قلبها متألم لفراقه و لكنها سعيدة لأجله ، مشاعرها تحاوطه في تلك اللحظات بكثرة لعلمها بأن موعد الوداع قد إقترب بشدة.
هي الآن تقوم بغسل ملابسه تحاول أن لا تبكي ، ذلك الذي منذ نعومة أظافره و هو ابنا لها ، كانت أمه و ليست خالته كما المتعارف عليه ، الآن سيذهب و يتركها بمفردها!
هي من ربت و سهرت على راحته و ذاكرت له دروسه في كل مراحل دراسته و إهتمت بكل تفاصيله و كانت جواره في كل خطواته الناجحة و المتعثرة ، لذلك هي عن جدارة تستحق لقب الأم ، فهناك أمهات لهم أبناء قاموا بحملهم في أرحامهن و لكن لا يستحقن الأمومة أو لقب الأم.
"زينب" رغم عدم قدرتها على الإنجاب لحكمة لا يعلمها إلا الله لديها مشاعر أمومة أعطتها لعابد بمفرده ، فهي كانت تحب شقيقتها والدة "عابد" بشدة و عند رحيلها أخذت على نفسها عهدا بأن "عابد" سيكون أمانة عليها أن ترعاها ، و بالفعل راعته و أدت الأمانة على أكمل وجه حتى أحسنت تربية رجل قر عينها و بالتأكيد والدته سعيدة به الآن و تشعر بهما دائما.
_زوزو ، إنتي روحتي فين
كانت تقف في المرحاض تقوم بغسل ملابسه و عيناها مغرورقة بالدمع ، و لكن ما إن سمعت صوته حتى مسحت عيناها سريعا و ردت عليه بصوت حاولت إخراجه عاديا: أيوه يا عابد أنا في الحمام بغسلك هدومك يا حبيبي.
_ طب يلا علشان ناكل سوا.
_حاضر.
هكذا كان ردها ، أنهت ما في يدها سريعا ثم خرجت تبتسم له و جلست تتناول الطعام برفقته، فهو أصر على طلب طعام لهم من إحدى محلات الطعام كي لا ترهق نفسها ، يريد أن تنعم في قربه بالراحة قبل رحيله عنها.
كان الحديث متوقف بينهما أثناء تناول الطعام، حتى قرر هو مشاكستها بعد ان لاحظ شرودها على غير العادة فقال: مكنش لي لازمة تتعبي نفسك و تغسلي الهدوم كلها كده كده انا مشتري لبس مع فرح.
رفعت حاجبها باستنكار و استطاع بحديثه أن يخرجها من شردها و هدوءها: و الله ! ، عاجبك أوي اللبس اللي السنيورة جايبهولك!؟ و بعدين ده أنا لو كنت نزلت معاك كنت جبتلك حاجات ترند و احسن من اللي منقياه ده و كنت هخليك أخر شياكة.
_ يا حلاوة يا ولاد زينب بدأت تغير من أولها.
لكزته بخفة في كتفه قائلة بحنق: اتلم يا واد ، و بعدين اه بغير ، ابني الوحيد و حقي اغير عليه.
ضحك ثم مال عليها قائلا بهمس كأن هناك من يسمعهم: بيني و بينك اللبس اللي كنتي بتجبيه كان بيبقى عايز تلاتة يلبسوه معايا ، ده هي لما اختارتلي اللبس انا حسيت إني مكنتش بجيب هدوم.
ذلك المشاغب ناكر الجميل قد استطاع أن يثير غضبها الآن ، فصاحت فيه: يا واطي ، بقى ده جزائي إني كنت بجيبلك لبس يعيش معاك.
أنت تقرأ
جوازة و السلام.
General Fictionاربع فتيات يقعن في صراعات من حيث لا يدرون ، اربع شخصيات مختلفة كلا منهم تتعامل مع مصيرها الإجباري الذي فُرض عليها بطريقتها الخاصة. فهل سيستسلمن لواقعهن المرير أم سيتخذن من المقاومة و تغير المفروض سبيل؟