٧) صراع في منحنى جديد

76 6 17
                                    

قررت فتح أبواب الجحيم ، أظلمت عيناها ما إن وقعت عيناها على تلك الورقة التي حملت مبلغ من المال قابل للصرف، راضي ذلك الذي يدعي الفقر في كل الأوقات و لا يخرج من جيبه مليما إلا بشق الأنفس و دائما يبخل عليهم و على نفسه بكل شيء، يمتلك مبلغ يمكن أن يفك عنهم بعض من كروبهم أو يستفادوا منه بأي شيء، و لكن ذلك البخيل الطامع لم يأتي بسيرة ذلك المبلغ حتى الآن و يبدو أنه لا ينوي فعل ذلك من الأساس.

لذلك دون تفكير لعاقبات فعلتها خرجت من المرحاض سريعا بعد أن قامت بوضع الملابس بالغسالة سريعا ثم توجهت لغرفتها و أخفت الورقة دولاب الملابس الخاص بها في صندوق سري لها تخفيه عن أعين الجميع في إحدى زوايا الدولاب تحتفظ فيه بذكرياتها مع والدها و أغراض خاصة بها عزيزة على قلبها و أخيرا الورقة ذات المبلغ المالي و التي سيقلب راضي المنزل رأس على عقب حتى يعرف مكانها عند إدراكه لإختفائها و لكنها ستتسلى معه قليلا و ستبدأ حربها ضده في أقرب وقت.
____________________

غرفة بيضاء صوت أجهزة طبية من حوله ، و أسلاك موصلة بجزعه العاري ، ذلك كل ما ابصره بتشوش ما إن فتح عينيه بعد غيبوبته ، يشعر بثقل في جسده و ألم داهمه ما إن حاول أن يتحرك.

تأوه "يوسف" بخفوت ينظر حوله بتيه و شريط ذكرياته الأخيرة يعرض أمام عينيه ، لتتضح الصورة أمامه ،هو هنا بسبب ذلك الشجار الذي نشب في تلك الحفلة المشؤومة في منطقة "العين السخنة" ، و لكن أين هو و هل أحد معه و أين صديقه سامح ،أسئلة كثيرة دارت بخلده و لم يجد لها جواب ، هو فقط يشعر بالتيه و يرجو أن يوضح له أحد ما يحدث له الآن.

دقائق معدودة مرت عليه حتى دلفت إلى غرفته ممرضة ، كانت تطالعه بإهتمام سرعان ما تحول إلى دهشة عندما لاحظت إفاقته و محاولته للتحدث قائلا بوهن ما إن رأها: أنا...أنا فين؟

اجابته بعجالة: حمدالله على سلامتك يا استاذ يوسف ، أنت في المستشفى ثواني هبلغ الدكتور انك فوقت.

ركضت خارج الغرفة كي تحضر الطبيب بينما هو فطالع أثرها بضجر فهي لم تخبره أهو مازال في العين السخنة أم عاد للقاهرة ، فقط أخبرته بتلك المعلومة الرائعة بأنه يرقد في المشفى كأنه لا يعلم إنه في المشفى منذ استعادة وعيه و رؤيته لتلك الغرفة الكئيبة.

بقى بمفرده في الغرفة بعد ذهاب الممرضة و أخذ يطالع جزعه العاري الموصل بالاسلاك الطبية و بطنه الملفوفة بالشاش الطبي و هنا احتدت عيناه ما إن تذكر الطعنة التي تلقاها غدرا في بطنه و ذراعه ، فرفع عيونه لذراعه ليجده في نفس الحالة تم لف جرحه بالشاش الطبي أيضا.

شعر بشعور خانق إجتاحه بسبب ذلك الألم المباغت في رأسه و جسده بأكمله ، كاد أن يطلق سبة كعادته عندما يضجر أو ينزعج من شيء و لكنه لاحظ دلوف الطبيب إلى غرفته كي يتابع تطور حالته ، فالطبيب لم يتوقع أن يستفيق من غيبوبته في تلك المدة القصيرة نسبيا.

جوازة و السلام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن