البارت التاسع

1.3K 52 16
                                    

عقد حجاجه بإستغراب لأنه لمح دخولها بالمواقف لكنه يجهل اللي حصل لها وخرجت من المواقف بعجلة تنهد بتعب أديب يعتدل بجلسته والتفت من دخلت مرام تجلس بجانبه: ليه تبي تتكلم معي ؟ صار شيء بالمستشفى !
سكت أديب ثواني يناظرها وهز راسه بالنفي: بندر
بلعت ريقها بربكة مرام وماخفى هالشيء على أديب كُونه ضابط ومتدرب على هالأشياء ونطق: قالي عن ريان أنه أخوهم مو خالهم
إبتسمت بتوتر مرام: ماقال شيء ثاني ؟
هز راسه بالنفي أديب يراقبها وهزت راسها مرام براحة
وناظرت جوالها من وصلها رساله -وصلت- عضت شفتها ماتتخيل اللي بيصير بعد شوي ، بتدمر حياة ميرال وتظهر بأنها الكسبانه ، ناظرها أديب بعدم فهم لتصرفاتها والحماس اللي يلمحها وزفر بعدم تصديق يوقف ومشى يخرج من الصالة على إتصال الفريق أول رفع جواله يرد: آمر طال عمرك
مشى أوس يخرج من المركز: فيه بلاغ تعال الموقع مباشرة
مشى أديب يطلع غرفته: بأمرك
قفل جواله يرميه بالسرير وتقدم يفتح الدولاب يسحب بدلته يلبسها بعجلة ، عدل نجومه ورجع سلاحه بخصره وتقدم يأخذ جواله ومفاتيحه ومشى ينزل وبيده قبعته ، ناظرته مرام تمثل الإستغراب: وين طالع ببدلتك ؟
أديب: شغل من المركز
هزت راسها مرام تخفي إبتسامتها ومشى أديب يركب سيارته يحرك خلف الموقع ..
'
قبلها بوقت ، وقفت سيارتها تناظر المكان المهجور والأشبه بالخرابة من السيارات المعدومة والمكسورة ويتبعها صوت عواء الذياب وصراصير الليل ، بلعت ريقها بخوف ورجفة كّفوفها يفضحها ناظرت جوالها من وصلها الرسالة -تعالي داخل- أخذت نفس تستقوي نفسها وتقدمت تنزل من السيارة وفزت من عوي الذئب وعضت شفايفها برعب وأخذت نفس من جديد ومشت تدخل للداخل بصوت كعبها بكُل ثقة وشموخ رُغم خوفها الداخلي ألا أن خارجها ماهزها شيء لأنها ميرال ، عقدت حجاجها من الدم اللي بالأرض والكنب والمزهريات المتكسرة متناثرة بالأرض تقدمت أكثر وجمدت وجهها بصدمة ورعب تشوف جثة هامدة بدون حراك ورجفت كّفوفها من لمحت وجهه بدمه تهمس بتأتأة متقطعة: بندر !
وتاهت بألم ترفع كّفها لراسها من الخلف تشعر بالدنيا تدور فيها تتشوش الرؤية عندها من ضربة تلقتها خلف راسها تهاوي جسدها بالأرض مغمي عليها ، ناظرها يبتسم بهدوء
ورفع السكين اللي متلون بدم بندر طلع المناديل يمسح بصمة أصابعه من طرف السكين وتقدم ينحني يمسك كّفوفها يطبعها بالأرض تتلون كّفوفها بدم بندر وأرخى طرف السكين بكّفها وناظرها مبتسم يهمس: تهمة قتل للأبد خلف الحديد
وإنحنى لعند إذنها يردف بسخرية: قاتلة
إبتعد عنها جزئياً يناظرها ملامحها المُغرية تجذبه حيل وعض شفته مايستحملها وتأفف يصدّ بعيونه يوقف ومشى مبتعد عنها تاركها يخرج من المكان بكبره وإبتسم يسمع أصوات سيارات الشرطة تقترب ومشى يركب سيارته يغادر المكان ولا كأن له أثر ..
'
توقف سيارات الشرطة أمام المكان تحاوط المكان من ضباط الشرطيين والعساكر ، تقدم ينزل وعدل قبعته ومشى ناحية الفريق أول يضرب له تحية ينطق: وش تآمر فيه ؟
هز راسه أوس وأستراح أديب ونطق أوس: إسبقني للداخل
هز راسه أديب: بأمرك
مشى يدخل بخطوات كُلها حذره داخل المكان مصوب السلاح تحسباً لحدوث شيء ، مشى يدخل للغرفة الوحيدة وعقد حجاجه من بقعات الدم بالأرض والمزهريات المتناثرة رفع راسه وجمد وجهه بصدمة ونشف الدم بعروقه بعدم إستيعاب ، عقدت حجاجها بألم من راسها ورفعت جسدها تناظر حوالينها تستوعب وجمدت وجهها بصدمة وذاب داخلها برعب تناظر بالسكين بكّفها ورمت السكين برعب ورفعت كّفوفها الثنتين المغرقة بالدم
وناظرت جثة بندر اللي طايح أمامها ووقفت على حيلها برعب وخوف ولفت من شعرت بشخص وناظرته بصدمة ورعب تنطلق من ثغرها بأربع حروف: أديب !
بلع ريقه أديب يشدّ على سلاحه يهمس: ميرال !
بلل شفايفه أديب بخوف وتقدم منها يمسك ذراعها: إنتي شجابك هنا وش تسوين هنا ؟
عضت شفايفها برعب ميرال تتمسك بجاكيته: ما أدري ما أدري
ولف بنظره يناظر الجثة وعض شفته: بندر !
بكت بخوف ميرال: جيت لقيته كذا مو أنا والله مو أنا
ناظرها أديب يشوف رعبها وخوفها وعدم إستيعابها باللي حصل وعض شفته يرفع ذراعيه يضمّها لصدره وكيف ودّه بهاللحظة يخبيها بوسط ضلوعه لأجل مايصيبها أذى فقط وغمض عيونه مايتخيل اللي بتعيشه ميرال يهمس: أهخ ميرال أهخ
تمسكت بجاكيته ميرال تبكي بدون صوت تسمع قهره وتعبه منها ورفعت راسها تناظره: خايفة أديب خايفة
تنهد بتعب أديب يناظرها وعض شفته من نظراتها اللي ماتعود عليها مايلمح كالعادة جنونها وتهورها وغضبها ، هالمرة يلمح منها الرعب والخوف اللي سكن جوفها رفع ذراعه يرخي راسها بصدره من جديد ينطق: بكون معاك باللي يصير ماراح أتركك ميرال تفهمين
التفت على صوت أوس: أديب !
إبتعد عنها أديب وبلعت ريقها ميرال تشدّ على كّفوفها اللي متلونه بالأحمر وتقدم أوس ناحيتهم وناظر بالدم اللي يغطي كّفوف ميرال وناظر الجثة الهامدة بالأرض والسكين اللي طايح ولف بنظره على أديب اللي يوضح القهر بعيونه ينطق: زوجتك متهمة بالقتل ياحضرة اللوء
شدّ على أسنانه أديب بقهر ورجفت جسدها ميرال بصدمة وعدم إستيعاب وتقدمت تتمسك بجاكيته تنطق: مو أنا اللي قتلته والله مو أنا
ناظرها بهدوء أديب وداخله كُله يتفجر من قهر وخوف عليها ودّه يكسر ويقلب الدنيا ويخبيها بضلوعه ويقول أنها مالها ذنب ومستحيل توصل للقتل لكنه ماقدر ينطق بحرف واحد من شدة عجزه وضربت صدره ميرال وهي تبكي وصرخت: لاتسكت أديب تكفى لاتسكت
غمض عُيونه أديب يشعر فيها متمسكة بجاكيته تستنجد فيه لأول مره من شدة عجزها ورعبها وكُبر المصيبه اللي طاحت فيه بسبب تهور وعدم تفكير منها ، ناظرته ميرال مغمض عُيونه وبكت برعب وقلة حيل تستوعب حجم المصيبة اللي طاحت فيه وهمست بثقل: أديب تكفى
فتح عُيونه يناظرها يشوفها تستنجد فيه وصدّ بعيونه أديب وعضت شفايفها ميرال تتعلق عُيونها فيه وتنهد أوس يناظر أديب: بنلقي القبض على زوجتك ياحضرة اللوء
إنقبض قلبه أديب من كلمته وأخذ نفس بخوف وهز راسه وبكت ميرال بخوف ولازال عُيونها متعلقة فيه وناظرها أديب بنظرات كُله تعب وعتاب وبلعت ريقها بخوف ميرال وناظر أوس: تسمح لي !
تنهد أوس يهز راسه بالإيجاب ورفع اللاسلكية ينطق: نادوا قسم المحقق الجنائي
تقدم أديب منها بهدوء بالكلبشات وبلعت ريقها ميرال تناظر الكلبشات ووقف أمامها أديب يتحاشى النظر فيها لأنه مايتحمل نظراتها المنكسرة وناظرت بالكلبشات اللي يحاوط كّفوفها بالدم ورفعت نظرها من طاح موج عُيونها وهمست: عسى ترتاح مني ياحضرة اللوء
رفع عُيونه بهدوء أديب يناظر بموج عُيونها ورجفته يلمح نظرات الإنسكار والرعب بعيونها ماقوى يكبلشها غيره لأنه بيأذيها ولو أذاها الأكيد أنه بيكفر فيه ولأجل كذا ماقوى وتنهد يصدّ بعيونه ومسك ذراعها أديب يمشي ويمشيها معاه وناظر وصول قسم الجنائي من دخولهم وتوجههم لجثة بندر وبلل شفايفه برعب وقلبه الخايف عليها من اللي بتعيشه وتنهد يخليها تركب سيارته بعد ما أشر له أوس يتفهم وضعه ، وتقدم منه أديب: أسبقكم للمركز ؟
تنهد أوس يناظره يدري بأن داخله إنهز واللي صار له ماهو هيّن ورفع ذراعه على كتفه يشدّ عليه: ماتستاهل هالحياة وأنا أخوك روح الله ييسر أمورك
هز راسه أديب يضرب له تحية وهز راسه أوس ومشى أديب يركب سيارته بهدوئه وحرك يختفي عن أنظار أوس اللي تنهد بتعب وضيق على أديب ..
'
ناظرت الكلبشات اللي محاوط كّفوفها بالدم وبلعت ريقها من طاح دمعتها على باطن كّفها ناظرت الطريق تنرسم نهاية دربها بدخولها خلف الحديد اللي طالما تخافه ولا تمنتها بيوم ، ماتكذب أنها سلكت طريق غلط وكُلها ذنوب وخطايا ماتنغفر لكنها ماتوقعت بهالسرعة بتدخل خلف الحديد ، التفت تناظر أديب بدموعها اللي كان البريء والمتألم بهالحكاية ، تتأمل بالشخص اللي كان أمانها ودرع لها وأعلن الحرب معاها رُغم جهله بالماضي ، كان مستعد يحارب معاها مثل مايحارب وطنه ، هي تندم الحين تندم على كُل لحظه طلبها وصدته ، تندم لأنها ماعاشت حياتها معاه ، تندم وكثير الندم لأنها صدته ورفضته وقت طلبها ، تندم لأنه كان يحاولها حاولها لأجل يوصلها لكنها أغلقت بيبانها بوجهه ، تندم لأنها حبته حبته حاولت تنساه لكنه بالنهاية قلب ماله قدرة التحكم ، تندم لأنها ما بادرت له بشيء ولا إعترفت له بحُبها ، تستوعب أنها وصلت نهاية الطريق والباقي من حياتها بتمضيه خلف الحديد ، إنتهت دربها وإنهزمت ميرال بطيحتها الأخيرة اللي إنغدرت فيها ، شدّ على الدركسون بغضب وقهر وعض شفته مايعرف من هاليوم اللي بيصير فيه وفيها ، هدّه نظرتها الأخيرة اللي شافها بعيونها ، كانت تطلبه تساعده وتستنجد فيه لكن مابيده حيله ، ما هانّ عليه وقت قيدها بالكلبشات والله ماقوى قلبه ، هي تهدّه وهدّته وطاح أديب عاجز أمامها بقلة حيلته ، بعُمره مارسم هالطريق لها ولا تخيّلها من الأساس ، تخيّل حياتهم حتى لو يعيشونها جنون وتهور ألا أنه ما رسم هالدرب لهم ، مستحيل يخلي هذا آخر طريقهم ونهاية حكايتهم ، مستحيل ينهي حكايتهم وهو للآن ما إبتدا ، إلتفت لها يشوفها ساهيه تناظر الكلبشات وعض شفته يوقف على جنب ورفعت راسها ميرال تلتفت تناظره
تشوف عُيونه المليانه عتاب وملامة بلعت ريقها من نزل متوجه لها لفت من فتح بابها ، ناظرها أديب بتعب: ليه علميني لييه ؟
بكت بدون صوت ميرال وتقدمت تنزل توقف أمامه بحيلها الباقية وهمست: ماقدرت ما أوقف عشان طرف الموضوع مسّ أبوي
عقد حجاجه أديب: أبوك ! شدخل أبوك ؟
ميرال بتعب: قالي تبين قاتل أبوك تعالي
أديب بقهر: أهخ ميرال أنا وش أسوي فيك !
غمضت عُيونها بتعب ميرال: وش بيصير الحين بيسجنوني ؟
عض شفته أديب يناظرها بهدوء هو بكبره يجهل اللي بيصير لها وناظرته ميرال وهي تبكي بدون صوت تحتاج بهاللحظة صدر يمسح على ظهرها ويخفف على قلبها المغدور والمجروح ، تشعر بقلبها ينزف وكُل جسدها متورم بألم مالهم ضماد وهمست بتعب ترفع ذراعيها: إحضني أديب تكفى إحضني
ناظرها بتعب وخوف أديب وعض شفته مايتحمل حالها المجروح والمتألم وتقدم يرفع كلتا ذراعيه بحرقة وضيق صدره ورفعت ذراعيها المكبلشة تدخله براسه تحاوط عُنقه وحاوط ظهرها بشدة يضمّها لصدره ويشدّ عليها يدفن وجهه بكتفها بحرقة وقهر يشعر بدموعها تبلل كتفه وونين بكاءها اللي يوضح كُبر الألم والوجع اللي تشعر به والغدرة اللي تعرضت له بغفلة منها ، عض شفته يشدّ على خصرها يهمس: أهخ ياميرال أهخ ودّي أدخلك بضلوعي عشان لا يأذونك
ماردت عليه ميرال تبكي برعب ووجع صدرها تشدّ عليه خوف أنه يروح منها تنطق: تكفى لا تخليني أديب لا تخليني
مسح على شعرها أديب: يا قلب أديب إنتي ما أخليك أقسم بالله ما أخليك
إبتعد عنها جزئياً أديب يناظرها ورفع كفوفه الثنتين يحاوط وجهها وناظرته بين دموعها ميرال ونطق: هذا وعد مني ما أخليك لآخر نفس أتنفسها لو ضاعت الدنيا وراي وزادت الأتعاب أجيك والله أجيك
بكت ميرال تناظره متمسكة فيه بخوف: أخاف يأذونك وأنت مالك ذنب
تقدم أديب منها يبوس عُيونها الثنتين يهمس: إنتي ذنوبي وخطاياي
بكت بدون صوت ميرال من أرخى جبينه على جبينها بتعب وهمست: أنت وطني
شدّ على خصرها بهلاك أديب يهمس: ورمشّ أهدابك بلادي
ناظرت عُيونه ميرال بموج عُيونها: كل البلاد اغتراب إلا ضلوعك وطن
ناظرها أديب وإنحنى من جديد يبوس عُيونها الثنتين: أبوس لك رمشك ما أبادلك النظر
ناظرها بتعب وهلاك وناظرته ميرال بدموعها تعض شفايفها ورمش لها أديب يطمنها بعيونه وبلعت ريقها ميرال ترخي براسها على صدره وشدّ على خصرها يبوس جبينها ..
'
وقف سيارته أمام المركز ولأول مره تمنى ما يخلص الطريق لأجل ما يوصلون بسرعة وتنهد والكثير من الآهات والآفات سكن جوفه أخذ نفس يلتفت لها وشد على فكه يشوف عُيونها متعلقة بباب المركز وتنهد بقلق وخوف من اللي بتعيشه وغمض عُيونه بقهر وحرقة وتقدم ينزل ومشى لناحيتها يفتح بابها ولفت ميرال تناظره وبكت بدون صوت
وتقدم يمسك ذراعها ينزلها من السيارة ويضمّها لصدره يهمس: ماني مخليك تفهمين ماني مخليك ميرال
بكت بوجع ميرال: أهخ دمروني وكسروني
إبتعد عنها يمسك وجهها بكفوفه الثنتين: يخسون يكسروك ويدمروك يخسون دامني حيّ أتنفس
عضت شفتها تنهمر دموعها بغزازة وهز راسه بتعب أديب: لاتهدّين حيلي
غمضت عُيونها بقوة ميرال ورفع أنامله يسمح دموعها وأخذت نفس تناظره وهزت راسها بقلق وخوف وبلع ريقه أديب يمشي وهي بجانبه ، ناظرت المركز اللي جاته بهدف جنونها وتهورها تأخذ حقها لكن هالمرة جاته وهي ملقية القبض عليها بتهمة قتل مالها ذنب وتجهل كُل شيء ولا تمديها الإستيعاب وفجاءة إنحطت بالأمر الواقع ، عضت شفايفها بتوتر من الأنظار اللي توجه لها ورفع صوته أديب بحده عليهم: كل واحد لشغله
صدّوا بأنظارهم مباشرة يمشون لأشغالهم بطواعيه لأن مالهم حق الإعتراض بما أنه قائدهم ، مسح على ملامح وجهه أديب بتعب وإرهاق وزفر يناظرها يشوف رجفة جسدها وكفوفها اللي وضح له ونظراتها التايهة والخايفة وكأن ضاع منها وطن وبلاد تزعزع أمانها وإنكسر درعها اللي كانت تحتمي فيه تنهدّ بخوف سكن قلبه عليها مايرتاح جوفه ولا يهدأ له بال وهي بهالوضع ويجهل اللي يصير فيها ، رفع ذراعه يحاوط كتوفها وناظرته ميرال ببلل رمشها بنظرات تايهه وخايفه وغمض عُيونه بهلاك وحرقة منها
ومشى فيها لمكتبه تنهدت تدخل خلفه وتقدمت تجلس بالكنبة بتعب وإرهاق والأحداث الثقيلة اللي عاشتها وحدها ، تقدم يجلس بجانبها ورفع كّفه يفتح أول أزرار جاكيت بدلته بإختناق وضيق جوفه ورفع عُيونه يناظرها وميل راسه بتعب: تعالي لصدري تعالي
بكت بدون صوت ميرال تناظره بتعب وتقدمت له ترفع ذراعيها المكبلشة تدخلها براسه تحاوط عُنقه تتوسط أحضانه وحاوط ظهرها بشدة أديب يميل براسه على كتفها وغمض عُيونه يرتخي بحضنها وإبتعدت عنه ميرال ورفع راسه أديب يناظرها يتأمل ببلل رمشّ هدبها ورمشت ميرال تتأمله تهمس: تصدقني ؟
هز راسه أديب يناظر عُيونها: أصدقك
طاح دمعتها ميرال تبلع غصتها: بينادوني قـ
قاطعها يقبّل شفايفها بكُل هدوء وغمضت عُيونها ميرال تخلل أناملها بشعره من الخلف ، لأنها هالمرة ماودّها تصدّه وتغلق بيبانها عليه ، تبادله القبلة لأجل ما تندم على لحظة جاها وتصدّه ، يكفيها الندم اللي ندمت عليه لذلك بادرت وتبادله القُبلات ، تعيش لحظاتها الأخيرة معاه قبل ما يزّجونها خلف الحديد ، حتى لو ما سطرت من الحروف ولا عبرته لكنها هالمرة تصنع لحظة شريط جميلة تكفيها هالشيء ، تقبّله بكُل هدوء لأنها ما عادها تضمن الجاي والمستقبل المجهول اللي إنكتب لها ودامها وصلت لنهاية الطريق أقلها تقضي آخر الساعات بين أحضانه بالقُبل ، يقبّلها بلهفة ورعشة الحُب ونشوة الإنتصار ، قاطع كلامها بقُبلته لأن ماودّه تكمل هالكلمه المنزعجة ولا يليق فيها ، روحه في هوى بحورها تاهت كثير تاه دوربه وماله مرسى غيّر مرساها ، إبتعد عنها حاجه الأكسجين ولا أبداً ماودّه بالإبتعاد بلل شفايفه أديب يناظرها وناظرته بربكة ميرال تصدّ بعيونها من حرارة تسري بجسدها ونبضات قلبها وقلبه المجنونه ، مدّ أنامله لدقنها يرفعها لوجهه: ناظريني لا تهدرين وقتنا القليل
بلعت ريقها ميرال تناظره وناظرها أديب ونزل عُيونه لثغرها وعضت شفتها ميرال تضرب عُنقه بخفة: يكفي
نفى مباشرة ونظراته تتشتت بين عُيونها وثغرها: مايكفيني أبدا ما يكفيني وإنتي مقفلة بيبانك بوجهي
سكتت ميرال تسمعه وتنهدت بتعب تناظر عُيونه وعض شفته أديب يغمض عُيونه: هذي المشكلة تسكتين ميرال ليه تسكتين ؟
ماردت عليه ميرال تدفن وجهها بصدره تشدّ على عُنقه وعض شفته بقهر يدفن وجهه بكتفها ويشدّ على ظهرها ، شدّ عليها أديب من طرقات الباب وإبتعد عنها يناظرها وبلعت ريقها ميرال تناظره بخوف وقلق ورفع كّفه على خدها يناظرها: لا تخافين أنا معاك ومستحيل أخليك بس إنتي ساعديني وإرجعي ميرال اللي أعرفها
عضت شفايفها ماتبي تبكي وطلعت ذراعها من خلف راسه تحاوط وجهه بكّفوفها الثنتين وهمست: تنتظرني ؟
ناظرها أديب يهز راسه: أنتظرك طول عُمري أنتظر رمشّ أهدابك وبلادي تفهمين أنتظرك
بكت بدون صوت ميرال وغمضت عُيونها بقوة وميّل شفايفه بتعب يناظرها تبكي وإنحنى يبوس عُيونها الثنتين وشدّت بكّفوفها على وجهه خوف تفقده وهي تحتاج عليه ، إبتعد عنها يرفع أنامله يمسح دموعها: تكفين لا تهدّين حيلي خليني أستقوي بك
بلعت غصتها ميرال تأخذ نفس وناظرته تشدّ على وجهه: وأنا بستقوي فيك
هز راسه بتعب أديب وإنحني يقبّل جبينها وغمضت عُيونها ميرال تشعر بملمس ثغره على جبينها وفتحت عُيونها تناظر وناظرها أديب يهز راسه وأخذ نفس يحاوط ظهرها ووقفت ميرال بمساندته ووقف أديب يعدّل جاكيته ويغلق أزراره ورمش لها يطمنها وزفرت ميرال برعب سكن صدرها وتقدم أديب يفتح الباب يشوف مهند اللي ضرب له تحية: طويل العمر يبيك الفريق أول والمجـ
قاطعه أديب بحده: جايكم إمش مهند
بلع ريقه منهد يضرب له تحيه ومشى تاركه وميّلت راسها بتعب ميرال تناظره كيف أنه ماسمح له يكمل كلامه وكيف قاطعها بقبلته لأجل ما تكّمل كلمتها اللي ما عجبه بالمرة ، تنهدت تأخذ نفس للمرة المليون وناظرها أديب بتعب والضغط اللي يشعر به وهمس: تعاليني
إبتسمت بهدوء ميرال من كلمته واللي يكون وقعها دايم غير على مسامعها وعض شفته أديب من إبتسامتها وغمض عُيونه ما يتحمل اللي يصير لهم ومشت له ميرال توقف أمامه تناظره: لا تخاف عليّ أنا ميرال
فتح عُيونه يناظرها بتعب وهز راسه: وهذا البلا أنك ميرال شوفي وين وصلنا
سكتت ميرال تناظره وهز راسه أديب يحاوط كتوفها: مستعدة نتحارب !
سكتت ميرال تناظره كيف يربط نفسه فيها مستعد ويعلن الحرب معاها رُغم أنه يسهل عليه أنه ينسحب بهدوء لكنه ما بغى هالطريقة لأنه يعلن راية الحرب ويوقف بجانبها وهزت راسها ميرال: أحاربهم
رفع حاجبه أديب يناظرها وعضت شفايفها ميرال من نظرته: نحاربهم ونغلبهم ونخرج منها كسبانين
أديب: تحكمي بأعصابك وجنونك ميرال أي زلة بيمسكونها
رفعت حواجبها ميرال ومسك فكّها أديب يناظرها من قريب: سمعتيني ميرال !
ضحكت ميرال تناظره وتقدمت تبوس فكّه: والله سامعك يازوجي
عض شفته أديب: ودّي أسطرك كف من حلاوتك
ضحكت ميرال: عشان أمسكها زلة عليك
رفع حواجبه أديب يناظرها وإبتسمت ميرال تناظره
ورمش لها أديب وهزت راسها ميرال وهز راسه أديب يخرجون من مكتبه متوجهين لقسم التحقيق من بلغه مهند بأن أوس ينتظره هناك ..
'
تقدمت تدخل غرفة التحقيق تقشعرّ جسدها من الغرفة المظلمة وفقط مصباح أعلى السقف منورها خافت والكرسيين ومنتصفهم الطاولة وغالباً زجاج مظللة خلفها الضباط يراقبون من خلفها بلعت ريقها وتقدمت تجلس بالكرسي وناظرت الكلبشات اللي يحاوط معصميّها وتأملت بدم بندر الناشفة بباطن كّفوفها عقدت حجاجها من شعرت بألم راسها وكأنها فعلاً تستوعب كُل اللي عاشته اليوم حقيقة وماهو حلم ، عاشتها واقع بواقع وهي متأكدة مثل إسمها بأنها تهمة مرمية عليها لا أكثر ولا أقل ، تقدم يدخل الغرفة المجاورة للتحقيق وناظر أوس اللي يراقب ميرال من الزجاج المظللة وتنحنح أديب يتقدم يضرب له تحية ونطق أوس: إستريح
إستراح أديب يوقف الوقفة العسكرية ولف أوس يناظره: بيدخل التحقيق النقيب طلال
هز راسه بهدوء أديب عكس ثوارن جوفه وكيف بهاللحظة ودّه يكفر بـ أوس وطلال سوا مع أنه قادر يدخله هو عندها يحقق معاها ألا أنه إستبعده ونطق: تآمر عليه شيء ؟
هز راسه بالنفي أوس وضرب له تحية أديب ومشى يخرج من الغرفة يصادف قدوم طلال وناظره بحده أديب وإبتسم له طلال يستفزه بإبتسامته ورفع ذراعه لرقبته يحكّها بغضب مكبوت وقهر وعض شفته يرجع يدخل الغرفة من جديد يراقبها من خلف الزجاج ، التفت مهند بصدمة لمحمد: لو إستمر بنظراته ذا عز الله إحترق المركز
محمد بعدم تصديق: الله يسلم عظام طلال منه
هز راسه مهند: الله يسلمنا حنا لو شافنا الحين
كشر محمد بوجهه ودفعه مهند من كتفه ومشوا لأشغالهم ، قفل الباب طلال وتقدم يوقف أمامها يناظرها بحده: تتعاونين معانا ونخلص بدري ولا تماطلين ويطول الموضوع وبالنهايه ماتستفيدين
ميرال بحده: بالأول لا تتكلم معي بهالنبرة لأجل ماينهدم فكك
عض شفته أديب من خلف الزجاج لأنهم يسمعونهم ورفع حواجبه طلال بتعجب: فوق ما إنك قاتلة وفيه دليل بالوسط ببصمات أصابعك تستقوين بعد !
ميرال بحده: ما قلت شيء قلت تكلم معي زين
هز راسه طلال وتقدم يجلس بكرسيه يناظرها: طيب نتعامل بالهداوه
ناظرته ميرال وفتح الملف تحت نظراتها ينطق: كان بينكم معرفة وعدواة ؟
تكت ميرال تجلس رجل على رجل ونطقت: ماني متكلمة ألا مع حضرة اللواء أديب
عقد حجاجه طلال يوقف بغضب يخبط الطاولة: تحسبينه بيت أبوك يومك تتأمرين فيه
إبتسمت ميرال: مركز زوجي ولأجل كذا يحق لي أتآمر فيه
عض شفته أديب يخفي إبتسامته من خلف الزجاج المخفية وناظرها طلال بحده ونطقت ميرال: أخر كلامي ماني ناطقة حرف ألا مع اللواء
لف أديب يناظر أوس وزفر أوس بعدم تصديق ينطق: روح إدخل وطلع طلال
هز راسه أديب يمشي يخرج من الغرفة وتقدم يفتح باب غرفة التحقيق يدخلها وإعتدل بوقفته طلال يضرب له تحيه بسبب رتبته الأعلى وتقدم منه أديب يناظره بحده: بتأخذ جزاة ثمن كلامك وأسلوبك الفظ ياطلال
بلع ريقه طلال ونطق بحده أديب: وش تنتظر باقي
هز راسه يضرب له تحيه ومشى يغادر غرفة التحقيق وقفل الباب أديب وتقدم يجلس أمامها يشوفها نفس وضعيتها وناظرته ميرال بهدوء وهي كاتمة ضحكتها وتنحنح أديب: تدرين الكاميرا يسجل تعاوني معانا وننهي الموضوع بدل المماطلة
ميرال: بندر ما يمسّني بأي صلة وصح كان بيننا معرفة وعدواة لكن مستحيل توصل فينا للقتل
هز راسه أديب: متى آخر مره قابلتيه ؟
أخذت نفس ميرال: أخر مره شفته كان بالزيارة قبل أسبوع ومن بعدها ماجيته ولا شفته
عقد حجاجه أديب يناظرها لأن يجهل الزيارة اللي دخلته هي وشدّ على فكّه: كيف وصلتي المكان ؟
بلعت ريقها ميرال من تغيير نبرته: اليوم جاني رسالتين من رقم مجهول يمس الموضوع أبوي المرحوم ورسل لي موقع المكان وأنا ماقدرت ما أروح ورحت هناك
هز راسه أديب بهمس: الله يرحمه طيب
شدت على كّفوفها ميرال بحرقة: دخلت المكان شفت الدم بالأرض والكنبة والمزهريات المكسورة ونشف دمي يوم شفت بندر طايح بالأرض غارق بدمه
سكت أديب يسمّعها بإنتباه ويفهم القصة وكملت ميرال: ما أمداني أستوعب وقت ضربني أحد على راسي وطحت مغمي عليّ وبعدها رجعت لوعيي لقيت كّفوفي بالدم والسكين كان بيدي وبعدها تعرف اللي صار
عقد حجاجه بعدم إستيعاب اللي تعرضت له والأحداث المتتالية اللي جاء دفعة وحدة ومسح على ملامح وجهه بعدم تصديق وناظرها: أعطيني رقم المجهول والرسايل نشوف
لف أديب يوقف وقت دخل أوس الغرفة ونطق أديب: أكيد سمعت طال عمرك
أوس ناظر ميرال: وش تظنين نفسك ؟
ميرال: طبعاً التهمة مرمية عليّ وأنا بريئة بهالقضية بس هالشخص لعبها صح علينا بدل بصماته خل بصماتي
ناظرها أديب ونطق أوس: وبصماتك دليل جريمة قتل وبسبب عدواتكم يظهر هالشيء أنك قتلتيه
شدّ على أسنانه أديب يكبت غضبه وبلعت ريقها ميرال برعب وخوف وهز راسه أوس يناظر أديب: إتركها بالمنفردة
هز راسه أديب ومشى أوس تاركهم ولف بنظره عليها وتجمعت الدموع بماجرها ميرال تناظره وتأفف أديب بعدم إستيعاب ومشى لها يمسك ذراعها يمشي وهي بجانبه وناظرت السُجناء ميرال ورجف قلبها برعب سكن صدرها
ناظرت السجن الخالي وتقدم العسكري يفتح الباب ومشى يدخل وهي معاه وناظرته ميرال بتعب وقلة حيل ونزل نظره أديب يفتّح الكلبشات يحرر كّفوفها منه ومسك كّفوفها الثنتين يرفعها لثغره يبوسها بهدوء وحنيّة وبكت بدون صوت ميرال من حنيّته اللي يلمس قلبها ورفعت كّفوفها تحاوط عُنقه تتمسك فيه وحاوط ظهرها أديب بشدة يهمس: والله أخذ حقك وأعيشه جحيم وأضعاف اللي خلك تعيشينه بس تحملي الليلة تحملي عشاني ميرال
ميرال بتعب وهمست: عشانك أتحمل سنين وعمري كله
أديب بقهر: أهخ ميرال بسبب هالتضحيات طيحوك هنا
إبتعدت عنه تناظره من قريب: أخاف ما تصدقني لو قلت
عقد حجاجه أديب: ما أصدقك ! أنا دايم أصدقك حتى لو إنك غلطانه بصدقك
تمسكت بجاكيته ميرال: أشك بمرام
إرتخت ملامحه أديب الحين يستوعب ويفهم حماسها ومراقبتها لجوالها وغرابة تصرفاتها وسؤالها عن بندر إن فضحها وبلع ريقه مايعرف وين يوقف هو صار الحين بين نارين نارها هي ونار أمه ، تنهد بعدم تصديق من اللي يعيشه وهز راسه: بصدقك لأني ما عاد صرت أعرفها ميرال ، هي أمي ؟
تنهدت ميرال تناظره ماتعرف وش تجاوبه لأنها تجهل هالإجابات وفعلاً ماتعرف تصرفاتها الغريبة تجاه أديب الوحيد ، رفعت كفوفها الثنتين تحاوط وجهه تناظر عُيونه: مستعدة أهمل جروحي اللي ينزف وأداوي خدوشك
عض شفته يناظرها: أهخ ياميرال أهخ ياقلب أديب
ناظرته ميرال وغمض عُيونه بقهر وحرقة ونار تكوي صدره وميّلت شفايفها بتعب ميرال تناظره وتقدمت تحضنه من جديد ، إبتعد عنها أديب يناظرها: تنتظريني ؟
إبتسمت ميرال: عمري كله
هز راسه وتقدم يقبّل جبينها بهدوء وناظرته ميرال بهدوء تطمن قلبه عليها ألا داخلها متخوف ومرتعب لكنها ماتوضح له لأجل ما يشيل همّها ناظرها أديب يعرف هالنظرة اللي وراها خوف ورعب سكن جوفها لكنها تخفيه لأجل يطمن عليها لكن لا بال يهدأ له ولا قلب يطمن دامها بعيدة عن صدره ، نزّلت كّفها ميرال تمسك كّفه وتناظره وتنهد أديب يشدّ على كّفها بقوة وهمست: لا تخاف بكون بخير
نفى مباشرة من فكرة أنها تكون بخير هالشيء مستحيل لأنها بتهوجس وتتعب نفسها وأخذ نفس طويل يهمس: برجع لك والله برجع لك
إبتسمت بهدوء ميرال ترمش له وهز راسه أديب يبتعد عنها وناظر كّفوفهم ببعض مجبر يبتعد وهز راسه بالنفي بتعب لأن ما ودّه يفلت كّفها وعضت شفتها ميرال تمنع دموعها وناظرت كّفوفهم اللي تبتعد رويداً رويداً وناظرته بموج عُيونها وغمض عُيونه من فلت كّفها وميّلت راسها بتعب ميرال تناظره وشدّ على فكّه يناظرها يتراجع بخطواته للخلف بثقل وبكت بدون صوت ميرال تشوفه يخرج من الزنزانة ويتركها وحدها بين هالجدران وعض شفته أديب يصدّ بعيونه لأنه مايتحمل نظرتها اللي تهدّ حيله ومشى مبتعد عنها ومشى يدخل مكتبه بحرقة وقفل الباب يسند بظهره عليه وغمض عُيونه يشدّ على فكه ونظراتها اللي يموت ولا نساها ، ثواني معدودة وصرخ بكُل قهره وتعب
يشوت الكرسي يطيح بالأرض ومشى لمكتبه يدفع كُل اللي بالطاولة تتناثر بالأرض وتنكسر ودفع كرسيه يضرب بكّفوفه بالطاولة ينهار بكُل ما تعنيه الكلمة مايعرف وش اللي يعيشونهم ولا اللي صاير طاح على ركبه بقلة حيل يسند بظهره على الجدران يناظر بالكنبة اللي حدث فيه لحظة جميلة ماتنسى ولا يمكن ينساه ، يناظر بالكنبة ساهي ويرجع يعيد كُل لحظات حياتهم اللي عاش معاها بمّرها وحُلوها ، فتح أول أزرار جاكيته من إختناقه وضيق صدره وولع سيجارته يضعها بين ثنايا ثغره يحرق نفسه مع نيران صدره يزيده نارين لأنه نار ماينطفي بهاللحظة ، طاحت على ركبها بالأرض ميرال تبكي بشكل مُؤلم وتنهار إنهيار عظيم من اللي عاشته وحدها ، لأن اللي عاشته وحدها ماهي هيّن وسهل بدون سند وملجأ ، بكت بخذلان ونيران صدرها المجروحه والصفقة اللي تلقتها على وجهها بشكل مخيف ، بكت بخوف وحزن على حالها اللي طاحت فيه وبدون أهلها ولا كتف تتكي عليها ، ونظرات أديب اللي ماتقدر تنساه لأنه داخله ينهار ويغلي مثلها لكنه صامد أمامها لأجل ماتضعف هي بعد ، بكت بكُل ألم ووجع ونيران اللهب اللي يتمكن منها وتزيده ، سندت ظهرها على الجدر تناظر بالمصباح اللي أعلى راسها تناظره وهي ساهية بالفراغ ..
'
تقدم ينزل من السيارة ومشى وكأنه جسد بلا روح يدخل البيت وتقدم للصالة يوقف أمامهم ويحرق سيجارته بثغره
وعقد حجاجه نجم يوقف وناظره أدهم بصدمة يوقف بالمثل وشهقت وريد بخوف من حاله وناظره غازي: وش حالك هذي ؟
بعد سيجارته عن ثغره يتوسط أنامله ورفع ذراعيه: وشفيه حالي !
سكت غازي وعضت شفتها مرام تخفي إبتسامتها تفهم صار كُل شيء مثل ماتبي وزود من حاله أزراره مفتوحة وطرف الأيمن من جاكيته ملطخ بالدم وشعره المبعثره وملامحه المُتعبة وسيجارته اللي يضّم أنامله ، تمنت تشوف هاليوم بحاله وضعفه وتدمير حياتهم سوا هي تنفى بالسجون وهو يجنّ من قهره ، تقدم منه نجم يناظره: أديب شفيك وش صاير وش حالك هذي ؟
بكت وريد بدون صوت وتقدمت له تحضنه ونزل نظره أديب لها ورفع نظره لنجم اللي ينتظره يتكلم: طحنا وأنا أخوك
زفر أدهم يتقدم له وإبتعدت وريد عن حضنه ونطق نجم: علمنا نحلها نساعدك نسوي أي شيء
أديب: زوجتي بالسجن
جمد وجهه نجم ولان ملامحه بصدمة أدهم وبكت وريد بخوف ووقف غازي بعدم إستيعاب وإبتسمت بهدوء مرام ونطق أدهم: متى وكيف ! شصار كيف بالسجن تكلم أديب
صرخ بقهر أديب: تهمة قتل
غازي: أنت تسمع وش تقول ؟
هز راسه أديب: سامع سامع وش أقول
نجم: وينها الحين !
ناظره أديب يسكت ومسك راسه أدهم بذهول: يقول بالسجن وأنت تقول وينها
وريد بخوف: تكفون لا يصير فيها شيء
ناظرها أديب بهدوء وتقدم غازي: كلمت المحامي ؟
هز راسه بالنفي أديب وناظر غازي نجم: كلم المحامي وش تنتظر أنت
أديب: مايحتاج الصبح بقابل محامي
نجم: لا تسكت أديب علمنا نساعدك وميرال عندي مثل وريد لازم نساعدها
أدهم: ونجم صادق فيه شيء تحتاجه
أديب بهدوء: أرسل لكم موقع المكان تشوفونه فيه كاميرات يساعدنا وغيره
هز راسه نجم: طيب
غازي: فيه دليل ؟
أديب: بصمات أصابعها
تنهد غازي: دام فيه دليل الوضع صعب
أدهم: ضروري نجيب أدلة لأجل نثبت براءتها
وقفت مرام وتقدمت لهم: دام فيه دليل يعني هي قاتلته ماهي بريئه
أديب بحده: بريئة وأنقى من ظنونكم وأنا اللي بنفسي ببريها وبخرجها
وريد: كلنا عارفين أنها بريئة يا أمي مالها ذنب
سكتت مرام بقهر مكتوم وتنهد غازي: روح ريح وأنا أبوك
أديب بتعب: أي راحة مالي راحة بدونها مالي راحة والله
عض شفته نجم من حال أخوه والوضع اللي طاح فيه وتقدم يحضنه يهمس: بترجع لك بترجع وهي بريئة
غمض عيونه أديب بتعب وإبتعد عنه نجم وتقدم له أدهم يحضنه بالمثل وبكت بدون صوت وريد وإبتعد عنه أديب: بروح بيتي وأنتم الصبح روحوا وشوفوا
نجم: لا تشيل هم
غازي: إرتاح لو شوي وأنا أبوك
هز راسه أديب وناظر مرام اللي تناظره بدون أي ردة فعل ومشى يعطيهم ظهره وعض شفته من تعاملها معاه ومشى يركب سيارته وحرك لبيته ..
'
قفل سيارته ينزل وتقدم يدخل الحوش ووقف ثواني يذكر ميلادها وإحتفالهم فيها ولف يناظر الدباب الموجود يذكر خرجته غصباً عنه لأجل تعرف اللي صاير فيه ، غمض عُيونه بتعب وإختناق من مشاعر تداهمه ومشى يدخل البيت يناظر البيانو اللي جلسته وعزفت فيه وإبتسم بخفوت يذكر عدم إتقانه بالعزف وتلامس أناملها بأنامله يعزفون سوا وناظر البلكونة اللي
فيه أغلب لحظاتهم يموت ولا ينسى اللحظة وقت سندت راسها على كتفه لأنها لأول مره تقرب منه لذلك لا محالة ينساه ، ولف يناظر الصالة يذكر جلوسها وطريقة شُربها للقهوة وسماعها لراشد الماجد ، بلع ريقه يصدّ بعيونه من ذكرياته ووحشة البيت بدونها ومشى يطلع غرفتهم يناظر السرير النومة اللي نامها بحضنها بعد إحتفالهم بميلادها ، كُل أرجاء البيت فيه لمساتها وكأنه تقول له مستحيل تنساني حتى وأنا بعيدة عنك ، حتى لو هي بعيدة هي تجيه بطيوفها بمنامه وواقعه ، تجيه بعز أشغاله وهواجيسه لأنها سكنت قلبه بطريقه غير عادية ، تنهد من شروده وأفكاره وكُلها فيها ومشى يتوجه للحمام يأخذ له شاور طويل بعد يوم متعب ومرهق ، لبس شورته بدون تيشرت عاري صدره
ومشى للسرير وسحب الكيس الشفاف اللي فيه أغراضها اللي أعطاها له مهند ، فتح جوالها يدخل الواتساب ويفتح المحادثه يشوف الرسايل يتأكد من كلامها وميل راسه بتعب يتأمل بالمحادثه بفراغ كبير وزفر يأخذ جواله يتصل على مهند مباشرة وثواني ووصله صوته: آمر طال عمرك
أديب: بمليك رقم إبحث لي عنها الحين
مهند: طيب علمني
ناظر الرقم بجوالها ونطق يمليه لمهند اللي يسمعه بالخط ونطق مهند: بيطول شوي
أديب: أول ماتخلص أرسلي
مهند: تآمر أمر
قفل منه أديب يرمي جواله بجانبه وناظر جوالها اللي مفتوح على المحادثه وهز راسه بوعيد: بجيبك يا إبن الكلب بجيبك
تنهد يناظر الملف اللي يخصها والمكتوب فيه والقضية المرفوعة عليها وعض شفته بقلق وخوف وقفل الملف يأخذ جواله ويتصل عليه وثواني يوصله صوته الثقيل: هلا
أديب: إصحى أحتاجك هالأيام
جلس يفرك عُيونه: صرت حبيبتك وأنا ما أدري !
أديب: ثنيان خفة دمك مايفيدني
ثنيان: طايح بمصيبه أنت ولا وشو ؟
حك حاجبه أديب: الوضع صعب وأنا أخوك
ثنيان: وش السالفة ؟
بلع ريقه أديب: زوجتي بالسجن بتهمة قتل
ثنيان بصدمة: الله يستر وش الوضع طيب ؟
أديب: الوضع صعب فيه دليل بالوسط
ثنيان: وتبيني أمسك القضية ؟
أديب: بالضبط بجيك الصباح أعلمك السالفة
ثنيان: على خير إن شاء الله طمن لي بالك أنت
أديب: مايطمن لي بال لين ما أجيب برائتها
تنهد ثنيان: لاتشيل هم بإذن الله محلوله وأن بكون معاك
أديب: إرجع نام
ضحك ثنيان: بنام أصفى ذهني عشان أسمعك
إبتسم أديب وترك جواله من قفل بوجهه ثنيان وتلاشى إبتسامته وسحب بكته يولع سيجارته ووقف ومشى للبلكونة
يناظر الغابة من مكانه وهو ينفث دخانه ..
'
ناظر بشروق الشمس اللي شرقت على سماء الباحة مع غيمها ونفث دخانه يناظر بغابة رغدان من مكانه ببرود ، يشعر بدنياه فارغ ماله معنى ولا أهمية ، ماحس على نفسه طول الليل كان غارق بهواجيسه وذكرياته معاها يتخيّل طيوفها ويذكرها ، شرق الشمس لكن ماشرق شمسه غاربة بين السحاب ، رمى بقايا السيجارة من إنتهى وسحب واحد ثاني يولعها ويسحب منه مايدري عدد السجائر اللي خلصها بدون شعور منه بهوجاسه فيها ، فز من جلسته من رنين جواله ووقف يدخل الغرفة يمشي بعجلة يأخذ جواله ولان ملامحه مايدري ليه هي اللي إتصلت عليه رغم أنه يدري ماتقدر تتواصل تنهد بتعب يرد على ثنيان: إفتح الباب
أديب: باب وشو ؟
ثنيان: باب بيتك يالطيب
أديب: جايك إصبر
قفل منه أديب ومشى للدولاب يسحب من تيشرتات يلبسها بعجلة ومشى يخرج من غرفتهم ينزل الدرج وتقدم يفتح الباب يظهر خلفه ثنيان ببياض ثوبه وناظره أديب: إرحب حيّاك
إبتسم ثنيان ينزل نظارته الشمسية وتقدم يدخل: البقى ، الله يحيك
قفل الباب أديب: تعال
مشى أديب وخلفه ثنيان يدخلون الصالة وتقدم يجلس ثنيان وناظره أديب: وش تشرب قهوة شاي ؟
ثنيان: يارجال ماني جاي أتقهوى خلنا ندخل بالموضوع
أديب: أجل إنتظرني أجيب الملف وجوالي
هز راسه ثنيان ومشى أديب تاركه يطلع غرفته يأخذ الملف وجوالتهم وبكت دخانه ومشى راجع عند ثنيان يترك الملف والأغراض بالطاولة وتقدم يجلس مجاوره ونطق ثنيان: أسمعك
فتح تسجيل إعترافها أديب وسكت ثنيان بإنتباه يسمع التسجيل بتركيز وناظر أديب من إنتهى التسجيل: والله واضح القضية لزقوها فيها بس مافي أدلة يبريها
أديب: نجيبها وش ماصار نجيبها ثنيان
ناظر جواله أديب ورد على مهند: وش صار ؟
مهند: طال عمرك الرقم باعه أمس المصري قال كذا
أديب بنفاذ صبر: ما سألته عن الشخص اللي باعه
مهند: اللي باعه كان باكستاني
غمض عُيونه بعدم تصديق ونطق مهند: تآمر على شيء ؟
أديب: حالياً لا
قفل منه أديب بدون مايسمع ردّه وناظره ثنيان بضيق ونطق: لازم أقابلها بصفتي محاميها
هز راسه أديب: بيأخذونها المحكمة بس ما أعرف متى
ثنيان: أجل ضروري أقابلها دامنا مانعرف وقت المحكمة
وقف أديب ووقف معاه ثنيان ونطق: إنتظرني 
هز راسه ثنيان ومشى يخرج متوجه لسيارته بينما أديب مشى لغرفتهم يلبس بدلته بعجلة ونزل يخرج من البيت وأشر له أديب بمعنى إسبقني وتقدم يركب سيارته وحرك خلف ثنيان متوجهين للمركز ..
'
تقدم يطرق الباب بعد صراع وخوف عليها لكنه مجبر يعلمها لأن لها بالحق وبالنهاية أختها ، تقدمت الخادمة تفتح الباب ونطق أدهم: وين ميار ؟
الخادمة: جوا مدام
هز راسه أدهم وتقدم يدخل وقفلت الباب الخادمة وناظرته بإستغراب ميار توقف: أدهم !
أدهم: ياعين أدهم إنتي
ميار: صار شيء ؟
هز راسه وعقدت حجاجها ميار وتقدم أدهم يمسك كّفوفها وإنقبض قلبها ميار: لا تخوفني أدهم
بلع ريقه أدهم ونطق على نزول ريان: أختك بالسجن
جمد وجهها بصدمة ورجف قلبها من الخبر اللي جاها مثل الصاعقة وعدم تصديق وسكن داخلها خوف على أختها وناظرت اللي نطق بصدمة وعدم تصديق: أنت وش تقول ؟ أي سجن أي خرابيط
تنهد أدهم يسكت وضحك بذهول ريان ونزلوا دموعها ميار تناظر أدهم بعدم إستيعاب: ليه وكيف ؟ ومن متى ليه أخذوها ؟ مالها ذنب أعرفها بريئة أختي
تنهد أدهم وشدّ على كّفوفها: أمس الليل بتهمة قتل وفيه دليل ببصمات أصابعها
تقدم منه ريان بصدمة: كل ذا وتوك تفكر تقولنا
بكت بعُلو صوتها ميار وتقدم أدهم يحضنها وضربت صدره تصرخ: ودوني عندها أبي أختي ودوني عندها
عض شفته أدهم من إنفعالها وناظر ريان الواقف أمامه ساكن وهادي وكأنه يحاول يستوعب اللي سمعه وغمض عُيونه من شعر بإرتخاء جسدها بحضنه يفهم أغمى عليها من هول الصدمة وتقدم يعدل سدحتها وسحب الماء اللي بالطاولة يرشها بخفيف عليها يشوفها تعفس ملامحها وتعقد حجاجها وفتحت عيونها ميار ترمش بتكرار وفزت تجلس بخوف تبكي من جديد وتمسكت بتيشيرت بترجي: بروح لها أدهم تحتاجني هي تحتاجني بروح لها
ناظرها أدهم بضيق وهز راسه ووقفت ميار تمشي بعجلة تتوجه لغرفتها تلبس عبايتها وناظر أدهم ريان ونطق: بتجي ؟
مسك راسه بصدمة ريان: ماتكذب صح ؟
أدهم: وهذا موضوع ينكذب فيه إستوعب ياخي
تقدمت ميار بعبايتها ومسحت دموعها اللي تنزل بدون شورها: مشينا
هز راسه أدهم ومسك كّفها وشدت على كّفه بخوف ورعب عليها ومشوا يخرجون يركب وهي بجانبه وخلفهم ريان بسيارته يحرك خلف أدهم ولازال مايستوعب اللي صار في أخته واللي عاشته وحدها ..
'
دخل المركز وبجانبه ثنيان وتقدم لمهند اللي ضرب له تحية ونطق: إستريح مهند دله لمكان ميرال آل جرّاح
هز راسه مهند: بأمرك
ولف أديب يناظر ثنيان: إسبقني عندي شغله
هز راسه ثنيان ومشى خلف مهند ومشى أديب لمكتب أوس تقدم يدخل بعد أذنه بالدخول وضرب له تحية وهز راسه أوس وتقدم أديب ينطق: متى موعد المحكمة طال عمرك ؟
ناظره أوس ثواني: الساعة ١١ اليوم
سكت أديب يناظر ساعة معصمه اللي يأشر للساعة تسعة وربع دقائق وهز راسه يناظر أوس: تآمر على شيء ؟
أوس: لقيت شيء مافي تطور بالمجهول !
أديب: باع الرقم الكلب
أوس: زوجتك كان لها عدواة غير بندر !
أديب: ماظنتي طال عمرك
هز راسه أوس: تقدر تخرج
ضرب له تحية أديب ومشى يخرج من مكتبه وعض شفته من لمّح دخولهم يفهم بأن الخبر وصلهم من وجود أدهم معاهم وتقدم لهم وناظرته ميار: وين أختي أديب وينها ؟
سكت أديب بهدوء يناظرها وبكت ميار: بروح لها بشوفها
أديب: بتشوفينها بس الحين المحامي داخل عندها
ميار: قلت أبي أشوفها مايهمني لا محامي ولاغيره
سكت أديب يناظرها وهز راسه: إمشوا
مشوا قبله وشدّ على فكّه يشعر بنبضات قلبه يتسارع ومشى خلفهم وهو مرتبك كيف بيشوفها ، ناظر خروج ثنيان من غرف الزيارات وتقدموا يدخلون ريان وميار وأدهم للداخل وناظره أديب: شصار ؟
هز راسه ثنيان: بنقول أنه دفاع عن النفس
عقد حجاجه أديب: كيف ؟
ثنيان: تهجم عليها وهي طعنته
أديب: مستحيل ثنيان ماني راضي بنطلع برائتها بتخرج وهي بريئة تسمع !
زفر ثنيان: عندك أدلة يثبت برائتها ها ؟ عندك !
حك شاربه أديب: بجيبها ثنيان بجيبها أحتاج وقت
هز راسه ثنيان: براحتك بس إعرف إني معاك ولا أني تارك القضية لين تخرج ببرائتها
أديب: ماتقصر والله
ثنيان: ماش ما حبيت هالرسميات
إبتسم أديب: أجل إذلف
ضحك ثنيان وناظره أديب ورفع ذراعه على كتفه ثنيان يطمنه وهز راسه أديب ومشى ثنيان تاركه وبلع ريقه أديب وتقدم يدخل الغرفة سكن ملامحه يراقبها بهدوء ونبضات قلبه المجنونه مايهدأ ، عضت شفتها ميرال من بكت ميار وإرتمت بحضنها وسكنت ملامحها من طاحت عينها على وقوفه بعيد عنها يراقبها بهدوء وميّلت شفايفها بتعب تناظره ومسحت على ظهر ميار: تكفين ميار يكفي
ميار وهي تبكي: تكفين من اللي سوا فيك كذا
بلعت ريقها ميرال تسكت وتسمح على شعرها وعض شفته ريان وتقدم يحضنهم سوا وتنهد أدهم بضيق وحُزن عليهم
وتنحنح أديب وتقدم منهم: خلص الزيارة
ناظرته ميرال وناظرها بهدوء أديب وإبتعدت ميار عنها وتقدم ريان يبوس جبينها ونطق بضيق: مابنخليك بنسوي المستحيل عشان تطلعين من هنا
رمشت له ميرال وبكت بدون صوت ميار تشوفها هادية وساكته وتقدمت تبوس خدها: ماراح أخليك ياروح ميار
إبتسمت ميرال بهدوء تحضنها: هالشيء يكفيني
أدهم: بتطلعين من هنا ميرال ببرائتك
هزت راسها ميرال بإمتنان وناظرت ميار اللي تمسكت بكّفوفها: بجيك كل يوم ماني مخليك
هزت راسها ميرال وناظرها ريان يرمش لها وعضت شفتها ميار ورمشت لهم ميرال تطمنهم ومشوا يغادرون الغرفة تاركينهم وحدهم ، عض شفته يفتح ذراعيه لها وبكت بدون صوت ميرال ومشت تقطع بالمسافة كلها تحاوط عنقه بشدة وتراجع بخطواته للخلف أديب يحاوط ظهرها ويدفن وجهه بكتفها وهمس: توها الحياة تنرد لي
عضت شفتها ميرال: فقدتك
إبتسم أديب يبتعد عنها يناظرها مصدوم: إنتي ميرال اللي أعرفها ؟
إبتسمت ترفع كّفها لخده: هذيك السايكو ميرال الحين زوجتك ميرال
عض شفته أديب: وشو ؟
ضحكت تتحسس خده ميرال: زوجتك ميرال حرم الضابط
بان أنيابه يتوسع إبتسامته ويناظرها وإبتسمت ميرال تناظره وإنحنى يقبّل شفايفها وغمضت عُيونها ميرال تخلل أناملها بشعره ، تشعر بالفراشات ببطنها من قوة مشاعرها ودقات قلبها المجنونه اللي ظنت لوهلة أنه يسمعها ، إبتعد عنها يناظرها بهدوء وعضت شفايفها ميرال ترجع تحضنه من جديد وغمض عُيونه براحة أديب يستريح بحضنها ينسى كُل تعبه وإرهاقه ، ناظرته ميرال تتأمل ملامحه المتعبه والمرهقة: ما نمت صح ؟
تنهد أديب بتعب: شلون أنام وأنا عيوني مجافيه النوم
ميّلت شفايفها بتعب ميرال: ثنيان يقـ
قاطعها أديب: المحامي
رفعت حواجبها ميرال تبتسم: تغار يعني ؟ ويلو ويلو
ناظر حركاتها وطريقة نطقها وميالان شفايفها اللي تميل للدلع وعض شفته: إسمه محامي وخلصنا
حاوطت عُنقه تميّل شفايفها ميرال: ثنيان قال
بتر حروفها من إنحنى يقبّل شفايفها وشدّ على خصرها من نيران صدره ومعاندتها له بهالشكل ينحرق من قوة اللهب من داهمه شعور الغيرة يحرقه زود هالنار يفهّم كلمتها -ما أنصحك بهالنار- وفعلاً هالنار يحرقه ويحرقها معاه مايستحمل نطقها لشخص ثاني وهي مِلكه ، إبتعد عنها يناظرها بحده ورفعت حواجبها ميرال وهي مبتسمة ونطق بحده أديب: لا تعانديني ميرال
ضحكت تضرب أرنبة أنفه بخفة ميرال وهي مبتسمة: ويلو ويلو
إبتسم بخفة وهزت راسها ميرال: يقول بيخلي القضية دفاع عن النفس
هز راسه أديب: وأنا ماني راضي بطلع برائتك يعني بطلعها
ميرال: أدلة لبرائتي أحس مافيه حاسبين حساب كل شيء
تنهد أديب: بجيبه حتى لو كان بجهنم
ميرال: راقب مرام يمكن الشخص يتواصل معاها
أديب: مع أنه ماودي أقابلها بس يهون كل شيء عشانك
تحسست خده ميرال تناظر عُيونه: لا تضغط على نفسك وإنتبه لنفسك لا تخليني أقلق عليك
مسك كّفها اللي بخده يبوس باطنها يناظر عُيونها ورمشت له ميرال وهز راسه أديب: سمّي ولبيه
هزت راسها ميرال ونطق أديب: لازم أروح
ميرال: روح بنتظرك ولا تشيل همّي
أديب: بتخرجين من هنا وبنكمل حكايتنا
ميرال بابتسامة: بعمره حكايتنا ماينتهي
إبتسم يناظرها وتقدم يبوس جبينها ورمشت له ميرال وتراجع بخطواته للخلف أديب وناظرته ميرال لحد ما إختفى عن عُيونها وناظرت العسكري اللي تقدم تفهم برجوعها لزنزانة وأخذت نفس بضيق ومشت مع العسكري تدخل السجن ومشت تجلس بتعب وهدّ حيلها ..
'
رفعت راسها تشوف العسكري اللي يفتح الباب وخلفه العسكريين ناظرت بدخول العسكريين وناظرتهم بسكون ونطق العسكري: بتروحين المحكمة
غمضت عُيونها ميرال بقلق وخوف وبلعت ريقها توقف من تقدم العسكري الآخر بالكلبشات تناظر كّفوفها اللي تحاوط به الكلبشات للمرة الثانية ، أخذت نفس بتعب وقلق ومشت مع العسكريين تشوف الممر الطويل والجديد وبلعت ريقها تناظر بالباب إنفتح وسيارة الشرطي اللي ينتظرها ، مشت بقلب خايف وقلق تجهل مصيرها اللي بيتحدد اليوم ياتبقى خلف هالحديد لبقية عمرها وحياتها يا يثبتون برائتها وتخرج منها فايزة وكسبانه منها ، تقدمت تركب بالخلف وقفل الباب العسكري ومشى يركب مكانه وحرك السايق متوجه للمحكمة ، دخل ثنيان وبيده شنطته وخلفه ميار وأدهم وريان وأمواج ونجم ووريد وغازي ومرام اللي منتظره اللحظة تعلن فوزها مشوا يدخلون داخل يجلسون أماكنهم وبالطرف عائلة بندر أخواته وأخوانه وينتظرون دخول القاضي والمتهمة بالقضية ، بعد مرور ربع ساعة وقفوا الجميع من دخول القاضي وناظرهم القاضي يجلس يردف: بسم الله الرحمن الرحيم
جلسوا الحضور ورفع راسه القاضي والتفتوا الحضور من الباب اللي إنفتح ورفعت راسها ميرال تدخل بكّفوفها المكبلشة وخلفها العسكريين وناظرت حوالينها تدوره بعُيونها وإنقبض قلبها من عدم وجوده ولا له أثر ومشت مكانها توقف بهدوء ، عضت شفايفها ميار تتجمع الدموع بمحاجرها تتأمل بأختها الوحيدة اللي دايما مظلومة وكل حياتها بالتضحيات ولحد الآن مالقت شيء على تضحياتها ، التفت حوالينه ثنيان يدور أديب بعيونه وتأفف بعدم تصديق يهمس: وينك يا أديب وينك !
تنحنح القاضي: نبدأ بسم الله
زفر ثنيان يوقف بإعتدال وتنحنح: معاك المُحامي ثنيان آل فارس
هز راسه القاضي وتقدم ثنيان بالملف للقاضي وناوله الحارس الملف للقاضي وحك جبينه ثنيان بقلق داخلي وشدّت على السور بخوف وريبة تناظر على ثنيان اللي التفت وطاح عينه عليها ورفع كتفه بعدم معرفة ولفت بنظرها ميرال وعقدت حجاجها تناظر مرام ، ناظرتها مرام تبتسم بوسع ثغرها وناظرتها بحده ميرال وصدّت بعيونها بقرف منها ولفت ميرال ولف ثنيان على دخول أديب ووقف بتعب أديب يتنفس بقوة ركض من خوفه أنه ما يلحق الجلسة وتقدم ببدلته يدخل ينطق: إعذرني حضرة القاضي تأخرت
رفع راسه القاضي يناظر أديب وهز راسه: معذرو إجلس
ناظرته ميرال بتعب تتطمن قلبها الخايف لو جزء منها وناظرها أديب يرمش لها ومشى يجلس وناظر القاضي ثنيان: حسب تسجيلها وكلامها يظهر أن القضية بتهمة مرمية عليها ولكن
إنقبض قلبه أديب برعب وبلعت ريقها ميرال تناظر القاضي وأخذ نفس ثنيان وغطت ثغرها بكّفوفها ميرال وحاوط كتوفها أدهم بقلق وإعتدل بجلسته نجم يمسك كّف وريد وشدت على كّفه وريد تتجمع الدموع بمحاجرها وسكت غازي ينتظر القاضي يكمل كلامه وشبكت كّفوفها ببعض مرام تنتظر الكلمة اللي سعت له ونطق القاضي: لكنها المتهمة والمجرمة بقتل بندر آل خالد
ووقف القاضي ينهي الجلسة: إنتهت الجلسة
مشى القاضي تاركهم ووقف من أخو بندر الوحيد ينطق: وش اللي مرميّة التهمة هي قاتله أخوي قاتلته بالنهاية مجـ
بتر حروفه من لكّمه توسط وجهه بكُل غضب وشرارة عيونه تسبقه وجمدت وجهها ميرال بخوف وبلع ريقه ثنيان وركض له يبعده عنه ووقفوا أخوات بندر بخوف وقلق وناظرهم العسكري بصدمة ولا قدروا يمنعون بسبب رتبته الأعلى وشهقت ميار وصفق نجم ينطق: كسر عظامه بعد يرقد بالمستشفى
لف أدهم بذهول عليه: نجم ماتعرف تسولف إسكت
حك شاربه ريان: تحتاج مساعدة أديب مانقصر فيه والله
ضحك بذهول ثنيان: مانتم صاحيين والله
ناظرته أمواج بصدمة وبكت بدون صوت وريد ورفعت حواجبها مرام بعدم تصديق والتفت لهم غازي بحده ونطق نجم: يستاهل على كلامه
ناظره غازي بحده وسكت نجم يناظر أديب ورجف قلبها ميرال تشوف أخو بندر طاح بالأرض من قوة لكمته ونشف الدم بعروقها تشوفه بعدّ ثنيان عنه بكُل قوته وجلس على بطنه يوسط له اللكمات بعشوائية وتقدم نجم يبعد أديب عنه ومسكه من ياقته يوقفه على حيله وناظره نجم ثواني وإحتد ملامحه يوّجه له لكّمه بوسط وجهه وعض شفته أديب وصرخ ثنيان: بتزيدون المصيبة مصايب إنتوا
حك شاربه ريان يراقبهم ويبرد داخله وتقدم لهم وناظر أخو بندر اللي بين اللاوعي والوعي ورفع كّفه لثغر نجم: تفل تفل
تفل على كّفه نجم وطق رقبته ريان يوجه لكّمه قوية بوسط وجهه وطاح أخو بندر بالأرض مغمى عليه والدم اللي ينزف من فمه وخشمه وبكوا أخواته وركضوا له ونطقت إحداهم: يمه أخوي يمه راح
ونطقت الثانية: شسويتوا فيه
وغمضت عُيونها ميرال من الضغط واللي يصير الآن وشدّت على السور بعدم إستيعاب اللي يصير ولا تستحمله وكُل اللي تشعر به بهاللحظة تدور الدنيا فيها ورجولها ماتشيلها وتسوّد الدنيا بعيونها وتقدمت بخطوات غير متزنه تمشي ناحيته تهمس: أديب
لف لها أديب ووسع عُيونه بذهول من لمّح خطواتها الغير متزنه وتعبها الواضح وكّفوفها اللي ترجف وقت رفعت ذراعيها المكبلشة له وجرّ خطواته بعجلة يجاوط ظهرها بشدة ورمشت بتكرار ميرال وإرتخت بكامل جسدها عليه تغمض عُيونها ، تطيح مغمى عليها بحضنه وبكت ميار بخوف تركض لميرال وجلس على ركبه أديب وهي بحضنه وصرخ: الإسعااف
تقدم عائلة آل جرّاح كُله يتجمعون حواليهم بخوف وقلق وناظرها بهدوء أديب يحاوط وجهها بكّفه يمسح عليها وبكت ميرال تمسح على شعرها: ميرال ! ميرال يعيون ميار إنتي
رفعت راسها ميار تنطق برجفة صوتها: مويا مويا تكفون
تقدم ثنيان بعلبة الماء ونطق: أديب خذ خذ
رفع راسه أديب يأخذ علبة الماء منه وناولها لميار اللي فتحته وأخذت بكّفها ترش عليها بخفيف وعفست ملامحها ميرال تعقد حجاجها وناظر أديب بهدوء وخوف ورمشت بتكرار تستوعب حواليها ووجودها وناظرتهم فوق راسها وناظرت أديب اللي يناظرها وناظرت ميار اللي ماسكة كّفها بخوف وتبكي وتقدم أدهم: خذي نفس عميق ميرال خذي نفس
أخذت نفس ميرال ورفعت كّفها ميار لثغرها تبوسها: بخير ! يعورك مكان ؟
رفعت جسدها تبتعد عنه وحاوط كتوفها ميار ووقفت ميرال على حيلها وبلل شفايفه أديب وناظره ثنيان بعدم تصديق يتأفف منه وناظرت أخو بندر اللي طاح لحد الآن وأخواته حواليه وبلعت ريقها برعب وصدّت بعيونها وناظرت ميار اللي تبكي ورفعت أناملها تسمح دموعها تهمس: لاتبكين وأختك ميرال تفهمين لاتبكين
ناظرتها بتعب ميار ورفعت صوتها ميرال: أدهم !
تقدم أدهم يناظرها: سمّي
ناظرته ميرال: أختي بأمانتك يا أدهم إن تأذت تأكد بأخذ أضعافها
هز راسه أدهم يحاوط كتوف ميار وناظرهم غازي: هي بنتي بعد لا تشلين همها
سكنت ملامحها ميار تناظره بخوف ومن الأيام اللي عاشوه بسببه والكلمة اللي كانت غريبه عليها وكأنها تجهل معناه والتفتت بحده له ميرال: ماصرنا نأمن القريب ولا الغريب كل ما أمّنا غدروا فينا
بلل شفايفه أديب وشدّ على فكّه ريان بغضب شديد ناحية غازي وكيف ودّه بهاللحظة يدفنه مكانه وناظرتها مرام تشوف نفسها ميرال القوية والشامخة وكمية الجنون اللي تلمحله وكأنها حالفه تكسر ظنونها بأنها ضعيفة وتنكسر كُل ثباتها وغروها اللي تلبسه والواضح بأنها تجهل معرفتها ، سكت غازي يناظرها وتقدمت وريد منها تحضنها: ماحنا مخليك ميرال
رفعت كّفها ميرال: وقفتكم يكفيني
لفوا يناظرون دخول المسعفين بالنقالة يحملون أخو بندر فيه ويخرجون فيه للإسعاف وخرجوا أخوات بندر من المكان يبقى فيه فقط آل جرّاح ، حك حاجبه ثنيان يتنحنح: أستأذنكم جميع وبإذن الله القضية محلوله
ناظره أديب يرمش له وهز راسه ثنيان يمشي يخرج تاركهم
ومشت ميرال ناحية العسكريين اللي جابوها ونطقت: رجعوني مكاني
ناظرها العسكريين بقلق ورفعوا نظرهم لأديب وتنهد أديب يعض شفايفه ونطقت بحده ميرال: وش تنتظر أنا آمرتكم رجعوني
ناظر العسكريين أديب وهز راسه أديب وتقدموا العسكريين يأشر لها ومشت ميرال وخلفها العسكريين تخرج من المكان تاركتهم جميع وتقدمت تركب السيارة وقفل الباب العسكري يتوجه مكانه وغمضت عُيونها برعب ميرال تذكر منظر أخ بندر غارق بدمه وتذكرت مشهد بندر غارق بدمه وشكله المخيف وبلعت ريقها تأخذ نفس بتكرار تنتظر وصولها للسجن ، ناظرهم أديب: إرجعوا البيت أنا راجع المركز
مشى يخرج مباشرة ماينتظر لردّهم وتقدم يركب سيارته وحرك متوجه للمركز وخرجوا جميع من المحكمة يركبون سياراتهم راجعين لديارهم ، مشى يدخل المركز وحك دقنه متوجه مباشرة للسجن المنفردة لأن ما يفكر حالياً ألا فيها ولا يهمه شيء كُثرها ، مشى يدخل السجن يمشي الممر الطويل كُله وتقدم يوقف أمام الباب يشوفها جالسه وتناظر الفراغ وساهيه وناظر العسكري وضرب له تحيه العسكري وتقدم يفتح له الباب ورفعت راسها ميرال تشوف هو بحد ذاته وصدّت بعيونها بحده ومشى أديب يدخل وتقدم يجلس على ركبه أمامها ومن جاء يمسك كّفها بعدته مباشرة وعض شفته أديب: خفتي ؟ أمي قالت لك شيء
عقدت حجاجها ميرال تناظره: مين هي لأجل تكلمني ؟
أديب: دام مو هي يعني خفتي ؟ من وشو خفتي ؟
ماردت عليه ميرال تصدّ بعيونها من جديد ووقفت ميرال تبتعد عنه وغمض عُيونه أديب يشدّ على قبضة كّفه ووقف أديب يناظرها بهدوء ولفت ميرال تناظره بحده: روح إتركني وحدي
مارد عليها يناظرها بهدوء وعضت شفايفها ميرال بغضب تشوفه ماتحرك من مكانه ولحد الآن موجود وتقدمت تضرب صدره: روح ما تسمع روح وش تنتظر !
ناظرها أديب بنفس هدوئه وصرخت ميرال تضرب صدره تدفعه وبكت بعُلو صوتها وكتف كّفوفها أديب ورفع ذراعه الآخر يحاوط ظهرها يضمّها لصدره وبكت بتعب ورعب ميرال وعض شفته أديب بندم يدفن وجهه بكتفها يقبّلها
ودفعته من صدره ميرال وهي تبكي وشدّ عليها أديب: خفتي ؟ من خوفك علميني أحرق دنياه
ضربت صدره بتكرار وصرخت بين دموعها: خفت عليك ياحيوان
لان ملامحه أديب يناظرها وبكت ميرال تمسك ياقته: لو مات وش بيصير فيك !
مارد عليها أديب يناظرها بهدوء يفهم خوفها ورعبها وكان هو السبب بخوفها ودفعته من صدره ميرال: بيرمونك هنا ، ينادونك قاتل مثلي
بكت تتمسك ببدلته وهمست: بيحرمونك من هالبدلة بيأخذون منك تعب سنين بلمح البصر
تنهد بقهر منه يضمّها لصدره بشدة وبكت ميرال تتمسك بجاكيته بتعب ورعُب عليه ومسح على شعرها أديب يطمن قلبها المرتعب يسمع ونين بكاءها يهدّ قلبه وحيله بهالنبرة المُؤلمة لقلبه وإنحنى يبوس جبينها يهمس: آسف والله آسف
بكت بدون صوت من إنتهت حبالها الصوتية وإبتعد عنها أديب يناظرها ورفع أنامله بتعب يمسح مدامع موجها وميّلت شفايفها ميرال ترفع كّفها لخده وهمست: لا يوجعوني فيك تكفى
عض شفته أديب ومسك كّفها اللي بخده يبوس باطنها وناظرته ميرال بموج عُيونها وإنحنى أديب يبوس عُيونها الثنتين وغمضت عُيونها ميرال تستشعر بملمس شفايفه على جفن عُيونها يقبّل بكُل هدوء ورقة يشبة مثل رقتها ونعومتها وإبتعد عنها يرمش يناظرها وناظرته ميرال بهدوء
ورفعت ذراعيها تحاوط عُنقه تحضنه وشدّ عليها أديب يقبّل كتفها بإعتذار وآسف وإبتعدت عنه تأخذ نفس: بتروح ؟
هز راسه أديب ورمشت بتكرار ميرال تناظره ورفع كّفه لخدها: لا تخافين عليّ وبطلعك من هنا قريب
هزت راسها ميرال: لا تخوفني عليك والباقي يهون
هز راسه وتقدم يبوس جبينها وبلعت ريقها ميرال تناظره ورمش لها أديب يطمنها بعيونه وهزت راسها ميرال وباس كّفها أديب وإبتسمت بتعب ميرال وعض شفته أديب يتراجه بخطواته وناظرته ميرال لحد ما إختفى عن عُيونها وزفرت تأخذ نفس عميق ومشت تجلس بإرهاق وهلاك وتمددت بالكرسي الطويل تحط بذراعها خلف راسها تناظر السقف تسهى فيه بالفراغ والكثير من الهواجيس يأخذ بالها وفكرها لبعيد ..
'
عدى الأيام خلف بعض وعدّت الأسابيع الأخيرة وعدت الأشهر بلمح البصر ، فزت من نومها من الضجيج تناظر العسكري اللي دفع لها صحن الأكل من مكانه وناظرته بحده ميرال ومشى العسكري تاركها وتنهدت تتنفس من وقت دخلت السجن ماقدرت تتهنى بنومها لو شوي حتى بالغفوات اللي تأخذها الكوابيس يطاردها ، بلعت ريقها وشدّت على كفوفها تشعر بنبضات قلبها ينبض تشتاق له ولا تنكر مرّ شهرين ولا لمّحته من بعد آخر لقاء بينهم ، تنهدت تناظر بصحن الأكل بإنزعاج ما تشتهى النفس ولا تبيه ودفعتها بخفة ما تأكل وسحبت علبة الماء تشربها دفعة وحدة وسكنت ملامحها تفكر بهدوء وسكون ورفعت راسها تناظر العسكري اللي نايم بجانب الباب وعضت شفايفها توقف تمشي بهدوء وحذر شديد بخطواتها تتجنب أي حدوث غلط ومدّت كّفها من فراغات الحديد تناظره بقلق وناظرت الجوال اللي تلمحه وبلعت ريقها بقلق تمدّ أناملها لناحية جواله وغمضت عُيونها تسحبه وكتمت أنفاسها من شعرت بحركته ورفعت راسها تشوفه نايم لحد الآن ومسكت الجوال بكّفها بقوة تبتعد عنه ومسكت راسها تفتح الجوال اللي كان بدون رمز ودخلت الهاتف تملي رقم ميار ودقت عليها تسمع الرنة تنتظر ردّها وأخذت نفس بتوتر ودقايق يوصلها صوتها: هلا
عضت شفايفها ميرال ماودّها تبكي وهمست: ميار
إرتخت ملامحها ميار تبكي: ميراال يروح ميار
بلعت غصتها ميرال تهمس: إسمعيني ماعندي وقت بسألك
عقدت حجاجها ميار تمسح دموعها: عن مين ؟
ميرال: مرام راقبيها وراها شيء هذي
ميار: ليه عرفتي شيء ؟
حكت جبينها ميرال: قبل أسبوع شفتها هنا بس ما جاتني ولا مرّتني
هزت راسها ميار: من عيوني لا تشيلين هم إنتي
بلعت ريقها بربكة ميرال: ميار بسألك !
إبتسمت ميار: ياعين وقلب ميار إنتي
عضت شفايفها ميرال تسكت ماتعرف كيف تسألها وتنحنحت ميار: أديب
رجف قلبها من إسمه وتتسارع دقات قلبها وضحكت ميار: قصدي بتسألين عن أديب
أخذت نفس بربكة ميرال ونطقت ميار: حبيب القلب ضايع ولا عارف وين أرضه وسماه حتى ما نشوفه يشتغل على قضيتك حيل
غمضت عُيونها ميرال وفزت من صوت العسكري ونطقت: إنتبهي لنفسك ولاتنسين اللي قلته
قفلت ما تمديها تسمع ردّها ورمت الجوال للعسكري وناظرته بحده ميرال ونزل راسه العسكري ينحني يأخذ جواله وعضت شفايفها ميرال ومشت تجلس مكانها تناظر الفراغ وتنهدت تهمس: أهخ أديب أهخ يارب
'
ميّل شفايفه يناظر شاشة لابتوته فاتح على تسجيل من إحدى الكاميرات وناظره ثنيان بعدم تصديق: ياخي مو هذا للمرة المليون شفته مافيه شيء فاضي أديب
حك دقنه أديب بتعب يغلق اللابتوب: لقيت تسجيل كاميرا أشوفه إذا يساعدنا
تنهد ثنيان: فاضي أديب مافيه شيء تسجيل عادي
سكت أديب يرجع جسده للخلف ونطق ثنيان: أمك ! لقيت شيء ؟
هز راسه بالنفي أديب: حاسبين حساب كل شيء كأنها ماتعرف شيء ياخي
ثنيان: طيب خذها تحقيق بتهمة الشك
أديب بسخرية: لو أخذتها يعني بتعترف ثنيان
تنهد ثنيان بتعب وزفر أديب يسحب من سجايره يضعها بين ثنايا ثغره وولع طرفها يسحب منه يحرق نفسه وهز راسه بفقدان أمل ثنيان يناظر بالأوراق والملفات المُبعثرة بالطاولة والأكواب القهوة اللي يجهل عدده من كُثره وبكت الدخان بالمثل ، فز أديب يفتح الابتوب من جديد يفتح نفس التسجيل وعقد حجاجه ثنيان بعدم فهم: شفيك ؟
مارد عليه أديب يناظر التسجيل بتدقيق وإنتباه ولف بنظره: برسلها لصاحبي الإستخباراتي
ثنيان: مايحتاج أديب مايفيدنا شيء
أديب وهو يأخذ جواله: والله يا ثنيان فيني إحساس هالتسجيل بيطلع برائتها
ثنيان: بترسل لي فارس ؟
-
السايكو والأسمر 🩶❤️‍🔥.

أنت وطنِي ورمّش أهدابِك بلاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن