35

283 19 18
                                    

أستمتعوا
.
.
.
"هل أنت مستعد" سأل مينغيو، و هو يربط أربطة حذاءه الأسود بينما كان ينتظر عند الباب الأمامي. "سأنزل خلال ثانية!" صاح ونوو من أعلى الدرج. بمجرد أن ربط مينغيو حذاءه، انتظر في غرفة المعيشة، و لا يزال معجبًا بالحجم الهائل للمنزل الذي يعيش فيه ونوو، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر و كأنه تعرف على المبنى عندما رأى الجزء الخارجي.

كان يتجول في غرفة المعيشة، و ينظر إلى الأثاث و إطارات الصور المختلفة التي كانت إما معلقة على الحائط أو موضوعة أعلى الرف الرخامي فوق المدفأة. كانت معظم الصور عبارة عن صور شخصية لأفراد الأسرة المختلفين في أعمار مختلفة، لكن صورة عائلية معينة لفتت انتباهه. وتضمنت الصورة أربعة أفراد، أحدهم ونوو. كان هناك اثنان آخران، أيديهم موضوعة على أكتاف ونوو و فتاة أخرى جالسة، على افتراض أن الواقفين هما والديه. ولكن من هي الفتاة؟ لقد بدت مألوفة ، و كأن مينغيو قد رآها من قبل. هل هي أخت ونوو؟ و لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يراها مينغيو أو يراها والديها من قبل؟



















"اذا أنت السبب في أن ونوو كان سعيدًا جدًا مؤخرًا". قال صوت ما، صوت مزعج يعرفه مينغيو جيدًا. استدار مينغيو لرؤية جيون تشايون، متكئة على الحائط و ذراعيها متقاطعتين.

"ماذا تفعلين هنا؟" سأل مينغيو، و الذي بدا و كأنه أغبى سؤال للفتاة. ضحكت بطريقة غير مهذبة. "أنا أعيش هنا بوضوح." استغرق الأمر من مينغيو بعض الوقت لفهم ما قالته تشايون للتو، و نظر إلى صورة العائلة ثم إلى تشايون. "مهلا- أنتِ أخت ونوو!" أومأت برأسها و ابتسامة ماكرة على شفتيها.

"اذا عندما أتيت إلى هنا لأرسم على جدران منزلك، قمت بالرسم على جدران منزل ونوو؟"
"من الواضح،أجل" قالت بصوت عالي النبرة بشكل مزعج، تبعتها ضحكة ثم ابتعدت عن الحائط و سارت نحو مينغيو. "الآن، ابق بعيدًا عن ونوو"
























"ما اللعنة، لماذا يجب أن أستمع إليكِ؟" قال مينغيو، الذي فقط يريد المغادرة مع ونوو و الذهاب لموعدهما، "لأن والدك أفسد عائلتنا بالفعل بأخذ والدينا. لن أخسر ونوو لشخص قريب من ذلك الوحش." جادلت تشايون بينما تُرك مينغيو في حالة صدمة. "م-مهلا. والدي .. قتل-"

"لا تنهي تلك الجملة!" قاطعت تشايون مبتعدة عن مينغيو، ثم حدقت في صورة والديهما المتوفين على الحائط.

"هل تعرف مدى شعور ونوو بالذنب تجاه وفاة والدينا و كم يلوم نفسه كل يوم، و يخبر نفسه أنه كان بإمكانه فعل شيء لإيقاف ما فعله والدك بهما؟"  

"هل ونوو يعرف ذلك؟ "

"بالطبع لا يعرف." تشايون شبه صرخت.
"و لكن إذا لم تبتعد عنه، سأخبره بنفسي و سوف يكسره ذلك أكثر."

"كيف يمكنك أن تفعلي ذلك بأخيك، لقد طلبت مني الابتعاد عنه حفاظًا على سلامته، لكنكِ لا تهتمي بمدى الاكتئاب الذي قد يصيبه عندما يعلم أن والدي قتل والديه" جادل مينغيو، وهو لا يزال غير مصدق. "إلى أي درجة يمكن أن تصبحي سخيفة؟"



























"لا يهم، فهو يخطط لإعادة فتح القضية على أي حال. و سيكتشف ذلك في كلتا الحالتين." قالت تشايون بصوت منخفض ثم نظرت إلى مينغيو بكراهية خالصة في عينيها، على الرغم من أن مينغيو لم يكن هو الذي قتل والديها في المقام الأول. "لذا، إذا كنت مهتمًا بـونوو و تريد الأفضل له، فابتعد عنه."

انتهت محادثتهما عند ذلك الحد بعد أن نزل ونوو إلى الطابق السفلي، لعدم رغبتهما في أن يسمع ونوو ما كانا يتحدثان عنه.






















جلس الاثنان في سيارة ونوو، و تم تشغيل أغنية غير معروفة على الراديو حيث تحدث ونوو عن مدى حماسته لاصطحاب مينغيو إلى المكان الذي سيقضيان فيه موعدهما. نظر مينغيو إلى ونوو وهو يقود السيارة، و رؤية الابتسامة المشرقة على وجه ونوو أدفأت قلبه.

لكن عقله عاد إلى ما كانت تقوله تشايون سابقًا. هل تعلم مدى شعور ونوو بالذنب لأنه يلوم نفسه كل يوم لأنه لم يفعل أي شيء لمنع والدك من قتلهما؟. مجرد التفكير في ما قالته جعله يشعر بالحزن الشديد. لأنه خلف قناع العمل الجاد و المبهج الذي كان ونوو يحب ارتدائه، كان هناك صبي يلوم نفسه على وفاة والديه، و هي وفاة لم يكن ونوو متورطًا فيها. بطريقة ما كان مينغيو و ونوو متشابهين جدًا، لكن ونوو كان أقوى منه بكثير.

قرر مينغيو الالتجاء الى التصرف بقسوة لحماية نفسه من الأشخاص الذين آذوه، لكنه في الحقيقة كان مجرد جبان. لا يزال ونوو يعمل بجد و يتمكن من اجتياز الحياة، على الرغم من الذنب والحزن الذي لا يستحق أن يشعر به.




















  ربما عليه أن يفعل ما قالته تشايون، لأن ونوو لا يستحق أن يشعر بالألم بعد الآن، و وجود مينغيو معه قد يجلب له المزيد من الألم. لكن ما لم يكن مينغيو يعرفه، أنه هو السبب في شفاء آلام ونوو.

.
.
.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
خمسة | MEANIEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن