٨) و الله فراق الحبايب مر يوجعني

72 3 15
                                    

قلبها متألم لفراقه و لكنها سعيدة لأجله ، مشاعرها تحاوطه في تلك اللحظات بكثرة لعلمها بأن موعد الوداع قد إقترب بشدة.

هي الآن تقوم بغسل ملابسه تحاول أن لا تبكي ، ذلك الذي منذ نعومة أظافره و هو ابنا لها ، كانت أمه و ليست خالته كما المتعارف عليه ، الآن سيذهب و يتركها بمفردها!

هي من ربت و سهرت على راحته و ذاكرت له دروسه في كل مراحل دراسته و إهتمت بكل تفاصيله و كانت جواره في كل خطواته الناجحة و المتعثرة ، لذلك هي عن جدارة تستحق لقب الأم ، فهناك أمهات لهم أبناء قاموا بحملهم في أرحامهن و لكن لا يستحقن الأمومة أو لقب الأم.

"زينب" رغم عدم قدرتها على الإنجاب لحكمة لا يعلمها إلا الله لديها مشاعر أمومة أعطتها لعابد بمفرده ، فهي كانت تحب شقيقتها والدة "عابد" بشدة و عند رحيلها أخذت على نفسها عهدا بأن "عابد" سيكون أمانة عليها أن ترعاها ، و بالفعل راعته و أدت الأمانة على أكمل وجه حتى أحسنت تربية رجل قر عينها و بالتأكيد والدته سعيدة به الآن و تشعر بهما دائما.

_زوزو ، إنتي روحتي فين

كانت تقف في المرحاض تقوم بغسل ملابسه و عيناها مغرورقة بالدمع ، و لكن ما إن سمعت صوته حتى مسحت عيناها سريعا و ردت عليه بصوت حاولت إخراجه عاديا: أيوه يا عابد أنا في الحمام بغسلك هدومك يا حبيبي.

_ طب يلا علشان ناكل سوا.

_حاضر.

هكذا كان ردها ، أنهت ما في يدها سريعا ثم خرجت تبتسم له و جلست تتناول الطعام برفقته، فهو أصر على طلب طعام لهم من إحدى محلات الطعام كي لا ترهق نفسها ، يريد أن تنعم في قربه بالراحة قبل رحيله عنها.

كان الحديث متوقف بينهما أثناء تناول الطعام، حتى قرر هو مشاكستها بعد ان لاحظ شرودها على غير العادة فقال: مكنش لي لازمة تتعبي نفسك و تغسلي الهدوم كلها كده كده انا مشتري لبس مع فرح.

رفعت حاجبها باستنكار و استطاع بحديثه أن يخرجها من شردها و هدوءها: و الله ! ، عاجبك أوي اللبس اللي السنيورة جايبهولك!؟ و بعدين ده أنا لو كنت نزلت معاك كنت جبتلك حاجات ترند و احسن من اللي منقياه ده و كنت هخليك أخر شياكة.

_ يا حلاوة يا ولاد زينب بدأت تغير من أولها.

لكزته بخفة في كتفه قائلة بحنق: اتلم يا واد ، و بعدين اه بغير ، ابني الوحيد و حقي اغير عليه.

ضحك ثم مال عليها قائلا بهمس كأن هناك من يسمعهم: بيني و بينك اللبس اللي كنتي بتجبيه كان بيبقى عايز تلاتة يلبسوه معايا ، ده هي لما اختارتلي اللبس انا حسيت إني مكنتش بجيب هدوم.

ذلك المشاغب ناكر الجميل قد استطاع أن يثير غضبها الآن ، فصاحت فيه: يا واطي ، بقى ده جزائي إني كنت بجيبلك لبس يعيش معاك.

جوازة و السلام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن