"الفصل الخامس عشر" : مفاجأة !!"

52 8 109
                                    

بعد أن اجتازوا مدينة نومير والتحديات العديدة التي واجهوها هناك، توجه الفريق إلى وجهتهم التالية: مدينة فيريان. كانت فيريان مدينة لا تشبه أي مدينة أخرى في فيرستا، فهي مظلمة، مليئة بالضباب الكثيف، ويُقال إنها محروسة بتنين أسود ضخم يُعرف بتنين الظلام.

لم يكن الطريق إلى فيريان سهلاً، فالمجموعة كانت تعاني من الغياب المفاجئ لروان، التي خطفها يوسف في لحظة غدر. كان الجو بينهم مشحوناً بالقلق والتوتر، وكان كل واحد منهم يشعر بالثقل على كتفيه وهم يتقدمون نحو المجهول.

وصلوا إلى أطراف فيريان مع حلول الليل، وكانت المدينة بالفعل كما وُصفت: مظلمة ومليئة بالضباب الكثيف الذي لا يمكن اختراقه بسهولة. لم يكن بإمكانهم رؤية أبعد من خطوات قليلة أمامهم. كان الضباب كثيفًا لدرجة أن الأشجار والمباني تلاشت في عمق الظلام.

"هذه المدينة تخفي شيئًا رهيبًا"، قال كريم وهو يتفحص الضباب حوله. كان لديه شعور داخلي بأن شيئًا ما يترصد لهم، شيء لم يرغبوا في مواجهته.

"علينا أن نكون حذرين. تنين الظلام ليس مجرد أسطورة، إنه حقيقي ويقتل من يجرؤ على دخوله هذه المدينة"، أضافت نورهان، وهي تشعر بالضغط النفسي الذي يزداد مع كل خطوة.

بينما كانوا يتحركون داخل المدينة، كان الصوت الوحيد الذي يسمعونه هو صوت أنفاسهم المختنقة وصدى خطواتهم على الأرض المبللة. فجأة، شعروا بحركة غريبة في الضباب. كان هناك شيء يتحرك بسرعة، شيء ضخم ومخيف.

"هل تشعرون بذلك؟" همس رامي، بينما توقف الجميع في مكانهم، محاولين تحديد مصدر الحركة.

قبل أن يتمكنوا من الرد، انقض عليهم تنين الظلام من داخل الضباب. كان هائلًا، أسود اللون، وأجنحته الكبيرة تحرك الضباب وكأنه موجات بحر عاتية. نفث التنين سمومًا قاتلة من فمه، ملأت الهواء بروائح كريهة وأبخرة مميتة.

"احترسوا!" صرخ كريم وهو يحاول إطلاق تعويذة لحماية الفريق. ولكن التنين كان أسرع، حيث قذف بهم جانبًا بقوة جناحيه.

تراجعت المجموعة وهم يحاولون تنظيم صفوفهم. كان التنين يتخفى داخل الضباب، يهاجمهم من زوايا غير متوقعة ثم يختفي مرة أخرى. كان الأمر مرهقًا نفسيًا وجسديًا، فكان عليهم أن يبقوا يقظين في كل لحظة.

"كيف يمكننا هزيمته؟" صرخت نورهان، وهي تتفادى هجومًا آخر من التنين.

"علينا أن نستفيد من الضباب!" قال كريم، وهو يتذكر التعويذة التي استخدمها في معركتهم الأخيرة. "الضباب هو مصدر قوته، ولكن يمكننا استخدامه ضده!"

بدأ كريم في تلاوة تعويذة خاصة، وكان يحاول تحويل الضباب إلى أداة تساعدهم في كشف موقع التنين. ببطء، بدأ الضباب يخف تدريجيًا حولهم، مما سمح لهم برؤية أجنحة التنين وهي تتحرك في الظلام.

رحلة فيرستاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن