٤) البدايات على وشك البدء

127 6 3
                                    

بعد يوم إجازة حافل و مليء بالأحداث التي عكرت صفو حياته ، و جعلت باله مشغول دائما بالتفكير في المستقبل و ما هو مقبل عليه، ذهب "عابد" إلى عمله على أمل أن ينشغل قليلا و ينفك عن التفكير في أمر أبيه، فهو الآن على وشك أن يغير مجرى حياته بمجرد إتخاذه للقرار السفر مع والده.

ظل في المكتب يقرأ القضايا و يساعد مديره في العمل و يستفيد من خبراته في محاولات بائسة كي يصرف التفكير الزائد عن عقله بينما في نفس الوقت في منزله جلست "زينب" و هي تفكر في حل يعود بالفائدة لصغيرها و ربيب يديها.

هي تريد أن يعوضه الله و يتزوج بمن يريدها قلبه و أيضا أن يعيش في حياة كريمة و يصبح ميسور الحال ، و والده في مقدرته فعل ذلك له ، لذلك حسمت أمرها و قامت من مضجعها متوجهة لخارج غرفتها تبحث عن هاتفها المحمول ، حتى عثرت عليه.

أخرجت رقم "هارون" ثم قامت بالإتصال به ، مرت خمسة ثواني حتى أتاها صوته ملقيا السلام ، فردت عليه السلام ثم تابعت: بص يا حاج هارون أنا بكلمك دلوقتي مش كأخت مراتك الله يرحمها ، أنا دلوقتي بكلمك كأم خايفة على إبنها ، عابد يبقى ابني يا حاج و اللي يفكر يئذيه أنا أكله بسناني.

رد ساخرا: و أنا مش معترض او ناكر لأفضالك يا ست زينب بس أنا برضو أب و عابد يبقى ابني لو واخدة بالك، و أنا عايز أعوضه لإن كل أملاكي هتكون لي في الأخر ، انا قصرت في حقه كتير و دلوقتي أنا عايز أريحه من التقصير ده.

حديثه طمأنها قليلا فقررت أن تخبره بما تريد صراحة: طب بص يا حاج هارون أنت راجل بتفهم في الأصول و من فترة عابد أتكلم على بنت من هنا في المنطقة عندنا و خلاني فتحت كلام مع أهلها على جوازهم من بعض ، و عابد بيحبها و البت كويسة و بتحبه و كل الحارة بتشهد بأخلاقها و جدعنتها مع القريب و الغريب، و عابد كان قالها تستناه لحد ما يكون نفسه و يجيب الشقة ، و دلوقتي هو لو سافر ممكن يقعد فترة طويلة هناك و البت هتفضل زي البيت الوقف و يا عالم أهلها هيوفقوا تستناه أكتر من كده و لا لأ، فبصراحة أنا مش عايزه ابني يخسر حب حياته بسبب السفرية دي و يفضل معلق بنات الناس جنبه ، فأنت لو عايزه يسافر يبقى تخطبله قبل ما يمشي ، أهو نبقى خدنا خطوة جد مع أهلها و تقدر تتابع أخباره لما يمشي.

ضحك "هارون" ضحكة خفيفة ثم تحدث: و الله لولا ما الواد عابد يبقى ابني أنا كنت قولت إنك بتستغليني يا ست زينب.

_ و لا استغلال و لا حاجة يا حاج هارون ، انا عايزة مصلحة عابد و طالما عايز تعوضه يبقى تعوضه بالحاجة اللي هو نفسه فيه ، عابد شال المسؤولية بدري و مكنش مُرفه زي باقي العيال و كان بيتعاير بابوه اللي سايبه و أمه اللي ماتت،فحقه دلوقتي إنه يفرح بجد و حياته تتغير للأحسن

_ و أنا معاه في اللي هو عايزه و لو عايز يخطب قبل السفر هخطبله ، بس غريبة يا ست زينب إنك مش معترضة على سفره و إنه هيسيبك.

جوازة و السلام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن