمسكت بالطاولة ميرال تحني براسها: أنت تدري بأخذ حقي مهما كان الثمن !
مارد عليها بندر بتوتر هو يعرفها مثل إسمه وفعلياً بتأخذ حقها مهما كان الثمن لأن جنونها أعلى من أنها تأخذ الموضوع بركادة ، دخلت بالقماش بفمه ميرال تكبت صراخه من غرست السكين بوسط كّفه وغمض عيونه بندر بألم شديد يعض على القماش بفمه وميّلت شفايفها ميرال تسحب السكين من وسط كّفه يتلوّن بدمه وعض على القماش بقوة بندر من شدة الألم ، طلعت القماش ميرال تمسح السكين وترجعه بشنطتها بهدوء وتركت القماش بوسط كّفه تناظره بجنون: جبتها لنفسك يابندر ، تستاهل
ضغط بالقماش بوسط كّفه بندر بألم يصرخ بوجهها: أقسم بالله أنك سايكو مانك صاحية
إبتسمت ميرال يظهر غمازاتها والتفتت من دخل الملازم يبلغها بإنتهاء الوقت وناظرت بندر ميرال: ربتني الدنيا ماني رباة أحد وأنت أدرى لذلك حدك تتطاول عليّ ، إنتبه مني
مشت تعطيه قفاها وصوت كعبها دوات مسامع بندر اللي صرخ: يامجنونة يامريضة
ضغط بالقماش على كّفه وصرخ بوجع وتقدموا الحراس يأخذونه للزنزانة وضحكت ميرال يظهر غمازاتها بشدة من إستمتاعها وجنونها ومشت تخرج من المركز بهدوء ولا كأنها سوت شيء قبل لحظات ..
'
بنفس الوقت بالطرف الآخر من المركز الخاص بالرتب الأعلى ، عدّل أكتافه أوس وأخذ نفس يدخل مكتب أديب بدون لايطرق الباب ورفع راسه أديب اللي كان منشغل بقضية جديدة وقفلها من دخل يوقف لكن أوس منعه: إجلس إجلس
جلس أديب وتقدم أوس يجلس أمامه وعقد حجاجه أديب: صار شيء طال عمرك ؟
أوس: ماني جاي الفريق أول جيت بس أوس
حك حاجبه أديب: وش صار ؟
تنحنح أوس يعتدل بجلسته: أبي أخطب أختك على سنة الله ورسوله
برد ملامحه أديب وناظره أوس من تبّدل ملامحه: سمعت ولا أعيد ؟
أديب: هالفترة مشتتين كلنا وتعرف بحادثة المستشفى
هز راسه أوس: إن زان الأمور جينا لبيتكم
أديب: أبداً بإنتظاركم حياكم
هز راسه أوس يوقف يعدّل جاكيته: التحية ياولد جرّاح
وقف بصدمة أديب يوقف يدق له التحية وهز راسه أوس ومشى يغادر مكتبه وإبتسم بهدوء يجلس كرسيه ينشغل بالقضية من جديد ..
'
قفل الباب ومشى يدخل للداخل ووقف لثواني يسمع ألحان البيانو ولف يشوفها تعزف بكُل إندماج ووشاحها اللي يحاوط أكتافها وكّفها الآخر يضم كوب القهوة ، فصخ جاكيت بدلته يرميها بالكنبة يبقى بقميصه الأسود ومشى ناحيتها يتكي على البيانو ويتأمل بهدوء من شعرها اللي يفلحه الهواء وجمال عُيونها الوسيعة ورمشّ أهدابها ونزل أنظاره لثغرها اللي ذاق حلال خمره وسُمرة التان اللي مازان ألا عليها لحد الوشاح اللي إنزاح عن كتفها الأيسر يبيّن عُريه وأناملها اللي تمرره على الأوتار ، تركت الأوتار تشرب من قهوتها ورفعت نظرها لوقوفه بقميصه الأسود اللي رسم تفاصيل عضلات صدره وأكتافه وناظرته ميرال تتأمل نظراته اللي ماتعرف تفسّره أبداً ، ميّل شفايفه أديب يحك حاجبه
وتأملت كوب قهوتها ميرال والتفت براسه أديب يسمع منها الهدوء وهالشيء مو عوايدها وأردف: لايكون هدوء ماقبل العاصفة
ماردت عليه ميرال تشرب من قهوتها والتفت بكامل جسده أديب يوقف أمامها لكن هي ماحرك فيها ساكن ، مدّ كّفه يسلب منها قهوتها يرتشف منه يردف: أشاركك خفقانك لأنك شاركتي ناري
ضحكت بسخرية ميرال تفهم معنى ناري يقصد سجايره اللي شاركته بنيرانه ، أخذت قهوتها من كّفه تشربه بهدوء
وناظرها أديب بهدوء وتقدم يمسك ذراعها ومشوا للبلكونة
وأخذت نفس ميرال تتكي على سور البلكونة تناظر غابة رغدان من مكانها وميّل شفايفه أديب يتكي بالمثل بمسافة بسيطة يناظر بالغابة مثلها ، أخذ قهوتها يرتشف منه والتفت بنظره يناظرها بهدوء يمدّ ذراعه يحاوط خصرها ويقربها منه لفت بنظرها ميرال تناظره وناظرها أديب بهدوء وصدّت بعيونها ميرال تشرب من قهوتها ، وأخذ قهوتها أديب يشرب منه ومالت براسها ميرال على كتفه ، كتف فيها كُل أمان الدنيا والراحة اللي يهدّي من تخبط صدرها وتنهد أديب يميل راسه يقبّل شعرها ونزلت كّفها ميرال لكّفه اللي يحاوط خصرها ، تخلل أناملها بأنامله وميّل شفايفه بتعب أديب: أهخ ميرال بسببك حنا كذا
ماردت عليه ميرال ترمش تناظر الغابة من مكانها ومال براسه على راسها أديب يرمش ويتأمل بالغابة وهم على وضعيتهم ، لأول مره ماردّته عنها وصار العكس وهالشيء يخليه يتعب منها أكثر لأن اليوم التالي تتصرف وكأن ما صار شيء ، وهو بالمثل هي تعبت وهو تعب لكن هي ما تقدر تتنازل عن غرورها وكبريائها وهو يحاوّلها ويتقدم خطوة لها لكن هي تقفل بكُل البيبان بوجهه وعزة نفسه أعلى من كُل شيء ، والواضح معانتهم مابينتهي أبداً ..
'
عقد حجاجه غازي بصدمة يجلس بالكنبة لأن رجوله ما تشيل وإبتسمت بخفوت مرام تمثل الحزن على ملامحها وتقدم منه نجم بذهول: أنت شتقول ؟
ناظره أديب بهدوء: اللي سمعته
دخلت البيت ميرال وصوت كعبها يسبقها وعقدت حجاجها توقف بجانبه: وش السالفة ؟
وريد بضيق: أديب بيترك البيت
رفعت حواجبها ميرال تناظره وناظرها أديب بهدوء وصدّت بعيونها ماتفهم فعلته وهالشيء يخرب عليها ويسد طريقها وهذا اللي هي ماتبيه ، يعيق طريقها وكُل مخططاتها بتروح هباءً منثوراً ، ولكن فسرتها أن ماودّه يقعد أمام أمه اللي تمثل البراءة ولا كأنها سوت شيء ، لكنها مستحيل تخليها تعيش بنعيم وحياة هنيّة وثرية تتجول بالملايين ولا كأنها السبب بجحيم حياتها ، لكنها هزت راسها بوعيد وتحدي وهي تناظرها تشوف الفرحة بعيونها ولو كان بيدها هالشيء علمتها الليلة أهل الباحة ، تنحنحت ميرال تناظر غازي اللي غضبان وناظرت أديب من جديد: تعال ياللوء نتكلم
وريد برجاء: تكفين ميرال خليه يتراجع
غازي بحده: محد خارج من البيت وإنتهى كلامي
أديب: أبوي أقولك بخرج بيتي وبستقر هـ
قاطعته غازي بغضب: جدار عندك أنا ؟ رجل كرسي ؟ ترمي كلامي بعرض الحايط
نطقوا العيال سوا: محشوم
غازي: محشوم وحشموني وكلامي قلته وإنتهى ولا أسمع أحد يتكلم فوق كلمتي ، تفهمون
هز راسه أديب: سّم
نجم وأدهم: أبشر
إبتسمت وريد براحة وناظرت مرام ميرال اللي يوضح عليها الغضب والكُره والحقد ورفعت حواجبها لثواني تجهل أسبابه لأن مثل ماتعرف هي مستحيل أم تكّره ولدها بدون سبب وحتى لو فيه أسباب بتسامحه لأن بالنهاية ولدها من لحمها ودمها ، لكن مرام تثيرها الدهشة من تصرفاتها تجاه أديب وحده تعاملها وقل كلامها وكيف هي أول الفرحانين من تركه للبيت وهالشيء مستحيل من تصرف أم ، عدلت أكتافها ميرال من نطق غازي: ما أسمع هالطاري أبدا أبي كُل عيالي حواليني لو طحت ترفعوني
مرام: إسم الله عليك
إبتسم نجم: ماتطيح وأنت الجرّاح غازي
ضحكت وريد تمسك ذراع غازي: وأبونا كلنا
إبتسم غازي يحاوط أكتافها وسندت راسها وريد على صدره وعقدت حجاجها ميرال تشد على شنطتها بإختناق من المشهد اللي أمامها ، أب محاوط كتوف بنته والقُبلة اللي زرعها بمنتصف جبين وريد وتسنيد راسها على صدره براحة والأمان اللي تشعر بحضن أبوها ، بلعت ريقها ميرال تصدّ بعيونها ورفعت ذراعها لعُنقها بإختناق ماتتحمل كُل هالحنية والأمان اللي قدرت تحسه بمجرد النظر فكيف
لو جربتها ؟ ، لفت تناظره وسكنت ملامحها من نظراته ويتأمل إختلاف حالها ويجهل أسبابه ، صدّت بعيونها ميرال من تجمع موج عيونها ومشت تخرج تتركهم تركب سيارتها
وعضت شفتها ماتبي تبكي وحركت تخرج من حوش غازي ، تنهد أديب ولف يناظر أدهم: خلهم يطلعون الشناط بغرفتي
هز راسه أدهم ورمش أديب يلتفت يناظر أمه اللي بفخذها نجم منسدح وبلع ريقه بحرقة صدره وصدّ بعيونه يترك البيت يركب سيارته يتوجه لمكانهم المُعتاد ..
'
تقدمت تنزل من سيارتها بثقل خطواتها وبلعت غصتها ترفع راسها للسماء بتعب وحرقة ، غمضت عيونها من طاح موج دموعها وأردفت بوجع: أهخ تعبت والله تعبت
زفر بتعب ومشى لحدها وغمض عيونه بقهر من كلمتها وتقدم لها بكامل جسده يمسك ذراعها: إتركي دامك تعبتي إتركي ميرال
فتحت عيونها ميرال تناظره وناظرها أديب يشوف جمود وجهها وبلل خدها وتقدم يحاوط كتوفها: تكفين إتركي اللي تسوينه هذا ماهو إنتي
بلعت ريقها ميرال من الضغط اللي تشعر به وهمست: لاتضغط عليّ تكفى
رفع صوته أديب يصرخ: بضغط عليك لأن هذا مو إنتي ميرال ، مو إنتي
بكت ميرال تناظره وعقد حجاجه أديب: مين إنتي ؟ وليه متلبسه كُل هالغرور والقوة
شبّت حريق صدرها ميرال من سؤاله تصرخ: أنا ميرال السرّاقة وسرقت من أهلك أنا ميرال اللي الكل يكرهونها وينادونها مجنونه أنا ميرال اللي تلاحق حق أمي وأبوي
أنا ميرال اللي أحارب الكل عشان اللي سرقوه
تنفس بقهر أديب: تأخذين حقوقكم من أهلي ؟ شذنبهم ، علميني شذنبهم ميرال شذنبي ؟
صرخت بوجهه ميرال: عشان أبوك غازي وهذا ذنبك
أديب بغضب: إنتي السبب بكل اللي يصير بيننا
رفعت صوتها ميرال بغضب: مو عاجبك ياولد غازي طلق أنا ماراح أتغير لأن هذي أنا ميرال ، محاولاتك بتروح عبث
تقدم منها أديب يناظر رمش هدبّها من قريب ينطق بهدوء: بحاولك ميرال بحاولك لأنك هذي مو إنتي مافي بني آدم يولد بكُل هالنيران والقساوة
ميرال: ولدت أنا
هز راسه بالنفى أديب: بحاولك وبكشف كلّ أوراقك ياميرال ، بحاولك لحد ما أنزع هالقناع منك
ناظرته بهدوء ميرال أديب: أنا تغاضيت عن كل أغلاطك وذنوبك رغم إني خاسر ، أنا خسرت كل شيء أحاولك ليه تدرين ؟
ماردت عليه ميرال تناظره بموج عُيونها ونطق بتعب أديب: إنتي أخر مابقى عندي أحاولك لأجل ما أخسرك ميرال
طاح موج عُيونها ميرال بوجه جامد من دفئء وهدوء صوته ونظراته الهادية مثله ، وكيف يبيّن حاجته لها ويعترف بخسارته لكُل شيء ، محاولاته لأجل مايخسرها ، تغاضى عن ذنوبها وكأن خطّاها بعيونه صواب لأجلها بس ، رُغم الأذى اللي لحقته بأهله ألا أنه باقي يبيها ، يبيها بكُل حواسه ويكشف أوراقها لأجل يفهمها ، ناظرته بسكون ميرال وهز راسه أديب ورفع نظره للضباب اللي تشكّل ورجع يناظرها من جديد يهمس: أبيك معي مثل ضباب الباحة الفصول تتغيّر والباحة مايفارقها ضبابها
ومشى يتركها على راحتها ، بكت بدون صوت ميرال تناظر رجفة كفوفها وبلل خدّها ، غمضت عُيونها تشد على كّفها من برد داهمها وفتحت عيونها تناظر ضباب الباحة وكلامه عن ضبابه وكيف باقي يبيها رُغم كُل الأذى والسوء اللي ضرّته ألا يبيها ..
'
نزلت بعبايتها ميرال وشنطتها بكّفها وصوت كعبها سابقها تنزل الدرج ومشت للصالة ورفعت حواجبها ميرال من جلوس مَره تتقهوى بوسط صالة غازي وتسولف وناظرت جلوس أديب معاهم بدون أخوانه ولفت من نطقت وريد: ميرال تعالي
ناظرها أديب وحكت حاجبها ميرال وضحكت وريد بصدمة: نفس أديب والله نفسه
ماردت عليها ميرال وما إنزاح نظره أديب عنها وضحكت وريد تخرج لنجم اللي ينتظرها وناظرتها مرام بغيض تصدّ بعيونها: ألا ياسمر ماتزوجتي ؟
إبتسمت سمر: ماجاء نصيب
مرام بابتسامة: كنت بقول نجم بس ماتناسبيه وكان ودّي فيك لي أديب تناسبيه بس نصيب
رفعت حواجبها ميرال اللي كانت تتفقد جوالها وتناظر مرام بحده وإبتسمت سمر بخجل وزفر أديب يوقف: بمشي دوامي
مرام بابتسامة: الشرع حلل أربع وأنا أمك
سكت أديب يناظر أمه بعدم تصديق من تصرفاتها وكيف مايتسوعب بأن هذي أمه ، شدّت على جوالها ميرال تخفي غضبها وإبتسمت بهدوء: أنا أسد مكانهم ياست مرام
تلاشت إبتسامتها مرام وبقبقت عيونها سمر بصدمة وعض شفته أديب يناظرها وتقدمت ميرال توقف أمام أديب اللي يناظرها وإبتسمت ميرال يظهر غمازاتها تحاوط ذراعه ولفت بنظرها تناظر مرام وسمر تنطق: شصار ياحماتي العزيزة مو كنت إختيارك
مرام: مع الأسف أسواء إختياراتي
ضحكت ميرال بعُلو صوتها وناظرت أديب اللي يناظرها ورفعت كّفها لخده: أنا أسد مكانهم ياولد غازي
ناظرها بهدوء أديب من نطقها لإسم أبوه وكيف هالشيء كُبر ذنبه بسبب أنه ولده وصدّ بعيونه أديب: فكوني منكم
إبتسمت ميرال تشدّ على ذراعه وتناظر سمر: سمور حياتي أتمنى ما أشوفك هنا ثاني
سمر: بيتك هو وأنا ما أعرف جيت بيت خالتي
ضحكت ميرال: طيب عشانه بيت خالتك
مرام: معليك منها تعالي إنتي البيت بيتك
رفعت كتفها ميرال: والله راجع لك بس أتمنى ماتشوفين جانبي الثاني
أديب بهمس: ماهي أديب لأجل تتحمل جنونك
ضحكت ميرال تلف تناظره وإبتسم أديب يرفع ذراعه لظهرها وناظرت سمر: لا سموره حياتي مابفرط فيها
وقفت سمر بحده: وش هالحقارة لا صدق ماتربيتي إنتي جيبي أمك ولا أبوك من قبرهم يربوك من جديد
عضت شفتها مرام تبتسم وناظر سمر بحده أديب لأنها لامحالة بتموت على يدينها ولفت ميرال لـ أديب: سمعت أنت ؟
عض شفته أديب يترجاها: تكفين ميرال تكفين
ميرال بهدوء: أبعد عني ياولد غازي أبعد
ناظرها أديب بترجي وبعدت ذراعه غصب ميرال تحط شنطتها بحضنه ومشت ناحية سمر تصرخ: عيدي ياست سمر عيدي ماسمعت
بلعت ريقها سمر من دفعت الطاولة تطيح الفناجين والدلة وصرخت بألم من مسكتها ميرال من شعرها وفزت مرام تصرخ: وخري عنها
دفعتها ميرال وطاحت بالكنبة مرام وتخصر أديب يبلل شفايفه يراقبهم بهدوء ، شدّت على شعرها بقوة ميرال تناظرها بحده: ماتربيت أجل أنا أربيك شلون تتكلمين كذا
دفعتها سمر بمحاولة النجاة وشدّت على شعرها أكثر ميرال تناظرها بحده ويحلف يمين أديب أنه يشّم حريق صدرها وهو بعيد عنها ولفت على صرخه مرام: أديب سو شيء لاتذبحها
مارد عليها أديب يناظر ميرال وشرارة عيونها تسبقها تهمس: أنا أهلي ماينذكر ألا بالرحمة والسلامة تفهمين
ناظرتها بحده سمر: تحسبين إنتي وحدك بهالقوة ؟
رفعت حواجبها ميرال تناظرها: والله
تركت شعرها ميرال تمسك فكها بحده: أنا وحدي أمحي سلالتكم
دفعتها ميرال تطيح بالأرض وتقدمت تأخذ فنجان قهوتها ترميها عليها تتناثر لقطع وصرخت بوجع سمر من زجاجة خدش خدها وإنحنت ميرال تبتسم تناظرها: خافي مني ومن شري ياسموره حياتي
وقفت ميرال تبتعد عنها تنفض كفوفها وناظرت مرام اللي تناظرها بصدمة وإبتسمت تمشي ناحية أديب اللي يناظرها بهدوء وتقدمت تأخذ شنطتها من حضنه ومشت تخرج تاركتهم ، زفر أديب يناظرهم لثواني وهز راسه بأسف ومشى يخرج خلفها ، يشوفها متكية على سيارته وتقدم لها أديب: إنتي من أي طين مخلوقة ؟
إبتسمت ميرال: نار نار
ميّل شفايفه أديب يبتسم ينحني يحط بكفوفه حوالينها يحشرها وناظر عُيونها يهمس: هالمرة ريحة النار غير يعني كان حلوه
رفعت حواجبها ميرال تبتسم: والله أرجع أكفخها عادي
رفع أنامله أديب يبعد خصلاتها: تفهمين لكنك تستعبطين يابنت رماح وهالشيء مايعجبني
ميّلت شفايفها ميرال ترفع ذراعها تحاوط عُنقه وتناظر عُيونه وناظر عُيونها أديب وهمست ميرال: فاهمك يازوجي فاهمك بس ما أنصحك بهالنار
أديب: تطعنين ولا تقتلين ؟
ميرال: دامني نار وش تتوقع !
إبتسم إبتسامة جانبية أديب: تحرقين
ضحكت ميرال تبعد شعره عن جبينه تردف: تعجبني ياخي
دفعته من صدره بخفة ميرال ومشت تفتح الباب وقبل تركب: لاتنسى تقهوني بعد كُل أكشن نعيشه
عض شفته أديب يشوفها تركب وبعثر شعره ومشى يركب يمينها وشغل سيارته يحرك يخرج من المواقف يتوسط الطريق ، تقدم أديب يفتح الشاشة يفتح إحدى الأغاني لراشد الماجد وسكنت ملامحها ميرال من نطق راشد: ليه نفسك تنسى نفسك وليه أمسك ماهو أمسك !.
تكفى إصحى هذا إنت اللي أبيه وراضي بأخطائه وأحبه !.
التفت بنظرها تناظره وكأنه قاصد يشغل هالأغنية لأجل يصحيها وتستوعب وصدّت بعيونها: حتى بعيوبه أحبه وكل كلي يموت فيك أنت وشعندك مع هذي المراية !.
والتفتت لها أديب: حتى راشد يقولها
ماردت عليه ميرال تناظر الطريق ولف أديب يشد على الدركسون وهو يسوق: خلنا من هالمرايه ولانطول هالحكايه ودوك يدي وغمض عيوني وخبيني !.
شدت على كّفها بربكة ميرال: كل أمان الدنيا فيني وأنت لاتترك حنيني وعيش وموت أرجوك فيني !.
ولاتغيب ألا بعيني وبوس دمعي ولاتقول الطعم ملح
قول شكلك وأنت تبكي كله ملح !.
شدّت على كفوفها بربكة ميرال ولفت من وقف سيارته عند ثرو درايف يطلب قهوتين وأخذت نفس بضغط من ناحيتة ميرال وناظرت جوالها وعقدت حجاجها بغرابه وضيق هي تعرف بكره يوم ميلادها الـ ٢٦ لكن بالنسبة لها مثلها مثل يوم عادية لأنها أخر شمعة ميلاد طفتها بعمر الـ ١٣ سنة قبل وفاة أبوها ودخول أمها المستشفى بلعت ريقها بإختناق وضيقة ونار صدرها تكويها ، لفت تنتبه له تأخذ قهوتها وعقد حجاجه أديب من إختلاف وغرابة حالها بدقايق ، تنهد بتعب من ميرال ونار ميرال وغرابة ميرال وقوة ميرال وغرور ميرال ، يتنهد بتعب وغرابة من وضعهم ..
'
شربت من قهوتها ميرال تناظر ميار اللي بجانبها أدهم وناظرت أمواج اللي هاديه بشكل مو معقول وريان الهادي مثلها ووريد بالكنبة المنفردة وإعتدلت بجلستها ميرال: ممكن أعرف ليه جمعتينا ميار ؟
ميّلت شفايفها ميار تهمس لـ أدهم: لو قلتها مابيصير مفاجأة
أدهم: صرفيها إنتي وأنا أكلمهم
هزت راسها ميار توقف تناظر ميرال: تعالي ميرال أبيك
تركت كوب قهوتها ميرال وناظرت أديب اللي هادي وأخذت نفس ومشت تتوجه للمطبخ وتقدمت تجلس أمامها: فيه شيء ؟
جلست ميار بجانبها: بكره يوم ميلاد أمواج
ميّلت شفايفها ميرال من تذكرت يوم ميلادها بكره وصدّت بعيونها: مافيه مشكله حياتي هي تستاهل
هزت راسها ميار: سالفة بندر وقت رحتي
ضحكت ميرال من تذكرت فعلتها وناظرتها ميار بصدمة: أكيد سويتي شيء
عضت شفتها ميرال: غرست السكين
شهقت بذهول ميار: فين ؟
ضحكت ميرال تأشر على كّفها ومسكت راسها ميار: بيده
هزت راسها ميرال: بوسطها
ميار: يعني فاتني
ميرال: وبقوة واليوم بعد يعني يا أختي الأكشن مابيفارق حياتنا
ميار: هالمرة قولي مرام
ضحكت ميرال: بنت أخوها
ميار بحماس: تعلميني الحيين
ميّلت شفايفها ميرال تناظرها وضحكت ميار تضربها من حركاتها وعدّلت جلستها ميرال تعلمها ، تقدم أدهم يناظرهم: إسمعوا زين
تعدل بجلسته ريان وعدّلت أكتافها أمواج تناظره ومشت تجلس وريد بجانب أدهم وناظره أديب ونطق أدهم: بكره يوم ميلاد زوجة أخوي
تعدل بجلسته أديب يعقد حجاجه وناظره أدهم بتعجب: عجيب والله
أديب: دهمي لاترواغ
أدهم: المهم وميار قررت تفاجأها
شهقت وريد بحماس: يعني فيه بارتي
إبتسمت أمواج: لازم البارتي يكون كبير
إبتسم ريان يناظر أديب: حنا بنجهز والباقي عليك
نفث سيجارته أديب: الحفلة ببيتنا جهزوا هناك
وريد: حماااس ديبو
إبتسم أديب وطفى سيجارته يطلع بوكه وطلع كرت العايلة يقرأ إسمها وعقد حجاجه من اليوم اللي ولدت فيه ، يونيو
تنهد من ميرال ورجع بوكه لجيبه يولع سيجارة أخرى ويستمع لهم بصمت ..
'
طاحت دمعتها على الصورة اللي حاضنتها كّفوفها ومدّت أناملها لوجه ميرال تهمس: كل عام وإنتي بخير يعيون جوري
بكت بدون صوت جوري تناظر الصورة اللي كان عايلتهم الصغيرة رماح وبحضنه ميرال وجوري بجانبه بحضنها ميار ورماح محاوط كتوفها ومبتسم يناظرها وهالصورة كان قبل وفاته بشهرين ، قلبت الصورة تأخذ نفس ولفت من شعرت بدخوله وإبتسم ريان يتقدم يجلس أمامها ويمسك كّفها: أمي تبكين ؟
جوري: كيف ما أبكي وأنا عاجزة أظهر قدامهم
تنهد ريان يسكت وتقدم يحضنها: الحفلة ببيتهم إذا ودك تجين
جوري: كيف أجي ؟
إبتعد عنها ريان يبتسم: بالخفاء زي عرسي
ضربت جبينها جوري: كيف راح من بالي كويس ذكرتني
ضحك ريان وتقدم يبوس جبينها يوقف مبتعد: أرسلك الموقع بالوقت
هزت راسها جوري وهي مبتسمة: أستودعك الله
هز راسه ريان ومشى يخرج من غرفتها تاركتها وإبتسمت بهدوء جوري تناظر الصورة من جديد ورفعتها لثغرها تبوسهم ..
'
صوت الأغاني كانت أعلى من أصواتهم مستمتعين بالتجهيزات لحفلة ميرال ، علقوا البالونات بالحوش اللي تتراوح مابين الأبيض والبني والأشرطة الذهبية منسدل نهاية البالونة ، حلاوة التنسيق اللي يظهر لمساتهم وكأن ميرال اللي نسقتها ، الطاولة اللي ىغطى بالفرشة الأبيض ويتوسطه الكيكة والتوزيعات والمشروبات ، إبتعدت وريد بضحكة: التنسيق خيّال
تخصرت أمواج بجانبها: رهيب يابنتي
تقدمت ميار بجانب وريد: ماشآءالله تسلم أيادينا
أمواج: يلا مشينا نجهز
هزت راسها وريد وميار ومشوا يطلعون للغرفة اللي فيه أغراضهم وفساتينهم ، بالطرف الآخر من بيت غازي بغرفتهم قفلت الروج ميرال تطبق شفتها بخفة وإبتسمت بهدوء ومشت للمرايا الطويلة تناظر فستانها البُني ، بدون أكمام ماسك لحد خصرها يبرزها بحلاوة ومن بعدها ينفش بنفشات خفيفة ومع فتحة لنص الساق والعقد اللي يعانق عُنقها الغزال وأخراصها الطويل لحد كعبها الأبيض ، كانت فتنة رغم فتنتها وجمالها الآخاذه يظهر وفعلاً فتاة الميلاد اللي بكامل أناقتها وأنوثتها الطاغية تبهرهم بكُل تفصيل من تفاصيلها ، تعطي فخامة وجمال مابعدها فخامة وجمال ، وفعلاً هالمرة تظهر بمعنى إسمها ، الظبي
فتح الباب أديب يدخل وطاح عيونه على الملاك اللي أمام المرايا تنحنح يقفل الباب ومشى ناحية التسريحة يعدّل شماغه ينسف نسفته وسحب عطره يبخ منه وأخذ العود يطيب منه يحط خلف إذانيه وأماكن النبض ، التفت لها يشوفها تتأمل نفسها وإبتسم بخفوت ومشى يوقف خلفها
يحاوط خصرها وإرتبكت ميرال تناظر إنعكاسهم بالمرايا وسكنت كُل حواسها من قبّل كتفها بكُل هدوئه ، بلعت ريقها ميرال ترتبك من قربه وكُل شيء يخصه ، بعدت ذراعيه عن خصرها تحررها تبتعد عنه ومشت تلبس عبايتها تتحجب: نمشي ؟
أخذ نفس أديب يهز راسه وأخذت جوالها وشنطتها ميرال ومشوا ينزلون سوا وناظرت مرام وغازي اللي وقفوا من لمحوهم وصدّت بعيونها مباشرة من نطق أديب: مشينا أبوي
هز راسه غازي يوقف ووقفت مرام ومشوا أديب وميرال قبلهم تركب بسيارته يساره وأديب يمينها وغازي ومرام مع السواق وحرك أديب يخرج وخلفه سيارة السواق ..
'
تقدمت تنزل قبله وقفل سيارته أديب ينزل خلفها وخلفهم غازي ومرام ونطق: تعالوا
مشى أديب وخلفهم غازي ومرام وناظرها يشوفها عاقدة حجاجها من الظلام والهدوء اللي سكن البيت ولفت تناظره: ليه مقفلين الأنـ
قاطع كلامها من إنفتح الأنوار وتعالت صراخهم وإشتغل أغنية الميلاد وعقدت حجاجها بغرابه ميرال تناظر الباولين الممزوجة باللونين الأبيض والبُني والطاولة الكبيرة اللي يتوسطه الكيكة والشمعة المُرقمة -٢٦- تشعر بغربة هالأشياء اللي من سنين طويلة كان منقطعه ، أخر ميلاد إحتفلتها بعمر الـ ١٣ مع أبوها وأمها وميار بسعاده وحُب ومن بعدها تغيّر كُل شيء بحياتها ، من بعدها كبرت وذاقت كُل أنواع القساوة والمرارة من عمّها ومن الدنيا ، من بعدها هي ماعادها ميرال الطفلة الصغيرة ، سلبوا منها كُل شيء وغيروها ماتعرف غير القسوة والمُر ، إستوعبت وجودها بينهم وبثواني تجمع شريط حياتها اللي عاشته من لحظة فقط ، من عيد ميلادها فقط مرت بكُل شريط حياتها ، شدّت على كّفها ميرال بإختناق وضغط وناظرها أديب وهمس: ميرال
ناظرته ميرال بتعب: ليه تسوي كذا ؟
سكت أديب يناظرها يتأمل تبدل حالها وكأنه فعلاً لمس نقطه من نقاط ضعفها ولفت ميرال من منادة ميار: ميرال
تجمعت دموعها ميرال وتقدمت ميار بدموعها وحضنتها ميرال تهمس بتعب: ليه ليه ترجعوني لنفس النقطة ؟
شدت على ظهرها ميار: أدري تتعورين من هالشيء لأجل كذا عفتي كُل ميلادك بس هالمرة ماقويت
تنهدت ميرال تبتعد عنها ورمشت لها ميار تطمنها وأخذت نفس ميرال تناظر وريد اللي تقدمت لها ببالونات وإبتسمت ميرال تأخذها وناظرت ريان اللي مبتسم: تعالي يعيوني تعالي نحتفل فيك
إبتسمت بهدوء ميرال ومشت ناحيته ومشى أدهم ونجم يخرجون وفصخت عبايتها وحجابها ميرال يظهر فستانها البُني وتقدمت توقف أمام الكيكة وبلعت ريقها تشدّ على فستانها ميرال وناظرها أديب يبتسم من بدوأ يعدّون العد التنازلي: ثلاثة إثنين واحد
إنحنت ميرال تنفخ على الشموع وصفرّ نجم وصفق أدهم من خلف الباب وتعالت التصفيق بحماس ، إبتسمت بين دموعها تناظرها من بعيد تناظر مشيتها الشامخة وغرورها اللي هي لمسته بمجرد ما شافتها والأكيد من لحمها ودمها
تتأمل ببنتها اللي ما عادها ميرال اللي تركتها بعمر الـ ١٣ ، تغيرت بنتها وكبرت واليوم تحضر ميلادها الـ ٢٦ ، ياما تمنت تكون معاها بهاليوم الكبير تحضنها وتأخذ ريحتها لكن الظروف أقوى من أنها تظهر قدامها ، بكت بدون صوت جوري بتعب وشوق لعيالها ولهفة تسبقها ، مسحت دموعها تراقبها من بعيد لبعيد بهدوء وتأمل ، تقدمت ميار تحضنها: كل عام وإنتي بخير
إبتسمت ميرال وتقدمت وريد وهي مبتسمة تحضنها: كل سنة وإنتي طيبه
هزت راسها ميرال: وأنتم طيبين
ناظرت غازي اللي تقدم منها مبتسم ورفع كّفه على كتفها: عساها سنة طيبة عليك
ناظرته بجمود ميرال تشعر بكّفه على كتفها العارية وإبتسامته وصدّت بعيونها تهز راسها وهز راسه غازي يبتعد عنها ونطقت مرام من مكانها: كل عام وإنتي بخير
إبتسمت ميرال تناظرها: بوجودك
رمقتها مرام تصدّ بعيونها والتفتت من تقدم أديب يمسك كّفها وتقدم يبوس جبينها وإبتسمت ميرال من شعرت بنظراتهم وتشعر بكّفه الدافي بكّفها ورفع نظره أديب لوريد وضحكت وريد تغمز له وإبتسم يناظرها من جديد: أهدي هالأغنية لزوجتي العزيزة
ناظرته ميرال وهي مبتسمة تسمع بداية الموسيقى وإبتسمت بوسع ثغرها من غنى راشد الماجد: كيف أوصفك وإنتي القصايد والإحساس ، وعيونك أعذب من خيالي وكلامه !.
ضحكت ميرال تناظر إبتسامتهم وتصفيقهم وناظرت أديب اللي واقف بجانبها ويناظرها مبتسم وشدّت على كّفه ميرال من راشد اللي يغني: وإنتي اللي قدرك لو بالأبعاد ينقاس ، شوفي السما وإختاري أبعد غمامة !.
إبتسمت ميرال يظهر غمازاتها تناظره: الألبوم الجديد
هز راسه أديب يناظرهم وهو مبتسم وناظرته ميرال من غنى: أحبك ومن مايحبك في هالناس ، وإنتي اللي ذوقك ذوق وحسنك علامة !.
سكنت ملامحها ميرال تفهم بقصده وصدّت بعيونها تبتسم لوريد اللي تصفق وتغنى: تعكس أناقة روحك بقلب الإحساس ، وتعطي فخامة مابعدها فخامة !.
ضحكت من رفعت صوتها وريد: مابعدك فخامة ميلو
لفت ميرال تناظره وهي مبتسمة ورفع كّفها اللي بكّفه أديب يغني: إنتي وأنا روح وتكملها الأنفاس ، وما حد يفرقنا ليوم القيامة !.
ناظرته ميرال بهدوء كيف مبتسم ويداريها رُغم أنه يعرف هالشيء لمس داخلها وناظر عُيونها أديب يبتسم: دوري
إبتسمت ميرال تمسك فستانها ورفع كّفها بكّفه أديب يدوّرها ودارت ميرال بفستانها وتعالت الصراخ من حركة أديب يغني: يالجوهرة وياتاج من عالي الراس ماينزل إلا وفي خفوقي مقامه !.
ميرال: ما أنزل من عالي الراس
أديب: توها تشتغل الغرور عندك
ماردت عليه ميرال تسمع راشد الماجد ويغني أديب معاه: لك ضحكة تمسح على الهم والباس ، لاشفتها ترسم في قلبي إبتسامة !.
ولفت ميرال تضحك من تغني ميار: وأقرا عليها من تبارك إلى الناس
رفعت كفوفها ميار وميّلت راسها ميرال مبتسمة وغنت ميار: وأحصنك بآيات ربي وكلامه !.
ومسكت فستانها ميرال تميل بأكتافها وشدّ على كّفها أديب يراقصها ويدندن: وجهك حبيبي وما بعد قلبك إحساس ، وشوفك سعود أيام عمري ومرامه ، إن جيتي شفت ترابك بعيني ألماس ، وإن غبتي وش يملا غلاك ومقامه !.
ناظرته ميرال: أيام عمري وميراله
إبتسم أديب من غيّرت الكلمة وهز راسه: ميرالي
ميّلت شفايفها ميرال من ياء التملك اللي نطق فيه وصدّت من نطقت وريد: إقطعي الكيك ميرال
إبتسمت ميرال تمسك السكين وسكنت ملامحها من نقص أهلها وعدم وجود أمها وأبوها حوالينها وبلعت ريقها تشدّ على السكين وعقد حجاجه أديب من سكونها ومدّ كّفه فوق كّفها يشعر برجفتها ورفعت راسها ميرال تناظره ورمش لها أديب يطمنها ونزلت راسها تناظر بكّفه اللي سندها فوق كّفها يقطعون الكيكة سوا وفزت تناظر السماء من تلون بالألعاب النارية وتعالت الأصوات بالصراخ والتصفيق
وتركت السكين ميرال تبلع ريقها ما تتحمل تختنق من يعيد عليها كُل شيء من جديد ، ماودّها تبكي تخفي غصتها تشدّ على فستانها تنتظر نهاية اليوم ، ناظرتهم يقطعون الكيك ويوزعونها عليهم ولفت تناظر الهدايات الكثيرة والغالية وبوكيات الورود اللي بجانب الإيطار وتنهدت بتعب وصدّت بعيونها تناظرهم ، عضت شفتها جوري اللي شهدت كُل شيء بينهم من رفع كّفه غازي لكتف بنتها ونظراتها له لحد أديب اللي تغيرت نظرته له من بعد مساندته ومدارته لبنتها رُغم الغربة والإختناق اللي شعرت فيه مثلها ، خافت من ولد غازي بأنه يأذي بنتها ويعيشها بعذاب مثل أبوه لكن أدهشتها من معاملته وحنيته مع ميرال اللي ماتوقعته ، مسحت دموعها جوري وأخذت نفس تغادر بهدوء ولا كأن أحد واقف وراقبهم ..
'
بدلت ملابسها تلبس من تيشيرتاته باللون الأسود من كان بجامتها كلها بسلة الغسيل ورفعت شعرها ميرال ومشت تنزل للأسفل تناظره منسدح بثوبه بالكنبة وشماغه وعقاله فوق بطنه ولف أديب يناظرها لابسه تيشرته الأسود اللي يوصل لنص فخذها ونازل عن كتفها الأسر من كُبر مقاسه
وخفى إبتسامته ومشت ميرال للمطبخ تسوي لها قهوة ، خرجت وبيدها كوبين من القهوة ومشت تشوفه بدل ملابسه لشورت وتيشيرت وتقدمت تمد له الكوب ورفع راسه أديب يناظرها وأخذ كوبه من كّفها وتقدمت تجلس بجانبه تتربع بوسط الكنبة تشرب من قهوتها: الحفلة مو كان لزوجة أخوي كيف صار لي ؟
تكى بذراعه أديب يشرب من قهوته: أختك خططت وحنا نفذنها
ناظرته ميرال وناظرها أديب: أثر عليك ؟ مسكت نقطة من نقاط ضعفك غير أخوانك
صدت بعيونها ميرال تشرب من قهوتها تهمس: دراي عن أمك ليه ساكت ؟ بندر قالك كل شيء
عقد حجاجه أديب بغضب: كيف عرفتي ؟ ناديه كلب مو إسمه
إبتسمت ميرال: أعصابك
أديب: لاتستفزيني ميرال بهالإبتسامات
تكت بذراعها ميرال تشوف غضبه ونطقه لإسمها وتنفس من غضبه أديب يناظرها وإبتسمت ميرال: ماعرفتني بعد ياولد غازي تحسب ما باخذ حقي
رفع حواجبه أديب: وش سويتي !
ضحكت ميرال يظهر غمازاتها وتقدمت تنحني براسها تناظره وناظرها أديب من قريب وهمست: طعنته
جمد وجهه أديب ونفت مباشرة ميرال من حست بتفكيره: لا لا ما أقتل أنا بس جرحته بوسط كّفه
ناظرها بقهر أديب: جنونك هذا بودينا ستين داهيه
ميّلت شفايفها ميرال: حتى لو يودينا ستين داهيه تهقى ما أخذ حقي
هز راسه أديب يشرب من قهوته: بوقف معاك هالمرة
شربت من قهوتها ميرال والريح اللي يدخل من البلكونة عليهم وناظرها أديب: أثر عليك ؟ صحى ضميرك ؟
إبتسمت ميرال: ليه يأثر عليّ تراها ميلاد وترا ضميري صاحي من زمان
شرب قهوته أديب: شفنا الصاحي
رفعت حواجبها ميرال تناظره وتشرب قهوتها: ما تكلمها ؟
مارد عليها أديب يناظر الفراغ لأنه حرفياً مايعرف وش يسوي بموضوع أمه ومالت براسها ميرال تشوفه ساهي ورفعت كّفها أمام وجهه: ياهو أنا هنا
ناظرها أديب ورفع كتفه بعدم معرفه والتفتت له بكامل جسدها ميرال: كلمها أديب
رفع عيونه أديب: وش أقولها وش أبدا !
ناظرت عُيونه ميرال ورفعت كّفها لصدره ، قلبه وناظر عُيونها أديب وهمست: طلع اللي هنا ، لاتنحرق وأنت قادر بالعتاب والسؤال ، لاتصير ميرال
مسك كّفها أديب اللي بصدره وهو يناظر عيونها يهمس: يمكن لو صرت ميرال أعرفك ، أعرف من وين هالنار
سكتت ميرال تناظر عيونه يتبادلون النظرات وهو ماسك كّفها تشعر بدقات قلبه وبلعت ريقها بربكة وهزت راسها بالنفي ميرال تسحب كّفها من كّفه تردف: ماراح تعرف بيضرك هالنار
أديب: وإن قلت أبي الضرر
ميرال: إبدا من أمك
ناظرها أديب وناظرته ميرال تشرب قهوتها وتنهد أديب يشرب من قهوته ..
'
مشى يدخل وهي خلفه بصوت كعبها مشت ميرال وتقدمت توقف بجانبه تشوفهم حول الطاولة يفطرون ، حك شاربه أديب: صباح الخير
هز راسه غازي ياكل ونطق البقية: صباح النور
إبتسم نجم يناظر ميرال: فتاة الميلاد
لف أدهم بذهول على نجم وعض شفته أديب وضحكت وريد: نجم !
إبتسمت ميرال: فتاة الميلاد تسلم عليك
ضحك نجم وناظر أدهم اللي ماسك الشوكة بفمه ويناظره بذهول ونطق: إبلع إبلع شفيك
بلع لقمته أدهم ولف يناظر غازي: أبوي متاكد ذا ثلاثيني
مرام: وشايب بعد
نجم: مقبولة منك يا أم النجم
سكت أديب يناظر مرام اللي تضحك وتتكلم بشكل طبيعي بس معاه كُل تصرفاتها تتبدل للبرود وقلة الكلام لف من شعر بكّفها على كتفه ناظرته ميرال ترمش له تطمنه وهز راسه أديب يلتفت: أمي
رفعت عيونها مرام وناظره غازي ونطق أديب: بتكلم معك
ناظرته مرام ولفت بنظرها تناظر ميرال اللي متكتفة وتناظرها وهزت راسها مرام: عندي أشغال اليوم
أديب: أجليها لوقت ثاني
مرام: تمشيني أنت
عقد حجاجه أديب وتنحنح غازي: أمك مشغولة اليوم
وريد: كلنا مشغولين مو بس أمي
رفعت حواجبها ميرال: وش هالأشغال ؟
حك حاجبه أدهم: حددنا زواجنا بعد أسبوعين
عقدت حجاجها ميرال وناظرهم أديب وهو ساكت يناظر مرام ونطقت ميرال: وليه ماعندي خبر ؟
إرتبك أدهم: تونا أمس حددناه
ناظرته ميرال وبلع ريقه أدهم وهزت راسها ميرال ولفت من نطقت وريد: تجين معانا ميرال تشوفين الفساتين
ناظرت مرام ميرال ورجعت تناظر وريد: لا بحل أموري
وريد: أوكيه
غازي: وش صار بموضوع المستشفى أديب ؟
تنهد أديب: مالقينا شيء للآن بس فيه طرف خيط
عقدت حجاجها ميرال تناظره ولف نجم وأدهم وناظرته وريد ومرام ونطق غازي: وشو ؟
أديب: الكاميرات كلها متعطله بس حق الباب الخلفي كان يشتغل فتحناه لقينا شخص متلثم بالكامل مايبان إلا عيونه كان خارج
أدهم: مشتبه
هز راسه أديب: ومابنقفل لحد ما نلاقيه
هز راسه غازي: بلغني إن صار جديد
أديب: أبشر
هز راسه أديب يناظر مرام وبلع ريقه ومشى يطلع غرفتهم وتنهدت ميرال ومشت تطلع خلفه ، تقدمت تقفل الباب وتركت شنطتها بالكنبة وفصخت عبايتها ومشت تعلقها
وعقدت حجاجها تناظر الفراغ وهي ساهية ولفت بنظرها تشوف أديب اللي جالس بالسرير وساهي يتأمل بالفراغ وتقدمت ميرال تجلس بجانبه: أديب
مارد عليها أديب يناظر الفراغ ويهوجس ومسكت وجهه تلفها ناحيتها: تهوجس بوشو ؟
ناظرها بتعب أديب: ليه دخلتي حياتي ؟ شتبين مننا ؟
ميرال: تعبت صح حذرتك أنا ماتدخل هالنار
عقد حجاجه بغربه أديب: ليه تعاملني كذا ؟ سويت غلط لها وما أدري ؟ تضحك وتسولف مع أخواني بس معاي بارده ولا كأني ولدها ليه ليه ؟
نزلت عيونها ميرال من مرام وطاريها تمسك كّفه ورفعت عيونها تناظره: تدري أنت البريئ والمتأذي بهالقصة
سكت أديب بتعب يناظرها وشد على كّفها أديب ونطقت ميرال بتعب: ترتاح ؟
تنهد أديب وتقدم ينسدح بظهره ووقفت ميرال وهو ماسك كّفها وناظرت كّفها بكّفه وناظرها أديب بتعب يهمس: تكونين بجنبي ؟
مليّت راسها بتعب ميرال وتقدمت تنسدح من إبتعد لها مكان وتكت بذراعها ميرال تشوف راسه بحضنها وشاد على كّفها وناظرته تشوفه مستريح براحه بحضنها وكأنه لقي أمانه وحنانه وأخذت نفس تخلل أناملها بشعره وتناظر البلكونة من مكانها والريّح الباردة اللي يدخل عليهم
وأرخت راسها على جبينه بهدوء وتناظر بكّفوفهم سوا ..
'
عقدت حجاجها بإنزعاج وتعرق جبينها وعُنقها تمكن منها من كوابيسها اللي مايفارقها من صُغرها من عذاب وقسوة غازي اللي عيشهم فيه من ضرب وحرمان وظلم فزت بخوف ورعب ميرال تتحسس عُنقها وفز أديب اللي كان بجانبها منشغل بلابتوبه ولف يناظرها بقلق يشوف خوفها وتعرقها والتفتت يسكب لها الماء في الكوب ولف يرفعها لثغرها يشربها لها وبعدت الكوب ميرال بعد شربها وترك الكوب أديب يتفقدها بعيونه يهمس: إهدي كابوس ، كابوس
بلعت ريقها ميرال تناظره بموج عُيونها وتقدم أديب يرفع ذراعيه حوالينها يضمّها لصدره يمسح على شعرها وظهرها بهدوء ، تمسكت بتيشرته ميرال بوجه جامد ودموع عالقه بمحاجرها وباس جبينها أديب بهدوء يهمس: ماصار شيء يا أبوي
طاح موج عُيونها بوجه حزين وتعب وكلمته -أبوي- اللي أثر عليها ، فقدت هالكلمه من سنين طويلة حرموها ، حرموها من هالكلمه اللي الأساس تسمعه دايم لكن ماخلوها تتهنى فيه براحة وسعادة ، تعذبت تعذبت لحد ماطلعوا روحها وردّوها ألف مليون مره لدرجة نست معنى الأمان ، ذاقت أبشع القسوة والظلم والعذاب من عمّها اللي طالما كانت ظنته بأنه مأمان وسند وعزوة يحميها من شرّ وأذى لكن صار العكس ، ماتعرف معنى الحنيّة من قوة اللي ذاقتها وإنسلبت من صدرها ، تعلمت تدافع وتحمي نفسها بنفسها لدرجة كبرت بسن المفروض تعيش فيها طفولتها كأي طفل ، تعيش مراهقتها بطيش ولا تأخذ الدنيا بمحمل الجد ، ماتهنت ماتهنت ميرال لا بصغرها ولا بمراهقتها ولا بشبابها ولا كأن بعُمرها تتهنى ، تطيح موج عُيونها تنهمر بغزازة بوجه جامد وعقدت حجاجها تبتعد عنه جزئياً تناظر عُيونه: ماعمري أطيح أنا ما أطيح
سكن عُيونه يناظر موج عُيونها يسمعها وكملت ميرال: دايم أسوي اللي براسي ماتهمني فين يوديني
سكت أديب بهدوء يناظرها وإبتسمت ميرال بين موج عُيونها تكمل: ذقت أبشع العذاب والقسوة والظلم لحد ما هالشيء إنزرع فيني ولا عاد أعرف للأمان والحنية لين ما هدّني حضن منك
ناظرها أديب يتأمل عُيونها يهمس: تبين حضني ! هذا يريحك؟
شدت على تيشيرته ميرال: دايم أدافع وأحمي نفسي بنفسي كبرت بوقت المفروض أعيش فيه
أديب: مين ذا مين علميني أروح أحرق دنياه
سكتت ميرال تناظره وناظرها بتعب أديب: تكفين مين تعبت من الأسئلة اللي بدون أجوبة علميني
عقدت حجاجها ميرال: ما أعرفك ؟
عقد حجاجه أديب: ماتعرفيني ! أنا أحاولك أحاولك رغم اللي تسويه أنا ما أشوفك ألا إنك أنقى وأطهر من أشوفك
لأني أعرف هذا ماهو إنتي إنتي بس سلكتي درب غلط بوقت غلط إنتي خطاك بعيوني صواب ميرال
بلعت ريقها ميرال من نطق إسمها ونزلت راسها بتعب تغمض عُيونها من اللي تعيشه وحدها ومحاولة أديب لها رغم جهله بماضيها وستر خطاويها وهمست: مالك ذنب مالك ذنب باللي تعيشه
مسك وجهها بكفوفه الثنتين أديب يناظر عُيونها: أنا أبي أنحرق وأبي الذنب بس علميني والله لو تبين أحارب معاك أنا جاهز أعلن الحرب ما أشكيك لو تعبت ولو جرحت
ميرال: وهذا خوفي تنحرق وحنا نار ما نقدر نطفيه
أديب: نصير نارين نحرقهم والله معاك ومستعد
ناظرت إصراريته وصملته بعيونه وبلعت ريقها ماعندها إجابه تعطيه وهالشيء يزيد من حيرة وتفكيره عقله ينفجر ، لأنه بالنهاية بيتضرر منها لو عرف بأن ماضيها غازي ومرام ، أبوه وأمه ، وهذا خوفها ينحرق ولا عاد تقدر تطفي ناره وتكون سبب ناره ، ماتنكر هي فعلاً نار تكوي صدرها تراكض عشان تأخذ حقها وحق أبوها المرحوم وأمها اللي راقده بين الأجهزة وحق أختها البريئة ، سحبت كفوفها تحرر تيشيرته تبتعد عنه وسحبت ووشاحها تحت نظراته ومشت تتوجه للبلكونة وتأفف أديب بتعب من حالهم وهي السبب بوضعهم وصدّ يسحب لابتوبه يرجع ينشغل بأشغاله ..
'
جلست تناظر اللي جالس أمامها ينتظرها تآمر وميّلت شفايفها مرام: صح مامات ولد جوري بس أتمنى تنجح بذا
ناظرها بهدوء: أعطيني التفاصيل والموعد
مرام: ضروري نهرب بندر بكره وتجيبه بالموقع اللي برسلك فيه أكيد يدور زلة ويكشفني للضابط ، تقتله بس التهمة على بنت رماح
إبتسم بسخريه: قاتله
ضحكت مرام: بالضبط وبنت رماح عليّ أنت عليك تنفذ
هز راسه: وضع التهريب بيأخذ وقت بس بحلها
مرام: ما عندي شك بتحلها أكيد
هز راسه يناظرها: وفلوسي متى أخذها ؟
مرام: أكيد بعد ماتنفذ شغلتك بس كضمان بحول لك عشر الآف والمليون يجيك أول ماتنفذ
ضحك يرجع جسده للخلف: طيب أرسلي لي المكان بدري
مرام: برسلك أول ما أدبر المكان
هز راسه بهدوء يناظرها ووقفت مرام تأخذ شنطتها من الطاولة: لا أنت تعرفني ولا أنا أعرفك
ضحك يوقف بالمثل: أعرفك أكثر من نفسي
ناظرته بحده مرام وتقدم منها مبتسم: تحبين ريحة الفلوس
رفعت حواجبها مرام: وأنت ماتحبها
ضحك بعلو صوته يعطيها ظهره يمشي: مين مايحب ريحة الفلوس
ضحكت مرام تمشي خلفه: الكل يحبه
مشت تركب مع السواق بالخلف ومشى هو يركب سيارته يختفي عن الأنظار وحرك السواق متوجه القصر ..
'
وقفت سيارتها بالمواقف تقفل سيارتها وعقدت حجاجها من الرسائل المتتالية اللي وصلها بثواني ، فتحت جوالها ولانت ملامحها تقرأ -تبين قاتل أبوك ؟- والثانية -تعالي بالمكان ذا- ، مسحت جبينها ميرال تناظر بالرسايل وتقرأها للمرة الألف تروداها شكوك كيف هالشخص يعرف قاتل أبوها ؟ وكيف جابه من الأساس ؟ ولا مجرد لعبه من هالشخص ؟ كُل هالأسئلة اللي جاها بثواني بدون أجوبه ، زفرت تأخذ نفس تناظر الموقع اللي مرسل لها وفتحتها تجهل الطريق شغلت سيارتها من جديد لأنها ماتتردد تروح كُونها تحارب وهالشيء من صالحها لأنها لقيت طرف خيط ، حركت تخرج من حوش غازي تتوسط الطريق ،
-
حسابي الأنستا rw5xraf ، لاتنسون النجمة ⭐️ .

أنت وطنِي ورمّش أهدابِك بلاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن